الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

ما أحوجنا، نحن المسلمين، لإزالة المفاهيم الخاطئة حول الإسلام ونبيه ، الراسخة في أذهان الغرب، بل في أذهان كثير من المسلمين أيضًا.. هذه المفاهيم الخاطئة التي كان ولا يزال يتسبب في ترسيخها بعض من علمائنا، عمدًا أو خطأ، وبعض من حكام الدول الإسلامية من ناحية أخرى، وبعض الجماعات الدينية المتشددة من ناحية ثالثة، وكثير من أعداء الإسلام من القساوسة والمستشرقين وغيرهم من ناحية رابعة.

وأخطر هذه المفاهيم الخاطئة هو الظن أن الإسلام دين الإرهاب.. لم يأت نبيه إلا لسفك الدماء.. حاملاً القرآن في يد والسيف في اليد الأخرى.. فإما الإسلام وإما الإعدام. فما يطلع علينا يوم جديد إلا وتبث وتنشر وسائل الإعلام الغربية برامج ومقالات للتشهير بالإسلام والنيل من كرامة سيدنا محمد .. معتمدة على روايات موضوعة مفتراة على نبي الرحمة ، وعلى تفاسير خاطئة، أو مشيرة إلى سلوك بعض رؤساء الدول الإسلامية، وزعماء الجماعات الدينية المتعصبة.

وللأسف الشديد، فإنه على الرغم من هذا التهجم العنيف على الإسلام من قبل الغرب فلا يزال بعض سذج المسلمين يتشبثون بهذه الروايات التي ليست في الحقيقة إلا إسرائيليات، وبأقوال بعض المفسرين الخاطئة، وكلمات بعض المشائخ السخيفة.. التي تعارض كتاب الله تعارضًا بيّنًا، وتتنافى مع سنة نبي الرحمة صراحة.

إنهم لا يلتفتون إلى ما يقول القرآن في آياته، وما يدعو إليه الرسول في تعليماته.. بل اتخذوهما مهجورا.. متناسين يوم الحساب الذي فيه يقول:

وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (الفرقان: 31).

يعُضون بالنواجذ على آية السيف عضًا، ويؤمنون بآيات الرحمة نسخًا.. مع أنه لا نسخ في القرآن، وإنما هو محفوظ من كل خطأ أو قصور حسب وعد الله تعالى.. كله قابل للعمل، لا ريب فيه ولا قصور، وإنما القصور في الأفهام وأصحابها الذين لا يتدبرون في آياته، بل يتشبثون بالقشر دون اللب.

والجماعة الإسلامية الأحمدية تحاول جاهدة لإزالة هذه المفاهيم الخاطئة.. وسوف ترى، أيها القارئ الكريم، هذه المحاولة واضحة في كل ما تنشره الجماعة بمختلف لغات العالم.. ولا سيما في مجلة “التقوى”.. وخاصة في مقال إمام الجماعة الحالي حضرة مرزا طاهر أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز.. (القتل باسم الدين). ننشر في هذا العدد الحلقة الرابعة منه، وسوف نوالي نشره إلى آخره، إن شاء الله.

كما نقدم إليك، أيها القارئ الكريم، مقالاً قيمًا آخر حول عصمة الأنبياء، وأيضًا تقرأ في هذا العدد وثيقة عن الإرهاب الذي يمارسه حاليًا بعض المشائخ المتعصبين وأتباعهم المتشددون ضد أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية المسالمين في باكستان.. وذلك باسم دين السلام الإسلام وباسم رسول الرحمة سيدنا محمد . هداهم الله تعالى.

(المحرر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك