سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه
  • الخليفة الثاني اسمه ولقبه.
  • أعمال الخليفة الثاني وخصائصه.
  • مواقف الخليفة الثاني وتضحياته وحبه للرسول.
  • تواضعه وعهد خلافته.

__

سيدنا عمر الفاروق

س: من هو الخليفة الثاني لرسول الله ؟

ج: هو أبو حفص، سيدنا عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي .

س: متى كانت ولادته؟

ج: لقد ولد لثلاث عشرة سنة خلت من ميلاد رسول الله ، إذ ولد بمكة سنة 40 ق.هـ الموافق 584م.

س: بمَ لقبه سيدنا رسول الله ؟

ج: لقبه رسول الله بالفاروق، وذلك حين أعلن إسلامه دون أدنى خوف من الاضطهاد المحتمل، وكان الناس يبايعون النبي وينشرون الدعوة سرًّا في دار الأرقم، لكن عمر خرج وأعلن إسلامه على الملأ، وكانت به قوة للمسلمين والإسلام، عندئذ لقبه رسول الله بالفاروق.

س: كم كان سنه حين تشّرف بالإسلام؟

ج: ثلاث وثلاثون سنة.

س: لقد تعرض لأذى كثير وضربوه ضربا مبرحا وكادوا يقتلونه، لكن أحد الكبار أجاره، هل تعرف اسمه؟

ج: هو العاص بن وائل السهمي، أبو عمرو.

س: ما اسم شقيقه الذي سبق عمرَ في قبول الإسلام؟

ج: زيد بن الخطاب وقد مات شهيدا في قتال مسيلمة الكذاب والمرتدين باليمامة، وذلك في آخر سنة 11هـ.

س: ما اسم أخت سيدنا عمر التي سبقتْـه في الإسلام؟

ج: السيدة فاطمة رضي الله عنها.

س: ما اسم زوجها؟

ج: سعيد بن زيد .

س: أي صحابي كان يقرأ معهما القرآن حين دخل عليهما سيدنا عمر قبل الإسلام؟

ج: خباب بن الأرتّ .

س: ما الذي اشترطت السيدة فاطمة حين طلب منها عمر ما كانوا يقرأون؟

ج: طلبت منه أن يغتسل.

س: أيُّ آية أثّرت في عمر تأثيرا كبيرا حتى أذابته واستعدّ لقبول الإسلام؟

ج: آية إِنَّنِي أَنَا الله لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (سورة طه)

س: ماذا قال بعد الاستماع إلى هذا الكلام، ثم ماذا فعل؟

ج: قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه. ثم توجه لتوّه إلى دار الأرقم وتشّرف باعتناق الإسلام.

س: كم صحابي سبقوه في الإسلام؟

ج: أربعون صحابيا.

س: أي تغير طرأ على المسلمين بعد إسلام عمر ؟

ج: قبل هذا كانوا يبشِّرون ويؤدون فرائض الإسلام سرّا بدار الأرقم. أمّا بعد إسلامه فبدأوا يجاهرون بإسلامهم ويدعون إلى الإسلام علنًا.

س: متى هاجر إلى المدينة وكيف خرج منها؟

ج: لقد هاجر إلى المدينة بإذن من النبي في العام الثالث عشر من البعثة. وكان المسلمون يهاجرون مُسْـتخفِين متوارِين، لكن عمر حين قرّر الهجرة تقلد سيفه، وتنكّب قوسه، وانتضى في يده أسهما، وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها، فطاف سبعا ثم صلى ركعتين عند المقام، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة فقال: شاهت الوجوه! من أراد أن تثكله أمه ويُيَتَّم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي! فما تبعه منهم أحد.

س: هل تعرف قصة لحبه الكبير لرسول الله وعشقه له؟

ج: لقد تزوج من السيدة “أم كلثوم” ابنة سيدنا علي بن أبي طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول . وقد تزوجها خاصةً كي يتصل بالنبي نسبا بالتشرّف بمصاهرة ابنته.وبعد الزواج خرج إلى الصحابة فقال: ألا تهنِّئوني؟! سمعت رسول الله يقول: ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب، إلا سببي ونسبي.ذهب عمر إلى الحج وأدى المناسك على الوجه الذي فعله النبي، ثم جاء إلى الحجر الأسود فقبَّله، وقال: إني أعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي يقبّـلك ما قبَّـلتُك.

س: لقد نزلت بعض الآيات القرآنية موافقة لرأي عمر هل تعرف بعضا منها؟

ج: يقول سيدنا عمر : وافقت ربي في ثلاث، فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؛ فنـزلت وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى (البقرة: 126) وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البرّ والفاجر؛ فنـزلت آية الحجاب: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَاب (الأحزاب: 54) واجتمعت نساء النبي في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن؛ فنـزلت آية عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنّ (التحريم: 6).

س: كيف كان انتخاب سيدنا عمر خليفة ثانيا لرسول الله ؟

ج: لما مرض سيدنا أبو بكر وأحس بقرب أجله رأى من المناسب أن ينتخب للمسلمين خليفة، وكان يرى أن عمر هو أجدر الناس بالخلافة، لكنه مع ذلك استشار كبار الصحابة مثل عبد الرحمن بن عوف وسيدنا عثمان بن عفّان كلا منهما بمفرده، فقال كلاهما بأن عمر لا يماثله أحد في الصحابة، فلما استقر له الرأي على عمر، دعا عثمانَ وأملى عليه: “بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد؛ فإني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيرا. ثم أشرف على الناس وزوجه أسماء بنت عميس ممسكته، فقال لهم: أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فإني والله ما ألوت من جهد الرأي، ولا ولّيت ذا قرابة، وإني قد وليت عليكم عمر بن الخطاب، فاسمعوا له وأطيعوا. فقالوا: سمعنا وأطعنا.

س: متى بدأ عهد خلافة عمر ؟

ج: لقد كان بدء خلافة عمر الفاروق يومَ الثلاثاء ي 22 جُمادى الثانية من العام الثالث عـشر الهجـري الموافق لـ 12 أغسطس/آب سنة 634م.

س: ماذا قال في أول خطبة له؟

ج: أيها الناس إني قد وُلِّيت عليكم، ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم، وأقواكم عليكم، وأشدكم اضطلاعا بأموركم، ما توليت ذلك منكم، ولكفى عمرَ انتظار الحساب. ولو علمت أن أحدا من الناس أقوى عليه مني، فكنت أقدم فتضرب عنقي أحب إليّ من أن أَلِيَهُ. إن الله ابتلاكم بي، وابتلاني بكم، وأبقاني ِفيكم بعد صاحبيَّ، فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيَـلِيَه أحد دوني، ولا يتغيّب عني فآلو فيه عن الجزء والأمانة، ولئن أحسنوا لأُحسننَّ إليهم، ولئن أساؤوا لأنكِّلَنَّ بهم. اللهم إني شديد فليِّنِّي، وإني ضعيف فقوِّني، وإني بخيل فسخِّني.

س: هل تعلم قصة عن ورعه وتواضعه وتقواه؟

ج: كان إذا سمع آية من القرآن فيها تهديد ووعيد خرَّ مغشيا عليه، فيُحمل إلى بيته، يعوده الناس وليس به شيء من المرض، إنما الخوف والخشية، حتى لقد رُئِيَ في وجهه خطّان أسودان من البكاء.وكان إذا دخل البيت نشر المصحف فقرأ فيه، وأحيانا كان يدعو أبا موسى الأشعري -وكان حسَنَ الصوت- ليقول له: “ذكِّرْنا ربنا “، فيقرأ عليه القرآن.وكان على جانب عظيم من الرجاء والخوف، جلس عنده بعض أصحابه عند موته يثنون عليه بما قدمه للإسلام، فقال: “والله لو أن لي تلاع الأرض ذهبا، لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه.” ومرةً؛ أخذ تبنة من الأرض وقال: “يا ليتني كنت هذه التبنة، ليتني لم أُخلَقْ، ليتَ أمي لم تلِدْني، ليتني لم أكُ شيئا، ليتني كنت نسيًا مَنْسيًّا.” وكثيرا ما كان يردد بين أصحابه وجلسائه: “لو نادى منادٍ من السماء: يا أيها الناس؛ إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا، لَخِفْتُ أن أكون أنا هو. ولو نادى منادٍ: أيها الناس؛ إنكم داخلون النار إلا رجلا واحدا، لرجوت أن أكون أنا هو.”

س: كيف كانت وفاته ؟

ج: قُتل غيلةً على يد أبي لؤلؤة المجوسي – اسمه فيروز، وهو عبد المُغِيرة بن شعبة- إذ طعنه بخنجر مسموم في خاصرته وهو في صلاة الصبح وذلك في 27 ذي الحجة عام 23هـ، وعاش بعد الطَّعنة ثلاث ليال، ثم توفي رحمه الله، وقد دامت خلافته عشر سنوات ميلادية وشهرين وأسبوعين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك