عرش الرحمن هو تجليات أسمائه الحسنى
التاريخ: 1995-10-06

عرش الرحمن هو تجليات أسمائه الحسنى

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

الخليفة الرابع للمسيح الموعود (عليه السلام)

خطبة الجمعة يوم ٦/١٠/١٩٩٥

بمسجد الفضل –  لندن

عرش الرحمن هو تجليات أسمائه الحسنى

وحملة العرش هم عباد الرحمن الذين يشهدونها

ويشهدون لها ويعملون على توطيدها في الناس

الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (غافر: 8-10)

  بعد الافتتاحية تلا أمير المؤمنين -أيده الله بنصره العزيز- هذه الآيات من سورة غافر (المؤمن) ثم قال:

كتب إليَّ شابٌ من كراتشي يقول: إن فهم موضوع هذه الآيات صعبٌ عليَّ، ولما كنتَ بصدد الحديث في موضوع صفات الله تعالى فأرجو أن تتناول هذه الآيات أيضًا.. فقد تنفع بعض الناس الذين يجدون شيئًا من الصعوبة في فهمها.

سأبدأ الخطبة بإعلانين: أحدهما عن الجلسة السنوية لأنصار الله في كندا، من الغد لثلاثة أيام؛ والثاني عن الجلسة السنوية لجماعة النرويج.. وقد ألحُّوا في أن أحضره بنفسي، ولم أستطع قبول دعوتهم بسبب ازدحام جدول أعمالي هنا.. لذلك أرى أن أُوجِّه إليهم الحديث اليوم وأذكرهم.

فيما يتعلَّق بأنصار الله في كندا فإنّهم لا يقدِّمون صورة منفصلة عن الصورة العامة للجماعة الأحمدية في كندا. فمن بعض الزوايا تظهر لهم بفضل الله تعالى صفاتٌ عظيمة، ومن بعض الزوايا الأخرى يبدو منهم شيءٌ من ضعفٍ لا يليق بالأحمديين في هذا الزمن. إذا ظهرت بعض أوراق الشجر في الخريف بلونٍ أصفر.. فهذا موجود في كل الأشجار، بل يُستغرب في الخريف أن تظل بعض الأشجار على خضرتها. أما في الربيع.. إذا اصفرَّت بعض الأوراق فهذا شيءٌ مخالفٍ للمعتاد. والجماعة الإسلامية الاحمدية الكندية مخلصة جدًا، وهي في المقدمة من حيث البذل والتضحيات، ويشاركون في كل الأعمال الطيبة بحماس، ولكنهم ليسوا كذلك في مجال التبليغ.. مع أنّ هناك صحوةً عالميّة في فروع الجماعة، حتى المناطق المجدبة في هذا المجال ظهرت فيها صحوةٌ عظيمة.. ولذلك أقول لكم عندما يكون الفصل ربيعًا يستغرب المرء وجود الأوراق الصفراء.. فهذا مخالفٌ تمامًا لتوقعات المسيح الموعود (س).

قال حضرته: في فصل الخريف هناك ربيعٌ في بساتيني. وهذا فعلاً ينطبق على كل فروع الجماعة في العالم  وأصبحت هذه الصورة حية في كل مكان. هناك في باكستان، حيث وصل الاضطهاد أقصى مداه، ووضعوا كل عائق ممكن لديهم ضد الأحمدية لوقف نشاطهم التبليغي.. ومع ذلك فإنّ الصورة تتفق مع ما قاله المسيح الموعود عن قدوم الربيع. فلماذا تختلف الصورة في حدائق كندا؟ هذا أمرٌ مقلق، ويجب أن يلتفتوا إلى ذلك جديًّا. إذا كان في الجسد السليم عيبٌ واحدٌ صغير فإنه يبدو واضحا. ولو كان عيبًا كبيرا في جسدٍ مشوَّه لم يظهر بوضوح. ولكن الحال هنا مختلف.. ففي الربيع تُرى صُفرةٌ في بعض الأشجار! متى يبدو بعض الناس بوجوهٍ هكذا في الربيع؟ لو كان الحال هكذا ما أحسست به كثيرا، ولكن وجههم ليس هكذا في كندا. ففي بعض الجماعات التي لا تزال التربية فيها عند المراحل المبكرة تُرى مثل هذه العلامات.. ولكن هنا.. حيث الخضرة في مكان.. لماذا هذه البقعة الصفراء في الوسط؟ إنها بقعةٌ تؤذي العين.

لذا أقول لجماعة كندا عمومًا، ومجلس أنصار الله خصوصًا: انهضوا، إذا لم تتغلبوا على هذا العيب فسوف يتحول إلى مرض.. وخصوصا أن الاتجاه العام في الدنيا مختلف عما تبدونه، أحيانا ينتشر الضعف والمرض ويلتهم الأعضاء السليمة أيضا. فانتبهوا، واعتنوا بمظهركم الصحي. هذا هو وقت الجماعة كلها، لا لفرد أو اثنين – فلننهمك جميعا في هذا العمل، وعندئذٍ تتلقون ثمارا حلوة.. تكون مصدر حياة للجماعة كلها. هناك ثمراتٌ روحيّة لا تؤكل وإنّما يُستمتع بحلاوتها وطيب رائحتها. ونجد انتعاش الحياة في الجماعة بفضل الله حيثما قامت بعمل التبليغ.. حتى أن الموتى قد دبّت فيهم الحياة. أُناس لم يكن فيهم رمقٌ من الحياة ولا رجاءٌ فيهم.. ولكن تبيّن أنه عندما يصبح المرء داعيًا إلى الله يحدث به تغيُّر كامل.. هذا ما حدث في ألمانيا. فإنّ الذين قدِموا من بيئة محرومة من التربية الروحيّة، ولم يكن عندَهم برامج للتربية.. وأصبحوا دعاةً إلى الله.. تغيَّروا تماما. إنّهم يبتهلون إلى الله لأنفسهم ولأصحابهم الذين يبلِّغونهم، ويدعون لمن جاءوا إليهم كفاكهة حلوة.

هذه مسألةٌ عظيمة الأهمية، وينبغي أن تركز جماعة كندا انتباههم على هذا الأمر.. لأن أنصار الله قد بلغوا مستوى من العمر تكون أيامهم الباقية عنده رحلة إلى الآخرة. الأطفال يتحوَّلون إلى الخدّام، والخدَّام إلى أنصار، والنصيرات يتحولنَّ إلى عضوات في اللجنة النسائيّة.. ولكن الأنصار لو عاشوا ألف سنة فهُم في طريق الآخرة. ويروا بأعينهم أنّ الرحلة تمضي لتتوقف عند محطة الآخرة. وهذه مسألةٌ تُثير الاهتمام بالنسبة لهم. إنّهم لو كانوا لم يفعلوا شيئا في المراحل السابقة فعلى الأقل يسعون للكسب بقدر ما يستطيعون في مرحلة الأنصار.. حتى يكون بوسعهم تقديم شيء بين يدي الله عند الوقوف أمامه.

يقول المسيح الموعود: أيها الرفاق النائمون، انهضوا واخدموا القرآن الكريم حتى يأتيكم النداء الأخير. وأنصار الله هم في مرحلة العمر التي يأتي بعدها النداء الأخير.. وهو نداءٌ لن يسمعه الآخرون. فإذا فعلوا الخير بما يُرضي الله، وبذلوا جهدًا طيبًا، وكسبوا شيئا في هذا المجال.. فإنّ نداء السماء يأتيهم قائلاً:

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً .

يا أيتُها النفسُ الراضيةُ بحبّي.. تعالي إليَّ وأنا راضٍ بمحبتك. عند الرحيل تُسمع دعوتان: إحداهما من الناس حولك، والأخرى تأتي من السماء؛ فلماذا لا تُعِدّ نفسك لدعوة السماء.. بحيث يذكرك دائما في دعواتهم من كنت لهم سبب القُرب من الله، ويتمنّون لو أنّك بقيت بينهم، لأنّ رحيلك يُحدِث فراغا كبيرا؟

فليتذكّر أنصار الله.. في أي سنٍّ يكونون، أنّهم جماعةٌ يموت منها الجسد.. ولكن ينبغي لهم إذا مات الجسد أن يظلّوا أحياء. الموت خسارة ولا شك، وليس بعده صفقةٌ للأمل.. فأتعشَّم من أنصار الله في كل العالم أن يُنصِتوا إلى قولي هذا بعناية ويتفكَّروا فيه، ويحاول الضعيف فيهم أن يُحييَ نفسه. إنّ المدعوَّ إلى الله ينال حياةً جديدة. والداعي إلى الله ينال أيضا حياةً جديدة. وقال لنا القرآن عن النبي : استجيبوا لهذا الداعي إلى الله إذا دعاكم لما يَهَبكم الحياة. إنّ الحياة الروحانيّة شيءٌ عظيم.. ينتفع منها المتلقّي والمعطي أيضا. إنّ الذي يستطيع إعطاء الحياة الروحانية لا بدَّ أن يكون حيًّا.. فالميت روحانيًّا لا يستطيع أن يهَبَ الحياة. الذي ليس لديه ثمار روحانية، ويبتهل إلى الله.. يخلق الله معلِّمًا في داخله.. وينفخ فيه روحًا جديدة. وأتوقع أن الجماعة كلها، وليس أنصار الله وحدهم، سوف تفي بمتطلّب هذا العصر، أنّهم سوف يحشدون كل قدراتهم في حقل التبليغ مصحوبةً بالدعاء.

وفيما يتعلّق بالنرويج.. فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية هناك -بفضل من الله تعالى- يتقدَّمون كل يوم بسرعةٍ كبيرة. بما يملأ القلب بهجةً حقا. إنّهم يُشاركون في الدعوة إلى الله.. وإن لم يكن بنفس مستوى تقدُّمهم في المجالات الأخرى، ولكن بحسب مقدرتهم. لقد سبقوا جماعاتٍ أخرى.. وتنصقل صفتهم هذه يومًا بعد يوم، ويزداد عدد الداعين إلى الله من بينهم. وأتعشَّمُ من جماعة النرويج أن ينظروا إلى من لا يشاركون في نشاط التبليغ من المرضى أو الضعفاء أو السيدات اللاتي لا يستطعنَ بسبب السنّ أو اللغة ويكلفونهم بالدعاء، فيكون لهم نصيبٌ من الخير. ويمكن أن يُسهموا في العمل التمهيدي اللازم للتبليغ. وهذا أيضا جهاد. وهذا المجال أساسي. وليعلم الذين لا يفهمون الجهاد أن بالجيش عددًا كبيرا من الضباط لا يقاتلون بأنفسهم، وإنّما يشتركون في الترتيبات والتجهيزات من أجل الجنود المقاتلة. هناك من يصنعون الذخيرة ومن يهتمون بالمعدات، ومن يعملون في النقل والتوزيع والصيانة، وهناك الإسعاف والإنقاذ والعلاج، وهناك التموين والمواصلات، وهناك الإنشاءات. وهؤلاء المعاونون أكثر عددا من القائمين بعملية القتال. من الغباء الظن بأن المقاتل هو الجندي الحقيقي وأنّ الآخرين ليسوا كذلك.. فالذين يعملون في الخدمات أيضا جنود. وفي الجماعة لا بد من إنتاج المنشورات والبرامج للفيديو وكثير من التجهيزات.. وقد بيَّنته لكم من قبل.

وفي النشاط الروحاني أيضا يحتاجون إلى من يجلسون خلف الصفوف ويعملون. مثلاً في قناتنا الفضائية هناك من العاملين من يخصِّصون قسطا طويلاً من يومهم، ويتعجب المرء.. أين يجدون الوقت لأعمالهم الأخرى؟ إذا زعم أحد أنّ هؤلاء لا يقومون بالتبليغ فقد قال سُخفًا.. لأنّ كل هؤلاء معاونين كبار. أقسام الجماعة الأخرى يقومون بالواجب التبليغي عن طريق أداء واجباتهم.

وفيما يتعلق بالتربية أيضا فإنّ خدمات التموين بالطعام للقوات المتحركة إدارةٌ عظيمة.. وقد اعتبر المسيح الموعود مهمة التموين هي الفرع الخامس في “فتح إسلام” أو نصر الإسلام.. وهو صفٌّ مساوٍ للصفوف الأخرى، وسمّاه “لَنْجَرْخانة” أي فرع التموين بالطعام. وأعرف أن الدعاة إلى الله الناجحين في دعوتهم.. لزوجاتهم دورٌ وفضلٌ في هذا النجاح، لأنّ الزوار يأتون على موعد وعلى غير موعد.. وإذا لم يجد الداعي إلى الله تعاونا من زوجته، فتشكو: لماذا تسبِّب لي هذا الانزعاج، وتجادل مع زوجها وتدع الأطفال يبكون.. فإنّ الزائر سوف يفرّ. ولكن هناك زوجات يعملنَ ليلاً ونهارًا في هذا السبيل، تعدُّ الطعام وتُحسن المعاملة فيكسبون قلوب الناس.

