اضطهاد المسلمين الأحمديين مستمر بأيدي المشائخ وأتباعهم

اضطهاد المسلمين الأحمديين مستمر بأيدي المشائخ وأتباعهم

رشيد أحمد شودري

عملية (ننكانه صاحب)

“ننكانة صاحب” بلدة في محافظة شيخوبورا من بنجاب. في يوم 9/4/1989، وفي قرية (جك 563 GB)، محافظة فيصل آباد التي تبعد بضعة أميال عن (ننكانة صاحب).. أراد إمام المسجد الأحمدي بالقرية تنظيف المسجد والمكتبة ومقره داخل المسجد. فجمع بعد الأوراق المهملة المتناثرة هنا وهناك، وأحرقها خارج المسجد.

شاهد شاب غير أحمدي الواقعة، فأشاع أن الأحمديين يحرقون بعض المصاحف. وفي لحظات انتشرت الإشاعة في القرية، وتجمع الناس عند المسجد، وتبين لهم كذب الإشاعة، وعادوا إلى بيوتهم مطمئنين.

قام المولويون (المشائخ) في القرية المجاورة (جك 565 GB) بنشر الإشاعة، وحرضوا الجمهور على القيام بمظاهرة للهجوم على مساكن المسلمين الأحمديين. فجمعوا أعوانهم، وساروا إلى (جك 563).. مسلحين بالبنادق والفؤوس والمطارق. وهناك طالبوا بأن يُسلَّم إليهم الأحمديون الذين حرقوا المصحف. ومع أن أهل القرية أخبروا الحشد أنه لم يحدث شيء من هذا القبيل، إلا أن المولويين لم يكونوا لينتهوا. فأطلقوا بعض الأعيرة في الهواء لإشعال الناس، وبدأوا بإحراق المسجد والمكتبة، واندفعوا يهدمون المساكن والمحلات للمسلمين الأحمديين. ثم خربوا جرارًا وحديقة فاكهة يمتلكها أحد المسلمين الأحمديين. وأصيب عدد من الأحمديين بجراح في هذه العملية.

وفي اليوم التالي قام المولويين في ننكانه صاحب بحملة الإثارة ضد المسلمين الأحمديين، وأعلنوا على الملأ أنهم لن يتركوا بيتًا أحمديًا واحدًا. توجه المسؤولون المحليون في الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى السلطات المعنية، وأحاطوهم علمًا بخطورة الموقف، ولكنهم لم يحركوا ساكنًا.

وقد أفاد السيد محمد سليم، رئيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في ننكانه، وهو محام مرموق، وقال:

“إن ضباط الشرطة الكبار أكدوا له أن حياة المسلمين الأحمديين وأملاكهم ستكون تحت حمايتهم. وعندما هاجم المولويون وأتباعهم الممتلكات الأحمدية في 12/4/1989، لم تفعل الشرطة أي شيء لمنعهم. لم يكتف رجال الشرطة بالفرجة مع المتفرجين، بل في بعض الحالات أسهموا في عمليات النهب والحرق لممتلكات المسلمين الأحمديين. كانت مجموعات الغوغاء أحيانًا تصل إلى 400 أو 500، مسلحين بالهراوات والفؤوس والمطارق.. تهاجم مساكن الأحمديين واحدًا واحدًا، فتنهب ما خف حمله وغلا ثمنه، وتحطم ما بقي، وتجمع الملابس والكتب بما فيها المصاحف وتشعل فيها النار. ولم يتركوا المواد الغذائية التي ألقوا بها مجاري المياه.. حتى الدواجن قتلوها، ورموا بها في النار. جرح في هذه العملية خمسة من المسلمين الأحمديين، منهم اثنان إصابتهما جروح خطيرة في الرأس، ونقلوا إلى المستشفى. وتبلغ الخسائر المادية عشرة ملايين روبية.”

ونذكر هذه الممارسات البربرية كما وصفها ضحايا الاضطهاد في رسائلهم إلى حضرة مرزا طاهر إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية.

