والظلمُ من شِيَم النفوس!

والظلمُ من شِيَم النفوس!

التحرير

هذا القول لشاعر قديم.. يبدو أنه تعرض لتجربة مريرة.. خرج منها بهذا الرأي الذي ذاع، وصار مثلاً. وإذا كان الظلم حقيقة واقعة، نلمسها ونعيشها في كثير من الأحوال.. إلا أننا لا نتفق مع الشاعر في أن الظلم شيمة نفسية فُطر الناس عليها، وإنما هو عرض لمرض. أما المرض.. فهو نقص خطير لفيتامين روحاني.. لا غنى للنفس عنه. إنه فيتامين التقوى.

وإذا كان المتخصصون في صحة البدن يرون أن الفيتامينات الغذائية لازمة بمقادير صغيرة تكفي لحفظ الجسم سليمًا.. فإن الروح تحتاج إلى جرعات كبيرة من فيتامين التقوى، حتى يتخلص الإنسان من أعراض هذا المرض.. مرض الظلم. فمن تسلح بتقوى الله لم يظلم نفسه، ولم يظلم غيره من بني البشر، وزالت غشاوة الأعين، فأبصرت، ورُفعت سدادة الآذان، فسمعت.

أقول ذلك لأن مسلسل المظالم لا يزال جاريًا في إحدى أكبر الدول الإسلامية.. الدولة التي قامت باسم الإسلام.. باكستان. فلا يزال المسلمون الأحمديون هناك يتعرضون كل يوم للعدوان والظلم على الأرواح والأموال، ويذوقون الأذى والسب بمناسبة وبغير مناسبة.

إن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، ولكنه إذا خلع رداء التقوى انحط إلى أسفل المراتب الحيوانية.

كان الأجدر بالنظام الحالي.. وقد لقي من الظالمين الكثير من التعب والمضايقة.. أقول كان الأجدر بهم أن يبادروا إلى دفع المظالم عن المضطهدين.. وأن يعملوا على إذاقة الشعب طعم الحرية، ويصححوا أخطاء الماضي ومظالمه. ولكن وا أسفاه.. تأبى الأيام إلا أن تؤيد الشاعر.. فالظلم من شيم هذه النفوس.. ونحن بدورنا نضيف إلى قوله تعديلاً: إن الظلم من شيم النفوس التي أعمتها الشهوات، وأضلتها المطامع، وأغرها الشيطان بالأمل.. فنسيت الإيمان بالله واليوم الآخر، وغفلت عن سنن الله في الماضي والحاضر.. مع أهل الظلم والجبارين.

ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون. إنما يؤخرهم ليوم تخشع فيه الأبصار.

وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم.. وتبين لكم كيف فعلنا بهم.. وضربنا لكم الأمثال.. فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله.. إن الله عزيز ذو انتقام..

وأقول لأولئك المظلومين: فصبر جميل، والله المستعان. (رئيس التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك