36 إني معكم يا نُجبـاء العـرب  بالقلـب والـروح
“السلام عليكم،أيّها الأتقيـاءُ الأصـفياء، من العَـرب العَرْباء.

السلام عليكم،

يا أهلَ أرض النبوّة وجيرانَ بيتِ الله العظمى.

أنتم خير أُمم الإسلام وخير حزب الله الأعلى. ما كان لقومٍ أن يبلغ شأنكم. قد زِدتم شرفًا ومجدًا ومنْزلا. وكافيكم من فخر أن الله افتتح وحيه من آدم وختم على نبي كان منكم ومن أرضكم وَطنًا ومأوًى ومولدا. وما أدراكم مَنْ ذلك النبي! محمد المصطفى، سيّد الأصفياء وفخر الأنبياء، وخاتَم الرّسل وإمام الورى. قد ثبت إحسانه على كُلِّ من دَبّ على رِجْلين ومشى. وقد أدرك وحيُه كُلَّ فائتٍ من رموزٍ ومعانٍ ونِكاتٍ عُلَى. وأحيا دينُه كلّ ما كان ميّتًا مِن معارف الحقّ وسنن الهدى. اللّهم فصَلِّ وسلّم وبارِكْ عليه بعدد كل ما في الأرض من القطرات والذرات والأحياء والأموات، وبعددِ كلّ ما في السماواتِ، وبعدد كل ما ظهر واختفى، وبلِّغْه منا سلامًا يملأ أرجاء السماء. طوبى لقوم يحمل نِيرَ محمدٍ  على رَقبته، وطوبى لقلب أفضى إليه وخالطه وفي حُبّه فنى.

يا سُكّانَ أرض أَوطأته قدمُ المصطفى.. رحمكم الله ورضي عنكم وأرضى.. إن ظني فيكم جليل، وفي روحي للقائكم غليل، يا عباد الله. وإني أحِنّ إلى عِيان بلادِكم، وبركاتِ سوادكم، لأزور موطئ أقدام خير الورى، وأجعل كُحْلَ عيني تلك الثرى، ولأزور صلاحها وصلحاءها، ومعالمها وعلماءها، وتقرّ عيني برؤية أوليائها، ومشاهدها الكُبرى. فأسأل الله تعالى أن يرزقني رؤية ثراكم، ويسّرني بمرآكم، بعنايته العظمى.

يا إخوان.. إني أُحبّكم، وأُحبّ بلادكم، وأحبّ رمل طرقكم وأحجار سكككم، وأوثركم على كل ما في الدنيا.

يا أكباد العرب.. قد خصّكم الله ببركات أثيرةٍ، ومزايا كثيرةٍ، ومراحمه الكُبرى. فيكم بيت الله التي بورك بها أُمّ القُرى، وفيكم روضة النبي المبارك الذي أشاع التوحيد في أقطار العالم وأظهر جلال الله وجلَّى. وكان منكم قوم نصروا الله ورسوله بكل القلب، وبكُلّ الروح، وبكُلّ النُهى. وبذلوا أموالهم وأنفسهم لإشاعة دين الله وكتابه الأزكى. فأنتم المخصوصون بتلك الفضائل، ومن لم يكرمكم فقد جار واعتدى.

يا إخوانِ.. إني أكتب إليكم مكتوبي هذا بكبدٍ مرضوضةٍ، ودموع مفضوضةٍ، فاسمعوا قولي، جزاكم الله خير الجزاء.” (التبليغ ص 3-34 مطبعة الرقيم بريطانيا 2004)

“إني معكم يا نُجباء العرب بالقلب والروح، وإن ربي قد بشّرني في العرب، وألهمَني أن أمونهم وأُريهم طريقهم وأُصلح شؤونهم، وستجدوني في هذا الأمر إن شاء الله من الفائزين.أيها الأعزة! إن الرّب تبارك وتعالى قد تجلّى عليّ لتأييد الإسلام وتجديده بأخصّ التجليات، ومنَح عليَّ وابلَ البركات، وأنعَمَ عليَّ بأنواع الإنعامات، وبشَّرني في وقتِ عبوسٍ للإسلام، وعَيْشِ بؤسٍ لأُمّة خير الأنام، بالتفضلات والفتوحات والتأييدات، فصبوتُ إلى إشراككم.. يا معشرَ العرب.. في هذه النِّعَم، وكنتُ لهذا اليوم من المتشوفين. فهل ترغبون أن تلحقوا بي لله رب العالمين؟” (حمامة البشري ص 22 مطبعة الرقيم بريطانيا 2007)

Share via
تابعونا على الفايس بوك