  1. الدكتور عبد الغفور، طبيب الأسنان المحلي، كان في المسجد وقت الهجوم، فكتب يصف ما شاهده قائلاً:
“مولاي، رأيت الحشد البالغ عدده ما بين 400 إلى 500، يتصايحون بشتائم قبيحة، ويتقدمون نحو المسجد. كانت الشرطة بجوار المسجد، وطلب مني أحدهم أن أغادر المسجد، ولكني رفضت. فقال: كما تحب، وانصرف. وتقدمت العصابة إلى المسجد، وبدأت عملية هدمه.. وتحركت الشرطة جانبًا وكأنما تفسح لهم الطريق. وقفز إلي بعضهم وبدأ يضربني. ثم سقط سقف المسجد على رأسي، وفقدت الوعي. جاء زوج ابنتي ليساعدني، فضربوه كذلك؛ وأصيب كلانا بجروح شديدة”.

  1. ويصف الأخ محمد جميل الفيضي، الهجوم على صهره الدكتور عبد الغفور في رسالة مؤرخة 15/4/1989:
“أصيب نسيبي الدكتور عبد الغفور بينما كان يدافع عن المسجد في ننكانه. ذهبت لزيارته في مستشفى شيخوبورا. أخبرني أن مئذنة المسجد قد أسقطت يوم 11/4/1989 قبل الهجوم الرئيسي بيوم، وأعلن المهاجمون بأنهم سيعودون لإكمال مهمتهم غدًا. فقرر أن يبقى في المسجد مع زوج ابنته وأربعة آخرين لحراسة المسجد. وأكدت لهم الشرطة حماية ممتلكاتهم، وأصروا على أن يغادروا المسجد، ولكنهم قرروا البقاء.

عندما وصلت حشود الغوغاء أخذوا يدمرون كل شيء. حاول المسلمون الأحمديون منعهم. وفجأة سقط السقف على صهري فأغمي عليه. نُقل إلى مركز الشرطة ومنها إلى مستشفى شيخوبورا المركزي. وقد هدموا أيضًا بيته تمامًا”.

3.وكتب شودري سلطان أحمد كاهلون، من سكان ننكانه يصف الهجوم الغوغائي ويقول:

“كنت في حراسة المسجد مع خمس من الأحمديين عندما هاجمته الجموع. بدأوا أولاً بتخريبه، ثم انقضوا علينا ضربًا ولكمًا بكل قوة، وما تركونا حتى ظنوا أنهم قد قضوا علينا. ولكن الله كتب لنا الحياة. لقد أُصبت في جبهتي بقالب من الطوب، فأصبت بالدوار، فاستمروا في ضربي، ولكني بذلت كل ما في طاقتي لمنعهم من إحراق المسجد. لقد نهبوا مسكني، وأحرقوا أثاث بيتي ومحتوياته أمام عين زوجتي. ألقوا البترول على الحجرة التي اختبأ فيها أولادي الصغار وأشعلوا النار. جُرح ولدي بشظايا الزجاج، كما جرحت زوجتي. إنني أشعر بضعف شديد لكثرة ما فقدت من الدماء خلال تلك الأحداث القاسية.

ورغم كل ما تعرضنا له من تعذيب لم تنحن منا الرؤوس، ولم تنزل من عيوننا الدموع أمام أعدائنا. لو قررنا مغادرة ننكانه لقال معارضو الأحمدية أننا هربنا من ننكانه خوفًا، لذلك لن أرحل من ننكانه. إذا قُدِّر لي الموت فليكن ذلك في ننكانه صاحب”.

  1. قرة العين عيني، طفلة بريئة.. ابنة السيد محمود أيوب قمر، تعيش مع أسرتها في ننكانه، طلبت من عمتها الآنسة طاهرة أن تكتب رسالة إلى إمام الجماعة المحبوب، وقالت بأسلوب ملائكي بريء:

“في 12 أبريل، وصلنا إلى ننكانه من ربوة. فوجدت بيتنا وممتلكاتنا كلها ضاعت في الحريق. لقد صُدمتْ أمي لرؤية ذلك، وسألت عما جرى، فأخبروها أن بيوت المسلمين الأحمديين في ننكانه صاحب مع كل ممتلكاتهم قد أُحرقت.

أبي الحبيب حضور! إنهم أحرقوا دراجتي ولعبي، بل واللوح الخشبي الذي أكتب عليه.. ولكني لم أبك أبدًا، لأني على ثقة من أن الله سوف يعطينا خيرًا من ذلك. سيعطينا بيتًا كبيرًا، وسيارة، ودمية جميلة، ودراجة، ولعبًا كثيرة. أمي تقول إن الله تعالى يعطي من ينفقون أو يفقدون شيئًا في سبيله أكثر مما ضاع منهم.

5.كتبت السيدة أمة النصير سلطان من ننكانه.. تعبر عن شعورها وإحساسها لحضرة إمامها المحبوب فقالت:

“سيدنا المحبوب! لقد مررنا يوم 12 أبريل الماضي بأقوى تجربة روحية في حياتنا.. إذ جدّد كل فرد في أسرتنا عهد البيعة الأحمدية.. بتضحية النفس والمال والأولاد والوقت، وكل شيء نملكه.. في سبيل الله. كنت بعثت بزوجي ذلك الصباح لحراسة المسجد الذي كان والدي يقضي الليل في حراسته، وقلت له ألا يهتم بنا، لأن الله تعالى سوف يحمينا. كانت أمي وابناها في البيت، وكنت في بيت جارنا الأحمدي، مرزا ألطاف الرحمن، مع أطفاله الأربعة. بعد فترة جاءت عصابة من الناس تصيح بهتافات، واقتحموا بيتنا، وكسروا الباب، وحطموا الجدار، ورمونا بالأحجار والطوب.

إمامنا الحبيب، أغلقت الباب عليَّ مع الأطفال.. فكسرت العصابة الباب والنوافذ، وأشعلوا النار في البيت. ولما رأى أطفالي ما حدث أصابهم الذعر والخوف، ولجأوا إلى أسفل السرير، ولكن العصابة أشعلت النار في الفراش. فطلبت من أطفالي أن يتجمعوا في ركن الحجرة.. وكانت شظايا الزجاج تتطاير وتصيبهم. صرخ طفل من أطفالي المساكين باكيًا في حين كان القساة الغلاظ يتصايحون بإلقاء الأطفال في النار. فحال بعض المهاجمين دون إحراق أطفالي. خرجنا من البيت ورأسي مكشوفة. ووصلنا إلى منزل أبي، فوجدناه مشتعلاً.. والتجأ أهلي إلى الجيران”.

6.كتبت السيدة نعيمة داود، رئيسة لجنة إماء الله (تنظيم فرعي للسيدات بالجماعة) في ننكانه.. رسالة بتاريخ 4/5 تقول:

“أكدت لنا الإدارة الحكومية بأنهم سيحمون بيوتنا. فكنا متأكدين بأن شيئًا لن يحدث لنا. ولكن بعد الساعة التاسعة صباحًا بلغنا أن المسجد وبعض بيوت المسلمين الأحمديين قد اشتعلت بالنيران بفعل الغوغاء. صعد زوجي إلى السطح ليرى ما يحدث. فرأى بيت مرزا ألطاف الرحمن متوهجًا بالنار. فاقترح أن أصحب الأطفال إلى مكان آمن. جمعت أطفالي الصغار، وأسرعت إلى خارج المنزل.. نصحني زوجي ألا أتجه نحو البلدة. ولكن لم أكن أعرف إلى أين أذهب. فدخلت إلى حقل قمح يبعد نصف ميل عن منزلنا. ونظرت ناحية البلدة فوجدت سحب الدخان تتصاعد.

بدأ أولادي بالبكاء من أجل أبيهم، وطلبوا مني إحضاره معنا. كنت قلقة عليه مثلهم. فتركتهم حيث هم، وأسرعت إلى البيت. فوجدت زوجي في المطبخ. طلب مني العودة بسرعة إلى الأطفال، قال: إنه سيبقى لحراسة المنزل. ولما جاءت العصابة تفضل أحد الجيران الطيبين، وصحب زوجي إلى بيته ليحتمي فيه.

هاجمت العصابة المنزل وأشعلوا فيه النار، متصايحين بهتافات وشتائم ضد الأحمدية. تركت أطفالي في قرية مجاورة، وعدت إلى بيتي والنار لا تزال مشتعلة فيه. بحثت عن زوجي كالمجنونة لأني لم أعثر عليه. وأخيرًا هدأت عندما أخبرتني الجارة أنه سالم في منزلها. غادر الأشرار المنطقة، فأخذت إناء لإطفاء النار بالماء. ثم صليت فريضة الظهر.

استخرج بعض الناس نسختين من المصحف أكلت النيران بعضهما وأخذ الناس يلعنون العصابة التي أحرقت المصاحف. جاء أحد المصورين وقام بتصوير المكان. في حوالي الساعة الرابعة مساء وصل مدير الشرطة ونائبه وشاهدوا أماكن الحريق”.

7.كتبت الآنسة خولة تبسم، ابنة الدكتور عبد الغفور، تصف الحادث وتقول:

“عندما استيقظت يوم 12 أبريل سمعت أن أعداء الأحمدية يدبرون تنظيم مسيرة في البلدة ضدنا. لم نتوقع أنهم سيحدثون مثل هذا التخريب في أملاكنا. عندما شاهدنا الحشد الغاضب يتجه نحونا، أسرعنا للالتجاء في بيت الجيران. ذهب أبي وزوج أختي لحراسة المسجد. لقد حطمت العصابة كل ما في بيتنا وأحرقوه تمامًا.

إمامي الحبيب، أنا أدرس في الكلية، وامتحاناتي على الأبواب، وقد أحرقوا كل كتبي. أرجوكم الدعاء من أجل نجاحي”.

8.وكتب السيد أشرف أنور رسالة في 13 أبريل يقول:

“هدم معارضو الأحمدية مئذنة المسجد يوم 11 أبريل، وانتزعوا اللوحة التي عليها الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله محمد رسول الله). ثم جاءوا في منتصف الساعة الثالثة مساء بعد أن صلينا الظهر وغادرنا المسجد. كان راعي المسجد السيد الله دتّا هناك فقط.

وفي المساء أعلن أحد في مساجد معارضي الأحمدية أن طلبة الكلية سوف ينظمون مسيرة احتجاج ضد الأحمديين. وفي يوم 12/4/1989 جاءت الشرطة لحراسة المسجد. وكان بداخله خمسة أحمديين هم: دكتور عبد الغفور، زوج ابنته سلطان أحمد، راعي المسجد الله دتّا، مبشر تنوير، وأنا.

جاء الحاكم المحلي إلى داخل المسجد، فطلب منا مغادرته، فرفضنا. وجاءت العصابة في التاسعة صباحًا، وبدأت ترشقنا بالأحجار.. كانوا مسلحين، فاقتحموا الباب، وشرعوا يضربوننا. تسلق بعضهم إلى السطح، وبدأ في هدمه. عدوت إلى خارج المسجد طلبًا للنجاة بحياتي، واحتميت في بيت صديق غير أحمدي. أشعل المجانين النار في كل البيوت الأحمدية. كان الأحمديون مورَّطون في قضايا باطلة، وكان الحاكم المحلي متحيزا ضدهم، وكان يحضر بنفسه اجتماعات المولويين. وكان معروفا بتعاطفه معهم”.

9.كتب السيد داود أحمد شاكر بتاريخ 18/4:

“أحرق المعارضون كل البيوت الأحمدية بزعم أن الأحمديين أحرقوا مصحفًا! اتصلت بضباط الشرطة هاتفيًا الساعة السابعة والنصف صباحًا يوم 12/4/1989، فأكدوا لنا بأن كل شيء تحت سيطرتهم. يبدو أن الخطة كانت مدبرة بإحكام لمهاجمة بيوت المسلمين الأحمديين. لقد وزعوا أنفسهم في جماعات، ودمروا كل بيوت المسلمين الأحمديين في مدى ساعة على الأكثر.

كنت قد بنيت منزلاً ولا أزال مدينًا بمبلغ 55000 روبية من تكاليفه. لقد ذهب كل شيء في الدخان. إن المتعصبين لم يتركوا حتى ملابسي”.

عمليتا ننكانه صاحب وسارجودا

يبدو من أحدث موجات العنف المضاد للأحمدية أن هناك مؤامرة مخططة لإشعال نيران الكراهية الطائفية والتعصب الديني. إن الموقف الحالي حافل بالذكريات المأساوية لأحداث الشغب ضد الأحمدية عام 1974، عندما كانت البلاد تحت حكومة مركزية قوية لحزب الشعب الباكستاني الذي يحكم باكستان الآن. في ذلك الوقت دبرت حملة ضد الأحمدية، نظمت بإتقان، وشنوا الهجوم في مدينة سارجودا، حيث سوُّوا بالأرض مئات من بيوت المسلمين الأحمديين ومحلاتهم ومراكزهم العلاجية ومساجدهم، وكل ما يملكون.. اقتحموا البيوت، ونهبوا الأموال، وجمعوا الأثاث والكتب والمقتنيات في كومة واحدة وأشعلوا فيها النيران. والعائلات الأحمدية العزلاء.. يشاهدون ممتلكات عمرهم تحرق أمام أعينهم! واعتُدي على كثير من المسلمين الأحمديين ضربًا بالأيدي وبالهراوات.

مرتكبو تلك الجرائم هم عصابات مدربة يقودها متعصبون من أعضاء المنظمات والمؤسسات الإسلامية المتطرفة وبتأييد وحضور قوات الشرطة.

والواقع أن رئيس وزراء بنجاب كان يخطب بالجماهير في مدينة سارجودا، ويبين لهم إنجازات حكومته، في نفس الوقت الذي كانت مساكن المسلمين الأحمديين ومحلاتهم تهاجم على بعد مئات قليلة من الأمتار. وليس من قبيل المصادفة أن مدير عام الشرطة في محافظة سارجودا سنة 1974 هو اليوم مدير الشرطة بإقليم بنجاب. ومن ثم فالتشابه بين عمليات سرجودا 1974 وعمليات ننكانه صاحب عام 1989 لا تخطئه العين.

تصريح مجلس هيئة المحامين في شيخوبورا “الفظائع ضد الأحمديين في ننكانه صاحب”

وقّع ست وستون من المحامين أعضاء مجلس المحامين لمحافظة شيخوبورا على تصريح يشجب بشدة العدوان والفظائع التي ارتكبت ضد المسلمين الأحمديين في ننكانه صاحب بمحافظة شيخوبورا، ويحمّلون فيه الإدارة الحكومية المحلية مسؤولية الأحداث، ويطالبون بترحيل كل الموظفين الحكوميين من ننكانه صاحب، جاء فيه:

“نحن أعضاء مجلس المحامين بمحكمة محافظة شيخوبورا، ندين بشدة حوادث يوم 12 أبريل 1989 التي وقع فيها باسم الدين إحراق بيوت أعضاء الجماعة الإسلامية الأحمدية في ننكانه صاحب، ونهب مساكنهم والإمعان في تدمير ممتلكات تبلغ قيمتها عشرة ملايين روبية. وذلك من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر، وفي حضور المسؤولين المحليين ورجال الشرطة. وفي أثناء هذا العدوان والاضطرابات أحرقت نسخ كثيرة من القرآن الكريم.

إننا نطالب الترحيل الفوري لموظفي الإدارة المحلية. فالإسلام يعلّم السماحة والمحبة لبني البشر، لا أن تنهب ممتلكات الآخرين وتُحرق بسبب خلافات عقائدية. إننا نطالب الحكومة بتوفير المساعدة الملائمة لهؤلاء الضحايا، ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم، والقيام بتحقيق قضائي في هذه الواقعة”.

قرار هيئة المحامين بمدينة ننكانه صاحب “حادثة مُخجلة في ننكانه صاحب”

اجتمعت هيئة المحامين في ننكانه صاحب لتصدر قرارًا تدين فيه بشدة واقعة ننكانه صاحب حيث نهبت وهدمت وأحرقت بيوت القاديانيين (الأحمديين). وقد وقع على القرار السيد محمد يامين بطّي المحامي ورئيس الهيئة، والسيد شودري حق نواز خان المحامي والسكرتير العام للهيئة في ننكانه صاحب. وهذا نص القرار:

1.اجتماع هيئة المحامين بننكانه صاحب يدين بشدة حادث 12 أبريل في مدينة ننكانه صاحب التي وقع بها نهب بيوت القاديانيين وإحراق ممتلكاتهم تمامًا. ويؤكد القول بأن كل مواطن يحترم القانون يطأطئ رأسه خجلاً بسبب تلك الاعتداءات المشينة المجافية للقانون.

2.يُعبر الاجتماع عن عميق دهشتهم وأسفهم مما بدا من الموظفين المسؤولين المحليين من عجز كامل عن أداء واجباتهم. إن تصرفهم المتسم بالكراهية والانحياز والإهمال شجع الرعاع. وفي بعض الأماكن حرضت الشرطة، وشاركت بنفسها على أعمال العدوان.

3.يطالب الاجتماع الحكومة بمطالبة هؤلاء المسؤولين المحليين بتفسير لما صدر منهم وأن تحقق معهم قضائيًا.

4.يطالب الاجتماع الحكومة أيضًا بتعويض القاديانيين الذين خربت بيوتهم وأحرقت ممتلكاتهم.. وتحث الحكومة أيضًا بضرورة توفير الحماية لحياة القاديانيين وممتلكاتهم، وكفالة الاحترام والكرامة لهم، اتباعًا لسنة النبي ، وبحسب دستور باكستان.

5.يناشد الاجتماع بحرارة، المشائخ أن يتدبروا بعناية.. فيما إذا كانت هذه الخطوات تنشر الإسلام وختم النبوة، أم هي مخزنة للإسلام والمسلمين، بالإضافة إلى ما تسببه من أذى لسبيل ختم النبوة.

6.يدين الاجتماع بشدة، واقعة إحراق القرآن النكراء التي جرت في (جك رقم 563 GB). وفي ننكانه صاحب، وتطالب بالعقاب الشديد لمن ارتكبوا هذه الجريمة، أيًا كان دينهم أو عقيدتهم.

 

أحداث مؤلمة أخرى

كتب الأخ مبشر أحمد إلى إمام الجماعة أيده الله تعالى بنصره العزيز قائلاً:

“يوم 17 مايو 1989، في بلدة (كُنري)، تشاجر غلامان أحدهما غير أحمدي والآخر أحمدي، ثم تصالحا. ولما وصل الأمر إلى مسامع مشائخ (ختم النبوة) جعلوا منها قضية دينية، وكتبوا شتائم بذيئة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية على جدران جميع مساكن البلدة، وخاصة على جدران مساكن المسلمين الأحمديين، وأنذروا كل الأحمديين بإخلاء مساكنهم. اشتكى المسلمون الأحمديون إلى الإدارة، ولكنهم خيبوا رجاءهم. وأمسك المشائخ المتعصبون وأتباعهم بواحد من المسلمين الأحمديين الجدد إلى مركز الشرطة حيث احتجزوه ليوم وليلة. وضغط عليه أعداء الأحمدية ليقرر أني كنت أبلغه دعوة الأحمدية، ثم أطلقوا سراحه”.

كتب الأخ مجيد أحمد من ربوة:

“تمكن ابني من الحصول على غرفة في بيت الشباب بجامعة (قائد أعظم)، فقال زميله في الحجرة للإدارة: لا أتحمل البقاء مع قادياني، ويهدده يوميًا بإخلاء الغرفة”.

كتب مظفر أحمد مجوكه من ربوة:

“أنا أدير مدرسة خاصة في (فيصل آباد). ولم يتحمل ذلك أعداء الأحمدية. فخربوا المدرسة، وحطموا أثاثها، مما استلزم إغلاق المدرسة أخيرًا. تدخل بعض غير الأحمديين، وأمكن إعادة افتتاح المدرسة على شريطة ألا أستخدم معي أي مدرس أو ناظر أحمدي”.

كتب الطالب أحمد محمود من لاهور:

“سيدي، هناك مؤامرة كبيرة في لاهور هذه الأيام ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية. ويواظب الشباب من (خدام الأحمدية) على حراسة مساجد الجماعة هذه الأيام. نحن حاليًا في فترة الامتحانات، ومع ذلك يستلزم الأمر أن نشترك في دورات الحراسة طيلة الليل. ثم نذهب لحضور الامتحانات التحريرية في الصباح. سيدي أطلب منكم الدعاء بالتوفيق لنا جميعًا.

يوم 21 يونيو 1989 حكم على صاحب محل يدعى عبد الشكور ابن الدكتور عبد الرحيم بالسجن لمدة عامين وبغرامة قدرها ألف روبية، لأنه كتب آيات من القرآن المجيد، وسجلت القضية ضده يوم 5 مارس 1989 بناء قانون العقوبات الباكستاني.

استدعت الشرطة المسلمَين الأحمديين: الأخ مسعود أحمد القريشي والأخ ظفر الله من سكان لاهور، حيث قبضت عليهما بجريمة تعليق شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله). هاجمت الشرطة بيتهما، وحجزت أعضاء أسرتيهما مرات عديدة. ونشرت جريدة (ملة) اللندنية أن الشرطة اعتدت بالضرب على أعضاء الأسرتين، وطالبتهما بضرورة إحضارهما. ومن المعتقد أنهما غادرا البلاد. (جريدة “ملة” لندن، 21/6/1989).

آخر حلقات مسلسل الإرهاب باسم الدين

سلطات الأمن تتحالف مع المجرمين

إن أحداث العنف ضد المسلمين الأحمديين في باكستان قد تصاعدت وسجلت أرقامًا قياسية جديدة.

في 16 يوليو الماضي، تعرض الأخ مظفر أحمد.. رئيس الجماعة الإسلامية في قرية (جك سكندر)، محافظة ججرات، بنجاب.. لعدوان متطرف ديني. وبينما كان الأخ يكافح للتخلص من مهاجميه أحاط بالقرية عدد من جماعة المتطرفين (بعض المشائخ وأتباعهم الرعاع)، ليسدوا منافذ الخروج جميعًا. ثم شرعوا يشعلون النار في المساكن الأحمدية، ويطلقون الرصاص على السكان الذين يخرجون منها.

تمكن المسلمون الأحمديون من اتخاذ مواقف دفاعية، وأصيب أحد المهاجمين بطلق ناري قتله، وجرح آخرون. وصلت الشرطة فور إبلاغ الحادث إليهم، وكان أول إجراء لهم أن جردوا المسلمين الأحمديين من أي سلاح حتى لا يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم. وأمروا السيد نذير أحمد بالنزول من سطح مسكنه حيث كان يتخذ موقفا للدفاع عنه. وما أن وصل إلى الأرض حتى فتح المتعصبون عليه النار، وأردَوه قتيلاً أمام رجال الشرطة.

كان المعتدون (الإرهابيون) يطلقون النار على كل مسلم أحمدي يحاول الخروج من مسكنه المشتعل. فأدى ذلك إلى استشهاد أحمديين آخرين هما: السيد محمد رفيق ابن المولوي محمد خان، وطفلة عمرها عشر سنوات.. نبيلة ابنة السيد مشتاق أحمد.

أصاب هؤلاء (الإرهابيون) كثيرًا من المسلمين الأحمديين بجراح، منهم سبعُ سيدات.. أخرج الأطباء من جسد إحداهن 32 مقذوفًا ناريًا. أما السيد عبد الرزاق بن المولوي عبد الملك فقد اخترقت قذيفة رئته، وحالته حرجة في مستشفى لاهور. ويخشى أن يكون بعضهم قد هلك أو اختنق بعد أن حاصرتهم النيران الشديدة.

ولم تكتف عصابات المتطرفين بإحراق المساكن، بل نهبوها كذلك، ولتعجيز الأحمديين وحرمانهم من وسائل معيشتهم قتل المتعصبون ما بين 80 إلى 90 رأسًا من مواشيهم.

وأشد ما يثير التقزز والرفض أن هذه الاعتداءات الدموية الإجرامية تقع بطريقة علنية مخططة، على مشهد وبإشراف من الشرطة. لقد حضر العملية أعلى الضباط رتبة في شرطة المحافظة.. مدير الأمن، ونائب مدير الأمن، والمفتش العام.. ولقد خانوا مسؤولياتهم اولاً، لأنهم اعتقلوا أكبر عدد وجدوه من شباب المسلمين الأحمديين.. وهي خطوة خبيثة لحرمان المسلمين الأحمديين من القادرين على حمايتهم، وتسهيل العدوان للمجرمين الإرهابيين.. وثانيًا ساقوا المعتقلين إلى مركز شرطة كهاريان، ومن هناك نقلوهم إلى جهة غير معروفة. ثم سدوا الطرق المؤدية إلى داخل القرية حتى لا يستطيع أفراد جماعتنا من تفقد أحوال إخوانهم. ونتيجة لهذا التواطؤ السافر الفعال، استمر المتعصبون الدينيون الإرهابيون في النهب والسلب والحرق حتى اليوم التالي.. 17 يوليو.

احتجاج الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة

لقد صُدمت الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة..

لسماع أنباء العدوان الخسيس الغادر على إخوانهم في (جك سكندر).. العدوان الذي تم في حضور ذوي أعلى المناصب المسؤولة عن النظام والأمن.. بما فيهم الشرطة، وتعرب الجماعة عن فزعها من تلك الاعتداءات التي يرتكبها المتعصبون الدينيون المناهضون للأحمدية.

صرّح المتحدث باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن السلطات المعنية في باكستان مسؤولة تمامًا عما يجري في البلاد. وينبغي على كل حكومة متحضرة في هذا العالم أن تشجب موقف الحكومة المحلية ومعها الحكومة المركزية.. لفشلهم الذريع في كفالة الأمن والسلام ضد المواطنين المسلمين الأحمديين.

وناشد المتحدث باسم الجماعة كل دول الكومنولث أن تنتهز فرصة محاولات باكستان لاستعادة عضويتها في الكومنولث، وتجبر حكومة (بينظير بوتو) على رفع المظالم المنصبة على المسلمين الأحمديين، وإعادة حقوقهم الدينية والإنسانية إليهم.

برقية إلى المسؤولين الباكستانيين

أرسل أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة برقية إلى المسؤولين الباكستانيين هذا نصها:

“نحن أعضاء الجماعة الإسلامية الأحمدية صدمتنا أخبار العدوان الخسيس الغادر على المسلمين الأحمديين في (جك سكندر، بنجاب) يوم 16 يوليو 1989. لقد أحاط السفاحون بالقرية، وروَّعوا المسلمين الأحمديين رجالاً ونساء وأطفالاً، وبعملية مخططة أحرقوا حوالي مائة منزل. واستعملوا أيضًا الأسلحة النارية، فقتلوا ثلاثة من المسلمين الأحمديين الأبرياء، منهم طفلة عمرها عشر سنوات، وجرحوا كثيرين آخرين. ولا يزال مصير عدد من النساء الأحمديات والأطفال مجهولاً للآن.

لقد ارتكبت هذه الإبادة الجماعية تحت سمع وبصر أكبر ضباط المقاطعة المسؤولين بما فيهم رجال الشرطة الذين حالوا بين المسلمين الأحمديين وبين الدفاع عن أنفسهم. وبدلاً من أن يتولوا حمايتهم اعتقلوا عددا من رجالهم، واصطحبوهم إلى مركز الشرطة (كهريان).

وتعرب الجماعة الإسلامية الأحمدية عن فزعها من فشل الحكومة في كفالة الأمان للمواطنين المسلمين الأحمديين في (جكس كندر).. الذين تعرضوا لأشد الجرائم شناعة على يد المتعصبين الدينيين.

وهذا الحادث تكرار لعملية (ننكانه صاحب، شيخوبورا) التي وقعت منذ أسابيع قليلة، ولم يمثُل مدبرو الجريمة بعد للحساب. ولا يمكن أن تتنصل حكومة متمدينة من مسؤوليتها بالسماح باضطهاد وإبادة مواطنيها. إننا نطالب بإجراء فوري صارم من جانب الحكومتين الفدرالية والإقليمية ضد المسؤولين عن قتل ثلاثة مسلمين أحمديين أبرياء وتخريب ممتلكاتهم.

أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية

المملكة المتحدة

نسخة إلى كل من: رئيس الوزراء، وزير الخارجية، مستشار رئيس الوزراء، وزير الداخلية، حاكم إقليم بنجاب، رئيس وزراء بنجاب، سفير باكستان في لندن.

يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللّه مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّه أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للّه وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة: 154- 158)

Share via
تابعونا على الفايس بوك