51 شهداء الأحمدية

51 شهداء الأحمدية

هاني طاهر


وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ

بالتضحية تحيا الأمم.. لأن التضحية دليل على التسابق في خدمة الأمة.. أما الأمة التي يتخاذل أهلها في خدمتها، ويقول كل منهم ما لا يفعل، فلن تفلح أبدا.

والعقيدة شجرة تُروى بالدماء.. دماء الشهداء.. لذا قال الله تعالى:

وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ..

هم أحياء بما أحيوه بدمائهم، هم أحياء بإحيائهم الحق والدين الذي ضحّوا من أجله بأغلى ما عندهم.. هم أحياء بالأثر الذي تركوه فيمن بعدهم.

وإنما يُكتب الخلود للأمم التي لا تنسى شهداءها، فكان واجبنا تخليد شهدائنا الذين قتلوا لقولهم ربنُّا الله.. لم يرفعوا سيفا بوجه أحد، لم يتآمروا ضد أحد.. ليس ذنبهم إلا إيمانهم.

وإنه لشرف عظيم لجماعتنا أن تسير على خطى الأنبياء وأتباعهم.. فمن يومها الأول وهي تقدّم الشهداء في سبيل الحق. وقد قُتل اثنان من أصحاب المسيح الموعود في عهده: الشهيد المولوي عبد الرحمن الذي قُتل خنقًا في أفغانستان، وصاحبزاده الشهيد عبد اللطيف ، الذي رُجم في أفغانستان.

كان الشهيد عبد اللطيف … وليًا من أولياء الله، وصاحب كشوف ورؤى، وكان مسؤولا عن تتويج الملك والصلاة على جنازته. وقد اقتنع بصدق المسيح الموعود بمجرد أن قرأ كتبه التي وصلته. فجاء للقائه إلى قاديان ولم يستطع فراق حضرته. فمكث عنده شهورا، ثم رجع إلى أفغانستان رغم علمه باستشهاد تلميذه المولوي عبد الرحمن من قبل، بل كان الله تعالى قد أخبره أنه هو الآخر سيُستشهد.

لقد حزن المسيح الموعود باستشهاده كثيرًا، فقال في رثائه:

“والذي نفسي بيده، لقد وجدتُه في طاعتي وتصديق دعواي صادقا متفانيا بما لا مزيد عليه. لقد وجدتُه مفعمًا بحبي، كزجاجة مليئة بالعطر. كان وجهه نورانيا كما كان قلبه نورانيا. إن أروع صفة كان يتحلى بها هذا الولي المرحوم هي أنه كان يقدّم الدين على الدنيا حقيقة….. كان قوي الإيمان بحيث لو شبَّهتُه بأعظم جبل لخشيت أن يكون تشبيهي ناقصًا….. بأي كلمات أثني على هذا الولي المرحوم الذي نبذ ماله وعرضه وروحه في طاعتي كما يُنبذ الرديء من الأشياء؟”(تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية، مجلد 20 ص 10)”يا عبد اللطيف، عليك آلاف الرحمات، فإنك قد برهنتَ على صدقك أثناء حياتي، ولا أدري ماذا سيفعل بقية أتباعي من بعدي”. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية، مجلد 20 ص 60)”يا أرض أفغانستان، كُوني شاهدةً على تلك الجريمة الشنيعة التي ارتُكبت فيك! يا أيتها الأرض التعيسة، لقد سقطتِ من عين الله تعالى لأنك كنت مسرحًا لهذا الظلم العظيم”. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية مجلد 20 ص74)

شهداء على مدى المكان والزمان:

شهادة عبد اللطيف متميزة وعظيمة، لكنه ليس الشهيد الوحيد في جماعتنا، بل سطّر كثيرٌ من المسلمين الأحمديين بدمائهم الزكية أروعَ آيات البطولة والفداء في باكستان والهند والعراق وفلسطين وإندونيسيا وبنغلاديش وأمريكا والبانيا وترينيداد وسريلنكا وغيرها من البلاد، وفي عهود الخلفاء جميعا، وخصوصا في عهد الخليفة الرابع، وبعد أن أصدر الدكتاتور الباكستاني ضياء الحق قراره العسكري الغاشم بمنع المسلمين الأحمديين من ممارسة أي شعيرة إسلامية، فاستُشهد في باكستان من استُشهد، والأدهى من ذلك أن بعضهم قد قُتلوا في رمضان ركّعًا سُجّدًا في المساجد. أما الذين أُلقوا في غياهب السجن لسنوات لمجرد إلقاء سلام أو كتابة البسملة على دعوة وليمة، أو رفع أذان، أو النطق بالشهادتين فيبلُغون المئات. والمؤسف بل المخجل أن هذا القرار لا يزال ساري المفعول في باكستان حتى اليوم، فيقتل كلَّ سنة العشرات ويسجن المئات من الأحمديين المسالمين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يصرون على شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.

لقد تجاوز عدد الشهداء حتى الآن 200 شهيد. وفيما يلي قائمة بأسماء هؤلاء الشهداء:

أفغانستان

2

في زمن المسيح الموعود

أفغانستان

10

في زمن الخليفة الثاني

الهند

15

في زمن الخلفاء جميعًا

باكستان

142

في زمن الخلفاء جميعًا

العراق

1

في زمن الخليفة الثاني

فلسطين

1

في زمن الخليفة الثاني

إندونيسيا        

17

في زمن الخلفاء جميعًا

ألبانيا

1

في زمن الخليفة الثاني

ترينيداد

1

في زمن الخليفة الرابع

بنغلاديش

12

في زمن الخلفاء جميعًا

أمريكا

1

في زمن الخليفة الرابع

سيريلانكا

3

في زمن الخلفاء جميعًا

هذه القائمة لا تضم كل الشهداء، بل هناك من لم تسجل أسماؤهم عند المركز. هذا علاوة على الشهداء الذين استشهدوا وقت الفتن الطائفية عند تقسيم الهند وهُم كُثر.

Share via
تابعونا على الفايس بوك