فلسفة الحج في الاسلام
  • العبادة جزآن الخشية والمحبة.
  • من سنة الله تعالى جعل الأمور المادية مقابل الأمور الروحانية .
  • جُعلت الكعبة المشرفة بيتًا لله للطواف حولها واستشعار الحب والعشق  الإلهي كطواف المحب حول بيت حبيبه تعبيرًا عن عشقه.
  • ليس للشرك مدخل إلى أفعال الحج الظاهرية.

__

“كان للعبادة جزءان: الأول أن يخشى الإنسانُ الله تعالى كما هو حق الخشية، والجزء الثاني للعبادة هو أن يحبّ الإنسان اللهَ كما هو حق المحبة. هذان حقّان يطلبهما الله تعالى لنفسه من الإنسان. ولأدائهما جعل الإسلام أولا الصلاةَ التي وُضع فيها جانب الخوف، وأما لإظهار الحبّ فقد جعل الحج….. وُجد في الحج جميع أركان الحب وفي شدة الحب لا يحتاج المرء حتى للملابس، فإن العشق نوع من الجنون. لا يمكن في حالة العشق إبقاء الملابس مرتّبة… الحاصل أن المثل الذي يجب أن يكون في زيّ الحب يكون موجودا في الحج، إذ يُحلق الرأس ويُسعى، والقُبْلة في الحب أيضا موجودةٌ في الحج كما كانت موجودة في جميع الشرائع بشكل صوري، ثم بدا كمال العشق في الأضحية أيضًا. إن الإسلام علّمنا تكميل هذه الحقوق بأكمل وجه”. (الملفوظات مجلد 3 صفحة 299)

“ولو شاء الله لما بنى الكعبة وما وضع فيها الحجر الأسود، ولكن لما كان من سنة الله الجارية أنه يجعل إزاء الأمور الروحانية رموزا مادية تمثِّلها، وتكون شاهدا ودليلا عليها، فقد أُسِّست الكعبة بحسب هذه السُّنَّة….. فكما أن روح الـمحب تطوف في حالة الحب حول الـمحبوب كل حين، وتقبِّل عتبة داره، كذلك جُعلت الكعبة المشرفة رمزًا ماديًّا للمحبّين الصادقين، وكأن الله تعالى يقول لهم: انظروا، هذا بيتي، وهذا الحجر الأسود حجر عتبتي. (كتب المعبِّرون أنه إذا رأى أحد في المنام أنه قبّل الحجر الأسود فسينال العلوم الروحانية لأن المراد من الحجر الأسود هو منبع العلم والفيض)ولقد أمر الله تعالى بذلك ليتمكن الإنسان من التعبير عن مشاعر عشقه وحبّه الجياشة تعبيرًا ماديا. فالحُجاج يطوفون بهذا البيت طوافًا جسمانيا نشوانين وكأنهم مجانين وسكارى في حب الله، فيتخلون عن الزينة، ويحلقون الرؤوس، ويطوفون ببيته كالعشاق في هيئة المجذوبين، ويقبّلون هذا الحجر حاسبين إياه حجر عتبته. وهذا الوَله الجسدي يولد لوعة وحبا روحانيين. فالجسد يطوف بالبيت ويقبّل حجر العتبة، بينما تطوف الروح حول الحبيب الحقيقي، وتطبع القبلات على عتبته الروحانية. وليست في ذلك شائبة من الشرك، إذ إن الصديق يُقبِّل رسالة صديقه الحميم عند استلامها. فالمسلم لا يعبد الكعبة، ولا يطلب مراداته من الحجر الأسود، وإنما يتخذه رمزًا ماديا أقامه الله تعالى ليس إلا. كما أننا نسجد على الأرض، ولكن السجود ليس للأرض؛ كذلك نقبّل الحجر الأسود، ولا يكون هذا التقبيل من أجله. فالحجر حجر بحت لا ينفع أحدا ولا يضر، ولكنا نقبّله لأنه من ذلك الحبيب الذي جعله رمزا لعتبته”. (ينبوع المعرفة، الخزائن الروحية مجلد 23)

Share via
تابعونا على الفايس بوك