عبادَ الله، حقًا أخْبرونا حديثَ المسلمين الصابرينا
لقد نَهَبَ اللئام بحد سيف عقارَ المسلمين الصالحينا
فكم قد حُرِّقَتْ بيتٌ ودارٌ بأيدي المفسدين الطالحينا
وكم قد أظهروا بغضًا وحقدًا وكم قد أظهروا الداءَ الدفينا
وكم قتلوا من الصبيان ظُلمًا وأحْيَوا سُنةَ المتجبِّرينا
وكم من صارخ ماتوا عطاشى فما لانتْ قلوب الظالمينا
وكم تركوا الأرامل واليتامى على وجه البسيطة نائحينا
وكم تركوا من الأبرار قتلى وصرْعى في الدماء ملطَّخينا
وكم رقصوا وغنّوا فوق ميتٍ وشانوا اسمَ كل المسلمينا
وكم أخذوا بلا جرم وذنبٍ فباتوا في السجون مصفّدينا
وكم من آفة جُرَّت نهارًا وليلاً حسب أمر الحاكمينا
فلا كلّتْ ولا شلَّتْ أيادٍ أيادي الظالمين الغاشمينا
أهانوا نبيَّهم في كل أرض وقانا الله شر الحاكمينا
فيا للسَّفْهِ مِن قوم وناسٍ أضاعوا دينَهم للسائسينا
فهل ترك النبي قضاءَ شيء أُمرنا أخْذَه من سائسينا
وهل بَقِيَ التفاخر لـ “يزيد” بأن الشرَّ في المتقدمينا
فلا والله، لم يبْقَ التفاخرْ لآل يزيد في المتأخرينا
يقول الناس إعلانًا وسرًا وهل من حيلة في المرجفينا
بأن الفُتيا كانت للسياسة وما كانت قضاءَ المتقينا
جلالُ سياسة لا بد يمضي ولا يمضي جلال الصالحينا!