32 ترجمات معاني القرآن الكريم

32 ترجمات معاني القرآن الكريم

نصير أحمد قمر


ما أروعَ ما قاله المسيح الموعود في حبه للقرآن الكريم في بيت شعر له تعريبه:

“ربّ، إني أتوق كل حين إلى تقبيل صحيفتك والطوافِ حول القرآن الكريم، فهو كعبتي”. (نحن وآرية قاديان، الخزائن الروحانية، مجلد 20، ص 457)

وانطلاقًا من الحب الذي غرسه حضرته في أتباعه للقرآن الكريم والعمل به، ما زال خلفاؤه يولون نَشْرَ القرآن ومعانيه اهتمامًا كبيرًا، سواء بين أفراد الجماعة أو بين الشعوب الأخرى في كل أنحاء العالم.

لا شك أن بعض المسلمين الآخرين قد قاموا بنشر ترجمات معاني القرآن الكريم بلغاتٍ مختلفة، إلا أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الوحيدة والفريدة التي تحملت مسؤولية نشر ترجمات معاني القرآن الكريم على عاتقها حسب برنامجٍ منسق بناءً على توجيهات الخلافة المباركة، وإنها لا تأخذ أية مساعدةٍ ماليةٍ من أية جهة أو شخص دون أبنائها الذين يتحملون كل النفقات تلبيةً لدعوة من خلفائهم. إن الأحمديين بسطاء من ناحية الوسائل المادية والدنيوية، وليس لدى الجماعة ثروة نفطية ولا معدنية، ولكنها حظيت بالسيادة المؤيدة المنصورة من الله تعالى التي جاءت النبوءات عنها في القرآن الكريم والحديث مسبقًا. لقد وهب الله تعالى لهذه الخلافة الراشدة والقيادة الربانية أناسًا قلوبهم عامرة بالإيمان والإخلاص، فيضحّون دائمًا بأنفسهم وأموالهم وأوقاتهم لنشر كلام الله في العالم، مؤْثِرين الدين على الدنيا.

كان انتشار القرآن وتعاليمه في العالم أجمع مقدرًا في عصر المسيح الموعود وعلى يده؛ فهو الذي كان مجيئه بمنـزلة مجيء النبي بصورة مجازية، وكان إنجازه هذه الخدمات والانتصارات كلها دليلا على استمرار الفيوض الروحانية للنبي .

يقول المسيح الموعود :

“لقد كان أحد أهداف بعثة النبي إكمال الدين، لقوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي . ولهذا الإكمال ميزتان: إحداهما إكمال الهداية، والأخرى إكمال نشر الهداية. وكان زمن إكمال الهداية هو زمن النبي ، أما زمن إكمال نشر الهداية فهو عصره الثاني، وهو زمن الذين قال الله فيهم: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ . وقد جاء هذا الزمن الآن، أعني زمني، أي زمن المسيح الموعود.” (جريدة الحكم، مجلد 6 عدد 43 يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1902 ص 1).

ويقول سيدنا المسيح الموعود موضِّحًا هذا الأمر أكثر:

“كان من اللازم أن يتم إكمال نشر الهداية بواسطة النبي كما تم إكمال الهداية على يده ، لأن كِلا الأمرين كان منوطًا بمنصب نبوته، ولكن لم يكن ممكنا حسب سنة الله أن يخلد أو يعيش إلى ذلك الزمن الأخير، وكذلك كان ممكنا أن يتسبب هذا النوع من الخلود في انتشار الشرك، لذا أكمل الله مهمة النبي هذه على يد أحد أفراد أمته الذي هو جزء منه ، وبتعبير آخر كأنه هو النبي نفسه من حيث طبيعته وروحانيته، وكان سَمِيَّه في السماء بصورة مجازية…

إن النبي خاتم الأنبياء، وشريعته للدنيا بأكملها وقد قال الله تعالى فيه: وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النبِيينَ ، وأمره: قُلْ يَا أَيهَا الناسُ إِني رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا .

وعلى الرغم من أن الهدايات المتفرقة التي وُجدتْ مِن زمن آدم إلى عيسى قد جُمعتْ في القرآن الكريم في حياة النبي ، لكن مفهوم الآية: قُلْ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا لم يكتمل عمليًا في حياته ، لأن النشر الكامل كان يتطلب إيصال دعوة القرآن إلى بلاد مختلفة؛ أعني آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا وإلى بقاع الدنيا النائية في حياة النبي . ولكن ذلك كان مستحيلا يومذاك، بل إن كثيرا من الأماكن في الدنيا كانت مجهولة في ذلك الوقت لصعوبة وسائل النقل والأسفار البعيدة حيث كانت هذه الوسائل شبه معدومة…. وحتى سنة 1257 الهجرية كانت وسائل النشر الكامل شبه معدومة، وكانت أمريكا كلها ومعظم أوروبا محرومة من دعوة القرآن وبراهينه حتى ذلك الزمن…

وباختصار، قد قيل في الآية المذكورة أعلاه: يا سكان الأرض، إني رسول الله إليكم جميعًا، ولكن.. حسب هذه الآية.. لم يتم تبليغ هذه الدعوة ولم تتم الحجة عمليا على كل الدنيا قبل أيامنا هذه، لعدم وجود وسائل النشر. وكان عدم الإلمام بلغات مختلفة أيضًا مانعًا كبيرًا، وكان اطلاع الناس على معرفة دلائل صدق الإسلام يعتمد على أن يُترجم الهدي الإسلامي إلى لغات أخرى أو أن يتعلم الناس بأنفسهم لغة الإسلام. (تحفة غولروية، الخزائن الروحانية، مجلد 17 ص258 – 261).

بعض ترجمات معاني القرآن الكريم

ولتعليم ترجمة معاني القرآن الكريم للأطفال والنساء وعامة الناس في القارة الهندية نشرتْ الجماعة ترجمات معانيه باللغة الأردية، مثل ترجمة حضرة مير محمد إسحق الصادرة في عهد الخليفة الثاني في قاديان لأول مرة، وقد لاقت إقـبالاً كبيرًا، وظـهرت لها طـبعات عديدة إلى يومنـا هذا.

التفسير الصـغير

كانت لدى الخليفة الثاني رغبة شديدة في أن تصدر في حياته ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأردية بمستوى رفيع تشمل ملاحظات تفسيرية. وكان حضرته قد قام بنفسه بترجمة السور الواردة في مجلدات التفسير الكبير. ثم أكمل ترجمة السور المتبقية فيما بين حزيران وآب 1956 رغم مرضه. وصدرت هذه الترجمة بمناسبة الجلسة السنوية سنة 1957 باسم “التفسير الصغير”. ومنذ ذلك الوقت ظهرت لها عشرات الطبعات من ربوة وقاديان ولندن.

الترجمة الإنجليـزية

فُوّضت مهمة ترجمة معاني القرآن وملاحظاتها التفسيرية إلى اللغة الإنجليزية إلى المولوي محمد علي في حياة الخليفة الأول ،  ولكن بسبب الخلاف الذي نشب في عام 1914 (في بداية عهد الخليفة الثاني ) ذهب المولوي محمد علي بكل عمله إلى لاهور ونشره باسمه الخاص. وبعد ذلك وكّل سيدُنا الخليفة الثاني مسؤولية الترجمة الإنجليزية إلى المولوي شير علي في سنة 1933. فذهب إلى إنجلترا في سنة 1936، وعكف على هذا العمل 3 سنوات. فطُبعت هذه الترجمة الإنجليزية سنة 1955 لأول مرة، وقد نُشرت طبعاتٌ عديدةٌ منها حتى الآن.

وأَولى الخليفة الثاني ترجمة معاني القرآن الكريم بلغات مختلفة اهتماما ملحوظا في سنة 1944. ففي 20 تشرين الأول 1944 وجّه إلى أبناء الجماعة دعوة خاصة لنشر هذه الترجمات بسبع لغات عالمية، هي الإنجليزية والروسية والألمانية والفرنسية والإيطالية والهولندية والإسبانية والبرتغالية. وقام بسعي مشكور في عهد خلافته لإكمال هذه الترجمات، ولكي يهيئ النفقات اللازمة لهذه المهمة تحمّلَ هو بنفسه تكاليف الترجمة الإيطالية. أما تكلفة الترجمة الألمانية فقد تحملتها “لجنة إماء الله” (سيدات الجماعة) في الهند. كما تحمل أهل قاديان نفقات ترجمة واحدة. وفيما يخص الترجمات الأربع الباقية فقد قرر أن يتكفل بنفقاتها بعض فروع الجماعة أو بعض الأفراد. وبعد أن ألقى حضرته خطبة بهذا الصدد تحمل شودري محمد ظفر الله خان وبعض أبناء الجماعة الآخرين تكاليف ترجمة واحدة. لقد لبَّت الجماعة نداء الخليفة بشكل رائع، وخلال بضعة أيام وصلت الوعود من أبنائها إلى ما فيه كفاية لنشر الترجمات إلى تسع لغات.

ولقد بارك الله في مشروع نشر ترجمات معاني القرآن على ضوء توجيهات وأدعية خلفاء المسيح الموعود ، وقد وفّق الجماعةَ حتى اليوم لنشر ترجمات معاني القرآن إلى 69 لغة مختلفة. وفيما يلي قائمة اللغات التي قد نُشرت بها الترجمات كاملةً:

الإنجليزية، الروسية، الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، الألبانية، البولندية، التركية، الأوزبكية، التشيكية، الصينية، الهولندية، الإسبانية، الدنمركية، اليونانية، البرتغالية، السويدية، النرويجية، البلغارية، القرغستانية، البوسنية، الفارسية، الفيجية، البنغالية، الإندونيسية، الفيتنامية، اليابانية، الكاتالانية (لغة في إسبانيا)، الكورية، التايلاندية، النيبالية، الماليزية، الهندية، المراتهية، الأورية، التاميلة، الغوجراتية، الملايالم، الآسامية، الكشميرية، والمنيبورية، الغورمخية، الكنّادية، التلغو، (لغات في الهند)، الأردية، السندية، البشتو، السرايكية، البنجابية، (لغات في باكستان)، السواحيلية، لوغندا (لغة أوغندا)، الكيكامبا، الكيكويو (لغتان في كينيا)، جولا Jula  (لغة في ساحل العاج)، اليوربا، الهاوسا، الإغبو IGBO (لغات في نيجيريا وبلاد مجاورة)، الأشانتية (لغة غانا)، الميندية (لغة سيراليون)، الفولاية، المندينكا Mandinka، وولف Wolof (لغات في غامبيا)، التاغالوغية Tagalog (لغة في الفيليبين)، المالاغاشية (لغة في مدغشقر)، المورية Moore (لغة في بوركينافاسو)، السُندانية Sundanese (لغة في إندونيسيا)، التوفالو Tuvalu، الإسبرانتو Esperanto، الكريول الموريشسية.

وعديد من هذه الترجمات تضم ملاحظات تفسيرية وتعريفا بالسور وفهرسًا لمحتويات التفسير. وقد صدرت لبعض الترجمات أكثر من طبعة.

وهناك ترجمات أخرى جاهزة بلغات مختلفة يتم تدقيقها وطباعتها على الحاسوب استعدادًا لنشرها.

كما أُعدّت بلغة المكفوفين (Braille) ترجمةُ الإنجليزية للقرآن الكريم التي قام بها الأستاذ المولوي شير علي .

عهد الخليفـة الثـاني

في عهد الخليفة الثاني نُشـرت ترجمة معاني القـرآن بخمـس لغـات وهي: الأردية والهولندية والسواحـيلية والألمانيـة والإنجلـيزية.

عهد الخليفـة الثالـث

في عهد الخليفة الثالث – رحمه الله – نُشرت ترجمة معاني القرآن بأربع لغات أخرى، وهي: الدنمركية والإسبرانتو والإندونيسية ويوروبا.

عهد الخليفـة الرابـع

والجدير بالذكر أن الجماعة كانت قد قامت بترجمة معاني القرآن الكريم إلى إحدى عشرة لغة حتى هجرة الخليفة الرابع – رحمه الله – إلى بريطانيا عام 1984. ومن ثمار هذه الهجرة المباركة أن الجماعة تمكنت بعدها من إنجاز هذه الترجمات إلى عشرات اللغات الأخرى، حتى بلغ عدد هذه اللغات 58 لغة في حياة الخليفة الرابع.

كما نشرت الجماعة في عهده آيات قرآنية مختارة حول مواضيع مختلفة مهمة بمئة لغة عالمية.

عهد الخليفـة الخامـس

منذ انتخاب الخليفة الخامس -أيده الله تعالى بنصره العزيز- وحتى الآن تم نشر ترجمة معاني القرآن الكريم إلى إحدى عشرة لغة جديدة.

ونُشرت ترجمة عشرة الأجزاء الأولى بلغة “ميانمار” (بورما) في 2003.

وفي هذه السنة تمت ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التايلاندية بفضل الله تعالى.وتحت مشروع اليوبيل المئوي على قيام الخلافة الإسلامية الأحمدية، قد بدأ العمل بإعداد قرص مدمج CD بالصوت والصورة لهذه الترجمات.

وتحديثًا بنعمة الله تعالى فإن هذه الإنجازات الجليلة فاقت كمًّا وكيفًا كل ما قامت به الفرق والدول الإسلامية وهيئاتها معًا في هذا المجال، إذ لم تتجاوز ترجماتها عددَ أصابع اليدين. وهذا يدل على اهتمام الخلافة الإسلامية الأحمدية بنشر رسالة القرآن الكريم في العالم أجمع، إيمانًا منها بعالمية الرسالة المحمدية، وعملاً منها بالتوجيهات المباركة الزكية التي أرشد إليها سيدنا الإمام المهدي بأمر من الله .

شهادات المنصـفين

لقد شهد المنصفون بأن ترجمات الجماعة الأحمدية لمعاني القرآن الكريم هي أفضل وأصح وأدق الترجمات التي صدرت حتى الآن. ونكتفي بإيراد بعض هذه الشهادات العديدة.

أولا: نقتبس مما جاء في “مجلة الأزهر” التي نشرت تحت عنوان: “نقد الكتب.. القرآن المقدس” تعليق الدكتور محمد عبد الله ماضي على ترجمات الجماعة. ونقتبس منه قوله:

“هذه الترجمة أو هذا الكتاب يحتوي على مقدمة مفصلة وعلى ترجمة معاني القرآن باللغة الألمانية. وقد كتب المقدمةَ رئيسُ الطائفة الأحمدية الحالي حضرة ميرزا بشير الدين محمود أحمد. أما الترجمة فقد اختبرتُها في مواضع مختلفة وفي كثير من الآيات في مختلف السور، فوجدتها من خير الترجمات التي ظهرت للقرآن الكريم في أسلوب دقيق محتاط، ومحاولةٍ بارعة لأداء المعنى الذي يدل عليه التعبير العربي المنـزَّل لآيات القرآن الكريم. وقد نبه المترجم إلى أنه ليس في الاستطاعة نقلُ ما يؤديه الأسلوب العربي المحكم من الروعة البلاغية وسمات الإعجاز التي هي من خصائص القرآن إلى لغة أخرى، فهي خصائص انفرد بها كتاب الله المنـزَّل في أسلوبه العربي، الذي نـزل به من عند الله على نبيه المرسل، والذي لا تبديل فيه ولا تحريف، فهو يمثل كلام الله في معناه وفي مبناه، ولهذا فمن باب الاحتياط جُعل النص العربي بجوار الترجمة الألمانية حتى يستطيع القارئ أن يقارن ويختار بنفسه المعنى الذي تطمئن نفسه إلى صحته. وعلى وجه الخصوص اختبرتُ ترجمة الآيات التي تتعلق بالقتال والجهاد في سبيل الله، بحثًا عما عساه يكون قد ضمن الترجمة مما يتصل بما يراه الأحمدية في الجهاد، ويخالفون به جماعة المسلمين، حيث إنهم يقولون: “إن الجهاد يجب ألا يقوم على امتشاق الحُسام، بل يجب أن يقوم على وسائل سِلمية….. اختبرتُ ترجمة هذه الآيات المشار إليها فوجدتُها سليمة لا تتضمن أدنى الإشارات إلى هذا الذي كنت أخشى أن تتضمنه. وفي المقدمة أورد كاتبها بحوثًا إسلامية فلسفية قيمة، وقسمها إلى قسمين: تحدث في القسم الأول منهما عن حاجة البشرية التي اقتضت نـزولَ القرآن، كما تحدث عن كتاب العهد القديم (التوراة) وكتاب العهد الجديد (الإنجيل)، وبين أنه قد نالهما التحريف والتبديل، فأصبحا معه لا يمثلان كتبَ الله المنـزلة. وذكر بعض المتناقضات فيهما، وبعض المبادئ التي تخالف العقل، وبعض الخرافات، وبعض القواعد الخُلقية غير الثابتة. كما تحدث عما ورد في التوراة والإنجيل من التبشير بظهور النبي محمد ، إلى غير ذلك مما أورده صاحب المقدمة في القسم الأول. الإسلام كان من تعاليمه وحدة الإله، وكان من عوامل توحيد البشرية. فذكر أنه لما ارتقت البشرية وأصبح الناس على اتصال يكونون جماعة واحدة، أصبحوا في حاجة إلى تعاليم سماوية شاملة، تشمل الناس جميعًا، وتصلُح لهم في كل زمان ومكان، وتدلهم على قدرة الله وعظمة رب الناس كافة؛ فكان القرآن هو الذي أدى تلك الرسالة جميعها. وفي القسم الثاني من المقدمة كان الحديث عن بناء القرآن. فذكر المؤلف ما سبق أن تعرض لـه من بيان أن القرآن هو الكتاب المقدس الذي يمثل كلامَ الله المنـزل، والذي حفظه الله من كل تحريف وتبديل، وتحدث في هذا الصدد عن المحافظة على القرآن بكل الوسائل المختلفة في عهد الرسول من كتابة الوحي وتقييده، ومِن وعي الحفاظ لـه. وتحدث كذلك عن ترتيب الآيات والسور، مبينًا أن ذلك كان بوحي من الله نـزل على نبيه. وتابع الحديثَ عن الأمور الآتية:”

(هنا يورد المعلق هذه المواضيع في قائمة طويلة ثم يقول):

“وإذا صرَفنا النظر عن بعض التلميحات العامة غير الصريحة المتصلة بمذهب الأحمدية في الجهاد، والتي وردت في صفحة (‍134) تحت عنوان: “المنازعات الدينية” فإننا نجد أن المقدمة بقسميها اشتملت في الجملة على بحوث إسلامية رائعة، ونقلت صورةً من الأفكار والتعاليم الإسلامية المتعلقة بالقرآن، في ثوب وإطار إسلامي إلى اللغة الألمانية.” (بعدها يقول المعلق): “نعم ولكن، مع الأسف الشديد خُتمت هذه المقدمة بفصل عن المسيح المنتظر (مرزا غلام أحمد)…. وحبذا لو كان من المستطاع فصلُ هذا الجزء الأخير عن الترجمة وعن المقدمة، والعملُ على نشرها دون هذا الجزء، فإنه لو أمكن ذلك لكان فيه خير كثير.” (مجلة الأزهر، الجزء الثامن، القاهرة، شعبان سنة 1378- فبراير/شباط 1959، المجلد الثلاثون)

فهذا هو العيب الوحيد والخطير الذي وجده المعلق في زعمه في هذه الترجمة كلها، وبناء عليه طالب بمصادرة هذه الترجمة، وإلا فهي خير الترجمات قاطبة حسب اعترافه هو!!

ثانيـا: نلخص ما جاء في جريدة “وكالة الأنباء العربية” تحت عنوان بارز: “ترجمة القرآن الكريم”:

“….. والترجمة الإنكليزية تفوق كل ترجمة سبقتها من حيث الإتقان وجودة الورق والطبع والانسجام وصدق الترجمة الحرفية وتفسيرها تفسيرًا مسهبًا بأسلوب جديد يدل على علم غزير واطلاع واسع على حقائق الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السامية.والكتاب الثمين في مجموعه دفاع عن الإسلام وردٌّ على خصومه وخاصة المستشرقين.. يُبطل مزاعمهم بأسلوب علمي رائع….ومما يجدر ذكره بأن المسز “زمرمان” الكاتبة الهولندية المعروفة قامت بترجمة القرآن المجيد من الإنكليزية إلى الهولندية، وما كادت تفرغ من ترجمتها حتى كانت قد اعتنقت الإسلام”. (جريدة “وكالة الأنباء العربية” الصادرة في عمان والقاهرة في عددها 205/1 بتاريخ 6/2/1949 الموافق 8 ربيع الثاني 1368 هـ)

 

ثـالثًا: كتبت جريدة “الأردن”:

“بدأ الناس يعجبون (بالرغم من انهماكهم في أمور دنياهم) بنشاط الحركة الأحمدية وجهادها لنشر الإسلام في القارات الخمس. ومن أعظم ما قام به الأحمديون، في السنوات التي تلت الحرب، ترجمتهم القرآن المجيد للغات الأجنبية الحية كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والإيطالية والإسبانية وغيرها، تحت توجيه إمام الجماعة الأحمدية حضرة ميرزا بشير الدين محمود أحمد…وإن المطالع لهذا التفسير الجديد يرى أن حضرة إمام الجماعة الأحمدية في دفاعه عن الإسلام إنما يدافع عن الدين الحيّ الذي يجد الناس كافة فيه السبيل القاصد للقاء ربهم وخاصة في الوقت الذي تعددت الطرق على السالكين فابتعَدوا بها عنه….ولإتمام الفائدة ألحقَ هذه الترجمةَ النفيسة بسيرة مسهبة للنبي بقلمه، فجاءت هذه السيرة غاية في الإتقان والأسلوب والمواضيع.” (جريدة “الأردن” الصادرة في عمّان العدد: 21/11/1948)

رابـعًا: كتبت مجلة “المنبر” الباكستانية:

“وقعتْ أمامنا حادثةٌ ذات عبرةٍ عظيمة. ففي سنة 1954 حينما كان القاضي منير يتسلى بالمسائل العلمية والإسلامية في “محكمة التفتيش” * وكانت الجماعات الإسلامية كلها تبذل كل ما في وسعها لأن تثبت (في تلك المحكمة) أن القاديانيين غير مسلمين، أكملَ القاديانيون ترجمات القرآن الكريم بلغاتٍ أخرى، وقدّموا هذه الترجمات إلى الرئيس الإندونيسي والحاكم العام لباكستان والقاضي منير.” (مجلة “المنبر” بتاريخ 2 مارس/أذار 1956)

وبرنامج نشر ترجمات القرآن الكريم في مختلف لغات العالم مستمر بانتظام -بفضل الله تعالى- في ضوء توجيهات الخلافـة الإسلامية الأحمدية الراشدة. اللهـم زِدْ وبـارك.

Share via
تابعونا على الفايس بوك