الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

نظرًا لكون الإنسان كثير النسيان وخاصة في أمور الدين، أمر الله نبيه بتذكير الناس، كما أمر المؤمنين بمصاحبة الصالحين وقال: كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ . وكان من عادة الصحابة رضوان الله عليهم الحضور في مجالس الذكر التي كان يعقدها النبي لما يحييهم. فكانوا لا ينسون نصيبهم من الآخرة وقت انشغالهم في شؤونهم الدنيوية، بل كانوا يوفرون من الوقت ما يستغلونه في ذكر الله، ليتدربوا تدريباً خلقيًا وروحيًا، وليزدادوا إيمانًا وتسليمًا. فكانوا، كما ورد في الحديث، يدعون بعضهم البعض لعقد هذه المجالس قائلين: تعالى يا أخي، نجلس نؤمن ساعة.

وتأسيًّا بسنَّة الرسول وأصحابه اهتم سيدنا المهدي والمسيح الموعود بعقد مثل هذه المجالس للتذكير والوعظ طوال أيام حياته، وأعلن في 1891 بتوجيه من الله بعقد أول اجتماع تربوي سنوي مركزي لجماعته في قاديان، وحض أتباعه على الحضور فيه قائلاً: إن هذا الاجتماع ليس من الاجتماعات الدنيوية العادية، وإنما سوف يمن الله تعالى على المشتركين فيه ببركات خاصة.. لأنه يعقد لذكر الله ورسوله ولمرضاته، ويزيدهم حماسًا في فعل الخيرات، ويزيل بهذا الاحتكاك صدأ القلوب.

ومنذ تلك السنة عُقد هذا الاجتماع الديني التربوي بانتظام كل عام، إلى 1983 في ربوة، باكستان.. حيث أصدر الدكتاتور الباكستاني الراحل ضياء الحق في العام القادم حكمًا يحظر به هذا الاجتماع، ظلمًا وزورًا.. مع أن أبناء الجماعة ما كانوا يأتون فيه إلا ما أمر الله ورسوله، ومع مراعاة قوانين البلد. فكانوا إلى جانب الصلوات المفروضة يصلون التهجد كل أيام الاجتماع.. يبتهلون فيها إلى الله ركعًا سجدًا، ويستمعون إلى خطابات علماء الجماعة، وخاصة إلى توجيهات إمامهم خليفة المهدي والمسيح الموعود ، ليزدادوا بها ثقافة ومعرفة، إيمانًا وتسليمًا وقربًا لله وحبًا لرسوله . ولسوء الحظ فإن هذا الحظر لا يزال ساريًا رغم تغير النظام الحاكم.

وهناك اجتماع تربوي شبيه بهذا الاجتماع تعقده مختلف فروع الجماعة في كل أنحاء العالم. لقد عقدت الجماعة الإسلامية الأحمدية ببريطانيا اجتماعها السنوي هذا في 11، 12 و13 من أغسطس هذا العام. وكان لهذا الاجتماع أهميته القصوى لكونه أول اجتماع سنوي لجماعة بريطانيا في القرن الثاني من حياة الجماعة، وأيضًا بتواجد أمير المؤمنين حضرة مرزا طاهر أحمد الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود ، في بريطانيا.

نقدم إليك أيها القارئ الكريم، في هذا العدد تغطية لهذا الاجتماع التاريخي.

ونُقدم لك تفاصيل المباهلة التي تمت بين الإمام المهدي وبين القسيس الأمريكي الشهير دوئي، والتي هلك فيها الأخير نتيجة لابتهالات ودعوات حضرته .

كما نوالي تقديم قسط آخر من كتاب إمام الجماعة.. القتل باسم الدين.. هذا الموضوع الحساس الذي كثيرًا ما يثيره الغرب للتهجم على الإسلام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(المحرر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك