الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

إن حب الله ثم حب نبيه المصطفى هو المحور لإيمان ونجاة كل مسلم. والحق أن الإنسان الآن لا يستطيع أن يتشرف بحب الله وقربه إلا إذا حظيَ بإيمان صادق وحب صادق واتباع صادق للمصطفى . قال الله تعالى في القرآن لحبيبه:

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ .

وقال سيدنا محمد المصطفى : “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”.

هذه الحقيقة الإيمانية التي أدركها سيدنا المهدي والمسيح الموعود أيما إدراك بفضل الله ورحمته. فتفانى في عشق ربه ، أُشْرب قلبه حب المصطفى .. بحيث يتضوع كل كلمة وسطر من كتاباته وملفوظاته بمسك حب الله وحب حبيبه. ولقد أعلن حضرته في أحد كتبه: إن كل ما نلتُه من مقام سامٍ وفضل إلهي إنما نلتُه بفضل حبي الصادق واتباعي التام لسيدي . فوالله، لو كانت أعمالي كالجبال لما كنت لأحظى بهذا الشرف بدون ذلك. ويقول حضرته أيضا:

“لا كتابَ لبني نوع الإنسان على ظهر البسيطة الآن إلا القرآن، ولا رسولَ ولا شفيعَ لبني آدم كلهم إلا محمد المصطفى ، فاسعوا جاهدين أن تحبّوا هذا النبيَّ ذا الجاه والجلال حبًّا صادقًا، ولا تُفضِّلوا عليه غيرَه بشكل من الأشكال، لكي تُكتَبوا في السماء من الناجين.

واعلموا أنّ النجاة ليست بشيء يظهر بعد الموت، إنما النجاة الحقيقية هي تلك التي تُري لمعانها في هذه الحياة الدنيا. ألا من هو الناجي؟ هو ذاك الذي يوقن بأن الله حق، وأَن محمّدا شفيعُ الخَلق كلهم عند الله، وأنْ لا مثيلَ له مِن رسول ولا نظيرَ للقرآن من كتاب تحت أديم السماءِ، وأن الله تعالى لم يشأ لأحد أن يحيا حياة الخلود، إلاّ أنّ هذا النبي المصطفى حيّ خالد إلى أبد الآبدين. (الخزائن الروحانية ج 19، سفينة نوح، ص 13، 14)

وقال قوله الفيصل بينه وبين معارضيه الذين رموه بأنواع التهم المنكرة الباطلة، في بيت شعر بالفارسية بما معناه:

وإني لَنشْوانٌ بعشق محمدٍمن بعد حب الله جل جلالُهُ

>

إن كان هذا الكفرَ إني لكافر

ربي شهيد، قد سباني جمالُهُ

اللهم ارزقنا حبًّا لك وللمصطفى ولمن أحبك، وأحينا على هذا الحب وتوفنا عليه. آمين. (التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك