أخبار الجماعة في باكستان

أخبار الجماعة في باكستان

رشيد أحمد شودري

في شهر رمضان المبارك!

يحرقون المصاحف

  يهدمون المساجد

ينهبون المساكن

نشرت جريدة (حيدر راولبندي) في عددها الصادر في 24/ 4/ 1989 هذا الخبر المؤسف بقلم مراسلها شودري محمد سليم:

مشهد مؤلم للبربرية والتخريب

في مدينة (ننكانه صاحب) وما جاورها

في الساعة الثامنة والنصف صباحًا من يوم 12 إبريل، شن حشد ثائر، يربو على مائتين وخمسين رجلاً مسلمًا، هجومًا مفاجئًا على 17 بيتًا للأحمديين في مدينة (ننكانه صاحب) بمحافظة (شيخو بورا) فدمروها تمامًا. استمرت عمليات الإحراق دون تردد حتى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر. وحمل المفسدون معهم ما خف وغلا من الأثاث، وجمعوا ما ثقل عليهم نقله من ثلاجات وتلفزيونات وطاولات وأسرة وأوان في أكوام داخل المنازل وخارجها وأشعلوا فيها النيران. كانت بعض البيوت تحتوي على جهازات لعرائس تزوجن حديثًا أو على وشك الزواج. ورقص الثوار فرحًا حول ألسنة اللهب وهي تلتهم الأثاث والمنازل، وشيوخ الدين و(علماؤهم) من ورائهم يشجعون.

وقعت كل هذه الأحداث تحت سمع وبصر المسؤولين عن الأمن والنظام، منهم نائب المحافظ ونائب مدير الشرطة. وهذا الأخير شقيق لأحد وزراء حكومة إقليم (بنجاب). كان رجال الشرطة يرافقون الثوار، بل وشارك عدد منهم بزيهم الرسمي في نقل الأثاث من البيوت مع الثوار وساعدوا في إحراقه.

كان الأحمديون قد أحسوا بأعمال الإثارة ضدهم قبل الحادث، فتوجه وفد منهم لمقابلة السلطات المسؤولة لإبلاغ الأمر لهم. ولكن السلطات تلكأت في السماح لهم بالمقابلة. وفي الأخير سمحوا للوفد ببضع دقائق فقط. وبعدما سمعوا شكاياتهم طمأنوهم قائلين إنهم على استعداد تام لمواجهة الموقف، وإنهم استدعوا قوات من الشرطة من المحافظة المجاورة وتحسبا للأمور، وأنه لا داعي للقلق، فلن يحدث شيء. وعاد الوفد إلى بيوتهم مطمئنين، ولكن جاء صباح اليوم التالي ومعه الأحداث المؤسفة والتي شهدها عدد كبير من أهل المدينة ورأوا كل شيء بأم أعينهم.

والجدير بالذكر، أن حادثاً مماثلاً وقع في قرية (جك ك ب 563) قبل يومين من الحادث، فقد قام بعض مثيري الشغب باتهام الأحمديين بأنهم أحرقوا المصحف. وعلى إثر ذلك أشعلوا النيران في مسجدهم حتى صار رمادا. وأحرقوا بيوتهم ونهبوا أموالهم. واستدعى المفسدون آخرين مثلهم من القرى المجاورة يسمون أنفسهم (شباب قوات ختم النبوة)، وأشعلوا النار في مسجد الأحمديين، وأحرقوا المصاحف الموجودة داخل المسجد، وخربوا جرارا (تراكتور) يملكه أحد الأحمديين، وأتلفوا أربعة فدادين مزروعة بالبرتقال، ونهبوا محلاً للِّحام لأحد الأحمديين، وأشعلوا النار فيما تعذر عليهم حمله.

وفي قرية (جك رقم 565 ك ب) هاجموا مسجدًا للأحمديين، وهدموا إحدى حجراته، ثم أحرقوا المسجد، وجاسوا خلال ديار الأحمديين، وسلبوا كلما وقع في أيديهم.

وفي بلدة “ننكانه صاحب” حرقوا مكتبين لاثنين من المحامين الأحمديين، بما فيه من كتب قانونية قيمة، وملفات هامة للقضايا. واستولوا على المصاحف من البيوت وأحرقوها مع الأثاث. وقد بادر بعض المسلمين الغيورين لاستنفاذ سبعة من هذه المصاحف من النار.

أما البوليس فكان يقف مع المتفرجين على هذه المشاهد، ولم يحركوا ساكنًا لإنقاذ شيء. وحكومة إقليم بنجاب، مع دعواها بأنها حاملة لواء الإسلام، لم تفعل شيئًا، ولم يصدر من أحد وزرائها بيان يدين هذه الفظائع.. مما يثير الأقاويل بأن كل هذه الأحداث وقعت طبقًا لتخطيط مسبق دبرته بعض الجهات.

ومن ناحية أخرى، عندما وصل الخبر إلى مركز الجماعة الأحمدية في ربوة هرع الأحمديون إلى مواقع الأحداث حاملين معهم ما يلزم من مأكل ومشرب وفراش وثياب لإغاثة إخوانهم المنهوبين رجالاً ونساء وأطفالاً. وقدمت جماعة محافظة (شيخو بورا) لإخوتهم المظلومين الثياب والشاي والسكر والبسكويت والحليب الجاف والخبز والطحين والبقول وغيرها بمقدار وفير.

وهكذا يعيد التاريخ نفسه، فالأحمديون الذين هاجروا من الهند قبل أربعين سنة لائذين إلى باكستان يتعرضون للسلب والنهب، ويبيتون على أنقاض بيوتهم المدمرة مرة أخرى. وفي الأولى عند انقسام الهند، كان الناهبون من الهنادك والسيخ، وأما اليوم فالناهبون من (محبي الإسلام). لا ندري ماهية هذا الإسلام، فهل هذا هو تعليم الإسلام؟ يجب أن نسمع جوابًا ممن يسمون أنفسهم (حماة الإسلام). فعندما كان الأحمديون يفرون إلى خارج باكستان في زمن الحكومة السابقة، ملتمسين اللجوء السياسي، كان هؤلاء يقولون: لا أحد يضطهد الأحمديين في باكستان، وإنما هم يريدون تشويه صورة باكستان أمام العالم.

ولكن ما قولهم في ما وقع في (ننكانه صاحب)؟ أليس هذا ظلمًا واضطهاد؟ لقد شارك الأحمديون في التضحية بأموالهم وأرواحهم لبناء باكستان، وساندوا القائد الأعظم (محمد علي جناح) بكل غال ورخيص، فهل هم يعاقبون اليوم على هذه الجريمة!؟

Share via
تابعونا على الفايس بوك