فالدعوة إلى الله لا تقتصر على تبليغ الكلمة.. ولكنها تتضمّن الوفاء بكل متطلبات المناسبة، وكل الخدمات التي تُساند الداعي إلى الله. وفي هذه يكون المشاركون جميعا دُعاة إلى الله. فإذا عملت جماعة النرويج على تنظيم هؤلاء الذين لا يتحدَّثون اللغة أو بهم ضعفٌ يحول بينهم وبين الخروج إلى معركة التبليغ.. فإنّهم سوف يسدُّون حاجاتٍ كثيرة.. ويكونون مثالاً يُحتذى به للجماعات الأخرى.

هناك أيضا مسألة الترجمة، وكانت تقوم بها سيدةٌ نرويجيّة ثم انسحبت، وعند هذه المرحلة الصعبة قلتُ لجماعة النرويج: هذا تحدٍّ لكم. إنَّ أولادكم بفضل الله متميزون في اللغة النرويجية وقد أدهشوا المعلمين المحليين وتقدَّموا على المواطنين، كما أنّ آباءهم علَّموهم الأردية. فالوسائل عندكم. جهّزوا منهم فريقا وإن كانوا صغار السنّ. والأمير هناك، جزاه الله خيرًا، يقوم فورًا بكل ما يكلَّف به، ودرجة طاعته أنّه لا يدع لحظة تمرُّ دون أن يقوم بعمله، فاتصل بهذه الفِرق وأسرَعوا بالترجمة حتى خشيتُ أن تكون على مستوىً غير جيد، ولكن تبيّن أنّها ترجمة جيدة، ليس فيها أيُّ ضعف. هكذا أعطاني الله سبحانه هذه الأجيال التي تعلّمت اللغات المحليّة والأُرديّة والإنجليزية أيضا، وأمكن الوفاء بهذه المتطلبات التي أهمَّتنا، وساعدنا الله على الوفاء بها.

وها هي الأجيال الصاعدة قد كرَّست جهودها وتتقدَّم دائما عند الحاجة إليها.. بما لم نرَ له مثيلاً في العالم من قبل. الأطفال هنا في أوروبا لا يحافظون على علاقاتهم حتى بآبائهم أو بيوتهم. ولكن أطفالنا بالتربية الدينية -التي يحسبها الناس فكرًا قديمًا- عندما يسمعون عن اجتماع يأتون أو يكتبون الرسائل ويُصرُّون على طلب الفرصة ليقدِّموا خدماتهم. وفي هذا الصدد لم يتأخر أحدٌ هناك عن القيام بهذه الخدمات. وهذا أيضا جانب من الربيع الذي ذكره المسيح الموعود وقال: أقبل الربيع، فاستيقظوا، وانسوا الخريف.

عندما يحلُّ الربيع فهناك مزيدٌ من الإزهار والإثمار. فعلى الجماعة الإسلامية الأحمدية بالنرويج أن تلتمس المغفرة من الله، وينتبهوا إلى أولئك -الذين من فرطِ اهتمامهم بالدعوة- ينسون الأساسيات، مثل أداء الصلوات في مواعيدها، وترجمة الأدعية لحفظها وفهمها، وقراءة القرآن، والأخلاقيات المبدئية. أحيانا تُنسى هذه الأمور.. وإن لم أرها بنفسي فيهم. ولكني عندما كنت في باكستان رئيسًا للمجلس كانت تصلني الشكاوى من أنّ المجالس العاملة (التنفيذية) تنعقد في مكتبها بينما صلاة الجماعة في المسجد. فغضبتُ منهم وقلت: لقد كان اختياركم لهذا الغرض. هذا هو الهدف الرئيسي لانتخابكم.. كي توطدوا إقامة الصلاة. إن المحافظة على صلاة الجماعة هو السِمة الدائمة والهدف الأسمى لخلقكم. إذا سمح الله بنوعٍ من الرخصة فلا بأس من الانتفاع بها.. كأن تكون هناك ضرورةٌ أو سفر أو مناسبات يُسمح بها بجمع الصلوات. فلا خطأ في ذلك.. ولكن لا يجوز أن يستمر اجتماع المجلس التنفيذي بينما صلاة الجماعة قائمة في المسجد. من اللازم عند نداء الصلاة أن يُلبّي الجميع النداء ويُصلُّوا معًا.. إلا إذا كان نظام الجماعة يُكلِّفهم بمسئوليةٍ معينة.. ففي هذه الحالة يُصلُّون جماعة في وقتٍ لاحقٍ ويرتِّبون النظام الذي يمكِّنهم من ذلك.

فنصيحتي للنرويج هي أن يُشرِكوا من لا يعملون الآن في العمل كما أوضحتُ لكم. كما يجب أن تهتموا بالصغار اهتماما خاصًا وتزوِّدوهم بالتربية الأساسية اللازمة، وتُراقبوا جدارة عملهم وأنّهم يعلمون ما يحتاجه إيمانهم. أذا كان الإيمان موجودًا ولكنّه غير مزوَّد بالأعمال.. فإنّ الإيمان يذوي مع الوقت. إنَّ الإيمان يحيا بالعبادة.

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ..

فالمؤمنون يُقيمون الصلاة، ويُنفقون في سبيل الله. وهذا المعنى البسيط للآية يحيط بكل مجالات الخدمة.

فأرجو أن الجماعة الأحمدية بالنرويج بصفةٍ خاصة تولي اهتمامًا خاصًّا بهذا. وإذا فعلت فإنّ الأعمال الصالحة سوف تنال الخلود.. لأنَّ هذه الصالحات تجد الحراسة والحماية من العبادة. ولقد ذكر القرآن هذه الخصائص، وبيَّن أنَّ أعظم تربيةٍ أن ينشأ الإنسان على إقامة الصلاة في جماعة.

ومن الضروري أن يفهم المصلي ما يقوله في صلاته، ويعرف معنى ما يتلوه. إنَّ في مواضيع الصلاة ذخيرةً عظيمةً للتربية تفيد الإنسان وتُسارع في رُقيِّه. إذا عرفتم معناها فهمتموها وتفكَّرتم فيها، وإذا تعوَّدتم تدبّرها انفتحت لكم طرقٌ جديدة وتنالون طعاما روحانيًّا لا ينفد. عسى الله تعالى أن يمنح الجماعة كلها في العالم أجمع المقدرة على النظر في كل هذه النقاط والعمل بمقتضى هذه النصيحة.. التي قدّمتها لجماعتي كندا والنرويج. وينبغي أن تلتفت الجماعة كلها إلى هذه الأمور.

يقول الله تعالى أن أولئك الناس الذين يرفعون العرش ومن حوله يسبِّحون بحمد ربهم.. أي يتغنّون بمحامده. والتسبيح يعني إعلان تنزيه الله من كل نقص أو ضعف، ويشهدون أنَّ ربّهم خالٍ من كل عيب. إنّهم يرون العالم بكيفيةٍ تجعلهم متأكدين أنّهم لا يرون في تجليات الله تعالى أي عيب. هذا مفهوم تسبيح الله.. وهذا موضوعٌ واسع. وإذا لم يكن هذا المعنى ملازمًا لفكر المسبِّح فإنَّ ترديد بعض الكلمات لا مغزى له. إذا قلتَ عن شخصٍ أنّه لا عيب فيه.. وأنت لا تعرفه ولا تعرف عاداته ولا محيطه.. فلن تقبل أية محكمةٍ في العالم شهادتك في حقّه. لا يناسب كرامة الله تعالى أن يُقدِّم الشهادة عنه أُناسٌ يجهلونه. ولذا فالشهادة هنا صادرةٌ من المؤمنين المخلصين في اعترافهم وإعلانهم عن الله.. الذين قَضَوا حياتهم يُلاحِظونَ تجلّيات الله بصفاته الحُسنى، وقد رَأوها دائما مُنزَّهةً عن أيّ نقصٍ أو خلل. هؤلاء هم المذكورون هنا في الآية.. فهم لا يرون الله تعالى مُنزَّهًا فقط من كل عيبٍ في تجلّياته.. ولكن يرونَ صفاته الإيجابيّة تتجلّى في هذا الصدد. إذا قيل عن شخصٍ أنّه لا ينظر إلى أحدٍ بشهوة فهذا إعلانٌ ينزِّهه من الضعف في مجالٍ واحد فقط؛ وإذا كان نظره لا يتجه إلى رؤية الأشياء الطيّبة الأخرى، ولا يرى جمالات الله كما تبدو في الكون، وكيف أبدى الله محاسنه.. فهذا ليس جدارةٌ في هذا الشخص. إذا كان المرءُ بريئا من نظرة الفِسق، وأيضا ترى عينه جمال الله.. فهذا يضيف مزيدا من المجد إلى المشاهِد التي يراها.

