37 بشارات عن العرب تلقاها سيدنا أحمد

37 بشارات عن العرب تلقاها سيدنا أحمد

محمد طاهر نديم

__

لقد تلقى المسيح الموعود بشارات عن انتشار جماعته في أكناف العالم بشكل عام وعن نيل القبول والإكرام في العرب خاصة؛ منها ما تلقاه عن طريق الوحي من الله تعالى، ومنها ما تلقاه في كشوفه أو ما رآه في رؤاه. نذكر فيما يلي مجموعة من هذه البشارات.

الإكرام في العرب والعجم

رأى سيدنا المسيح الموعود في 7 سبتمبر/أيلول 1905م قرطاسا مكتوبا عليه الكلمات التالية:

 “مصالح العرب، مسير العرب.”

وقد قال المسيح الموعود في تفسير هذه الرؤيا:

 “يمكن أن يكون معناها: السير في العرب، فقد يكون في قدر الله تعالى أن نزور بلاد العرب. وقبل خمسة وعشرين عاما أو ستة وعشرين عامًا رأيت في المنام أن أحدا يكتب اسمي، فكتب النصف الأول منه بالعربية والآخر بالإنجليزية. والهجرة ملازمةٌ للأنبياء، ولكن بعض الرؤى تتحقق في حياة النبي وبعضها من خلال أولاده أو أحد أتباعه؛ مثلا رأى النبي أنه قد أُعطيَ مفاتيح خزائن كسرى وقيصر، غير أن تلك البلاد لم تفتح إلا في عهد عمر .”

(التذكرة ص 477، جريدة بدر مجلد 1 عدد 23 بتاريخ 7 سبتمبر 1905، جريدة الحكم مجلد 9 عدد 32 بتاريخ 10 سبتمبر 1905 ص3)

ولعل المقتبس التالي من كلام حضرته تفسير للرؤيا السابقة. يقول حضرته:

“أمامنـا الآن أمران اثنان مهمان؛ أحدهما أن تنـتشر جماعتنا في العرب، والآخر أن تتم الحجة على أوروبا. أما نشر الجماعة في العرب فلكونهم أصحاب الحق الأول، ولعل العدد الأكبر منهم لا يعلمون بعدُ أن الله تعالى قد أقام هذه الجماعة. فمن واجبنا تبليغهم، ومن المعصية ألا نبلغهم. كذلك يستحق أهل أوروبا أن نُطلِـعهم على أخطائهم أنهم اتخذوا عبدا ضعيفا إلها، فابتـعدوا عن الله تعالى.” (ملفوظات مجلد 2 ص 253)

أمر رباني بإصلاح شؤون العرب

ألف حضرته “حمامة البشرى” في عام 1893م وكتب فيه عن بشرى تلقاها من الله تعالى قائلا:

“وإن ربي قد بشّرني في العرب، وألهَمَني أن أمونَهم وأُرِيَهم طريقَهم، وأُصلِح لهم شؤونهم، وستجدونني في هذا الأمر إن شاء الله من الفائزين.”   (حمامة البشرى)

بشرى عن دخـول أهل مكـة  في الجـماعة

“وإني أرى أن أهل مكة يدخلون أفواجًا في حِزب الله القادر المختار، وهذا من ربّ السماء وعجيب في أعين أهل الأرضين.” (نور الحق، ص 140)

مبشّرة عن جمـاعة من المؤمنـين في بلاد العرب

قال حضرته :

“رأيتُ، في مبشِّرة أُرِيتُها، جماعةً من المؤمنين المخلصين والملوك العادلين الصالحين، بعضهم من هذا المُلك، وبعضهم من العرب، وبعضهم من فارس، وبعضهم من بلاد الشام، وبعضهم من أرض الروم، وبعضهم من بلاد لا أعرفها، ثم قيل لي من حضرة الغيب إن هؤلاء يصدّقونك، ويؤمنون بك ويصلّون عليك ويدْعون لك، وأعطي لك بركات حتى يتبرّك الملوك بثيابك، وأُدخِلهم في المخلصين. هذا رأيتُ في المنام وأُلهمت من الله العلاّم.”  (لجة النور)

 

أبدال الشام وعباد الله من العرب

ورأى حضرته في 6 إبريل/نيسان 1885 رؤيا تحدث عنها وقال:

رأيت في المنام اليوم أنني وقعت في ابتلاء فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. وسألت المسؤول الرسمي الذي يحاكمني: هل سيسجنونني أم يقتلونني؟ فقال ما معناه: لقد قرروا أن يُسقطوك. فقلت: إنني تحت تصرُّف الله تعالى، فأقعُد حيثما يُقعِدني وأقوم حيثما يقيمني . ثم تلقيت الإلهام التالي:

“يَدْعُونَ لك أبدالُ الشامِ وعبادُ الله مِن العَرَب”. (التذكرة ص100)

والله أعلم ما هذا الأمر ومتى وكيف يتم ظهوره، والله أعلم بالصواب. (من رسالة حضرته بتاريخ 6 أبريل 1885. مكتوبات أحمدية مجلد 1 ص 86)

ومن الجدير بالذكر هنا أن سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد الخليفة الثاني للمسيح الموعود لما زار البلاد العربية عام 1955، وهو في طريقه إلى أوروبا لتلقي العلاج، أقام في دمشق أسبوعا كاملا، وكان يومه الأخير في دمشق يصادف الجمعة، فألقى حضرته في بيت الحاج بدر الدين الحصني خطبة الجمعة باللغة العربية الفصحى، وقال فيه: قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، حين لم يكن أكثر الموجودين منكم قد ولدوا بعد، قد أوحى الله تعالى إلى المسيح الموعود : “يَدْعُونَ لك أبدالُ الشامِ وعبادُ الله مِن العَرَب.” ولقد تحقق هذا الوحي اليوم بوجودكم هنا. (تاريخ الأحمدية ج 16 ص 508)

صلحاء العرب وأبدال الشام

قال حضرته في عام 1888م: لقد أخبرني الله تعالى:

“يُصَلّون عليك صلحاءُ العرب وأبدالُ الشام، وتصلي عليك الأرض والسماء، ويحمدك الله عن عرشه”. (التذكرة ص129)

بشارة عن مصر

ذكر حضرته في 19 يناير/كانون الثاني 1903 قبل صلاة العشاء الرؤيا التالية:

“رأيت أنني واقف عند شاطئ النيل، ومعي كثير من بني إسرائيل. كنت أعتبر نفسي وكأنني موسى، وأرى أننا هاربون. وعندما أنظر إلى الوراء أرى أن فرعون يتبعنا بجمع كبير ومعه عدة وعتاد مثل الخيل والعربات وغيرها، وأنه قد اقترب منا جدا. لقد قلق رفقائي بنو إسرائيل كثيرا، وفَقَدَ معظمهم الهمة والعزيمة وصرخوا بأعلى أصواتهم: يا موسى إنا مُدرَكون. فقلت لهم بصوت جهوري:

كلا إن معي ربي سيهدين.

ثم استيقظت وكانت هذه الكلمات لا تزال على لساني.” (تذكرة ص 373)

نيل الإكرام في أرض الحجاز

لقد رأى حضرته رؤيا في 1891 وتحدث عنها كما يلي:

“لقد رأيت منذ فترة طويلة في المنام أنني أقف عند الضريح المبارك للنبي الكريم ، وأرى أن كثيرا من الناس قد ماتوا أو قُتلوا وأراد الناس دفنهم. وبينما أنا في ذلك إذ رأيت شخصا يخرج من داخل الضريح وبيده معول يضرب به على الأرض ويخبر كل واحد منهم قائلا: سيكون قبرك ههنا. فلما دنا مني وقف أمامي وضرب على مرأى مني بمعوله على الأرض القريبة من الضريح المبارك وقال: هنا سيكون قبرك. ثم استيقظتُ.

ولقد أوّلتُ هذه الرؤيا باجتهادي أنها إشارة إلى مَعَيّةِ المعاد، وذلك لأن من تقرب إلى أحد القديسين روحانيا بعد وفاته فكأن قبره صار قريبا من هذا القديس. والله أعلم وعلمه أحكَمُ.  (إزالة أوهام، الخزائن الروحانية ج 3  ص 352)

تحقُّق بعض هذه البشارات في حياة المسيح الموعود

نرى من المناسب هنا أن نذكر تحقق بعض هذه الأخبار والبشارات في زمن المسيح الموعود ، فنورد فيما يلي نبذة عن الصحابة  العرب الأوائل.

الشيخ محمد بن أحمد المكي أول عربي يبايع المسيح الموعود

يقول سيدنا المسيح الموعود :

“حِبي في الله محمد ابن أحمد المكي من حارة شعب عامر، إنه عربي ومن سكان مكة المعظمة. تعلو على وجهه آثار الصلاح والرشد والسعادة. لقد توافد إلى الهند بقصد النـزهة والسياحة من بلده مكة المعظمة زادها الله مجدا وشرفا. فحدث في تلك الأيام أن ذكر له بعض من يسيئون الظن بي أمورا غير واقعية، بل رموني بتُهم اختلقوها من عندهم وقالوا: إنه يدّعي بالرسالة، ولا يؤمن بالنبي ولا بالقرآن الكريم، ويقول إنه ذلك المسيح الذي نزل عليه الإنجيل. فامتلأ قلب حضرة العربي حماسًا وغيرةً على الإسلام، فكتب إليّ باللغة العربية رسالة كانت تتضمن الكلمات التالية: “إن كنتَ عيسى ابنَ مريم فأَنْزِلْ علينا مائدة أيها الكذّاب! إنْ كنتَ عيسى ابنَ مريم فأَنْزِلْ علينا مائدة أيها الدجال!”

لعله كان وقتَ الاستجابة، فاستُجيب دعاؤه، فجاء به الله تعالى القادر إلى تلك المائدة التي أرسلني بها. فقد توافد إلى مدينة “لدهيانه” وقابلني هناك وبايعني. فالحمد لله الذي نجاه من النار، وأنزل عليه مائدة من السماء.”  (إزالة أوهام، الخزائن الروحانية المجلد 3 ص 538-539)

يبدو من كتابات سيدنا المسيح الموعود أن مراسلة تمت بينه وبين هذا العالم العربي قبل أن يبايعه، فأدرك بها خطأه وصدْقَ المسيح الموعود في دعواه، فكتب ردًّا على بعض رسائل سيدنا المسيح الموعود ، جاء فيها ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين.إلى حضرة الجناب المحترم المكرم العزيز الأكرم مولانا ومرشدنا وهادينا ومسيح زماننا غلام أحمد حفظه الله تعالى، آمين ثم آمين يا رب العالمين.

أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قد وصلنا كتابكم العزيز، قرأنا وفهمنا ما فيه وحمدنا الله الذي أنتم بخير وعافية*. ويا سيدي أطلب من الله ثم من جنابكم العفوَ والسماح فيما قد أخطأت، ويا سيدي أنا ولدك وخادمك ومحسوب على الله، ثم إلى جنابكم، وإن شاء الله تعالى أنا تبتُ وعزمت على أن لا أعود ولا أتكلم بمثل الكلام الذي ذُكر قط. جمّل الله حالكم وشكر الله فضلكم.

والسلام. الراقم أحقر العباد محمد ابن أحمد مكي.

وأضاف فقال: “قد عجبني* الكلام الذي ذكرتم في الكتاب. الحمد لله الذي وعدني بملاقاة جنابكم. لا شك ولا ريب أنك أنت من عند الله. آمنّا وصدّقنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

راقم: محمد ابن أحمد مكي

(سجائي كا إظهار “أي إظهار الصدق”، الخزائن الروحانية ج 6 ص 79)

ويذكر المسيح الموعود قائلاً: “لقد قال بنفسه إنه كان يُكِنّ لي ظنونا سيئة وفاسدة، فرأى في الرؤيا شخصا يقول له: يا محمد أنت كذّاب.

كما يقول أيضا: رأيتُ قبل ثلاثة أعوام في المنام أن عيسى نزل من السماء، فقلت في نفسي سوف أتمكن من رؤيته في حياتي بإذن الله. (إزالة أوهام، الخزائن الروحانية المجلد 3 ص 538-539)

كتب المسيح الموعود اسمه في سجل المبايعين تحت رقم 141. كما ذكره المسيح الموعود ضمن أصحابه الـ 313 وكان رقمه فيهم 98. وله شرف الحضور في الجلسة السنوية الثانية في تاريخ الجماعة عام 1892 التي اشترك فيها 327 شخصا.

مكث الشيخ محمد بن أحمد المكي في صحبة المسيح الموعود فترة قصيرة قبل أن يعود إلى وطنه في مكة المعظمة. وبعد وصوله إلى وطنه كتب إلى حضرته الرسالة التالية بتاريخ 20 من محرم الحرام 1311هـ/ 4 آب 1893:

 بسم الله الرحمن الرحيمنحمده ونصلي على رسوله الكريمسلام الله تعالى ورحمته وبركاته وأزكى تحيته على حضرة جناب مولانا وهادينا ومسيح زماننا غلام أحمد، كان الله تعالى في عونه، آمين يا رب العالمين.

أما بعد، أعرّفكم أني وصلتُ مكة بخير وعافية، وكلما جلست في مجلس أذكركم وأذكر قولكم، وجميع الذي ادعيتموه من الآيات والأحاديث، فصار الناس يتعجبون، والبعض منهم يصدّقون ويقولون اللهم أَرِنا وجهه في خير.

ولما فرغنا من شهر الحج وهلَّ علينا شهر عاشوراء، مررت يوما من الأيام على واحد من أصحابنا اسمه “علي طايع”، فجلست عنده، فسألني عن الهند وعن السفر وأحواله، فأخبرته بالذي حصل، وأخبرته عن دعواكم، وفهّمته على أحسن ما يكون، ففرح بذلك، وقلت له: هو رجل حليم عظيم، إذا رآه المؤمن يُصدّق به. فالكلمات التي فهّمتُها إياه طفق يذكرها عند كل أحد من الناس، وقال لي: متى يجيء إلى مكة؟ قلت له: إذا أراد الله سبحانه وتعالى يجيء إلى مكة -شرّفها الله تعالى- عن قريب. والآن ألّف كتبا عربية في إثبات دعواه، يريد أن يرسلها إن شاء الله تعالى. هذا ما قلت لعلي طايع.

ثم لما أن أردت إرسال هذا الكتاب، قلت له أنا أريد أن أرسل لمولانا كتابا، فقال لي: قل له في الكتاب يُعجّل بإرسال الكتب التي ألّفها ويُعجّل بالمجيء بنفسه إلى مكة. فقلت له: حتى يأذن الله. وقلت له لولا مخافة الفتن ما تركتُ الكتب التي ألّفها مولانا وجئت بها. فقال لي: لِمَ خفتَ؟ لو جئتَ بها لكان خيرا. ثم قال لي اكتبْ لمولانا يُرسل الكتب على اسمي وأنا أقسمها وأُطلع عليها شريفَ مكة والعلماءَ وجميع الناس ولا أبالي من أحد. وقال: أنا أعرف أن المؤمن إذا سمع ذكر هذا الرجل يفرح، والمنافق يغضب.

وهذا الرجل المذكور الذي اسمه “علي طايع” ساكن في شعب عامر، وهو رجل طيب من الأغنياء، وصاحب بيوت وأملاك وتاجر عظيم. فأنتم أرسِلوا الكتب باسمه وبهذا العنوان يصل إن شاء الله تعالى: إلى مكة المشرّفة، ويُسلَّم بيد علي طايع تاجر الحشيش* في حارة الشعب، يعني شعب عامر.

وسلِّمْ منا على مولانا نور الدين، وعلى مولانا السيد حكيم حسام الدين، وسلِّمْ منا على كافة إخواننا، كل واحد منهم باسمه.. صغيرهم وكبيرهم، وخصوصا فضل الدين وولد أخته مولانا عبد الكريم، وإنَّا لهم من الداعين في بيت الله الحرام، وخُصَّ نفسك بألف سلام.   الراقم بذلك: أحقر عباد الله الصمد محمد بن أحمد، ساكن شعب عامر

20 شهر عاشورا سنة 1311هـ  (حمامة البشرى ص10- 12)

فاعتبر سيدُنا الإمام المهدي هذه الرسالة تأييدا غيبيا لنشر دعوة الحق، فألّف الكتاب: “حمامة البشرى” في عام 1893، وردّ فيه على رسالة حضرة محمد بن أحمد المكي، وإليكم بعض ما ورد فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم       نحمده ونصلي على رسوله الكريمإلى المحب المخلص.. حِبي في الله محمد بن أحمد المكّي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد، فإنه قد وصلني مكتوبك وقرأته من أوله إلى آخره، وسرّني كلُّ ما ذكرته في مكتوبك، وشكرت الله على أنك وصلت وطنك وبيتك بالخير والعافية، ولقيت الأحباب وعشيرتك الأقربين.

وأما ما ذكرتَ طُرفًا من حسن أخلاق السيد الجليل الكريم علي طايع وسيرته الحميدة وآثاره الجميلة ومودّته وحسن توجُّهه عند سماع حالاتي، ومِن أنه سُرَّ بذلك، فأنا أشكرك على هذا، وأشكر ذلك الشريف السعيد الرشيد، وأسأل الله لك وله خيرا وبركة وفضلا ورحمة إلى يوم الدين.” (حمامة البشرى ص 13)

وكتب الأستاذ طه القزق نقلاً عما سمعه من أبيه: عندما ذهب حضرة الخليفة الثاني للمسيح الموعود لأداء فريضة الحج استفسر الناسَ عن الشيخ محمد بن أحمد المكي، فقيل له إنه كان يتابع القوافل في الصحراء وكلما مرت قافلة تبعها وأخبرهم أن المسيح الموعود والمهدي المنتظر قد ظهر. وبقي على هذه الحالة إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى.

السيد محمد سعيد الشامي الطرابلسي أول أبدال الشام

كان السيد محمد سعيد الشامي الطرابلسي من سكان طرابلس الواقعة على بعد ثلاثين ميلا من بيروت. كان فاضلاً جليلا وأديبًا قديرا وشاعرًا مجيدا. أراد أن يتعالج على يد أحد أشهر أطباء الهند وهو الحكيم محمد أجمل خان الدهلوي. وخلال زيارته للهند تعرف على الحافظ محمد يعقوب أحد صحابة المسيح الموعود ، فقدم له كتابه “التبليغ” وحاوره في معنى التوفي، فأُفْحِمَ الشامي ولم يجد جوابا شافيا يطمئن له قلبه. وقال عن الكلام العربي لحضرة المسيح الموعود : والله لا يستطيع عربي أن يكتب مثله ناهيك أن يقوم به هندي!

ثم عندما قرأ في الكتاب نفسه قصيدة المسيح الموعود في مدح النبي بكى وقال بشكل عفوي: والله إن العرب ليعجزون أن يأتوا بأفضل منها، ومن ادعى أنه يستطيع أن يأتي بأفضل منها فإنه ملعون ومسيلمة الكذاب. وقال إنه سوف يحفظ هذه الأبيات. (تلخيصًا من “سجائي كا إظهار”، الخزائن الروحانية المجلد 6 ص 75-76، وكتاب “313 أصحاب صدق وصفا” تأليف نصر الله خان ناصر وعاصم جمالي ص 101-103)

ثم اتفق له أن سافر إلى مدينة سيالكوت حيث تعرف على صحابي آخر للمسيح الموعود وهو مير حسام الدين الذي تكلم معه حول كتاب “التبليغ” وتحداه أنه إذا كتب ردًّا عليه فسينال جائزة قدرها ألف روبية.

توجه حضرة الشامي أخيرا إلى قاديان حيث أقام قرابة سبعة أشهر قضاها في البحث عن الحقيقة ورأى المسيح الموعود عن كثب وتمتع بفيضه العلمي والروحاني، وفي نهاية المطاف وبناءً على الرؤى الصالحة والمبشرة قرر المبايعة والانضمام إلى جماعته .

(تلخيصا من كتاب “313 أصحاب صدق وصفا”، تأليف نصر الله خان ناصر وعاصم جمالي ص 101-103)

كتب عنه المسيح الموعود في أحد كتبه ما يلي:

“وما ألّفتُ هذه الكتب إلا لأكباد أرض العرب، وكان أعظم مراداتي أن تشيع كتبي في تلك الأماكن المقدسة والبلاد المباركة، فرأيت أن شيوع الكتب في تلك البلاد فرعٌ لوجود رجل صالح يُشيعها، وأيقنت أن شهرة كتبي وانتشارها في صلحاء العرب أمر مستحيل من غير أن يجعل الله من لدنه ناصرا منهم ومن إخوانهم. فكنت أرفع أكُفَّ الضراعة والابتهال لتحصيل هذه المُنْية، وتحقيق هذه البُغْية، حتى أُجيبتْ دعوتي، وأُعطيتْ لي بُغْيتي، وقاد إليَّ فضل الله رجلا ذا علم وفهم ومناسبة ومِن علماء العرب ومن الصالحين. ووجدتُه طيّبَ الأعراق كريم الأخلاق، مطهَّرَ الفطرة لَوْذَعِيًّا ألْمَعِيًّا ومن المتقين. فابتهجتُ بلقائه الذي كان مرادي ومدعائي، وحسبتُه باكورةَ دعائي، وتفاءلت به بخير يأتي وفضل يحمي، وازدهاني الفرح وصرت يومئذ من المستبشرين، فهنّيتُ نفسي هنالك وشكرتُ الله وقلتُ الحمد لك يا رب العالمين.

وتفصيل ذلك أن شابًّا صالحا وَسِمًا جاءني من بلاد الشام، أعني من طرابلس، وقاده الحكيم العليم إليَّ ولبث عندي إلى سبعة أشهر، أعني إلى هذا الوقت، فتوسّمتُ فيه الخير والرشد، ووجدت في مِيْسَمه أنوار الصلاح، ورأيت فيه سِمة الصالحين. ثم أمعنتُ في حاله وقاله وتفحصت مِن ظاهره وباطن أحواله بنور أُعطيَ لي وإلهام قُذف في قلبي، فآنستُ حسن تقاته ورزانة حصاته، ووجدتُه رجلا صالحا تقيّا راكلا على جذبات النفس وطارِدَها ومن المرتاضين. ثم أعطاه الله حظًّا من معرفتي فدخل في المبايعين. وقد انفتح عليه باب عجيب من معارفنا وألّف كتابا وسمّاه: “إيقاظ الناس”، وهو دليل واضح على سعة عمله، وحجة منيرة على إصابة رأيه، ويكفي لكل مُمار في مضمار. ولما أفضى في تأليف ذلك الكتاب جمع عنده كثيرا من كتب الحديث والتفسير، وفكّر فكرا عميقا في كل أمر، فهو دَرُّ أفكاره، ونورُ أنظاره، وليس علامةُ العارف مِن دون المعارف. وإني إذا قرأتُ كتابه وتصفحت أبوابه ورفعتُ جلبابه، فاستملحتُ بيانه، ومدحتُ شأنه، وما وجدت فيه شيئا شانَه، وأدعو أن يشيع الله كتابه مع كتبي، ويضع فيه قبوليّةً ويُدخل فيه روحًا منه، ويجعل أفئدة من الناس تهوي إليه، وجزاه في الدارين وبارك في مقاصده ويدخله في المقبولين.

ولما فرغ من تأليف كتابه حمله إخلاصه على أن يكون مُبلِّغَ معارفنا إلى علماء وطنه، ويخبر فيهم عن أخبارنا، ويكون مناديا ويطلق نداءً في كل ناحية، ويُشيع الكتب ليتضح الأمر على أهل تلك البلاد، وهذا هو المراد الذي كنا ندعو له في الليل والنهار. وأرى أنه رجل صادق القول والوعد، يتّقي الفضول في الكلام، ولا يرتع اللسان في كل مرتع بإطلاق الزمام. ولقد أدخل الله حُبَّنا في قلبه، فيحبّنا ونحبّه، وكلّ ما وعد هذا الرجلُ وتكلّمَ فأتيقّنُ أنه هو أهله، وسينجز كما وعد، وأرجو أن يجعله الله سببا لريع بذرنا، وسوغ حلبنا، وهو أحسن المسبّبين.

ورأيتُ أنه رجل مرتاض صابر لا يشكو ولا يفزع، ورأيت مرارا أنه يقنع على أدنى المأكولات والملبوسات، ولو لم يكن لحاف فلا يطلبه، بل يدفع البرد من التضحي واصطلاء الجمر، ولا يسأل تعفّفًا. ووجدتُ فيه آثار الخشوع والحلم والإنابة ورقّة القلب، والله أعلم وهو حسيبه. وما قلت إلا ما رأيت، فلا تعجبوا من رحمة الله أن تكفكِفَ ما دَهَمَنا مِن حرجٍ بسعي هذا الرجل، والله يفعل ما يشاء، لا مانعَ لما أراد، ولا رادَّ لما جاد، وهو حافظُ دينه وناصر كل من ينصر الدين. (نور الحق ص12-14)

كان حضرته شاعرا مجيدا وأديبا بارعا كتب تقريظا على كتاب المسيح الموعود “كرامات الصادقين” كما نظم أبياتا شعرية رائعة في مدح المسيح الموعود نشرت في نهاية كتاب كرامات الصادقين.

السيد عبد الله العرب أحدُ “عباد الله من العرب”

في زمن المسيح الموعود كان يسكن في منطقة السند شيخ يسمى “بير صاحب العَلَم”، وكان من مشاهير مشايخ تلك البلاد، وبلغ عدد مريديه حوالي مئة ألف. وقال هذا الشيخ: رأيتُ رسول الله في المنام وسألته عن هذا الرجل (يعني المسيح الموعود ) أهو كاذب أم صادق؟ فقال: صادق ومن عند الله.

فأرسل ذلك الشيخ إلى المسيح الموعود من عنده رسولين أحدهما الخليفة عبد اللطيف، والثاني الخليفة عبد الله العرب، فجاءا وقابلا المسيح الموعود : في مدينة “فيروز بور”، وقالا: “لقد أرسلَنا إليك شيخنا صاحبُ العَلَم يقول إني رأيت رسول الله واستفسرته في أمرك وقلت بيّنْ لي يا رسول الله أهو كاذب مفتر أم صادق؟ فقال رسول الله : إنه صادق ومن عند الله. فعرفتُ أنك على حق مبين، وبعد ذلك لا نشك في أمرك ولا نرتاب في شأنك، ونعمل كما تأمر، فإن أمرتنا أن اذهبوا إلى بلاد الأمريكه فإنّا نذهب إليها، وما تكون لنا خِيرة في أمرنا، وستجدنا إن شاء الله من المطاوعين.”

كان عبد الله العرب من مشاهير التجار، ومنَّ الله عليه بأموال كثيرة، وقد أنفق مالا كثيرا في سبيل الله ومهمّات الدين.

(تلخيصا من حمامة البشرى، الخزائن الروحانية الملجلد 7 ص 309-310)

عندما وصل حضرة عبد الله العرب إلى المسيح الموعود أقام عنده فترة من الزمن حيث بايعه وتمتع بصحبته. كان شيعيا من العراق، فكثيرا ما كان يذكر بعض عقائده ويندم عليها بعد البيعة. فمرة ذكر عند المسيح الموعود بعض أحوال التقية التي كان يعتقد بها سابقًا، ثم حمد الله على أنه نجاه من تلك المعتقدات الفاسدة، فقال له حضرته : “إنه لفضل كبير من الله تعالى، وماذا عسى أن يفعله الإنسان ما لم يفق من سباته”. (ملخص من ملفوظات ج 4 ص 173)

ولعله من المفيد أن نذكر هنا الحوار الذي جرى بينه وبين سيدنا أحمد حين أراد العودة إلى بلده.

عبد الله: أنوي الآن العودة إلى بلدي، أفأُصلي وراء القوم هناك أم لا؟

سيدنا أحمد: لا تصلِّ وراء أحد إلا المصدّقين.

عبد الله: إنهم لا يعرفون أخبارك، ولم يتم تبليغهم؟

سيدنا أحمد: عليك أن تبلّغهم أوّلاً، فإما مصدّقين أو مكذّبين.

عبد الله: إن أهل بلدي متشددون جدًّا، وقومنا من الشيعة؟

سيدنا أحمد: عليك أن تكون لله تعالى. مَن كانت معاملته مع الله تعالى نزيهةً فإن الله تعالى يتولاه ويتكفله”. (الملفوظات ج 2 ص 342 -343)

السيد عبد المحيي العرب

كان شيعيا من العراق. اطلع على بعض الكتب العربية للمسيح الموعود واستقر في نفسه أنه لا يمكن لأحد أن يكتب مثل هذه اللغة الفصيحة المليئة بالمعارف الروحانية بدون تأييد من الله تعالى. فجاء إلى قاديان وقابل المسيح الموعود ثم سأله: هل أنت كتبتَ هذه الكتب باللغة العربية؟ فقال : نعم، كتبتها بفضل الله وتأييده. فقال: سوف أؤمن بجميع دعاويك إذا كتبتَ مثلها أمامي الآن. فقال المسيح الموعود : ليس من سنة الأنبياء إراءة مثل هذه المعجزات، إنني لا أكتب إلا بأمر من الله ونصرته. فذهب السيد عبد المحيي إلى بيت الضيافة وكتب رسالة إلى حضرة المسيح الموعود ، فردّ عليها حضرته بلغة عربية فصيحة كانت بردًا وسلامًا للسيد عبد المحيي العرب فبايع فورًا. (سيرة المهدي، لمرزا بشير أحمد ، ج 4 رواية رقم 1200)

بقي السيد عبد المحيي فترة طويلة في قاديان. زوجّه المسيح الموعود في إحدى العائلات من مدينة “بتياله” بالهند. وفي عهد الخليفة الأول سافر مع مرزا بشير الدين محمود أحمد في رحلته إلى البلاد العربية عام 1912، كما عُيّن رئيس تحرير مجلة عربية أصدرتها الجماعة في عام 1913 باسم “مصالح العرب” والتي كانت ضميمة عربية لجريدة “بدر”.

 السيد علي ابن شريف مصطفى

كان من مكة وبايع ما بين 1891 إلى 1893 عن طريق مراسلة سيدنا المسيح الموعود . نقل المسيح الموعود في كتابه “سجائي كا إظهار” فقرة من رسالة هذا الصحابي العربي جاء فيها:

“إلى جناب الأجل الناقد البصير، طود العقل الغزير، وكوكب الشرق المنير، ذي الحزم وإلهام الله الكبير، صاحب الإلهام، ركن الدولة الأبدية سلطان الرعية الإسلامية ميرزا غلام أحمد، فضائله تلوح كالكوكب في الآفاق للجاهل والعاقل، بحر الندى الذي لا يرى له الساحل، ومنبع العلوم والعطايا التي هي صافية المناهل.” (الخزائن الروحانية ج 6 ص 79-80)

حضرة عثمان العرب

كان حضرته من الطائف وبايع قبل عام 1896، حيث ذكره المسيح الموعود  في قائمة أصحابه الـ313 المنشورة في كتابه “أنجام آتهم” المطبوع في عام 1896، ورقمه 292 في تلك القائمة.

الحاج مهدي البغدادي

زار الهند ونزل في مدينة “مدراس”، وبايع مع المبايعين من هذه المنطقة عام 1897. تبرعَ في إنشاء أحد مساجد الجماعة، كما تبرع مرة ثانية بخمسين روبية. ذكره سيدنا المسيح الموعود في قائمة المتبرعين في كتابه: سراج منير، الخزائن الروحانية ج 12 ص 85.

Share via
تابعونا على الفايس بوك