نموذج الصحابة الأطهار في إخماد الفتنة
التاريخ: 2012-11-23

نموذج الصحابة الأطهار في إخماد الفتنة

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • فماذا عن مفارقة إراقة الدماء في شهر تحريم الدماء؟!
  • وما حقيقة تفاوت مراتب الصحابة، ومكانة الصدِّيق والفاروق؟!
  • ولماذا جعِل الأطهار أسوة لنا؟!
  • وكيف يمكن فض المنازعة القديمة بين السنة والشيعة؟!

__

بعد التشهد والتعوذ وقراءة سورة الفاتحة استهل حضرة

 مفارقة إراقة الدماء في شهر تحريم الدماء

قال حضرته:

نواكب هذه الأيام طلوع هلال شهر الله المحرم بحسب التقويم القمري، وهو الشهر الأول بحسب التقويم الهجري.  لقد بدأ شهر المحرم يوم الخميس الماضي أو يوم الجمعة في بعض الأماكن. عندما خرجتُ للجمعة في المرة الماضية هنأني أحد الإخوة مباركًِا، وكان واقفا قرب البيت. فتساءلت في نفسي: أي معنى لتلك المبارَكة؟ ففي اليوم نفسه وقعت تفجيرات في العراق وشُنّت هجمات على الشيعة وحُصِدت منهم عشرات الأرواح.

إذًا، نحن نتبادل التهاني بمطلع العام الجديد فقط على سبيل العادة، بينما كان الأولى أن يُبدي أكثر المسلمين المحترمين ممن يواسون الأمة قلقهم ومخاوفهم. ولكن لم كل هذا القلق والخوف؟! السبب، كما قلت، هو التفجيرات وسفك الدماء، الأمر الذي لا يخفى على أحد، وقد بلغ الوضع من الخطورة مبلغًا أن بعض الناقمين على الشيعة ليسوا سوى إرهابيين مغرضين تُحركهم أصابع خارجية، وليست لهم مصلحة دينية قط في ارتكاب جرائمهم تلك، إنما أهدافهم سياسية محضة، ولا يبغون إلا أن يُفشلوا الحكومة.. في العادة يكون يوم العاشر من محرم مصدر قلق، ومناسبة يُتوقع فيها الخطر، لا سيما في بعض بلدان الشرق كباكستان وغيرها،  ففي هذا اليوم تبلغ المظالم منتهاها. وقد سبق أن هوجمت اجتماعات الشيعة المختلفة، وكما قلت آنفًا، فإن هجوما قد شُنّ على الشيعة في العراق في اليوم الأول من شهر المحرم. كما شُنت الهجمات في شتى المدن وأُزهقت نفوس كثيرة في باكستان مثل “راولبندي” و”كراتشي”، و”كوئته” و”سوات” كما أذاعت صُحُف أمس،. وقد شُنت الهجمات في راولبندي أمس وأول أمس أيضا، ولقي البارحة 23 شخصًا حتفهم. وبسبب هذه الهجمات التي تُشن على الشيعة تنشأ لديهم ثوائر الانتقام. الحق أن حال المسلمين اليوم تدعو للرثاء، هذه الخلافات الدينية أو غيرها توسِّع الهوة بين المسلمين، حكوماتٍ وشعوب. وهناك بعض البلاد التي تمسك بمقاليد السلطة فيها الفِرقة التي هي أقلّية عددية، وبسبب ذلك تبدي الفِرقة التي هي أكثرية رد فعلها بشدة متناهية فتستخدم الأسلحة والمتفجرات، وعندما تسنح للأقلية الفرصة لا تتردد في الانتقام، ثم تُزهق الحكومات نفوسًا بريئة كثيرة بذريعة الحرب على الإرهاب أو قمع التمرد، وتقصف المدن ويُطلق الرصاصُ دون هوادة، فتُهدم البيوت دون تمييز ويُقتل آلاف من الرجال والنساء في بلدهم. وهذا ما يحدث في سورية في هذه الأيام. وفي خضم حرب المسلمين مع المسلمين تنطلق أيدي أعداء الإسلام فتفعل ما تشاء وكيفما تشاء.

وكان كل واحد منهم نجمًا زاهرًا يُستمد منه النور والهداية. ولكن مكانة بعضهم كانت أعلى من بعضهم الآخر عند النبي . إن علوّ المكانة الذي حظي به أبو بكر الصديق عند الله ورسوله لا يمكن أن يحظى به غيره. والحال نفسها فيما يتعلق بمكانة سيدنا عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. ثم تأتي درجة الإمامين الحسن والحسين.

من المعلوم أن خلافات المسلمين الداخلية وشق الوحدة في صفوفهم أحد أسباب هجوم إسرائيل على الفلسطينيين. فما من دولة مسلمة إلا وتُهتك فيها القِيم الأخلاقية نتيجة الخلافات الدينية أو السياسية وتذيع فيها أحاديث عن الظلم الممارَس. فنرى أن أحد الجانبين عرضة للظلم والاضطهاد على أية حال، ونتيجة لذلك فإن القوى الخارجية، كلًا في محيطها، تُضَيِّق الخناقَ على المسلمين باستمرار. ليت المسلمين اليوم يطلعون على التاريخ فيتعلموا الدرس مما جرى بالأمس مع أسلافهم. حين وقفت الحكومة المعادية لدولة الإسلام، أيْ إمبراطورية الروم وقتذاك، موقف العداء من المسلمين، وعزمت على استغلال الخلافات بين سيدنا علي ومعاوية رضي الله عنهما، لما رأوا أنها فرصة ثمينة لاستعادة مجدهم الغابر، فلما نما ذلك الخبر إلى مسامع  معاوية ردَّ على رسالة هرقل بما هو مشهور في التاريخ بما نصه:

“ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔَ ﺑﻦِ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺮﻗﻞَ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ، ﻓﺄﻧَﺎ ﻭﻋﻠﻲٌّ ﺃﺧﻮﺍﻥِ، ﻛُﻞٌّ ﻣﻨَّﺎ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻪ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮٍ ﻓﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﺄﻗﺮﺏَ ﺇﻟﻲَّ ﻣﻦ ﻋﻠﻲٍّ، ﻓﺎﻛﻔﻒْ ﻳﺎ ﻫﺮﻗﻞُ ﻋﻨَّﺎ ﺧُﺒْﺜَﻚَ ﻭﺷَﺮَّﻙَ ﻭﺇﻻ‌ ﺃﺗﻴﺖُ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺠﻴﺶٍ ﺟَﺮَّﺍﺭٍ، ﻋﻠﻲٌّ ﻗﺎﺋﺪُﻩ، ﻭﺃﻧﺎ ﺗﺤﺖَ ﺇﻣْﺮَﺓِ ﻋﻠﻲٍّ ﺣﺘﻰ ﺃُﻣَﻠِّﻜَﻪُ ﺍﻷ‌ﺭﺽَ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖَ ﻗﺪﻣﻴﻚَ”

هذا كان رد فعل الصحابة رضي الله عنهم الذين ننتمي إليهم. ولكن المسلمين في هذه الأيام يكيدون ضد الحكومات الإسلامية بالتواطؤ مع غير المسلمين ومع ذلك يسمون أنفسهم مسلمين.

وعلى الرغم من تشرذم هؤلاء العلماء والمشايخ دعاة الفتنة وتفرقهم، إلا أنهم يتفقون على أمر واحد وهو الكيد للجماعة التي أسسها المسيح المحمدي أو تكفير المسلمين الأحمديين الذين يؤمنون إيمانا صادقا بـ “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. إن هؤلاء القوم لا يخافون قط ولا يتأملون كلام الرسول الذي يشهدون برسالته أو يدّعون بالنطق بتلك الشهادة، ويدّعون أنهم جاهزون للتضحية بنفوسهم وشرفهم. ولا يبالون قط بأن النبي قال: “أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ؟!”، وذلك القول النبوي وإن كانت مناسبته مع صحابي معين، إلا أنه يحمل تعليما عامًا لكافة المسلمين، أَفَلَا شَقَقْتُم أنتم عَنْ قلوب الذين ينطقون بكلمة الشهادة حَتَّى تَعْلَموا أَقَالوها صدقا وإخلاصا أَمْ خوفًا ورياء؟! ليت من يسمون أنفسهم مشايخ يفقهون هذا الأمر! فيتخلوا عن التبجح بعلمهم المزعوم، ويجب أن يُطلعوا العوام على الصدق والحق بدلا من إضلالهم، وينبغي أن ينخرطوا في سلسلة جري الله في حلل الأنبياء ويكفُّوا عن صب الزيت على نار الفُرقة والتشتت. عليهم أن يتخلوا عن فكرة الحروب الدينية وينشروا تعليم الإسلام الجميل كما بيّنه مسيح الزمان وبذلك يقوّضون قوة الأعداء ويجمعونهم تحت راية النبي .

كنت قد بدأت الحديث عن شهر محرم، وسأقرأ عليكم بعض المقتبسات من كلام المسيح الموعود عن هذا الموضوع ليتضح الأمر لمئات آلاف الأحمديين وليسمعها الأحمديون الجدد وليعلم الشباب أيضا الذين ليس لديهم إلمام بهذه الأمور كيف أذاع المسيح الموعود شرف هؤلاء الصلحاء وكيف عرف مكانة الصحابة رضي الله عنهم، وكيف وضع المبدأ لإجاحة أصل الفُرقة بين الشيعة وأهل السنة، وكيف علّم المسلمين في كافة الأصقاع أساليب الاجتماع على يد واحدة ليصبحوا أمة واحدة. كذلك ليعلم غير الأحمديين أيضا الذين يسمعون خطبي أحيانا ما هو التعليم الحقيقي ليكون المسلمون في هذا العصر صورة حقيقية لـ “رحماء بينهم”.

عليكم أن تفكروا أيها الناس، حتّام تشكُون من تدهور حال المسلمين ثم تزعمون أنكم تؤدون واجب خدمة الإسلام بالمظاهرات أو الإرهاب؟! حتّام تفسحون المجال لأعداء الإسلام للهجوم عليه بتصرفاتكم الشائنة والعبثية؟! فسواء كان فقدان الأمن والسكينة في البلاد الإسلامية ناتجا عن ظلم أعداء الإسلام للمسلمين أو تظالم المسلمين فيما بينهم،  فإن حلَّ جميع هذه المشاكل والقدرةَ على استعادة مجد المسلمين الغابر إنما هو عند المبعوث من الله تعالى الذي هو المحب الصادق للنبي والمكلَّف بمهمة نشر تعليمه في العالم.

سوف أقدم لكم بعض المقتبسات التي تلقي ضوءا على مكانة الصحابة رضي الله عنهم كما قلت قبل قليل. فإن كنتم تريدون أن يُعتَدّ بوحدتكم وتريدون إنقاذ الإسلام من هجمات الأعداء وتنوون أن تأتوا بالعالم تحت راية النبي بتبليغ دعوة الإسلام إليهم فلا بد لكم من أن تتخلوا عن التمييز الديني بين الشيعة والسنة ولا بد أن تمحوا الفوارق بين الطوائف المختلفة، وينبغي العمل بتعليم الإسلام الذي جاء به النبي ، وهو بريء تمامًا من الفئات والأحزاب بل كل صحابي كان مَثلا أعلى في التضحية وكان أسوة في كسب الحسنات والتقوى. وكان كل واحد منهم نجمًا زاهرًا يُستمد منه النور والهداية. ولكن مكانة بعضهم كانت أعلى من بعضهم الآخر عند النبي . إن علوّ المكانة الذي حظي به أبو بكر الصديق عند الله ورسوله لا يمكن أن يحظى به غيره. والحال نفسها فيما يتعلق بمكانة سيدنا عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. ثم تأتي درجة الإمامين الحسن والحسين.

لا أحد يقدّم رأسه للقطع ولا يضحي بنفسه في سبيل أحد هكذا، وإنما العشق والحب هو الذي يدفع المرء للموت بكل شوق وإخلاص.

حقيقة تفاوت مراتب الصحابة، ومكانة الصدِّيق

يجب النظر إلى الصحابة على حسب مراتبهم، ولو فعلوا ذلك لن تبقى هناك أية خصومات. وللقضاء على هذه النزاعات قد بُعث المسيح الموعود ، حيث كشف علينا مكانة كل صحابي للنبي وكل قريب له ، وأرسى تكريمهم وشرفهم. لقد قال :

«وعُلّمتُ أن الصدِّيق أعظمُ شأنًا وأرفعُ مكانًا مِن جميع الصحابة، وهو الخليفةُ الأوّل بغير الاسترابة، وفيه نزلتْ آياتُ الخلافة» (سِرُّ الخلافة)

وقال أيضًا:

«وواللهِ، إنه كان آدمَ الثاني للإسلام، والمظهرَ الأولَ لأنوار خيرِ الأَنام، وما كان نبيًا ولكن كانت فيه قُوى المرسلين.» (سِرُّ الخلافة)

وقال أيضًا:

«إنّ الله كان يعلَم بأن الصدّيق أشجعُ الصحابة ومِن التُقات وأحبُّهم إلى رسول الله ومن الكُماة، وكان فانيًا في حُبِّ سيّدِ الكائنات، وكان اعتادَ من القديم أن يمونَه ويراعيَ شؤونَه، فأسلى به اللهُ نبيَّه في وقتٍ عبوس وعيش بؤسٍ، وخُصَّ باسم الصدّيق وقُرْبِ نبيِّ الثَّقَلَينِ، وأفاض الله عليه خلعةَ ثَانِيَ اثْنَيْنِ ، وجعله من المخصوصين.» (سِرُّ الخلافة)

وقال المسيح الموعود في مناسبة أخرى:

لقد أسلم الخليفة الأول الذي كان “مَلِكَ التُّجّارِ” وأعان المسلمين في عهد الرسول معونةً لا نظير لها، وقد مُنح درجةَ الصدّيق، وصار أولَ رفيق وخليفة. ورد أنه كان قافلاً من رحلة تجارية، وبينما هو لا يزال في طريقه إلى مكة لقيه شخص، فسأله أبو بكر : هل من جديد؟ قال ليس هناك من جديد سوى أن صديقك قد ادعى النبوة. فتوقّف أبو بكر في مكانه وقال إذا كان قد ادعى النبوة فهو صادق. (الملفوظات)

وقال أيضًا:

لقد أنفقَ أبو بكر كلَّ ماله ومتاعه في سبيل الله تعالى، واكتفى بالتزمل بلحاف، ولكن ماذا فعل الله به؟ لقد جعله ملِكَ العربِ كلهم، وأحيى على يديه الإسلامَ، وجعله منتصرا على المرتدّين من العرب، وآتاه ما لا يخطر ببال أحد.

من مناقب الفاروق

ثم قال المسيح الموعود في بيان مناقب عمر :

هل تعرِفون مكانةَ عمر العظيمة؟ كان من العظمة بحيث نزل القرآن موافقًا لرأيه في بعض الأحيان. وقد ورد في الحديث أن الشيطان يفر مِن ظِلّ عمر. وفي حديث آخر: لو كان بعدي نبي لكان عمر. وفي حديث ثالث: كان في الأمم السابقة محدَّثون، ولو كان في أمتي محدَّث لكان عمر.

ثم يقول أيضًا في مناقب عمر :

كان عمر أيضًا يتلقى الإلهام، ولكنه ما كان يعدّ نفسه شيئًا يُذْكَر، ولم يغترّ يوما بالإلهامات التي كان يتلقاها، ولم يعدّ نفسه شريكًا في الإمامة السماوية التي منحها الله نبيَّه ، بل عدَّ نفسه من خدامها العاديين، ولذلك جعله الله تعالى نائبًا لتلك الإمامة الحقّة، أي خلَع عليه خلافة رسوله .

ثم يقول المسيح الموعود في كتاب آخر:

«دُفن بجوار رسول الله رجلانِ كانا صالحَين مطهَّرَين مقرَّبَين طيِّبَين، وجعَلهما الله رفقاءَ رسوله في الحياة وبعد الحَيْنِ، فالرفاقةُ هذه الرفاقةُ، وقَلَّ نظيره في الثقَلَينِ. فطوبى لهما أنهما معه عاشا، وفي مدينته وفي مأواه استُخلِفا، وفي حُجرِ روضتِه دُفِنا، ومِن جنّةِ مَزاره أُدْنِيَا، ومعه يُبعَثان في يوم الدين.» (حجة الله)

ثم قال في موضع آخر:

«وأظهرَ عليّ ربي أن الصِدّيق والفاروقَ وعثمانَ كانوا من أهل الصلاح والإيمان، وكانوا من الذين آثرهم الله وخُصُّوا بمواهب الرحمن.» (سر الخلافة)

وقال أيضا:

“وأَيمُ اللهِ، إنه تعالى قد جعَل الشيخَينِ، والثالثَ الذي هو ذو النُّورَين، كأبوابٍ للإسلام وطلائعَ فوج ِخيرِ الأنام.” (سر الخلافة)

وقال المسيح الموعود في مناقب علي :

“كان – – تقيًّا نقيًّا مِن الذين هُمْ أحبُّ الناسِ إلى الرحمن، ومِن نُخَبِ الجِيْلِ وساداتِ الزمان. أسدُ اللهِ الغالب وفَتَى اللهِ الحنّان، نَدِيُّ الكَفِّ طيّبُ الجَنانِ. وكان شجاعًا وحيدًا لا يُزايل مركزَه في الميدان، ولو قابَلَه فوجٌ من أهل العدوان. أنفدَ العمرَ بعيشٍ أَنْكَدَ، وبلَغ النهايةَ في زهادةِ نوعِ الإنسان. وكان أوّلَ الرجالِ في إعطاءِ النَّشْبِ وإماطةِ الشَّجْبِ، وتفقُّدِ اليتامى والمساكينِ والجيران. وكان يجلّي أنواعَ بَسالةٍ في معاركَ وكان مَظْهَرَ العجائبِ في هَيجاءِ السيفِ والسِّنان. ومع ذلك كان عَذْبَ البيانِ فصيحَ اللسان. وكان يُدخِل بيانَه في جَذْرِ القلوب ويجلو به صدأَ الأذهان، ويُجْلي مَطْلَعَه بنور البرهان. وكان قادرًا على أنواع الأسلوب، ومَن ناضَلَه فيها فاعتذرَ إليه اعتذارَ المغلوب. وكان كاملاً في كل خير وفي طُرَقِ البلاغة والفصاحة، ومَن أنكر كمالَه فقد سلَك مسلَكَ الوقاحة. وكان يندُبُ إلى مُواساةِ المضطَرِّ، ويأمُر بإطعامِ القانعِ والمـُعْترِّ، وكان من عباد الله المقرَّبين. ومع ذلك كان من السابقين في ارتضاعِ كأسِ الفرقان، وأُعطِيَ له فَهْمٌ عجيبٌ لإدراكِ دقائقِ القرآن.” (سر الخلافة)

ثم يسرد المسيح الموعود قصةَ هجرة النبي من مكة إلى المدينة وفي سياقها يرِدُ شيء من مناقب سيدنا علي :

ثم إن أحد أحبّة النبي المتفاني في حبّه وإيمانه ظلَّ مستلقيًا على سريره بإشارة منه، مغطّيًا وجهه وغيرَ مبالٍ بالموت، لكي يظن جواسيسُ الأعداء أن النائم هو النبي فلا يبرحوا حول بيت النبي بنية قتله ولا يبحثوا عنه في مكان آخر.

ويقول المسيح الموعود في بيت شعر بالفارسية ما معناه:

لا أحد يقدّم رأسه للقطع ولا يضحي بنفسه في سبيل أحد هكذا، وإنما العشق والحب هو الذي يدفع المرء للموت بكل شوق وإخلاص.

إنما جُعِل الأطهار ليُتَّبعوا لا ليُعبدوا

تحدَّث المسيح الموعود عن المماثلة بينه وبين سيدنا علي وسيدنا الحسين رضي الله عنهما فقال:

“ولي مناسبة لطيفة بعليّ والحسين، ولا يعلَم سِرَّها إلا ربُّ المشرقينِ والمغربينِ. وإني أُحِبُّ عليًّا وأبناءه، وأعادي مَن عاداه”. (سر الخلافة)

ثم قال عن الحسن والحسين رضي الله عنهما: علما أن لكلٍّ منهما إنجازاته ومكانته المرموقة، يقول عنهما حضرته : “أرى أن الإمام الحسن قد أحسن عملا إذ تخلى عن الخلافة لأن دماء الألوف كانت قد أريقت سابقًا فلم يرض أن تُراق أكثر، لذلك رضي بالراتب الذي حدّده له معاوية. وبما أن فعل الحسن هذا هو صدمة للشيعة لذلك فإنهم لا يرضون به كليًّا. والحقيقة أن كلًّا منهما يتميز بقوى مختلفة. لم يرض الإمام الحسن أن تستمر الحرب الأهلية بين المسلمين وتزداد إراقة دماء المسلمين، فراعى جانب الأمن، أما الإمام الحسين فلم يقبل أن يبايع على يد الفاسق والفاجر لأن ذلك يؤدي إلى الفساد في الدين، وكانت نية كليهما صالحة، وإنما الأعمال بالنيات. وصحيح أن الإسلام أحرز تقدما في زمن يزيد أيضًا فهذا أمر آخر، فهو فضل من الله، وإذا أراد حقَّق التقدم على يد الفاسق أيضًا، كان ابن يزيد سعيدًا أي كان رجلاً صالحًا. (الملفوظات، ج4، ص579- 580)

ثم يقول سيدنا المسيح الموعود في موضع آخر: الجدير بالذكر دومًا أن أنبياء الله وعباده الصالحين والصادقين، يأتون إلى الدنيا ليُقتَدَى بهم، فالذي يغالي ويبالغ في تعظيمهم إلى درجة أن يسجد لهؤلاء الأطهار، دون أن يتخذهم أسوة له، حاسبًا إياهم يسدّون احتياجاته، فلا يجدر بأيّ مجد عند الله قط، بل سيرى بعد الموت أن ذلك الإمام بريء منه. وكذلك فإن الذين يبالغون في مرتبة علي أو الإمام الحسين كأنهم يعبدونهما، فليسوا من أتباع الإمام الحسين ولا يمكن أن يرضى عنهم الإمامُ الحسين ، فالأنبياء عليهم السلام يُبعثون دومًا أسوةً للإتباع. والحق أنه بدون الاتباع ليس هناك أي أهمية وعظمة للعمل، فالأصل أن يتبع المرء الأسوة الحسنة من الصالحين ولا سيما الأنبياء.

لم يرض الإمام الحسن أن تستمر الحرب الأهلية بين المسلمين وتزداد إراقة دماء المسلمين، فراعى جانب الأمن، أما الإمام الحسين فلم يقبل أن يبايع على يد الفاسق والفاجر لأن ذلك يؤدي إلى الفساد في الدين، وكانت نية كليهما صالحة، وإنما الأعمال بالنيات

فض المنازعة القديمة بين السنة والشيعة

كان المسيح الموعود قد نمى إلى علمه قول غير لائق لأحد الأحمديين بحق الإمام الحسين ، مما أغضب حضرته كثيرا فقال ناصحا أبناء جماعته: “فليكن واضحا أنني قد اطلعت بواسطة بطاقة أرسلها شخص أن بعض قليلي الفهم الذين ينسبون أنفسهم إلى جماعتي يقولون عن الإمام الحسين بأنه كان متمردًا لأنه لم يبايع الخليفة أي «يزيد» وكان يزيد على الحق، والعياذ بالله. لعنة الله على الكاذبين. إنني آمل ألا تخرج مثل هذه الكلمات الخبيثة من لسان شخص صادق من جماعتي، ولكن إلى جانب ذلك يخطر بالبال أيضا أنه لما كان كثير من الشيعة قد أشركوني أيضًا في كيل الشتائم واللعن والطعن (أي هؤلاء يشتمونني ويطلقون علي الشتائم على الدوام) لذا لا يُستَبعَد أن يكون جاهل وسيئ الأدب قد قال مثل هذا الكلام السخيف مقابل كلام سخيف مثله كما يقول بعض من المسلمين الجهلة كلاما قاسيًا أحيانا بحق عيسى حين يسيء مسيحي إلى . على أية حال، إنني أخبر جماعتي بواسطة هذا الإعلان أننا نعتقد أن «يزيد» كان ذا طبيعة نجسة وكان ظالما متهافتا على الدنيا، ولم يتوفر فيه المعنى الذي بسببه يُعدّ أحد مؤمنًا. إن كون المرء مؤمنًا ليس سهلا، يقول الله تعالى عن أمثال هؤلاء:

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا .

المؤمنون هم الذين تشهد أعمالهم على إيمانهم، والذين يُكتب الإيمان في قلوبهم، ويقدّمون الله ورضاه على كل شيء، ويختارون سبل التقوى الدقيقة والضيقة لوجه الله ويفنَوْن في حبه تعالى، ويُبعدون أنفسهم عن كل ما يصدُّهم كالوثن عن الله تعالى، سواء أكان حالةً أخلاقية أو أعمالاً فاسقةً أو غفلةً أو كسلاً. ولكن متى حصل ذلك ليزيد الشقي؟ بل كان حب الدنيا أعماه. أما الحسين فكان طاهرًا ومطهرًا، وكان دون شك من أولئك الأطهار الذين يطهّرهم الله بيده ويغمرهم بحبه. وإنه من سادات الجنة دون شك. وإن شائبة من البغض تجاهه مدعاة لسلب الإيمان. وإن تقوى هذا الإمام وحبه لله تعالى وصبره واستقامته وزهده وعبادته أسوة حسنة لنا. ونحن نقتدي بالهدي الذي تلقّاه هذا الإمام المعصوم. لقد هلك القلب الذي يعاديه، ونجا القلب الذي يُظهر حبه بصورة عملية وينصبغ تماما بصبغة إيمانه وأخلاقه وشجاعته وتقواه وحبه لله تعالى كما تنعكس صورة إنسان جميل في مرآة. إن هؤلاء الناس مستورون عن أعين الناس. مَن يعرف قدرهم إلا مَن كان منهم؟ إن عين الدنيا لا تعرفهم لأنهم بعيدون جدًا عنها. فإنما السبب وراء استشهاد الحسين أنه لم يُعرف. مَن أحبته الدنيا مِن الأطهار والأصفياء في عصرهم حتى تحبه؟ باختصار، إنه لمن الشقاوة القصوى والإلحاد تحقير الحسين . والذي يسيء إلى الحسين أو أحد من الأئمة الأطهار أو يتفوه بكلمة استخفاف بحقهم فإنه يضيع إيمانه لأن الله جلّ شأنه يعادي من يعادي أحباءه.

فإذا ذكرني أحد بكلمات نابية أو لعنني وطعنني فإن التفوه بكلمة الإهانة –ردًّا على ذلك- بحق أحد أصفياء الله وأحبائه معصية كبيرة. إن الصفح والدعاء بحق سفيه مثله هو الأفضل لأنه لو عرف الناس ممن جئتُ أنا لما ذكروني بكلمات سيئة قط». (مجموعة الإعلانات، مجلد2)

ثم يقول حضرته: بل إن لقب الآل الروحاني مناسب جدًّا لأحباء الله والمقبولين عنده. (يقصد ما تقرأون في الصلاة على النبي بالقول: «آل محمد»، وإن كلمة الآل الروحاني تخص أحباء الله والمقربين، وذلك الآل الروحاني ويقصد حضرته الإمامَ الحسين أو أهل البيت) إنهم ينالون مِن جَدّهم الروحاني إرثًا روحانيا لا يسع يد غاصب أن ينتزعه، ويُورَّثون حدائق لا يقدر أن يستولي عليها أحد بصورة غير شرعية. فهذه الأفكار السفليّة تطرقت إلى بعض فِرق المسلمين حين ماتت أرواحهم ولم يجدوا نصيبًا من الآلِ الروحاني، فصارت عقولهم ناقصةً وقلوبهم مكدَّرة وحَسُرت بصيرتهم لحرمانهم من الثروة الروحانية. أي مؤمن يمكن أن يجادل في أن الإمام الحسين والإمام الحسن رضي الله عنهما كانا من أصفياء الله وأصحاب الكمال والعفة والعصمة ومن أئمة الهدى، وأنهما كانا من آلِ النبي بكِلا المعنيين دون أدنى شك؟ … فمذهب أهل المعرفة والحق هو أنه لما عُدَّ – في السماء- الإمام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهما من آله من حيث العلاقة الروحانية؛ كانا وارثينِ لثروة النبي الروحانية حتمًا، حتى لو لم يكونا من آل النبي من حيث القرابة الدنيوية. فما دامت هناك علاقة بين الأجسام الفانية فكيف لا تكون بين الأرواح؟ بل يتبين من الحديث الصحيح والقرآن الكريم أيضًا أن بين الأرواح علاقات الحب والعداوة منذ الأزل.

ولكل عاقل أن يفكر الآن: أتكمن المفخرة في كون المرء من آل النبي بصورة أبدية، أو في كونه من آله جسديًا، الأمر الذي لا معنى له دون التقوى والطهارة والإيمان؟ ولا يفهمنّ أحد من هذا الكلام أننا نحطّ من شأن أهل بيت رسول الله ، (أي يقصد بأن شرف الانتماء الروحاني إلى الآل أفضل بكثير من الانتماء إلى الآل المادي أو كون المرء من سلالة النبي ) بل هدفنا من هذه العبارة هو أنه لا يليق بشأن الإمام الحسن والحسين رضي الله عنهما أن يكونا من آل رسول الله من الناحية الجسدية فقط لأنه لا معنى له دون وجود العلاقة الروحانية. (أي لا ينحصر شرفهما في كونهما من سلالة النبي ماديًا؛ فالعلاقة الحقيقة روحانية) إن أصحاب العلاقة الحقيقية مع رسول الله من الأقارب هم أولئك الذين يدخلون في آله من حيث الروحانية. إن معارف الرسل وأنوارهم إنما هي بمنـزلة أولادهم الذين يتولدون من وجودهم. (أي أن ميزتهم تعليمهم ومعارفهم وأنوارهم الروحانية التي يكتسبها منهم أتباعهم) وإن الذين ينالون حياة جديدة وولادة جديدة من تلك المعارف والأنوار هم الذين يسمَّون آل محمد الروحاني.  (ترياق القلوب)

فإذا كان كل مسلم أحمدي يعمل بتعليم النبي ويكتسب الفيض من نوره فهو يعمل بالتعليم الحقيقي للنبي ومعدود ضمن آل محمد .

فهذا هو الطريق الحقيقي الذي لا بد لكل مسلم من السير عليه أي ينبغي أن يعرف مكانة كل عظيم فيكرّمه ويحترمه. فأَنْهُوا الخصومات والفساد والقتل وسفك الدم. وليس من المستبعد أن تكون وراء كل هذا القتلِ وإراقةِ الدماء والفساد بحيث يقتل المسلمُ مسلمًا، يدٌ للقوى المعادية للإسلام التي تفرِّق المسلمين في فِرق مختلفة بدفع الأموال وصرْف المبالغ وتورِّطهم في الفساد أو بتورُّطِها فيه شخصيًّا. فالهجمات التي تُشَن حاليا على الشيعة أو المساجد المنظماتُ التي أعلنتها الحكومة إرهابيةً متورطةٌ فيها، وعن الإرهابيين تقول الحكومات في تقريرها في باكستان وغيرها بأن فيهم أناس أيضا ليسوا بمسلمين، الذين يأتون من الخارج من أجل بث الفساد وإثارة الفتن. رحم الله الأمة، ووفَّقها لتتحد.

فإسرائيل تقول إنها قد شنّت الهجوم على الفلسطينيين لأن شعبها لا يستطيع العيش بالخوف، لكنهم هم الذين بادروا بالهجوم أولا وقَتلوا السكان، وحين ردّوا عليهم قالوا إنهم يسببون الخوف لهم، وهذا التعنت غريب، وموقف أهل الدنيا عجيبٌ، وإنما السبب كما قلت سابقًا أن المسلمين ليسوا متحدين، رحم الله الفلسطينيين وحماهم من كل أنواع الاعتداء.

هنا أود أن أقول للأحمديين أيضًا بأنه صحيح أن الفرق الإسلامية الأخرى إذا اعتدت عليها فرقةٌ أخرى فهي تنتقم منها، لكن الأحمديين الذين بايعوا المسيح الموعود يجب أن لا يخطرن ببالهم فكرةُ الانتقام قط رغم هذه المظالم التي يمارسها علينا هؤلاء كلهم مجتمعين. فإذا كانت هناك حاجةٌ فإنما هي أن يتقدم كلٌّ منا في الصلاح والتقوى بعد تعرُّضه لأي ظلم، وينشغل في الدعاء بتقوية علاقته بالله أكثر من ذي قبل. فالنموذج العملي الذي قدمه لنا الإمام الحسين للتضحية قدوة لنا، ولقد نصح المصلح الموعود أبناء الجماعة في بيت الشعر التالي واضعا في البال هذا الأمر قائلا:

“إنهم يجعلونكم حُسَيْنيين وأنفسهم يزيديين، فما أرخصها من صفقة؛ فدعُوا العدوَّ يطلق السهام.”

فالإمام الحسين الذي قال عنه سيدنا المسيح الموعود بأنه من سادة أهل الجنة قد علَّمَنا درس الصبر والاستقامة فكشف لنا الطريق إلى الجنة. في هذه الأيام -أقصد في شهر محرم- كما يجب على كل أحمدي أن يسأل الله الصبرَ والاستقامة لنفسه بشكل خاص يجب عليه أن يردد بكثرة دعاء:

 “رب كل شيء خادمك رب فاحفظني وانصرني وارحمني”

 لتفادي شر العدو، كما قلت لكم قبل هذا أيضا بأننا بحاجة إلى الإكثار من دعاء:

“اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم” أيضا للوقاية من الشر. أما الصلاة على النبي فلفتُّ انتباهكم إلى الإكثار منها في الخطبة الماضية، كما نصحتُكم بذلك في الماضي أيضا عدة مرات، حمى الله كلَّ أحمدي، ونصرَنا وأيدَنا بصفة خاصة مقابل العدو الذي يحيك المؤامرات ضدنا، ورحِمنا وعصَم كلَّ فرد من أبناء الجماعة من كل هجمات الأعداء. نسأل الله أن يجعل كيدهم الذي ينسجونه ضدنا يحيق بهم أنفسهم، ويجعلنا من الآل الحقيقي للنبي ، كما قال سيدنا المسيح الموعود بأن العظمة للآل الروحاني. وإذا أضيفت القرابة المادية إليه أيضا فهو إنعام، أما إذا كان أحد من الآل المادي ولا يسعى لإحراز مكانة الآل الروحاني فلا يسعُه قط نيلُ البركات التي وعدها الله للمنتمين إلى النبي ، فالحاجة ماسة لاستعراض أوضاعنا دوما، فعندما نصلي على النبي ففي كل مرة يجب أن نفحص لأي مدى نسعى للعمل بتعليم النبي لنكتسب بركات هذه الصلاة على النبي ، ولأي مدى ننفذ حكومة القرآن الكريم على نفوسنا بعد الانضمام إلى جماعة إمام الزمان . نسأل الله أن يجعل ذِكْرنا لمكانة الصلحاء ولمظالِم أعداء الجماعة واعتداءاتهم علينا وتورُّط بعض الحكومات أيضًا فيها، وسيلةً للتقرب إليه أكثر من ذي قبل، بحيث تكون تضحياتنا سببًا لقبول السعداء الأحمديةَ ونوفَّق لرؤية مشاهد فتوح الأحمدية أي الإسلام الحقيقي. إن ما تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين قد ذكرتُه من قبل أيضًا، فادعُوا الله تعالى أن يحمي الأبرياء من كل أنواع الظلم، فإسرائيل تقول إنها قد شنّت الهجوم على الفلسطينيين لأن شعبها لا يستطيع العيش بالخوف، لكنهم هم الذين بادروا بالهجوم أولا وقَتلوا السكان، وحين ردّوا عليهم قالوا إنهم يسببون الخوف لهم، وهذا التعنت غريب، وموقف أهل الدنيا عجيبٌ، وإنما السبب كما قلت سابقًا أن المسلمين ليسوا متحدين، رحم الله الفلسطينيين وحماهم من كل أنواع الاعتداء.

Share via
تابعونا على الفايس بوك