"الميزوفونيا"

“الميزوفونيا”

أحمد وائل

كاتب
  • ما هي الميزوفونيا؟
  • ما أسبابها؟
  • يف تُفسد الميزوفونيا علاقاتنا الاجتماعية؟!
  • يف يمكن علاجها؟
  • هل بالإمكان التكيف معها؟

___

متلازمة حساسية الأصوات الانتقائية

مَن منا لا يضايقه صوت ما؟! مثل صوت مضغ الطعام، أو صوت احتكاك الأسطح، أو اصطكاك الأسنان وما شابه ذلك.

ووفق الدراسات النفسية، ثمة حالة تم تشخيصها باسم «الميزوفونيا»، وتوصف بأنها حالة من الضيق الشديد الذي قد يصل إلى حد الغضب بسبب أشياء عادية جدا. والتوصيف الطبي النفسي الدقيق لها هو متلازمة حساسية الأصوات الانتقائية. فهي اضطراب عصبي يتميز بردة فعل انفعالية سلبية جدا تجاه سماع بعض الأصوات الاحتكاكية والمهموسة وتظهر على المريض أعراض سلوكية يبدو منها أنه غير قادر على تحمل أصوات معينة كأصوات المضغ، وصرير القلم على الورقة، وصرير الباب، وأصوات النقر على لوحة المفاتيح أثناء الكتابة على الحاسوب، أو صوت احتكاك الأظافر بشيء صلب كالحائط!

وفي دراسة حديثة نشرت على موقع:

TheHearing Journal

بعنوان «ميزوفونيا: مجمع عصبي ونفسي وسمعي» توصل الباحثون إلى وصف دقيق وشرح الحالة بقولهم: مرض الميزوفونيا أو مرض الحساسية الشديدة تجاه الأصوات، هو مرض ناتج عن اضطرابات عصبية في الدماغ، تظهر أعراضه مع الشخص منذ طفولته حين يتراوح عمره بين التاسعة والثالثة عشر، وأحيانا بعد البلوغ ثم يستمر المرض مدى العمر في معظم الحالات مع الأسف، ومع ازدياد فرص التعرض للأصوات غير المرغوبة، قد تزيد فرصة وقوع المصاب عرضة للإجهاد والتعب والقلق والتوتر، مما يؤثر بالسلب على إنتاجيته وإنجازه العلمي أو العملي وكذلك علاقاته الاجتماعية.

السؤال المثار عند الحديث عن أي اضطراب صحي جسدي أو نفسي هو كيف يمكننا علاج هذا الاضطراب والشفاء من المرض؟ ولكن في حال الحديث عن الميزوفونيا، والتي لا نكاد نعلم لها سببا واضحا، فإننا بطبيعة الحال يتعذر علينا علاج ما نجهل سببه، ولكن هناك بعض الآراء التي تتصاعد من هنا وهناك وتزعم إمكانية علاج هذه المتلازمة علاجا نفسيا أو سلوكيا من خلال التعايش معها ومع أعراضها

كيف تُفسد المتلازمة علاقاتنا الاجتماعية؟!

وتجعل هذه الأصوات المريض شديد التوتر وسريع الانفعال والغضب مما يجعله يغادر المكان الذي تتواجد فيه هذه الأصوات مما يؤدي إلى تخريب علاقاته الاجتماعية وابتعاده عن الأصدقاء والأهل.

أسباب هذه المتلازمة

كشأن العديد من الأمراض النفسية، لم يتمكن المختصون في مجال الطب النفسي إلى الآن من التوصل إلى السبب الحقيقي للإصابة بمتلازمة حساسية الأصوات الانتقائية، فالسبب الحقيقي الواضح إلى الآن غير معروف، ولكن ثمة تكهنات طبية ونفسية عديدة تُرجع أسباب هذه المتلازمة إلى خلل في النظام السمعي بالدماغ، ومنها ما يرجعها إلى اضطراب وراثي، حيث إن أغلب الإصابات والأمراض تكون وراثية، وهناك ما يُرجع المتلازمة إلى أسباب عضوية كالإصابة بمرض طنين الأذن الذي يزيد من احتمال الإصابة بالميزوفونيا.

ولكن السبب الأبرز الذي يكاد يتفق عليه الجميع هو أن الدماغ قد يربط ذكرى سيئة للشخص مع هذا الصوت الذي يسبب له الاضطراب فيؤدي ذلك إلى شعور عدم الراحة أو الغضب عند سماع الصوت.

وكل تلك الأسباب غير مؤكدة حتى الآن فهي مجرد احتمالات طبية تحاول تفسير الإصابة بهذا المرض.

علاج اضطراب الميزوفونيا

السؤال المثار عند الحديث عن أي اضطراب صحي جسدي أو نفسي هو كيف يمكننا علاج هذا الاضطراب والشفاء من المرض؟

ولكن في حال الحديث عن الميزوفونيا، والتي لا نكاد نعلم لها سببا واضحا، فإننا بطبيعة الحال يتعذر علينا علاج ما نجهل سببه، ولكن هناك بعض الآراء التي تتصاعد من هنا وهناك وتزعم إمكانية علاج هذه المتلازمة علاجا نفسيا أو سلوكيا من خلال التعايش معها ومع أعراضها، فيوصي أصحاب هذا الرأي بأن على المريض التعايش مع هذه المتلازمة ومحاولته القيام بنشاطات مختلفة تلهي الأذن والدماغ عن سماع مثل هذه الأصوات كما ينصح الأطباء المريض بالتخفيف من الأعراض بما يلي:

 

التكيف مع الميزوفونيا

هناك بعض الطرق المفيدة والفعالة، لا نقول من أجل علاج الميزوفونيا، ولكن من أجل التعامل والتعايش معها، مثل:

* ارتداء السماعات أو سدادات الأذن في الأماكن التي تكون مصدرا لأصوات مزعجة وتحفز على الاضطراب.

* استخدام أجهزة تصدر أصوات من شأنها التغطية على الأصوات غير المرغوبة كأن نستمع لصوت الراديو أو التلفاز أو إلى تسجيل صوتي للقرآن من أجل تقليل حدّة الأصوات المزعجة.

* تغيير المكان الذي يتواجد به الصوت من أجل تقليل حدّة الأصوات المحيطة..

* الصلاة وممارسة التأمل والاسترخاء، إضافة إلى استنشاق نفس عميق بين الفينة والفينة.

* ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 40 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيا سواء داخل المنزل أو في صالات التمارين الرياضية أو في الهواء الطلق، والثالثة أفضل الخيارات.

وينصح بمتابعة خطة علاجية سلوكية معرفية ومتابعة الحالة مع طبيب نفسي باستمرار

Share via
تابعونا على الفايس بوك