یا مَن أحاط الخَلقَ بالآلاءِ                             

یا مَن أحاط الخَلقَ بالآلاءِ

نُثنِي عليك وليس حولُ ثناءِ

.

انظر إليَّ برحمةٍ وعطوفةٍ

یا مَلجئي، يا كاشفَ الغُمّاءِ

.

أنت الملاذُ وأنت كهفُ نفوسنا

في هذه الدنيا وبعدَ فَناءِ

.

إني أموتُ ولا يموت محبَّتي

يُدْرَی.. بذكْرِك.. في الترابِ

.

مِتْنا بموتٍ لا يراه عدوُّنا

بَعُدَتْ جنازتُنا من الأحياءِ

.

وقد اقْتَضَتْ زَفَراتُ مَرْضَى مَقْدَمي

فحَضَرْتُ حَمَّالاً كُئوسَ شِفاءِ

.

يُؤذونني قومٌ أضاعوا دينَهمْ

نَجِسُ المقاصِدِ مظْلِمُ الآراءِ

.

حَسَدُوا فسبُّوا حاسدين ولم يَزَلْ

ذُوالفضل يَحْسُدُه ذَوُو الأهواءِ

.

إن اللئامَ يُكفّرون وذَمُّهمْ

ما زادَنى إلا مقامَ سَناءِ

.

مَن مُخبرٍ عن ذِلَّتي ومصيبتي

مَولايَ خَتْمَ الرُّسل أهلَ رباءِ

.

يا طيبَ الأخلاقِ والأسماءِ

جئناك مظلومين من جُهلاءِ

.

یا بدرَ نورِ اللهِ والعرفانِ

تَهْوي إليك قلوبُ أهلِ صَفاءِ

.

إني أرى في وجهك المـُتَهَلّلِ

شأنًا يفوقُ شُيُونَ وَجْه ذَكاءِ

.

إني رأيتُ الوجَه وجهَ محمدٍ

وجهٌ كبدرِ الليلةِ البَلْمَاءِ

.

شمس الهُدی طلعتْ لنا من مكةٍ

عيْنُ النَّدا نَبَعتْ لنا بِحرَاءِ

.

ضاهتْ أياةُ الشمس بعضَ ضيائهِ

فإذا رأيتُ فهَاجَ منه بكائي

.

واهًا لأصحاب النبي وجُندِهِ

حَفَدوا إليه بشدةٍ ورَخاءِ

.

بلَغَ القلوبُ إلى الحناجر كُرْبةً

فتخيَّروا للهِ كلَّ عناءِ

.

قد آثروا وجهَ النبي ونورَهُ

وتَباعَدوا مِن صُحبةِ الرُّفقاءِ

.

هذا رسولٌ قد أتَينا بابَهُ

بمحبةٍ وإطاعةٍ ورضاءِ

.

يا ليتَ شُقَّ جَنانِيَ المتموّجُ

لأُري الخلائقَ بحرَها كالماءِ

.

يا مَن يُكذّبُ دينَنا ونبيَّنا

وتَسبُّ وَجْهَ المصطفى بجَفاءِ

.

إنا نُشاهدُ حسنَه وجَمالَهُ

وملاحةً في مُقْلَةٍ كَحْلاءِ

.

لا يُبصرُ الكفارُ نورَ جَمالهُ

والموتُ خيرٌ مِن حياةِ غشاءِ

.

تُبْ أيَّها الغالي، وتأتيَ ساعةٌ

تُمْسِي تَعُضُّ يمينَك الشَّلَّاءِ

.

جازوت بالتكفير عَرَصاتِ التُّقى

أشقَقْتَ قلبي، أو رأيتَ خفائي؟

.

تأتيك آیاتی فتعرفُ وجهَها

فَاصبِرْ ولا تترُكْ طريقَ حياءِ

.

إن المقَّربَ لا يُضاعُ بفتنةٍ

والأجرُ يُكْتَبُ عند كل بلاءِ

,

یا ربَّنا افْتَحْ بينَنا بكرامةٍ

يا مَن يَرَى قلبی ولُبَّ لِحائي

.

يا مَن أری أبوابَه مفتوحةً

للسائلين فلا تَرُدَّ دُعائي

(الخزائن الروحانية، ج9 “مِنَنُ الرحمن” ص 169 إلى 173)

Share via
تابعونا على الفايس بوك