غيرة الله لأحبائه
  • ما السنة التي تجري عليها الغيرة الإلهية لأجل المؤمنين؟

_______

وقد جرت عادة الله في أوليائه، ونُخبِ أصفيائه، أنهم يؤذَون في مبدء الأمر، ويُسلَّط عليهم أوباشٌ من الزُمر، فيسبّونهم ويشتِمونهم ويكفّرونهم مستهزئين. ولا يُبالون الافتراء، ويقولون فيهم أشياء، ويُغري بعضهم بعضا بأنواع المكر والتدابير، ولا يغادرون شيئا من المكائد والدقارير، ويفترون مجترئين. ويريدون أن يُطفئوا أنوارهم، ويخرّبوا دارهم، ويحرقوا أشجارهم، ويُضيّعوا ثمارهم، وكذلك يفعلون متظاهرين. ويزمعون أن يدوسوهم تحت أقدامهم، ويُمزّقوهم بحسامهم، ويجعلوهم أحقر المحقّرين. فإذا تم أمر التوهين والتحقير والإيذاء، وظهر ما أراد الله من الابتلاء، فيتموّج حينئذ غيرةُ الله لأحبّائه من السماء، ويطّلع الله عليهم ويجدهم من المظلومين، ويرى أنهم ظُلموا وسُبّوا وشُتموا وكُفّروا من غير حق وأُوذوا من أيدي الظالمين. فيقوم ليُتِمَّ لهم سُنّته، ويُريهم رحمته، ويؤيّد عباده الصالحين. فيُلقي في قلوبهم ليُقبِلوا على الله كل الإقبال، ويتضرّعوا في حضرته في الغدوّ والآصال، وكذلك جرت سُنّته في المقرّبين المظلومين. فتكون لهم الدولة والنصرة في آخر الأمر، ويجعل الله أعداءهم طُعْمةَ الأسد والنمر، وكذلك جرت سُنّته للمخلصين. إنهم لا يُضاعون ويُبارَكون، ولا يُحقَّرون ويُكرَمون، ويُحمَدون ولا يُسَبُّون، ويسعى الرجال إليهم ولا يُترَكون. يُدخَلون في النار، ولكن لا للتبار، ويُولَجون في اللُجّة، ولكن لا للضيعة، بل الله يُظهِر أنوارهم عند الابتلاء، ثم يُهلِك أعداءهم بأنواع الإخزاء، فيُتبِّر في ساعة ما عَلَّوا في مدّة، ويبرّئهم مما قالوا، وينـزّههم عما افتعلوا، ويفعل لهم أفعالاً يتحيّر الخَلق برؤيتها، ويُنـزل أمورًا يتزعزع القلوب بهيبتها، ويُرِي كل أمر كالصول المهيب، ويُقلّب أمر العدا كل التقليب، ويُري الظالمين أنهم كانوا كاذبين؛ ويؤيدهم بتأييدات متواترة، وإمدادات متوالية متكاثرة، ويجرّد سيفَه على المجترئين.  (حجة الله ص 27 و 28)

Share via
تابعونا على الفايس بوك