الخلفاء الراشدون
  • الخليفة الأول اسمه ولقبه.
  • أعمال الخليفة الأول وخصائصه.
  • مواقف الخليفة الأول وأولياته.
  • ترشيحه للخلافة وبيعته.

__

سيدنا أبو بكر الصِّدِّيق

س: ما اسمه الحقيقي؟

ج: عبد الله.

س: ما اسم والده؟

ج: عثمان بن عامر “أبو قُحافة” بن كعب التيمي القرشي.

س: كم كان عمره يوم أعلن رسول الله أنه نبي من الله، وصدّقه فورا؟

ج: كان عمره وقت البيعة 38 عاما.

س: ماذا كان يعمل؟

ج: كان يشتغل بالتجارة.

س: من لقبه عتيقًا؟

ج: لقد اشتهر سيدنا أبو بكر بهذا اللقب، لأن رسول الله قال يوما “من سرَّه أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظرْ إلى أبي بكر”.

س: هل تعرف بعض من كان يجالسه قبل الإسلام؟

ج: كان يجالس طويلا النفر الصالح من الحنيفيين يستمع إلى كلماتهم، وهم؛ قسّ بن ساعدة الإيادي، وزيد بن عمرو بن نُفيل، وورقة بن نَوفل.

س: ماذا قال سيدنا حسان بن ثابت في مدحه؟

ج: لقد قال:

إذا تذكرتَ شجوا من أخي ثقة
فاذكر أخاك أبا بـكر بما فعـلا
.
خير البرية أتقاها وأعــدلها
إلا النبي وأوفــاها بما حمـلا
.
والثانيَ التاليَ المحمود مشهده
وأول الناس منهم صدّق الرسلا

وقد قال أبو محجن الثقفي عن الصِّدّيق صاحب الغار :

.

وسميت صدّيقًا وكل مهــاجر
سواك يسمى باسمه غير منكـر
.
سبقت إلى الإسلام والله شاهـد
وكنت جليسا في العريش المشهّر
.
وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا
وكنــت رفيـقا للنبي المــطهّـر

س: ماذا قال له ابن الدُّغُنّة حين لقي سيدَنا أبا بكر مهاجرا؟

ج: حين قال له سيدنا أبو بكر ردًّا على تساؤله عن سبب الهجرة “أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض، وأعبد ربي”. فقال له ابن الدُّغُنّة: “فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج؛ إنك تكسب المعدوم، وتصل الرَّحِم، وتحمل الكَلّ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار”. ثم أعلن في معشر قريش “إني قد أجرت ابن أبي قحافة، فلا يعرض أحد له إلا بخير”.

س: هل تعرف بعضًا من خصائص سيدنا أبي بكر التي يتميز بها عن سائر الصحابة؟

ج: لقد قال رسول الله بحقه:

“ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه، ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا ما يكافئه الله به يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر.” وفي غزوة تبوك، جاء بكل ما يملك مما في بيته، فلما سأله رسول الله يا أبا بكر ما أبقيتَ لأهلك؟ قال: “أبقيتُ لهم الله ورسوله.” ولما بُعث رسول الله ، كان عند أبي بكر أربعون ألفا، أنفقها كلها على رسول الله وفي سبيل الله، يعتق منها، ويعول المسلمين. أما المكانة السامية والمرتبة الأولى التي حظي بها سيدنا أبو بكر فيشير إليها قول الرسول “لو كنت متخذا خليلا غير ربي، لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقينَّ في المسجد باب إلا سُدّ، إلا باب أبي بكر.” ولما جاء عمرو بن العاص إلى رسول الله يسأله: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: “عائشة”. فقال: من الرجال؟ فقال: “أبوها.”خرج النبي ذات يوم، فدخل المسجد وأبو بكر وعمر، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، وهو آخذ بأيديهما، وقال: “هكذا نُبعث يوم القيامة” وكثيرا ما كان الرسول يقول: “آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر” وما هما في القوم يومئذٍ. وذلك تبيانا لعظيم إيمانهما، وثقة رسول الله بهما. ذات مرة قال رسول الله لحسان بن ثابت “هل قلت في أبي بكر شيئا”؟ قال: نعم. فقال: “قل وأنا أسمع” فقال:

وثاني اثنين في الغار المنيفوقد طاف العدوّ به إذ صعَّد الجبلا.وكان حِبَّ رسول الله قد علموامن البريَّـة لم يعدل به رجلا.

فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه، ثم قال: “صدقتَ يا حسّان”.

س: كيف كانت مكانة أبي بكر عند عمر الفاروق ؟

ج: كان يراه أفضل هذه الأمة، وذات يوم فضَّـله بعض الناس على أبي بكر فضربهم بالدرّة، ثم صعد المنبر مساء ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفترٍ، وعليه ما على المفتري.

ومثل ذلك قال علي بن أبي طالب : لا يفضِّـلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حدّ المفتري. ولما سأله ابنه “أي الناس خير بعد رسول الله ؟” قال: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر.

س: كيف وصف ابن عباس سيدنا أبا بكر حين سأله معاوية ؟

ج: لقد قال: “رحم الله أبا بكر، كان -والله- للقرآن تاليا، وعن الميل نائيا، وعن الفحشاء ساهيا، وعن المنكر ناهيا، وبدينه عارفا، ومن الله خائفا، وبالليل قائما، وبالنهار صائما، ومن دنياه سالما، وعلى عدل البرية عازما، وبالمعروف آمرا، وإليه صائرا، وفي الأحوال شاكرا، ولله في الغدو والروح ذاكرا، ولنفسه بالمصالح قاهرا.

فاق أصحابه ورعا وكفافا، وزهدا وعفافا، وبرًّا وحياطة، وزهادة وكفاءة، فأعقب الله من ثلبه اللعائن إلى يوم القيامة.”

أوليات سيدنا أبي بكر:

سيدنا أبو بكر:

أول من أسلم من الرجال الأحرار، وأول من حجّ أميرا في الإسلام، وأول من سمِّي خليفة رسول الله، وأول من جمع القرآن، وأول من اتخذ بيت المال. وكان ثاني رجل في الدولة الإسلامية، وكان الوزير الأول لرسول الله الذي يشاوره في الأمور التي تهم المسلمين، وثانيه في الإسلام، وثانيه في الغار، وثانيه في العريش يوم بدر، وثانيه في القبر.

س: أين كان سيدنا أبو بكر حين توفي رسول الله ؟

ج: في آخر أيام النبي في هذه الدنيا، صلى سيدنا أبو بكر بالناس، ثم دخل على رسول الله يعوده في حجرته، ثم استأذنه في الغياب قليلا وذهب إلى بيته ليقضي حاجات أهله. وبينما هو يستعد للعودة، ألقى عليه الناعي النبأ المهول الذي يهدّ الراسيات: لقد مات رسول الله .

س: ماذا قال سيدنا عمر عند وفاة النبي ؟

ج: لقد كانت وفاة رسول الله فاجعة كبرى ومصابا جللا، طاشت لها حلوم المسلمين، وفقدوا صوابهم، إذ ما كانت أسماعهم تطيق سماع هذه الكلمة، لم يتصوروا أن يقال لهم يوما أنه قد مات الرسول ، حتى زعم العبقري الملهم، والقوي الراسخ سيدنا عمر أن رسول الله ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، وأنه سيعود، وأعلن شاهرًا سيفه أنه إذا سمع أحدا يقول “إن رسول الله مات” فسوف يفلق هامته بسيفه هذا.

س: ماذا فعل سيدنا أبو بكر بعد تلقي الفاجعة الكبرى بوفاة رسول الله ؟

ج: أسرع إلى بيت رسول الله مكروبًا حزينًا، لكن رابط الجأش، واستأذن في بيت ابنته عائشة، فأذنت له فدخل، ورسول الله مسجى في ناحية البيت، فكشف عنه، وحنا عليه يقبّله ويبكي ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. ليس ما يقول ابن الخطاب شيئا، توفِّي رسول الله والذي نفسي بيده. رحمة الله عليك يا رسول الله، ما أطيبك حيًّا وميِّـتا!! ثم غشاه بالثوب، ثم خرج سريعا إلى المسجد يتخطى رقاب الناس حتى أتى المنبر – وكان عمر حينها يحلف بأنه إذا سمع أحدا يقول “إن رسول الله مات” فسوف يفلق هامته بسيفه – فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، ثم نادى الناس، فجلسوا وأنصتوا. فتشهَّد أبو بكر وحمد الله وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت. ثم قرأ

وَمَا محمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قد خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُم عَلَى أَعْـقَابِكُم وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَّضُرَّ اللهَ شَيْـئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِيْنَ .

س: ماذا كان موقف عمر بعد سماع هذه الآية التي تصرح بموت النبي .

ج: لقد قال عمر باستغراب نتيجة الصدمة: هذه الآية في القرآن؟! والله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم!! أي كأنه سمعها لأول مرة، مع أنه يعلمها.

س: أين اجتمع الأنصار بُعَيد الإعلان عن وفاة رسول الله ؟

ج: لقد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لانتخاب الخليفة.

س: ماذا فعل سيدنا أبو بكر بعد ذلك؟

ج: توجّه إلى سقيفة بني ساعدة حيث الأنصار قد اجتمعوا، وذلك ليُسكت الفتنة.

س: هل اصطحب معه أحدا؟

ج: لقد اصطحب معه عمرَ وأبا عبيدة رضي الله عنهما.

س: ماذا كان موقف الأنصار والمهاجرين من الخلافة؟

ج: كانوا في حيرة وذهول من أمرهم، ثم اتفقوا على أن يبايعوا خليفة لرسول الله .

س: من حسم الأمر في الخلافة وشخْصِ الخليفة؟

ج: سيدنا عمر تقدم وبايع أبا بكر وبايعه المهاجرون والأنصار.

س: من رشّحه سيدنا أبو بكر ، قبل أن يتفق على بيعته الجميع؟

ج: قبل أن يبايعه عمر، كان سيدنا أبو بكر قد رشَّح اسم عمر، وأبي عبيدة، وطلب أن يبايعوا أحدهما خليفةً لرسول الله .

س: ماذا قال سيدنا أبو بكر في أول خطبة له بعد أن انتُخب خليفةً؟

ج: قال في أول خطبة له: “أما بعد فإني قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني. الصدق أمانة والكذب خيانة. الضعيف فيكم قوي عندي حتى أُرجع عليه حقه إن شاء الله. والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله. لا يدع القومُ الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمَّهم الله بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.”

س: كم من الدراهم فرضوا له منحة سنوية؟

ج: فرَضُوا له ألفي درهم في العام، فلما استزادهم زادوا خمسمائة.

س: ماذا كان موقف سيدنا أبي بكر تجاه مانعي الزكاة؟

ج: لقد عاملهم بشدة وصرامة وقال: “والله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله ثم أقبل معهم الشجر والمدر والجن والإنس لجاهدتهم حتى تلحق روحي بالله.

س: بمَ ردّ على عمر حين قال له أن يرفق بالناس ويتألّفهم، فإنهم بمنـزلة الوحش؟

ج: قال: “رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك، جبّارٌ في الجاهلية، خوَّارٌ في الإسلام؟! بماذا عسيت أن أتألفهم؟ بشعر مفتعل أو بسحر مفترى!!

س: بمَ ردّ على الذين أشاروا عليه –نظرا للأوضاع الحرجة في المدينة- أن يردّ جيش أسامة المتوجِّه إلى الروم؟

ج: رفض طلبهم قائلا: “والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج النبي ما رددتُ جيشا وجَّهه رسول الله ، ولا حللت لواءً عقده.” ثم قال: “والذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله ولو لم يبقَ في القرى غيري لأنفذته.”

س: أيُّ صحابي استأذن أبو بكر أسامةَ أن يتركه عنده، ولماذا؟

ج: استأذن سيدنا أبو بكر أسامةَ أن يترك سيدنا عمرَ في المدينة ليستشيره في أمور الناس، فأذن له أسامة.

س: متى كانت ولادة سيدنا أبي بكر ومتى توفي؟

ج: ولد بمكة سنة 573 م – بعد ولادة رسول الله بعامين تقريبا- وتوفي بالمدينة يوم الاثنين 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ الموافق 23/8/ 634 م وله 63 سنة كرسول الله وعمرِ بن الخطاب وعليِّ بن أبي طالب . دامت خلافته سنتين وشهرين وأسبوعين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك