هل أَن  الأوان؟

هل أَن  الأوان؟

التحرير

  تدل الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي جرت منذ العقود الأخيرة .. أن أمة الإسلام قادرة على تغيير اتجاه مسيرتها في اتجاهات شتى ومتناقضة. فطالما ترددوا بين الشرق والغرب. وارتدوا من هنا إلى هناك، ودانوا بالبرجوازية، وتحولوا منها إلى الشيوعية أو الاشتراكية، ثم عادوا إلى الانفتاح والرأسمالية.

وأحيانا تظهر فيها تيارات التحلل من الدين والاندفاع في شهوات الدنيا، ثم ينقلب الوضع وتفور فيها دوامات من التشدد الديني والارهاب الفكري .. فيتغير التيار ويتلون بحمرة الدماء. ومنهم من يصول ويجول بشجاعة الضراغم وقسوة الكواسر عندما يتحاربون فيما بينهم، فإذا كان اللقاء مع عدوهم رأيتهم ينقلبون إلى نوع من الدواجن الأليفة تتمسح بالسيقان وتلعق باللسان. ومنذ بداية الصراع الدموي مع إسرائيل كان هناك إجماع شعبي وقيادي على أن إسرائيل هي العدو الأعظم، ولا بد من مناجزتها حتى يتم إلقاؤها في البحر. وكانت أكبر تهمة وأفظع سبة أن يقال لأحد: أنت إسرائيلي أو عميل لإسرائيل. وقالوا “إسرائيل المزعومة، ودولة العصابات، والعدو الصهيوني”، وبعد حروب ونكسات وخراب واستنزاف .. أفاق أحد الرؤساء وقرر إنهاء الصراع الحربي الذي لا جدوى منه، والعمل على إقامة سلام مع إسرائيل .. سلام دائم، واعتراف كامل، فعادت له أرضه، ونالت إسرائيل كل ما أرادت وعملت له منذ البداية وقامت الدنيا ولم تقعد ضد هذا الذي سموه الخائن، وقاطعوا نظامه، وماهي إلا سنوات قلائل .. حتى تغير الاتجاه وأصبح الخائن رائد للسلام. ودخلت دول المواجهة كلها في حوار مع العدو السابق، بل ودخل أصحاب القضية الأصليون في طابور المفاوضات والعناقات والسلامات، وهكذا تبدلت النظريات، وانعكست الأفكار، وصار المغتصب السابق جار أو صديقا، وأصبح المجاهدون جميعا أنصار سلام.

حسنا، هل ياترى كل هذه التحولات والتبدلات نتيجة لتغير في منهج التفكير لدى القادة والشعوب؟ هل أصبحت الحسابات والدراسات العقلانية هي الفيصل لاتخاذ القرار؟

هل تخلى الناس عن الشعارات الجوفاء، والعواطف السطحية، والعادات البالية، والمفاهيم الباطلة؟ أم كان كل ذلك استسلاما للدجال صاحب القوة والسلطان؟

إذا كانت الأولى … فهل دخلنا حقا في الزمن الذي يفكر فيه الناس قادة وشعوبا في الوسيلة الوحيدة التي لم يجربوها بعد لإنقاذهم وإخراجهم من هذا التخبط والضلال؟

هل آن الأوان ليفيق الغافلون، ويرعوي الغاوون، ويعودوا إلى ربهم ويجمعوا كلمتهم، ويوحدوا صفوفهم، ويرفعوا راية التوحيد … ليس بالخطب والأناشيد، وإنما بالقول والفعل السديد؟ هل اقتربت ساعة النشور، والخروج من القبور، وتحرير العقول من ظلمات القرون الوسطى التي رانت على عالم الدين؟

هل حان وقت الاعتصام بحبل الله، ومعرفة إمام الوقت، وفتح النوافذ والأبواب .. لدخول النور؟ من حقنا أن يراودنا الأمل ..

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ .

Share via
تابعونا على الفايس بوك