فالقوم الذين ورد ذكرهم هنا هم الذين يرون تجلّيات الجمال الإلهي، ويقدِّمون شهادتهم بأنّهم في كل مرة يرون تجلّيات الله تعالى لا يلحظون فيها عيبًا أو نقصًا. وفوق ذلك فإنّهم يرون الجوانب الإيجابيّة منها، ويرون جمالها وفضلها. يقول الله عن هؤلاء الشهود إنّهم يحملون العرش، ويؤمنون به.. أي فيهم إيمانٌ عميق به سبحانه. وهذا تعبيرٌ جميلٌ في الآية.. إذ قدَّمت شهادتهم أولاً، ثم ذكرت إيمانهم.

والسؤال الآن ما هو العرش؟ ومن هذا المنطلق.. أخبرنا عن معنى رفع العرش. ولسوف أُبيِّنُ ذلك إن شاء الله.. ولكن من اللازم أن ننظر في هذه الآية من مختلف زواياها.

فما هي النقاط التي ينبغي ملاحظتها هنا؟

أولا – أنَّ الإيمان لم يذكر سابقًا بل جاء ذِكره لاحقًا. وفي هذا حكمة.. لأنه إذا كان هناك إيمان أولاً فإنّ إيمان المرء بقائدٍ مقدَّس يجعله يؤمن بأنّه منزَّه عن النقص. وهذا هو شكل الإيمان عند معظم الناس. فالذين يؤمنون بالله، بل وبالأنبياء أيضاً.. يؤمنون بهم فينظرون إليهم نظرةً سامية، ويتحدثون عن عظمتهم بسبب إيمانهم، وليس نتيجةً لملاحظة صفاتهم. إنّهم ينزِّهونهم عن النقص لأنّهم يؤمنون بهم، وإذا مسَّ أحدٌ نزاهتهم هذه ثاروا عليه فورًا وربما قتلوه. إنّهم لا يعرفون معنى النزاهة والبراءة؛ ولذلك فإنّ المؤمنين الذين يشهدون ببراءة من يؤمنون بهم بدافعٍ من هذا الإيمان يختلفون. ولكن الله يذكر هنا أولئك العظام، ذوي النظر العميق، الذين يشهدون شهادةً مؤكَّدة قائمة على كل متطلَّبات إثبات الشهادة. أنَّهم في مراقبتهم لتجليّات الله تعالى لم يجدوا شيئا معيبًا، ولم يلحظوا نقصًا، وفضلاً عن ذلك رأوا محاسن الله من كل نواحيها الإيجابيّة. يتحدَّث الله عن هؤلاء ويقول إنَّ إيمانهم عميق.. وهذا هو ما يسمَّى «حقَّ اليقين». الشهادة بِناءً على الممارسة. إنَّ حال من يشرب شرابا باردًا زُلالاً يختلف عن حال من يرى غيره يشرب ويرتوي. هؤلاء الناس الذين يتكلَّم القرآن عنهم هنا.. لهم الحقّ في أن يستغفروا. لم يقل الله هنا أنّهم يستغفرون لأنفسهم، وهم بالطبع يستغفرون لأنفسهم، ولكن القرآن يذكر مقامهم الأعلى فيقول:

وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا .

يسألون المغفرة لمن لاذوا بالإيمان.. ومن بين هؤلاء مَنْ هو نسبيًّا ضعيف أو قوي ومن كل صنف، ولذلك يهتمون بهم ويلتمسون المغفرة من الله لهم، فربما يؤذي الضعفاء أنفسهم بسبب جهلهم، ويحرمون أنفسهم من مغفرته. إنّهم يحمِّلون هموم الآخرين. وهذا يبيّن أنّ النبي عندما كان يلتمس الغفران من الله، ويداوم على الاستغفار.. كان ذلك في الواقع من أجل أولئك الناس الذين أحسَّ بمسئوليةٍ عنهم، وأُلقيت عليه مسئوليتهم.

والآن أتحدَّث عن معنى يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ . لقد كتب سيدنا المهدي في هذا الموضوع، وأكَّد أنّ الله تعالى لا يعتمد على أحد ليحمل عرشَهُ. إذا كان الله مستقرًا على العرش فربما ظنَّ أحدٌ أنّه يعتمد على من يحملونه.. مع أنّه ذكَر في القرآن مرارًا أن الله تعالى يحفظ كلَّ شيء. ما من شيء يستطيع أن يثبُتَ وحده ويستقرَّ بدون عونٍ من الله.. فمن هذا الذي يحمل عرش الله؟

لقد وضَّح سيدنا المهدي بجلاء أنّ العرش ليس مخلوقًا.. لأنّ الله تعالى عندما يتحدَّث عن الخلق لا يتحدَّث عن العرش، بل يذكره بعد ذِكرِ الخليقة. فهل خلق الله كرسيَّه؟ وإذا لم يخلقه وكان أزليًّا لكان شريكًا له في الأزليّة. ولذلك اتفق العلماء على أنَّ العرش ليس مخلوقًا. إنّه ليس مخلوق لأنّه صِفة.. والصفات لا تكون مخلوقات. لقد فصَّل سيدنا المهدي هذا الموضوع بما يساعدنا على فهم معنى يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ . قال إنَّهم عباد الله المؤمنون.. الذين يُقدِّمون كل ما لديهم من قوة تمجيدًا وتعظيمًا لله تعالى، والمستعدّون لحمل هذا العبء من أجل توطيد عبادة الله على الأرض.

فإذا فهمتم معنى دعائكم

رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ

فهمتم معنى “حمل العرش”. معنى الدعاء: يا ربّنا نحن حملةُ عرشِك.. فامنحنا القدرة على توصيل فهم صفاتك للناس حتى تسري فيهم سريانَ الدم في العروق. اقبلنا لهذه المهمّة، ووظِّفنا فيها، وكلِّفنا من أعبائِها بقدر طاقتنا وليس أكثر. والذي تحمَّل هذا العبء بالقدر الأعظم من أيّ إنسانٍ آخر هو سيدنا المصطفى . ولذلك يفسِّر بعض المفسِّرين كلمة “عرش” بأنهم ملائكة.. لأنّ هذه الكلمة مذكورة هنا.. ولكنها لم تُذكر هكذا. فالحمَلةُ الحقيقيّون للعرش هُم محمد المصطفى والذين اتَّبعوه.. لأنّ الله تعالى تجلَّى على قلب المصطفى . لا يمكن لعاقل أن يُنكر ذلك. إنّه موضوعٌ لا خِلاف عليه بين المذاهب والفِرق.. لأنّه بوسع كل إنسان ملاحظة أنّ الكيفيّة التي ذُكرت بها صفات الله في القرآن لم تَرِدَ في أيِّ كتابٍ ديني آخر أثارةٌ منها، ولقد ذكرها سيدنا المصطفى ثم أظهرها في صفاته البشريّة.. بشكلٍ لا نظيرَ له في أيِّ إنسانٍ آخر. فالحمدُ الحقيقي لصفات الله هو فَهمُ هذه الصفات المحمّديّة وإظهاراها في نفس الإنسان.

وردَ في أول هذه السورة (سورة المؤمن) أوّلاً ذِكرُ أولئك الذين رفضوا رسالة الأنبياء، ثم بعده جاء ذكر الذين قبِلوا هذه الرسالة، وأصبحوا ممثلين لصفات الله تعالى. فذكر العرش يُشير إلى صفات الله تعالى. تقول السورة من بدايتها:

حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير .

هذه الآيات في كتاب الله المتَّصف في كتاب الله بالعزّة والعلم. الذي يغفر الذنوب ويقبل التوبة.. ولكنه ذو قبضةٍ شديدة تصل إلى كل مدى. وقد ذكرت الآية عِظمَ مغفرته حتى فسَّرها سيدنا المصلح الموعود بقول: إنّه تعالى “عظيم المغفرة” ولكن لا تتجاسروا عليه بسبب ذلك ولا تنحرفون عن سبيله.. فهو شديد الحزم ولا يفرُّ أحدٌ من قبضته. مع أنّ القبض على الناس ليس صفتَهُ الغالبة، إنّ صفته الغالبة هي الفضل والإحسان والمغفرة. ففي صفة “ذي الطَول” تكمن كل معاني العظَمَة. وإليه المصير.. ستعودون إليه فلا تنسوا ذلك.

  مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ..

فالذين لهم عقل وفهم وحكمة لا يتجاسرون على رفضه وصفاته، ولا يفعل ذلك إلا الكافر الذي يجادل في وجود الله تعالى، ويتلفّظ بأقوالٍ سخيفة، ويحاول الاحتجاج ضده. في هذه الدنيا.. يتحرَّك هؤلاء بحُريّة. إنَّ لهم القوّة، وعندهم الحريّة في التصرُّف هنا وهناك، ولكن لا تُسيئوا فَهْمَ ذلك.. لأنّكم ترونَ مصير الذين كانوا من قبلهم، وماذا جرى لهم عندما كفروا بآيات الله.

  كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ..

قبلهم  كان قوم نوح وأقوام أخرى من بعدهم.. كذّبوا بآيات الله. الأمم الذين جاءتهم الأنبياء حاولوا وفعلوا كل ما في وسعهم وبكل قوّتهم واستقرَّ عزمهم على القضاء على أنبيائهم ومحاربتهم بالباطل.. لأنّ كل حُججهم قائمة على الباطل. وتستطيعون معاينة ذلك بالاطِّلاع على صُحف باكستان.. فهي في حربها ضدَّ رجال الله تسوِّد صفحاتها بالباطل، وحتى هنا في بريطانيا.. جريدة “جانغ” وغيرها.. تفيضُ بالأكاذيب من كل نوع؛ ولو قالوا شيئا من الحق لخلطوه بكثير من الباطل. لم أُصادف أحدًا من خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية متصفًا بالأمانة التامة. إنّهم عندما يذكرون الجماعة يلجأون إلى الكذب كما يلجأ الطفل إلى لبن أُمِّه. يصفهم القرآن بأنّهم

جَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ .

لو نظر إلى الموقف من يعقل أو له نصيبٌ من الحكمة.. سواءً كان من باكستان أو من أي مكانٍ آخر.. ورأى كيف يلجأ أعداء الجماعة إلى الباطل.. لكان في ذلك وحده الكفاية ليعرف اننا على الحق. وهنا يُبيّن الله تعالى القانون الأزلي: إنَّ محاولة القضاء على الحق تعني بالضرورة اللجوء إلى الباطل. ولكن هل من الممكن أن يتغلَّب الباطل على الحق؟

يقول الله تعالى إنّهم همُّوا بالقضاء على رسلهم.. ولكني أخذتهم قبل ذلك. كانَّ شخصا يجري وراء أحدٍ ليمسك به.. ثم امتدت يدٌ من السماء والتقطته، ورمت به في حفرة الدمار. هذه هي الصورة التي يُقدِّمها لنا القرآن الكريم حيث يقول:

فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ

أرأيتم، مهما كانت محاولاتهم.. فقد أمسكتهم ونزل بهم عقابي.

هذا هو الموضوع الذي لو فكَّروا فيه.. فلا بدَّ أن يصل الكفار إلى أنَّ مصيرهم النار.. لأنّ هذه هي العادة والأعمال المؤديّة إلى النار. إنّهم يتخذون من الأكاذيب والأباطيل سلاحًا يعتمدون عليه في مواجهة الحق. فإذا فكَّروا ولو قليلاً لقالوا في أنفسهم: كيف نحارب الحقَّ بالباطل؟ ويقول الله: إنَّ هذا التفكير سوف يُبيّن أنّ مصيرهم إلى النار. إنَّ رجال الله يأمرون بالحق ويفعلون ذلك بالحق. يقول الله

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

أي يوصون الناس بالصدق والأمانة.. وهم يفعلون ذلك متصفين بالصدق والأمانة، وملتزمين في ذلك الصدق والأمانة. وهكذا جمعت آيةٌ واحدة بين الزاويتين: يقولون الحق لحثُّوا الناس على قول الحق. ويتعاملون بالأمانة ليوصوا الناس بالأمانة. وبهذا وضح تماما أنّه كان على هؤلاء الناس أن يتفكَّروا ويعرفوا أنّ الحقّ لا يحتاج إلى باطلٍ يسانده ويؤيّده، وإنّ ما يظنونه باطلاً فهو يحتاج إلى الحق ليصحِّحه. فإذا فكَّروا في موقفهم واستخدامهم الباطل لعرفوا أنّه طريقٌ يقودهم إلى النار.

ثم يقول الله.. وعلى عكس هؤلاء.. هناك المؤمنون، وعلى رأسهم سيدنا محمد المصطفى .. الذين أخذوا على عاتقهم تلك المسئوليات اللازمة لتوطيد صفات الله تعالى في الدنيا. إنّ صفات الله هي الموجودة في قلوب هؤلاء المؤمنين. وعلى قلوب المؤمنين يتجلّى الله تعالى بصفاته. إنّهم حملةُ عرشه.

Share via
تابعونا على الفايس بوك