لا شك أن محمدا خير الورى

قصيدة في مدح سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم لحضرة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام

يـا عينَ  فيضِ   الله  والعـرفانِ

يا بحرَ  فضـلِ  المـنعِم  المـنّانِ

يا شمسَ مُلكِ الحـسن والإحسانِ

قومٌ رأَوك وأمّـة  قـد  أُخبرتْ

يـبكُون من ذِكر الجمال  صبابةً

وأَرى القلوبَ لدى الحناجرِ كُربةً

وقدِ اقتفاك أولو النُّهَى وبصدقِهم

قـد  آثروك   وفارَقوا  أحبابَهم

قد  ودَّعوا   أهواءَهم  ونفوسَهم

ظـهَرتْ عليهم  بيِّناتُ رسولهم

نهَب  اللِّئامُ  نشوبَهم   وعَقارَهم

كسَحوا بيوتَ نفوسِهم وتَبادَروا

قاموا بإقـدامِ  الرسولِ  بغَزوهم

فدَمُ  الرّجالِ  لِصدقِهم  في حُبّهم

جاءوك  منـهوبين  كالعـريانِ

أحييتَ  أمواتَ   القرون  بجَلوةٍ

لا شكّ  أنّ محمّدًا خيرُ الـوَرى

تـمّتْ عليه صفاتُ كلِّ مَـزِيّةٍ

واللهِ إن  محـمـدًا كـرَدافـةٍ

هـو  جَنّـةٌ  إني  أرى  أثمـارَهُ

إني  لقد  أُحيِيتُ مِـن  إحـيائه

يا رَبِّ صَلِّ على نبـيّك  دائـمًا

يا سيِّدي قد  جئتُ  بابَك  لاهِفًا

يَفرِي سهامُك  قلبَ كلِّ  محاربٍ

للهِ  دَرُّك  يا  إمـامَ   العـالَـمِ

اُنظُرْ  إليَّ  برحمـةٍ وتحــنُّـنٍ

يا حِبِّ  إنك  قد دخَلتَ  محبّـةً

مِن ذِكرِ وجهِك يا حديقةَ بَهجتي

جسمي يطيرُ إليك مِن  شوقٍ عَلا

………………….

يَسعَى  إليكَ  الخَلقُ  كالظَّمآنِ

تَهوِي  إليك  الزُّمْـرُ بالكِيزانِ

نـوَّرتَ  وجهَ  البَرِّ  والعُمْرانِ

مِن ذلك  البدرِ  الذي  أصباني

وتألّمًا من  لوعـة  الهِـجرانِ

وأَرى  الغروبَ تُسيلها  العينانِ

وَدَعُوا تذكُّـرَ معهدِ  الأوطانِ

وتباعَدوا  من  حلقـةِ الإخوانِ

وتبرَّؤوا من  كلِّ  نَشْبٍ فـانِ

فتَمزّقَ  الأهواءُ  كالأوثــانِ

فتَهـلَّـلوا  بجواهـر  الفُرقانِ

لِتمتُّع  الإيـقانِ  والإيـمـانِ

كالعاشق المشغوفِ في الميـدانِ

تحتَ  السيوف أُريقَ  كالقربانِ

فستَرتَـهم  بِمَلاحِف  الإيمانِ

ماذا  يماثلك بـهـذا  الشّانِ

رَيْـقُ الكرامِ ونخبةُ  الأعيـانِ

خُـتِمتْ به  نَعْماءُ  كلِّ زمانِ

وبهِ  الوصولُ  بِسُدّة  السّلطانِ

وقُطوفَه  قد  ذُلِّلتْ لِـجَـناني

واهًا  لإعجازٍ  فما  أَحْـياني!

في هذه الـدنيا  وبعثٍ ثـانِ

والقومُ  بالإِكفـارِ  قد  آذاني

ويشُـجُّ  عَزْمُكَ هامةَ  الثّعبانِ

أنت السَّبوقُ وسيّدُ   الشّجعانِ

يا سيّدي  أنا  أحقَـرُ الغلمانِ

في  مُهْجَتي  ومَدارِكي وجَناني

لَمْ أَخْلُ في لحـظٍ  ولا في آنِ

يا ليتَ  كانت قوّةُ  الطَّـيَرانِ

(مرآة كمالات الإسلام)

Share via
تابعونا على الفايس بوك