جولة تاريخية لحضرة إمام الجماعة مرزا طاهر أحمد رحمه الله تعالى

جولة تاريخية لحضرة إمام الجماعة مرزا طاهر أحمد رحمه الله تعالى

نصير أحمد قمر

* زار خلالها ثماني دول من ثلاث قارات.

* تم فيها افتتاح مساجد ومراكز تبليغ، وعقد ندوات علمية ودينية، ومؤتمرات صحفية، ودخول الجدد في الجماعة، ولقاءات بأبناء الجماعة، وتفقد أحوالهم وغيرها الكثير الكثير.

إعداد: نصير أحمد قمر

في كندا مرة أخرى

في 26 يونيو غادر أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز واشنطن بالطائرة إلى كندا مرة أخرى. ووصل إلى مطار كيلغري في الساعة السابعة مساءً حيث استقبله السيد شودري محمد الياس رئيس جماعة كيلغري وغيره من مسئولي الجماعة. فصافح حضرته جميع من حضر لاستقباله هناك، ثم توجه إلى بيت شودري محمد الياس للمبيت هناك.

تم سفره هذا من المطار إلى محل إقامته تحت حراسة 40 شرطيا راكبين دراجات نارية تقودها سيارات بوليسية. وبعد استراحة قليلة في دار إقامته توجه أمير المؤمنين أيده الله تعالى إلى المسجد الأحمدي في كيلغري. وكان عمارة المسجد كنيسة من قبل اشترتها الجماعة وحولتها إلى مسجد.

جلس أمير المؤمنين على السجاد في المسجد، والتف عشاقه حوله يستمعون إلى كلماته التي قال فيها:

لسوء الحظ، إن بعض المتزعمين الدينيين قد زرعوا بذور النفاق والشقاق في المسلمين، وذلك بإيماء من أعداء الإسلام. وهؤلاء يلحقون بالإسلام أضرارًا فادحةً. استمر هذا المجلس إلى منتصف الليل تقريبا.

في صباح 27 يونيو سافر حضرته بالطائرة إلى مدينة سيسكاتون حيث استقبله المسئولون بالجماعة مع غيرهم من أبنائها. ثم توجه إلى فندق “هوليداي إن” ليشترك في مأدبة غداء وحفلة تكريم. فاجتمع هناك ببعض كبار الشخصيات من تلك المدينة. وبعد تناول الطعام بدأ حفل التكريم بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم قرأ أمير الجماعة والمبلغ المسئول بكندا الأستاذ نسيم مهدي رسالة تهنئة من كل من الحاكم العام لكندا، رئيس الوزراء الكندي، وزير الثقافة للإقليم المحلي، رحبوا فيها أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز، وأشادوا بأخلاق المسلمين الأحمديين هناك، وهنأوهم على مرور مائة عام على تأسيس الجماعة.

كما ألقى خمسة من كبار الشخصيات من المنطقة كلمة موجزة رحبوا فيها بأمير المؤمنين أيده الله. بعدها خطب إمامنا الهمام أيده الله خطابًا مستفيضا شكر فيه الكنديين حكومة وشعبًا على إكرامهم وقال: “إن العالم قد انقسم اليوم إلى كتلتين، الكتلة الاشتراكية والكتلة الرأسمالية. ولكن كلتيهما متجهة نحو المادية، مع أن المادية سراب يجري الناس وراءه. وكلما يسعون وراءه أكثر كلما يزداد عطشهم الذي لن ينقطع أبدًا. فحان أن يعيشوا عيشة بسيطة خالية من التكلفات، ويرجعوا إلى الأخلاق السامية والمثل العليا. فرسالتي هي: فِرُّوا إلى الله، واجعلوا الله غايتكم، لأن حب الله هو الأصل”.

ثم دعا حضرته أيده الله الضيوف ليسألوه إذا كان عندهم أسئلة فسألوا أسئلة هامة. ومن المواضيع التي دارت حولها الأسئلة:

* المساواة بين الرجل والمرأة؟

* تصور الله تعالى في الإسلام.

* قضية سلمان رشدي اللعين وحرية الرأي.

استمر هذا المجلس حتى الساعة الثانية ظهرًا واشترك فيه حوالي 300 ضيف.

عند انتهاء الحفل توجه أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز إلى حي “كارمن بارك” لإرساء حجر الأساس لأول مسجد في تلك المنطقة. إن مساحة المكان الذي اشترته الجماعة لبناء المسجد ومركز للتبليغ هي 16 فندانًا.

عند وصوله إلى مكان المسجد استقبل حضرتَه أبناء الجماعة وغيرهم بحفاوة معهودة مرددين هتافات: الله أكبر. وقدم له الصغار باقات من الزهور. وكان من بين الحاضرين عضوان من مجلس الشعب الكندي وعديد من الشخصيات الكبيرة من شتى المجالات.

بدأت مراسم هذا الحفل المبارك بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم ترجمتها بالأنجليزية. بعدها ألقى خمسة من كبار الضيوف كلمتهم التي أبدوا فيها فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة. تلاهم حضرة إمامنا الهمام أيده الله بخطابه الذي قال فيه: “إن بناء المسجد في أي مكان أمر سار وشرف كبير، ولكنه مسئولية أيضا. إن الناس في كل أنحاء العالم يبنون العمارات باسم الله تعالى، ولكنهم من سوء الحظ كثيرًا ما يستخدمونها لبث التفرقة والشقاق بدلاً من إقامة التوحيد وذكر الله. وفي كل دين توجد أمثلة كثيرة لهذه الأحداث الجنونية. لذلك إذا رأيتم أية سيئة في أي شخص فلا تعزوها إلى الله ولا إلى الدين، وإنما هي نتيجة سوء تصرفاته التي ينسبها إلى الدين. أدعو الله تبارك وتعالى لأن يجعل هذا المسجد رمزًا لإقامة التوحيد الحقيقي ولوحدة الناس. ذلك إن الإيمان بوحدانية الله والجهل بتوحيد الناس أمران متعارضان”.

بعدها توجه حضرته أيده الله إلى مكان المسجد، واحتضن طفلاً عمر ثلاث سنوات ووضع أول لبنة عنه. وقال: إن صغارنا أحق بإرساء حجر المسجد لأنهم معقد آمالنا في المستقبل، وأيضا لأن الصغار معصومون فطريًّا، وقلوبهم نزيهة من الآثام.

هذه اللفتة العجيبة من حضرته أيده الله تعالى أدهشت جميع الحاضرين، فسرُّوا سرورا بالغًا. والحجر الثاني أيضا أرساه أحد الصغار. ثم وضع حضرته أيده الله تعالى وبعض من الضيوف غير المسلمين والمسلمين الأحجار. أما الحجر الأخير فوضعه أيضا أحد الصغار نيابة عن جميع الصغار الموجودين هنالك. بعد ذلك صلى حضرة أمير المؤمنين أيده الله تعالى الظهر والعصر جمعًا. ثم قُدِّم الشاي للجميع.

وقد غطى كل هذه الأحداث جريدتان وأربعة محطات تلفزيونية وهي:

C.F.Q.C

C.B.C

C.T.V

S.T.V

وهكذا وصلت رسالة الإسلام إلى مئات الآلاف من الناس.

في مساء نفس اليوم رجع حضرته أيده الله من سيسكاتون إلى كيلغري، ووصلها بعد الثامنة والنصف. فعقد مجلس العرفان (ندوة علمية ودينية) في مسجد الجماعة هنالك. ومن الأسئلة التي ردّ عليها حضرته سؤال عن مرض (آيدز)، وقال عنه حضرته أيده الله: يبدو أن الله تعالى يُعاقب الإنسان بهذا الطريق لأنه يُحارب القوانين الطبيعية بتجاوز الحدود الأخلاقية التي وضعها الله تعالى.

استمر هذا المجلس العلمي والروحي الذي بايع فيه أحد الإخوة من المغرب لأكثر من ساعتين. بعد انتهاء المجلس بالدعاء صلى حضرته أيده الله صلاتي المغرب والعشاء بالحضور، ثم زار المعرض الذي أقيم بجنب المسجد.

افتتاح المسجد

في صباح 28 يونيو تمتع بلقاء أمير المؤمنين أيده الله العديد من الإخوة في مسجد الجماعة. وعند الظهر افتتح حضرته المسجد. وكالمعتاد بدأ حفل افتتاح المسجد بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وبعدها رحب رئيس الجماعة المحلية السيد محمد إلياس شودري بإمامنا الهمام أيده الله.

وبعد خطابه ألقى مندوب مدينة كيلغري كلمته التي قال فيها مُشيرا إلى صورة لسيدنا المهدي والمسيح الموعود : “إن هذا الرجل كان أعلن قبل مائة سنة أن الله أقامه وسوف يبلغ دعوته إلى أقصى أطراف الأرض. وها إن الله قد حقق وعده”.

خطب بعده  الأستاذ Julian Kensky، الذي جاء لزيارة أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز، من مدينة أيدمنتن، والذي قال في كلمته: “لقد تشرفت بلقاء إمامكم من قبل أيضا، وإني أسير حبه. إنه أمير المحبة ورجل الأمن والتفاهم والقداسة. إنكم محظوظون جدًا لأنه إمامكم”

بعده قام أمير المؤمنين أيده الله ليشكر هذين الضيفين ثم يقول: “هذه العمارة كانت كنيسة، وعندما سألوني لشرائها وتحويلها إلى مسجد كنت قد ترددت، ذلك أنه كلما حُول معبد دين إلى معبد آخر، أو حُول شكله إلى غيره لم تكن العاقبة جيدة. والمعابد التي تسلب من الآخرين بالقوة لا تستحق أبدًا أن تسمى بيوت الله. لذلك اشترطت على المسئولين بالجماعة لشرائها وتحويلها إلى مسجد أن يُعطى لنا مسئولو الكنيسة عن طيب خاطر وثيقةً بأنهم لن يعترضوا إذا حولناها إلى مسجد. فلما أعطونا هذا العهد مكتوبًا اشتريناها.”

بعد هذا التصريح تحدث حضرته أيده الله عن معاني الجهاد، ثم قال:

“هذا المسجد بيت من بيوت الرحمن، ولسوف يبقى مفتوحا لكم جميعًا، حتى تعبدوا فيه الله وحده متى شئتم. إن رسولنا الكريم أيضا كان أذن لوفد النصارى من نجران بأداء صلواتهم في مسجده .”

بعدها قدم حضرته إلى الضيوف الكرام بعض الهدايا. ثم اشترك معهم في مأدبة غداء. كما سُجِّلت له أيده الله تعالى حوارات مع مندوبي وسائل الإعلام. وفي المساء تمتعت 16 أسرة بزيارة إمام الجماعة أيده الله تعالى. ثم اشترك حضرته في مأدبة عشاء أقيمت على شرفه بمناسبة احتفالات عيد الشكر المئوي للجماعة، في فندق Palliser، حضرها أكثر من 400 شخصية كبيرة من مختلف الطبقات والمجالات.

وبعد تناول الطعام أقيم حفل بهيج بهذه المناسبة، خطب فيه عمدة مدينة كيلغري، وقدم هديتين لأمير المؤمنين أيده الله. كما قرأ الأستاذ Kensky رسالة من عمدة مدينة أيدمنتن، إلى حضرته أيده الله، وقدم إليه هدية منه. ثم رحب وزير الطاقة الكندي وعدد من كبار الشخصيات الكندية بأمير المؤمنين في كلماتهم. بعدها قام حضرته أيده الله وقال بأن الوقت ضيق، لذلك أفضل أن ألتمس الحضور توجيه أسئلتهم إلي بدلاً من إلقاء الخطاب. فاستمر مجلس الأسئلة والأجوبة هذا إلى ما بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً. ومن الأسئلة التي أُثيرت فيه:

* رأي الدين في الإجهاض.

* البعثة الثانية للمسيح.

* الانتحار والدين.

* سلمان رشدي وكتابه اللعين.

بعدها صلى حضرته المغرب والعشاء، وذهب إلى دار إقامته.

في صباح 29 يونيو توجه حضرته أيده الله بالطائرة إلى سان فرانسيسكو (أمريكا) مرورًا بمدينة (وينكوور).

ولقد غطت وسائل الإعلام كل هذه الأحداث في كندا على نطاق واسع. فنشرت وأذيعت في 6 جرائد ومحطات راديو، وبثتها 9 قنوات تليفزيونية. وهكذا بلغت رسالة الإسلام إلى حوالي 7 بالمائة من الكنديين، فالحمد لله على ذلك.

حضرته في أمريكا مرة أخرى

وصل حضرته بالطائرة إلى سان فرانسسكو ظهرًا، وأقام في فندق هناك. زار مركز الجماعة هناك بعد الظهر، وشرف جميع الحاضرين بالمصافحة. وعقد مجلس العرفان، وبعد أن صلى بالإخوة الظهر والعصر رجع إلى الفندق.

في الساعة السادسة مساءً اجتمع بأبناء الجماعة، وعقد (مجلس العرفان) حضره عديد من غير المسلمين. ومن الأسئلة التي أثيرت في هذا المجلس:

* إن وسائل الإعلام الغربية تحاول تشويه الإسلام، فما هي الطرق التي تتبعها الجماعة الإسلامية الأحمدية لإزالة المفاهيم الخاطئة حول الإسلام؟

* حقيقة البهائية.

* موقف المسلمين الأحمديين المضطهدين في باكستان بعد هلاك الدكتاتور الراحل ضياء الحق؟

* عقوبة الزنا في الإسلام؟

بعد الصلاة تناول حضرته العشاء مع الضيوف معظمهم غير مسلمين في قاعة ملحقة بالمسجد. وفي هذه الأثناء تحدث مع إمام مسجد من المكسيك الذي قال لحضرته: لولا جهود الجماعة الإسلامية الأحمدية في أمريكا لكانت حالة الإسلام فيها خطيرة جدًا. فهي الجماعة الإسلامية الرائدة هنالك، أما غيرها من المسلمين فجاءوا بعد مدة مديدة.

30 يونيو كان يوم جمعة. بعد أداء صلاة الجمعة أجرى العديد من مندوبي وسائل الإعلام حوارات مع أمير المؤمنين أيده الله تعالى. حضر هؤلاء الخطبة واستمعوا إلى الترجمة بالانجليزية الفورية لها. بعدها سافر حضرته بالسيارة إلى لوس أنجليس، وفي طريقه توقفت قافلته لزيارة “المنتزه القومي” هناك. أقام في الفندق لليلتين.

وصل حضرته أيده الله إلى لوس أنجليس يوم 2 يوليو قبيل المساء، وأقام في بيت أحد الأخوة. وعند المساء زار مسجد الجماعة هناك “بيت الحمد” حيث استقبله أبناء الجماعة بحفاوة كبيرة. صلى حضرته المغرب والعشاء، ثم جلس بين الإخوة لبعض الوقت يتجاذب معهم أطراف الحديث. وفي نفس الليلة سافر إلى غوئتي مالا (أمريكا الوسطى).

غوئتي مالا

وصل أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز إلى غوئتي مالا في صباح 3 يوليو، وكانت هذه أول زيارة قام بها أحد خلفاء سيدنا المهدي والمسيح الموعود لهذا البلد. ومن أهم أحداث هذه الزيارة هو افتتاح حضرته أيده الله تعالى لأول مسجد في هذا البلد واسمه “بيت الأول”. قد أسس هذا المسجد الجميل في مدينة غوئتي مالا على قطعة أرض مرتفعة مساحتها فدان ونصف فدان. يصل ارتفاع مآذنه 75 قدمًا. له طابقان يسع كل منهما لمائتي شخص. وبجانبه مركز للتبليغ ذو طابقين.

ولهذا المسجد أهمية كبرى في تاريخ الجماعة حيث تحمل كل نفقاته السيد محمد إلياس شودري رئيس الجماعة بكيلغري (كندا). كان أبوه السيد محمد إسحاق شودري أحد الأسرى في سبيل الله من مدينة ساهي وال (باكستان) الذين أسروا أثناء موجة الاضطهادات المروعة التي دارت باسم الدين خلال حكم الدكتاتور الراحل ضياء الحق. ولما أطلق سراحه نذر ابنه محمد إلياس شودري ببناء سبعة بيوت لله تعالى شكرًا وحمدًا له. وهذا المسجد ومركز التبليغ أحد هذه المساجد السبعة.

لدى وصول أمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز إلى مطار غوئتي مالا استقبله أبناء الجماعة. أقام حضرته في فندق شيراتون هناك.

افتتاح “بيت الأول”

وصل حضرته من الفندق إلى المسجد وقت الظهر، فصلى ركعتين نافلة، واقفًا في محراب المسجد، شاكرًا ربه على هذه المنة. بعدها بدأت مراسم افتتاح المسجد. اشترك في هذا الحفل الروحي العظيم 500 شخص، معظمهم من غير المسلمين بما فيهم نائب رئيس غوئتي مالا، وزير الصحة، نائب وزير الصحة، نائب وزير الخارجية، نائب وزير الداخلية، المهندس المعماري الذي أشرف على بناء المسجد، وغيرهم كثير.

بدأت مراسم الافتتاح كالمعتاد بتلاوة آيات من  الذكر الحكيم التي قام بها  المبلغ الإسلامي الأحمدي هناك السيد إقبال أحمد نجم. بعدها رحَّب نائب رئيس غوئتي مالا بأمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره. تلاه خطاب حضرته أيده الله تعالى بنصره العزيز حيث قال:

“إن قلبي مفعم بحمد الله تعالى، ولا أستطيع شكره مهما أوتيت من طلاقة لسان. كما أشكر حكومة وشعب هذا البلد الذين سمحوا لنا ببناء المسجد في بلدهم هذا، والذي معظم سكانه من المسيحيين الكاثوليك. لقد رأيت منهم منذ بداية زيارتي اللطف والكرم. وليس الكرم واللطف وحده، بل إنهم يتحلون بخلق التواضع أيضا. وهما من الصفات التي يحبها الله جدًا”

وشكر حضرته أيده الله تعالى السيد محمد إلياس شودري، وأشاد بخدمته. ثم وجه الأنظار إلى الغرض الذي من أجله تبنى المساجد فقال:

“إن هذه المساجد تسمى بيوت الله. ومن عادة الإنسان أنه عندما يزور بيت حبيب له ويرى ما فيه فإنه يرجع ويحاول تزيين بيته مثل ما زينه. ولكن الناس من سوء الحظ، ينسون هذا الغرض، ولا يصطبغون بصبغة الله، ولا يتخلقون بأخلاقه. فيجب أن تتخلقوا بأخلاق الله تعالى، وتحاولوا إقامة الأمن والسلام في العالم”

بعدها رفع حضرته لواء الأحمدية، كما رفع نائب رئيس البلد لواء بلده. فردد الأخوة هتافات: الله أكبر، ليحي الإسلام، لتعش غوئتي مالا. ثم تبادل حضرته مع الضيوف الكرام الهدايا.

كان عدد الحاضرين في هذا الحفل العظيم 500 فرد معظمهم من غير المسلمين، إذ أن عدد أبناء الجماعة كان 24 فردًا جاءوا من كندا والولايات المتحدة، لأن الجماعة لم تكن قد تأسست هناك من قبل. وبعد الافتتاح عقد حضرته مؤتمرًا صحفيًا. وقد غطت الجرائد والتلفاز مراسيم الافتتاح والمؤتمر على نطاق لا بأس به. بعد ذلك توجه أمير المؤمنين أيده الله إلى محطة تلفاز قناة رقم 7 حيث أجري معه حوار لأكثر من نصف ساعة.

وفي المساء بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء وصل حضرته إلى فندق Camino real، حيث اشترك في مأدبة عشاء، دُعي إليها عديد من كبار الشخصيات منهم نائب وزير الداخلية، ونائب وزير الصحة. بعد تناول العشاء ألقى حضرته خطابًا قال فيه: إن هدفي الوحيد من هذه الزيارة هو دعوتكم إلى إله واحد. اعلموا أن كل هذه المفاسد والمساوي المتفشية في الدنيا اليوم هي بسبب بعد الإنسان عن الله تعالى. لن تستطيعوا أن تنالوا سعادة حقيقية وطمأنينة قلبية إلا بالفرار إلى الله.  بعد خطابه أيده الله ردّ حضرته على أسئلة المستمعين.

في صباح 4 يوليو توجه حضرته برًّا إلى مدينة (أينتيغوا) العاصمة السابقة، على مقربة من مدينة غوئتي مالا. كانت الزلازل دمرتها تمامًا، يذهب السواح لزيارة آثارها الباقية.

رجع أمير المؤمنين أيده الله تعالى من زيارة هذه المدينة قبيل الظهر. فتشرف المعماريون، والمهندسون المعماريون، والعمال، وغيرهم بمصافحة حضرته والتقاط الصور معه. وبعدها أرسى حجر الأساس لعيادة صحية هناك.

وفي المساء اجتمع أمير المؤمنين أيده الله بفخامة رئيس غوئتي مالا في محل إقامته. فتحدثا في جو ودّي لحوالي نصف ساعة. وطلب سيادة الرئيس إلى حضرته بزيارة بلده مرة أخرى. كما أهدى حضرته إلى سيادته هدايا فيها المصحف الشريف مع ترجمة أسبانية، وكتاب حضرته Murder In the Name Of ALLAH.

بعد اللقاء برئيس البلد توجه أمير المؤمنين أيده الله تعالى بالسيارة إلى Atitlan حيث تمتع برؤية بحيرة جميلة هنالك. ورجع إلى ميدنة غوئتي مالا في اليوم التالي (5 يوليو) بعد الظهر. في نفس اليوم التقى بحضرته وزير الصحة. استمرت هذه الزيارة لأكثر من ساعة ونصف. أكد حضرته للوزير نية الجماعة لتقديم خدمات طبية، فقبلها الوزير شاكرًا.

في مساء نفس اليوم زار أميرَ المؤمنين وزير الخارجية لنصف ساعة. ولقد تأثر بلقاء أمير المؤمنين لدرجة أنه قال: أجِدُ سعادة قلبية بالجلوس بجنبكم. يبدو وكأن أشعات السلام تخرج منكم وتنزل السكينة على من حولكم. إن معظم الذي زاروه هناك أبدوا نفس الإعجاب بحضرته حتى قال بعضهم:

* من فضلكم، تعالوا إلينا وأنقذوا بلدنا.

* إن الله قد أرسلكم لإنقاذ بلدنا.

وقال أحد الضباط الذين كان مع حضرته في كل أيام الزيارة بأمر من الحكومة:

“إنني معكم، ولكني أود أن أدخل الجماعة مع أهلي وأولادي جميعا. لذلك سوف أكون على اتصال مستمر بالمبلغ الإسلامي الأحمدي ههنا حتى أكسب معرفة أكثر بالجماعة”.

في 6 يوليو حضر أمير المؤمنين أيده الله في مؤتمر صحفي نشرته صحفي نشرته وسائل الإعلام بكل أنواعها على نطاق واسع. وبهذا المؤتمر انتهت زيارة إمامنا الهمام أيده الله بنصره العزيز لهذا البلد حيث توجه بعده إلى لوس إنجليس مرة أخرى.

(يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك