الأحمدية في بلاد العرب

الأحمدية في بلاد العرب

محمد حلمي الشافعي

كاتب

تلقّى سيّدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بشارات من الله تعالى تتعلّق بالعرب، إحداها تقول: “يدعون لك أبدال الشّام وعباد الله من العرب”. والثّانية تقول “يصلّون عليك صلحاء العرب وأبدال الشّام”. ومن ثمّ كتب حضرته عديدًا من الكتب باللغة العربيّة لتبليغ دعواه إلى العرب..منها (تحفة بغداد)، و(كرامات الصّادقين)، و(حمامة البشرى)، وأرسلها إلى علماء العرب وصلحائهم. فمنهم من قبلوا الدّعوة وآمنوا بصدقه.. مثل الأفاضل محمّد سعيد من الشّام، ومحمّد بن أحمد من مكّة، وعبد الله العرب من مكّة، والعلّامة الشّيخ عبد المحي الحويري وعلي بن شريف مصطفى من مكّة. والأربعة الأوائل منهم تشرّفوا بزيارة حضرته في قاديان. وهكذا بلّغت الدّعوة الأحمديّة إلى العرب في حياة حضرة مؤسّس الأحمديّة .. وتحقّق ماتلقاه حضرته من بشارات، ودعا له وصلّى عليه بعض صلحاء العرب وأبدال الشّام. ثمّ جاء الأستاذ زين العابدين ولي الله شاه إلى مصر بأمر من مولانا الخليفة الأوّل سيّدنا نور الدّين في يوليو 1913م، لدراسة اللغة العربيّة. وفي بيروت عام 1914 قابل زين العابدين بعض الأساتذة ومنهم الشّيخ صلاح الدّين الرّافعي (رحمه الله) وهو من أسرة معروفة، وبلّغه بالأحمديّة فقبلها، وأعلن أحمديّته في حفل عام.

عندما عاد سيّدنا الخليفة الثّاني من إنجلترا بعد افتتاح مسجد فضل لندن عام 1924، زار دمشق، ونزل في فندق سنترال، شرقي المنارة البيضاء لمسجد السّنجقدار. وحدثت هناك ضجّة شديدة وغوغاء بفعل المشائخ المتعصّبين. فقرّر حضرته ضرورة بعث دعاة إلى هذه الدّيار لتصحيح المفاهيم عن الأحمديّة. فأرسل حضرته الأستاذ زين العابدين إلى الشّام في صحبة الأستاذ جلال الدّين شمس.. عام 1925م ليمهّد الطّريق لأوّل مبشّر إسلامي أحمدي في بلاد العرب.

خدم الأستاذ جلال الدّين شمس الإسلام بالديار العربيّة خدمة جليلة، حيث أسّس هذه الدّعوة المباركة في فلسطين والشّام ومصر. وبعده جاء الأستاذ أبو العطاء الجالندهري (رحمهما الله)، وقام بسعي مشكور في هذا المجال. (انظر عن أحوالهما في هذا العدد تحت عنوان: خالدان من خوالد الأحمديّة). واستمرّت الجماعة في بعث الدّعاة للبلاد العربيّة رغم صعوبة الظّروف وإليكم أخبار بعضٍ منهم.

الأستاذ محمّد سليم الهندي

خدم في البلاد العربيّة في فلسطين من يناير 1936 إلى أواخر 1938. كان رئيس تحرير لمجلّة البشرى. نشرت له مقالات عديدة وموضوعات قيّمة وتراجم لخطب إمام الجماعة.

الأستاذ شودري محمّد شريف

المبشّر الإسلامي الأحمدي  ذو العشرة الطويلة في الدّيار العربيّة، فقد ضرب مولانا محمّد شريف الرّقم القياسي في طول الخدمة ببلاد العرب.

لقد مكث المبشّر الفاتح مولانا جلال الدّين شمس فيها خمس سنوات وبضعة أشهر، ومولانا أبو العطاء الجالندهري أربع سنوات وخمسة شهور، ثمّ الأستاذ محمّد سليم ثلاث سنوات.. ولكن مولانا محمّد شريف مكث زهاء 18 عامًا في فلسطين والبلاد العربيّة. وصلها في يوليو 1938، وغادرها في ديسمبر1955م بعد أن تمّت إجراءات الإقامة للمبشّر الإسلامي الأستاذ جلال الدّين قمر.كان رئيس تحرير مجلّة (البشرى) طول هذه الفترة. ترجم عددًا ضخمًا من خطب خلفاء المسيح الموعود .

والأستاذ محمّد شريف.. من رجال الأحمديّة.. الّذين وهبوا حياتهم كلّها لخدمة الدّين.. فهم متشابهون في روح الكفاح، وغزارة العلم، وقوّة اليقين، ورجاحة العقل، والصّبر والأناة، والحكمة، وحلاوة اللّسان، والشّجاعة وصدق العقيدة..أمّا التّواضع والبساطة والالتزام بآداب الإسلام فحدث ولاحرج. نقول ذلك عن مولانا.. ونقوله عمّن جاءوا قبله.. وبعده. إنّهم كلّهم من تلاميذ مدرسة المهدي والمسيح الموعود.. فأكرم بها من مدرسة، وأنعم بهم من تلاميذ، وأعظم به إمامًا ملهمًا وقائدًا مباركًا.. تفوح منه العطور المحمّديّة، وتشعّ منه الأنوار المصطفويّة.. من فاته حضورها وجد انعكاساتها في هؤلاء الدّعاة.

جزاهم الله عن الإسلام وعن القرآن.. خير الجزاء، وأثابهم الله عن خاتم النّبيّين، وعن قومه من بني يعرب.. أكرم الثّواب.. عطاءً حسابًا لمــّا خدموا الإسلام ونصروه، وأذاعوا القرآن وحملوه، وصانوا كرامة محمّد وأجلُّوه، ودعوا العرب إلى الدّخول في بيعة خليفته المهدي والمسيح الموعود .

أسّس الأستاذ فرع الجماعة في غامبيا، حيث كان أوّل مبشّر أُرسل إلى غامبيا، بسعيه وتبليغه دخل في الأحمديّة الحاج ف.م. سنغانة أوّل ملك مسلم أحمدي، وفضيلته الآن أستاذ بالجامعة الأحمديّة.

الأستاذ جلال الدّين قمر

جاء إلى الدّيار العربيّة في عام 1954. كان رئيس تحرير البشرى. خدم أيضًا في أوغندا خدمة ممتازة. وتحت إشرافه تمّت ترجمة القرآن الكريم إلى  اللغة الأوغندية. وهو يعمل الآن أستاذًا بالجامعة الأحمديّة بربوة.

الأستاذ فضل إلهي بشير

ذهب لخدمة الإسلام في الدّيار العربيّة في أواخر السّبعينات. تولّى رئاسة تحرير البشرى. قام بتراجم خطب أمير المؤمنين. وكتب كتابًا قيّمًا بالعربيّة يبحث في المسائل الاختلافيّة، عمل كمبشّر إسلامي أيضًا في جزر موريس وتنزانيا وغيانا (أمريكا الوسطى). عمل أستاذًا بالجامعة الأحمديّة. وهو لايزال يخدم الجماعة بالمركز.

الشّيخ نور أحمد منير

جاء لخدمة الإسلام في فلسطين سنة 1364 ه. هو خطيب مفوه. له إسهام قلمي كبير في مجلّات الجماعة. عمل أستاذًا بالجامعة الأحمديّة بربوة. ويخدم الآن الجماعة في المركز بربوة.

الأستاذ رشيد أحمد الجغتائي

قدم من قاديان إلى فلسطين عام 1366 ه. وقدم خدمات مشكورة. وهو الآن يخدم بالمركز.

الأستاذ ملك مبارك أحمد

درس في مصر وسوريا في أوائل الخمسينيّات. قام بترجمة العديد من كتب المسيح الموعود  وخليفته الثّاني. ومن أعماله الجليلة ترجمة التّفسير الكبير للخليفة الثّاني (المجلّد الأوّل). وهذا التّفسير في طريقه إلى الطّبع، إن شاء الله تعالى. وأيضًا تولّى رئاسة تحرير مجلّة (البشرى) العربيّة في باكستان حوالي عشر سنين. كان أستاذًا ثمّ عميدًا بالجامعة الأحمديّة بربوة. لقي ربّه في العام الماضي. رحمه الله رحمة واسعة.

الأستاذ نور الحقّ تنوير

درس في الأزهر في الخمسينيّات. وترجم كثيرًا من خطب حضرة الخليفة الثّاني. وهو الآن أستاذ اللغة العربيّة ونائب عميد بالجامعة الأحمديّة بربوة.

الأستاذ غلام أحمد مبشر

خدم الإسلام والأحمديّة في (عدن)، وصلها عام 1947م. وفي ظروف صعبة جدًّا غرس غراس الدّعوة الإسلاميّة الأحمديّة في نفوس أهل اليمن. وأسّس الجماعة هناك بصفة رسميّة 1949م. وبعد أن أسّسها غادرها مطمئنًّا إلى أنّ الأمانة في يد أبناء عدد من المسلمين الأحمديّين الأوفياء.

الأستاذ روشن دين

خدم الإسلام في منطقة قطر من الجزيرة العربيّة في الأربعينيّات لسنوات طويلة، وفي ظروف صعبة، لكون البلاد صحراويّة شديدة الحرارة والرّطوبة، ولم تكن بها وسائل الحياة المتيسّرة في أيّامنا هذه. وبعد خدمته في تلك البلاد حمل شعلة الإسلام في شرق أفريقيا. كما عمل بالتّدريس في مدرسة الدّعاة بالوقف الجديد.. وهو المعهد الّذي يدرّب الدّعاة للتّبليغ والتّربية داخل باكستان. وهو يخدم الآن بالمركز بربوة.

الحاج شريف أحمد أميني

هو من مواليد 1917. تخرّج في الجامعة الأحمديّة سنة 1939. دخل ميدان التّبليغ عام 1951. خدم في البلاد العربيّة من أكتوبر 1984 إلى ديسمبر 1985. وعمل ناظرًا للأمور العامّة بقاديان. وهو الآن ناظر للدّعوة والتّبليغ هناك.

*******

وهكذا أحبّ حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود .. العرب كثمرة لحبّه لسيّده محمّد المصطفى ، وأورث حبّهم لخلفائه رضي الله عنهم جميعًا.. فأولوا العرب كلّ اهتمام رغم صعوبة الظّروف في كثير من الأحيان.

اللّهمّ، يامن جعلت للعرب الحظّ الأوّل في نشر دينك الحنيف، أعد لهم مكانتهم ومجدهم، واجعلهم أعظم أنصار عبدك الإمام المهدي والمسيح الموعود.. خادم حبيبك مولانا محمّد المصطفى .. واجعل لهم النّصيب الأوفر في نصرة الإسلام وإضاءة الدّنيا بالشّمس المحمّديّة في هذا الزّمن الأخير. آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك