جيلُنا الصاعد

خطاب لحضرة شودري محمد ظفر الله خان (رحمه الله)

في الاجتماع السنوي الثالث عشر لجماعة بريطانيا بلندن يوم 13 يوليو 1977

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (الجمعة: 1-5)

بعثتان للنبي

تذكرنا الآيات التي تلوتها آنفا بشرفنا ومقامنا ومسؤولياتنا.. التي أود أن أُلفت إليها انتباه جيلنا الصاعد. في الآية الأولى وعد قرآني بأن النبي له بعثتان: واحدة في جيله، وثانية في جيل قادم فيما بعد. وفيما يتعلق ببعثته الثانية، وهي بعثة روحية، خُتمت الآية بأن الله تعالى عزيز حكيم.. أي متصف بالقدرة والحكمة. وبعبارة أخرى: أن الله تعالى قادر على إنفاذ هذا، وهو تعالى يعلم الحكمة من ورائه. وأن البعثتين نعمتان عظيمتان من فضل الله تعالى فهو رب السلام.

فأول ما أود تذكيركم به، وعلى وجه الخصوص جيلنا من الشباب.. أنكم في الصحبة التي أشير إليها في الآية الكريمة.. لو سعيتم لاستحقاق ذلك، تتلقون فضلا إلٰهيا عظيما.

إن لنا لمنزلة خاصة.. كرامة خاصة.. مسئولية خاصة والتزامات خاصة، ولو أننا كنا صادقين بإزائها فسنكون محط نعمة خاصة. كذلك لا أقول هذا.. ولا ينبغي لكم أن تشعروا به.. افتخارا أو تعاليًا، وإنما أقوله تواضعا تاما، وعرفانا وامتنانا لله تعالى.. الذي بفضله خلقنا في عصر شهدنا فيه المبعث الثاني للنبي الأكرم .. وهدانا إليه. وهذا ما يمنحنا منزلة خاصة، ويلقي علينا مسئولية ثقيلة، وينبغي أن يكون مسيطرا على كل لحظة في حياتنا.

تقول الآية الثانية أن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليكون له التفوق على كل الأديان. واتفق مفسرو القرآن جميعا على أن النبوءة الواردة في الآية سوف تتحقق بمجئ المسيح الموعود وأتباعه. وهذه بالتالي مسئولية هائلة تشرَّفنا بحملها، وينبغي أن نكون برهانا حيا.. قولاً وفعلاً وسلوكًا.. على تفوق الإسلام على كل الديانات.

تجنبوا كل أنواع الشرك

وسوف أُوجّه انتباهكم إلى بعض جوانب مسئولياتنا والتزاماتنا، إلى بعض إحتياطات ينبغي الأخذ بها، وبعض أهداف ينبغي ألا تغيب عن بالنا. يقول القرآن المجيد في سورة لقمان :

إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان: 14).

والشرك نوعان: أحدهما إشراك إنسان أو شيء آخر كالأصنام مع الله تعالى. وعبادة الأصنام انتهت من العالم تقريبا، ولكن تأليه بني البشر لم يختف بعد تماما. فهناك مثلا كتاب (أسطورة تجسد الإله) الذي كتبه جماعة رجال الدين الأنجليكان، وفيه تهجم شديد على تأليه المسيح عيسى . وهناك نوع آخر من الشرك وهذا هو الذي أود أن أُلفِت إليه انتباهكم بصفة خاصة، وأود أن أوجه نداء خاصا إلى جيلنا الشاب، وهو ألا ترفعوا إلى مرتبة الإله أشياء التي هي وسيلة ونعمة من الله. فهذا هو الشرك الذي يعاني منه أغلب الناس. فينبغي ان يكون حرصنا وواجبنا وهمنا ألا نستمر في ارتكاب هذا النوع من الشرك.

وكما قلت آنفا، الشرك ينبع من إعلاء الوسائل إلى منزلة تُسْتحق لله وحده. مثلا : يمرض المرء، فيذهب للطبيب، فيشخص له المرض ويصف له الدواء، ويعطيه بعض التوجيهات، ويحثه على اتخاذ بعض الاحتياطات. فيمضي لتدبير الدواء، ويتعاطاه طبقا لتعليمات الطبيب، ويلتزم بالنظام الذي وضعه له. وهذا هو المسار الطبيعي. ولكن إذا فكرنا، أو شعرنا في عقلنا وأعماق قلبنا، أننا سنشفي وتتحسن صحتنا، لأننا ذهبنا إلى طبيب بارع، ولأن الدواء والعقاقير التي وصفها ذات تأثير.. فهذا هو الشرك.

والحقيقة أن الطبيب لن يتعرف على التشخيص الصحيح إلا بفضل الله. والدواء لن يعطي التأثير المطلوب إلا بفضل الله. ولهذا قال إبراهيم معبرا عن شكره لأفضال الله:

وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (الشعراء: 81).

هذا توضيح لأمر ذي صفة عادية، ولكنه إذا لم يكن مفهومنا العقلي بشأنه صحيحا ومناسبا وقعنا في الشرك. وهذا هو نوع الشرك الذي يكمن في كل نواحي الحياة، والذي له مفعول السم في تخريب التقوى الحقة.

المال مزلق للشرك أيضا

شكلٌ آخر للشرك شائع جدا، ومنتشر جدا، وهدام للغاية.. ذلك هو اعتبار أن المال يجلب لنا الراحة والفرح والسعادة. ولكن المال ليس إلا وسيلة. فإن اكتُسب حلالا ومن طريق صحيح فهو نعمة ربانية. فإذا أنفق في الخير والصالح كان ذلك الاستعمال الصحيح. ولكن كسبه وإنفاقه لا يكون حلالا ونافعا إلا بفضل الله وحده. والمال ذريعة.. تكون نعمة ربانية إذا رزقنا به من طريق شريف وأنفقناه في أوجه مناسبة. والسعي لكسب المال على أمل أن يكون مصدرا للبهجة والسعادة في الحياة شرك. ولا يمكن للمال أن يكون ذا نفع إذا أُلّه. وإذا لم يؤَلَّه اختفت من الوجود معظم متاعبنا. وإن لي معرفة بمنازعات كان المال والعقار وما أشبه يعتبر نافعا في حد ذاته.. وأن ينبغي لتحصيلها لذاتها.. وهذا شرك. ومن هنا تنشأ المنازعات بسبب ما أُسبغ عليه من أهمية.

كن شاكرا لله

يجب أن نضع لأنفسنا هذه القاعدة، ونطبقها على كل شيء.. قاعدة أن نكون دائما وأبدا شاكرين لله على ما أتاحه لنا من وسائل. ويجب أن نذكر أنفسنا باستمرار، بأن تلك الوسائل ليست في حد ذاتها مصدرًا للبهجة أو السعادة أو الراحة أو النجاح. إنها لا شيء بدون فضل الله تعالى.

قال الإمام المهدي والمسيح الموعود: “إن سعي المؤمن للأمور الدنيوية ليس في حد ذاته محلا للاعتراض، ما دام يُخضع دنياه لدينه. إن مصالحه الدنيوية في هذه الحالة تكون مصدرا للإحسان والبركة”. هذا هو العهد الذي أخذناه على أنفسنا: “وأن أفضل الدين على الدنيا..”، وهو في الحقيقة عهده مع الله تعالى، ومن يحنث بعهده مع الله لا يمكن أن يحظى وينال بإحسانه في هذه الحياة.

ينبغي أن نسعى للتميُّز عن غيرنا من الناس بفضل هذه الأشياء. وكما قلت، ليس تكبرًا واستعلاء، وإنما بروح التواضع والامتنان لله تعالى.. الذي يسّر لنا رؤية نوره، وهدانا لقبول نوره، واتخاذه نجما مرشدا لنا. في كل منشط من نشاطاتنا، وأقوالنا، وكلماتنا، وحركاتنا، وأفعالنا، يجب أن نكون حريصين على اتباع هديه، وإلا وضعنا أنفسنا في مواقف خطيرة.. من النفاق، والرياء، والتظاهر بما ليس فينا. والمنافقون كما يقول القرآن الكريم

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ .

أَحسنوا استخدام نعم الله

يذكرنا القرآن الكريم بأن نراقب أعمالنا في كل الوجوه. يقول الله تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ.. أي إذا أحسنتم استخدام نعم الله فسوف يزيدكم منها أضعافا.. فما هي نعم الله؟ ولنبدأ بالحياة نفسها التي تفضل بها علينا..

إنها نعمة جليلة عظيمة، ثم القدرات التي وهبها لنا: من بصر، وسمع، وعقل، ومقدرة جسدية.. إنها نعم هائلة. ثم هناك النعم الخارجية التي أتاحها الله لنا من قبل أن نوجد على الدنيا بفضل رحمانية الله. ثم هناك نعمة النجاح وتحقيق الأهداف.. إذا ما استخدمنا نعمه في أغراض شرعية، وبذلنا جهدا صادقا مخلصا لتحقيق تلك الأهداف.. الله تعالى بفضل رحيميته يُتوِّج جهودنا بنتائج طيبة. وهذا من النعم العظيمة حقا.. ولولاها لكانت جهودا عبثا وضياعا.

وينبغي أن نهتم للتحذير الذي وجهه الله في الجزء التالي في الآية السابقة حيث قال:

..وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ،

أي لو أسأتم وأخطأتم في استعمال أنعمي فالعقاب الشديد جزاؤكم. إنكم أمناء على كل النعم الربانية التي أنعم الله بها عليكم.. لتتحققوا من أن كل نعمة منها سوف تستخدم بإحسان، وأنه لن يكون هناك خطأ أو سوء في استعمالها. ولتذكروا أن الله عندما يصف عذابه فمعنى ذلك أنه لا يُحتمل. ومن أقسام العقاب أن نحرم من تلك النعم إذا لم نحرص على استعمالها إلى أٌقصى فائدة لها.

تطبيق القيم الإسلامية

والآن نأتي إلى مسألة دقيقة ومميزة. نحن نعيش وسط حضارة وثقافة غريبة عنا. والقيم عند القوم الذين نعيش بينهم لا تتماثل تماما مع حضارتنا. بعض القيم مشتركة بيننا.. كالأمان، والاستقامة، والكياسة، والدقة.. إلخ. ولكم هناك قيمًا متعارضة مع قيمنا. فبالمناسبة لما هو مشترك يجدر بنا أن نتقدم عليهم فيها، لأنها قِيَمُنا أيضا. فما من قيمة خيِّرة في أي مجتمع، من غَرسٍ ديني، أو بقرار من ناد أو جماعة.. إلا وهي مقررة بأسمى درجاتها في الإسلام.. بيَّن في آيات القرآن الكريم، وموضحة بالقول والعمل في أسوة النبي . وإذن فالقيم الطيبة المشتركة يجدر بنا أن نعمل بها بدرجة أرقى منهم. إنهم يستمدون العمل بها من دوافع دنيوية، أما نحن، فعلينا أن نستمد العمل بها بدافع كسب مرضاة الله واتباعا لإرادته.

كُفُّوا عن عادة التدخين الكريهة

ومن بين القيم العديدة التي تتعارض مع قيمنا.. أود أن ألفت انتباهكم أولا إلى عادة التدخين الشريرة.. يقول بعض شبابنا أن التدخين ليس ممنوعا في القرآن الكريم. وهذا غير صحيح، فالقرآن يحرم أشياء ويذكرها بالاسم، ويحرم أشياء أخرى ويذكرها بالوصف. ويقع التدخين في زمرة تلك المحرمات والمحظورات في القرآن الكريم. فمثلا، فيما يتعلق بالطعام والشراب لا تجد آية واحدة من القرآن الكريم تخبرنا أن نأكل ونشرب كل ما هو حلال.. بل نختار من الحلال ما هو طيب.. والطيب هو النقي الطاهر، المأمون، المفيد، اللذيذ، النافع للصحة. وهذا التعبير نسبي، فيه مرونة إلى درجة معينة. سمعت الخليفة الأول حضرة مولانا نور الدين يقول: الأرز المحمر طعام سائغ مقبول لشخص ذي صحة جيدة، ولكنه ليس طيّبا لمن يعاني من الملاريا إذ أنه يزيد المرض حدة. أما عن الأمر السيّء الذي ذكرته، ألا وهو التدخين، فقد أجمع كل العاملين في الحقل الطبي اليوم أنه شديد الخطورة على الصحة، فكيف يكون طيبًا؟ تقول التقارير إن كل لفافة تبغ (سيجارة) يدخنها المرء تقطع من عمره أكثر من خمس دقائق. فهذا هو الجانب الضار فيها. ولكنها حتى وإن لم تكن ضارة بهذه الدرجة، فهي عادة من العادات التي أطلق عليها القرآن اسم (منكر).. والله تعالى ينهى عن المنكر. والمنكر هو ما لا يستسيغه الآخرون. والدخان كريه جدا عند من لا يدخنون. ولقد حدثت لي مرات عديدة تلك التجربة النفسية.. عندما يتحدث إليّ مدخِّن مسرف.. فأحاول الإبتعاد عنه قليلا، ولكنه يتقدم نحوي.. وهذا شيء بغيض إلى نفسي. إنه في نطر زملائه مذنب وعند الله تعالى أيضا.

فإذا كنت في قبضة هذه العادة، فخير وسيلة للتخلص منها أن تعقد العزم على الإقلاع عنها، ثم لا تعود إليها أبدا. لذلك فإني أدعوكم جميعا بإلحاح.. والشباب منكم بصفة خاصة.. أن تهجروا هذه العادة الذميمة هنا والآن.. كما لو كانت سُمًّا.. وهي في الحقيقة سم، فاجتنبوه.

وهناك أمور وأشياء أخرى في حضارة هذه البلد تقتضي منا الحرص إزاءها. منها الإسراف في أمور الملبس، والطعام، والاختلاط الاجتماعي وما إلى ذلك.. وهي أمور غير إسلامية. وتعاليم القرآن الكريم بخصوص الإسراف واضحة صريحة للغاية، وكما أن النبي حذر من أن المشتبه بقوم يصبح منهم.

من حيث الملبس، لنا أن نرتدي ما نحب ما دام متفقا مع المعايير التي وُضعت لنا. فينبغي أن يكون لباسنا بحيث لا يكشف عن أجزاء معينة من الجسم حددتها التعاليم الإسلامية. وكان النبي يلبس ما يتيسر له، ولم يحدد لنا لباسا معينا، ولكن يجب الّا نسرف في نفقات الملبس. ونفس الأمر بالنسبة لطعامنا ومظهرنا. فالمؤمن إنسان ينبغي أن يعرف الناس أنه مؤمن من النظر في وجهه، ومن مظهره وسلوكه. فبعض الناس يتركون شعرهم يطول في كل الاتجاهات ولا يحاولون تشذيبه وتصفيفه؛ ويحلقون ذقونهم في حين أن النبي قال بإطلاق اللحى، ويطيلون شواربهم مع أن النبي قال بقصّها. ومعنى ذلك أنهم يتماثلون مع ما حولهم ولا يريدون أن يتميزوا عنهم.

إنهم يخشون أن يشار إليهم ويضحكوا منهم، وإذا لم تكن مستعدا لاحتمال الضحك من أجل بعض مبادئك فلن تحقق شيئا يذكر في هذه الحياة. نحن جماعة.. قدرُها ليس التعرض للسخرية والازدراء فحسب.. بل والاضطهاد كذلك. فينبغي ألا نخشى ذلك أبدا. من الطبيعي أننا لن ندعو الناس لاضطهادنا، ولكن فرض علينا ذلك ظلما من دون استحقاق، فيجب علينا أن نتحمله بصبر وثبات. فالاضطهاد له قيمته، إذ يحثنا على مزيد من الجهاد والمثابرة في سبيل الله. إن أحداث عام 1974 غسلت وطهرت حياتنا، ومكنتنا من التغلب على الكسل الذي كان يزحف إلى الكثير منا. والاضطهاد ينشّط ويستثير جهودنا لاكتساب مرضاة الله ورحمته.. وهذه بدورها تستنزل غضبه ونقمته على المسرفين في معارضتهم للحق. ويجب على المؤمن أن يكون لديه شجاعة لفعل ما هو صواب، واجتناب ما هو ضار أو حرام أو يغضب الله. وإذا لم نتخلص من صغائر الخطايا فلن نستطيع الارتقاء إلى المعالي. وإذا لم نصمد للاضطهاد والاحتقار فلن تترقى فينا الخصال التي تميز المؤمنين.

وأختتم حديثي بتحذير يتعلق بتلك القيم التي لا تتفق تماما مع قِيَمنا، فإنه يجدر بنا أن نكون حريصين للغاية بإزالتها. قد يكون بعضها غير ضار، ولكننا لا نعمل الشيء لمجرد أنه غير ضار.. ولكن يُعمل لأنه خير حقيقي. ويصف القرآن الكريم المؤمنين بأنهم الذين يمتنعون عن عمل ما هو لغو، بلا نفع، أو ليس فيه مصلحة. يجب أن تكون أعمالنا خيرًا محققًا، وألا نقبل أي شيء لأنه غير ضار فحسب.

ومع وجود اختلافات بين قيمنا وقيم المجتمع الذي نعيش فيه، لا يعني هذا ألاّ نسدي الخير إلى من يختلفون عنا. المؤمن نافع في كل النواحي. يجب عليه أن ينأى عن الشر وعن فاعليه. يجب عليه أن يكون في المقدمة لخدمة بني البشر أفرادا أو جماعات. ينبغي أن يكون كل مسلم أحمدي معروفًا في محيطه بأنه أكثر الناس عونًا، وأنه لا يفرق بين الأشخاص الذين يسعى لمعونتهم. يجب أن نحتفظ بهذا الامتياز، ولكن في نفس الوقت نتذكر دائمًا أن التعاون لا يعني اتباع طرقهم والانغماس في رذائلهم. ونتذكر أيضًا أن اجتنابنا لطرقهم ورذائلهم لا يعني عدم التعاطف معهم. هاتان سِمتان ينبغي على المسلم أن يكون حريصًا بشأنهما.

Share via
تابعونا على الفايس بوك