المترجم ليس بالخائن ... وليس بالأمين .. بل منزلة بين المنزلتين!

المترجم ليس بالخائن … وليس بالأمين .. بل منزلة بين المنزلتين!

عبد الشافي صديق

يقيني أن أكثر المترجمين أمانة لا يبرأ من درن الاتهام، شأنه في ذلك شأن المنّجمين في التنزيل الكريم. كذبوا وإن صدقوا. إذ أن الترجمة كانت، ولا تزال، ضربًا من التنجيم.

المترجم في تصوري معتزلي رغم أنفه، ذلك لأن ارتكابه للفعل ينزله منزلة مرتكب الكبيرة.. البعض كَفّره، والبعض أبقاه مؤمنًا مع المعصية، وبصرف النظر عما إذا كان فعله صدقًا أم كذبًا، عفوًا أم عمدًا.

وأمام محنة الفعل في الكفر والإيمان (والخيانة والائتمان) سعت المعتزلة إلى عقلنة المسألة، فقالت: إن مرتكب الكبيرة ليس بالكافر الجاحد ولا بالمؤمن الممتن، بل هو مؤمن فاسق.. والفسق منزلة بين المنزلتين.

وكذا حال صاحبنا المترجم «المسحوب من لسانه»، والذي لا بد وأن يكون سابحًا ما بين شاطئين. طالما ركب محيط اللغة، ذلك المحيط الزاخر المهول. وقد تتقلص البحار، إلا بحار اللغات التي تتناسل وتتكاثر، ويزدن ولا ينقصن، ويلدن في كل يوم جدید.

ولعل ما يريح الخاطر، وييسر مشاق الولوج في محاولتنا الدفاعية هذه عن المترجم، هو ما أعلنه حسن عبد الوارث بقوله : «ولعل نصيب المترجم من المعاناة والوقت والجهد والقلق لا يقل البتة عن نصيب مبدع النص نفسه منها».. وبهذا يكون حسن قد صب على (آخيل) الماء المقدس (1). فذلك بلا شك قول عادل ولكن .. ولكن أي كعب في (آخيلنا) عرضة للسهام، فیرمی بالخيانة، وكل مترجم لا يمضي الا على كعب أخيلي کثيف.

ولعل هذا هو الذي يتيح لنا التفتيش عن مكامن النفاذ بسهام الخيانة إلى أمانة المترجم التعس.

دهاليز فقه اللغة

وأولى هذه المنافذ يأتي من دهاليز فقه اللغة ومدى تفقه المترجم بها، أي مشروط على المترجم الإحاطة بفقه اللغتين (المترجم منها والمترجم إليها).

والمترجم قبل أن يلج لجة الترجمة يشترط عليه الإحاطة بمايلي:

  1. نمو وتطور دلالة الالفاظ
  2. اختلاف دلالة اللفظ الواحد من بيئة لغوية إلى أخرى.
  3. تغير المدلول بتغير الزمان والمكان.
  4. مزالق «المشترك اللفظی».
  5. المدلول في اللهجات المحلية واللغات الدارجة.
  6. «تابو» اللغة.
  7. الصنو والرديف في الأمثال الشعبية.

 أولا : نمو وتطور دلالة الالفاظ

ما نعنيه بنمو وتطور اللغة ودلالات ألفاظها هو أمر معروف للجميع .. کون اللغة كائنًا حيًا ينمو ويصارع للتأقلم، بعضها يفلت من براثن الزمان القديم ، فيغير جلده وأطرافه ويبقى.. وبعضها يفشل فشلاً ديناصوريًا، فيفنى وينقرض.. وبعضها يتحجر ويصبح شاهدًا صوانيًا في متاحف اللغة وتاريخها.

ولعلي لا أجافي الواقع للدلالة على ما قلت، اذا ما سقت الفرضية الآتية:

لو أننا أتينا بامرئ القيس أو قس بن ساعدة أو النابغة الذبياني أو المتنبي، ورددنا أمامهم بعربية فصحی مایلی: لقد ركبنا تاکسیًا من جريدة (الثورة) إلى المستوصف، فلم نجد الدكتور، فتوجهنا إلى المستشفى، وعدنا من بعد بالباص إلى الشاليهات، ثم ذهبنا الى السينما بدراجات نارية.

يقينًا أن أيًّا منهم لن يفهم من کلامنا شيئًا، ولتعجمت أمامه كل مفرداتنا تلك.. ولاعتبروا كلامنا ضربًا من الهذيان، أو نحن أقوام من الرومان.

لقد لعب الزمان دوره في توسيع الشق بين مفردات اللغة الواحدة بفصاحتها حتى تبدت وكأنها لغة جديدة.. ومن هنا – تأتي (الوقعة) والواقعة، إذ أن عددًا من الذين يترجمون عنا أو لنا يعالجون النص بأدواتهم، إما البالية وإما الحديثة، فإن هم عالجوا بالبالي حديثًا كان ذلك إفراطًا في القصور والعجز.. وإن هم عالجوا بالحديث باليًا كان ذلك تفريطًا في الاجتهاد والعافية .. وفي كلتا الحالتين إتاحة لمزيد من سهام (التخوين).

ولا شك في أن بعضًا من ذلك يتأتی من جراء الفارق الكبير بين لغة المدرسة من جهة ولغة البيت والمجتمع من جهة أخرى. فنحن ندرس اللغة كلاسيكيًا، ونتسایر دارجيًا، بل ونبدع دارجيًا.. ولذا عندما يترجم الغير للغير دون الإلمام بفصيحهم ودارجهم فإنهم يقعون في محظورات بعضهم البعض.

ثانيًا: اختلاف دلالة اللفظ الواحد من بيئة لغوية إلى أخری

تولد وتترعرع المفردات في تربة اجتماعية بعينها، تحمل خواصها وتتخلق ببيئتها وتتوطن (وصحيح أن بعضها يكتسب جنسية البيئة وبعضها يحتفظ بجنسيته أجنبيًا. ولكنه فعال في التعامل والتواصل اليومي).

وإزاء هذا التباين والتشابك في بيئة المجتمع الواحد، ناهيك عن المجتمعات المختلفة، الأمر الذي يمعن في تعقيد مهمة المترجم لتعذر إمكانية الإحاطة الشاملة. ولكي يكون حديثنا مفهومًا لنأخذ على ذلك مثالاً من المجتمع اليمني.

وها نحن إزاء معالجة كلمة انجليزية مثل : National وهی كلمة يعطيها اليمنيون ثلاث دلالات مختلفة ، فهي تعني عندهم: أهلي .. وطني .. وقومي.

فيقولون : البنك الأهلي National Bank ويقولون: الفريق الوطني National Team، أو المسرح الوطنی National Theatre كما يقولون الجبهة القومية National Front.. وهذا هو سبب سقوط المترجم في المحظور. فأي مترجم من غير أهل اليمن سيترجم جملة National Front منطقيا بالجبهة الوطنية، وذلك سيعني منطقيًا أيضًا أنه يتكلم عن شيء متعارف عليه في اليمن، مما يورده موارد التزييف .. أتراه في هذه الحالة محقًا أم مذنبًا.. وما حيلته اذا كانت جملة National Front تعني في اليمن «الجبهة القومية»، بينما تعني في السودان مثلاً «الجبهة الوطنية». وقِس على ذلك باقي الأمثلة والشواهد.

ثالثًا: تغير المدلول بتغير الزمان والمكان

يفوت على المترجمين أن المعنى أو الدلالة قد تتغير بتغير الزمان فيترجم معنی زمان سابق بمعنی زمان لاحق أو العكس، مما يخل بالدلالة والمعنى. ومثال ذلك كانت العرب قديمًا اذا قالت «بيتكم نظيف» عد ذلك ذمًا ودلالة على البخل.. ولكن ذات الجملة اذا قيلت في زماننا الراهن، غدت مدحًا ودلالة على العصرية والتحضر. ولذا فإن عدم إلمامية المترجم، وهو إلمام فوق العادة، من المداخل التي تأتيه باللوم.

ومثل ما يفعل الزمان يفعل المكان، فكثير من الكلمات والعبارات يتغير مدلولها بتغير مكان استخدامها. فمثلا كلمة (كريمة) في اليمن تعني (أخت) بينما في مصر تعني (ابنة).. وكذا (عم) و (عمة) تعني في اليمن ضمن ما تعني (النسيب) أو (النسيبة).

والمترجم المسكين، وهو إزاء النص الذي أمامه، من أين له أن يدري أن لفظة (يبلش) في الشام تعني (يبدأ)، بينما في مصر والسودان تعني (ينهي)! .. ومن أين له أن يدري أن تعبيرًا مثل (صاحب الدكان عزّل) تعني في العراق (أن الدكان مغلق).. بينما تعني في مصر أن صاحب الدكان قد (ارتحل) إلى مكان آخر.

ومن أين للمترجم المسكين أن يلم بأن لفظة (يتدهور) في ليبيا يعني يتمشى او يتفسح؟.. وأن كلمة (شَكْلَةَ) والتي تعني في السودان (مضرابة) ..إنما تعني في اليمن شيئًا آخر (غير الضرب)!!

عمومًا، شئنا أم أبينا، فإن المترجم معني بإدراك ذلك كله، وهو إزاء النص، وإلا حاقت به اللعنة!

رابعًا: «المشترك اللفظي» وتغير دلالاته

ما يعرفه اللغويون بالمشترك اللفظي يلعب دورًا هامًا في وقوع المترجم في الخطأ، إذ أن ظروف وقوع «المشترك اللفظي» في كل لغة تختلف عوامل وقوعه وتعدده من لغة إلى أخرى.

والعامل الأساسي في تغيير المعنى هو الاستعمال المجازي، فالأصل مثلاً أن نقول : رأس الإنسان، والمجاز أن نقول رأس الجبل أو رأس العمود.. ونجيز أكثر فنقول: رأس المسألة أو رأس الحكمة.. وذلك أمر انسحب على العاقل والجماد، وانتقل من الملموس إلى المعنوي.

فالناس في لغة تخاطبهم يلجأون إلى مجازات تخضع لمفاهيم بيئتهم، والتي قد لا تعني ذات المعنى في بيئة أخرى.

ومثال على ذلك، تعبیر (رأس الشهر) عند العراقيين لا يرادف ذات المعني عند المصريين والذي هو أول الشهر. وإيراد الترجمة بالمعنى الذي في ذهن المترجم هنا أو هناك قد لا يعني حقيقة الدلالة.

فالشاهد أنه كما تتطور أصوات الكلمات وتتغير، فإن معانيها أيضًا تتطور وتتغير مع احتفاظها بأصواتها. وتطور المعاني وتغيرها مع الاحتفاظ بالأصوات هو الذي ينتج لنا كلمات اشتركت في الصورة، واختلفت في المعنى (۲).

ولنأخذ مثالاً على ذلك، فكلمة (صيد) مثلاً اذا وردت في نص من النصوص فإنها في ثلاث بيئات عربية تعني ثلاث دلالات مختلفة:

ففي اليمن تعني (السمك) .. بينما (صيد) في السودان تعني (الغزال).. وصيد في ليبيا تعني (الأسد). فإلى أي هذه المعاني يستطيع المترجم الغريب أن يورد كلمة صيد؟.. فهو في كل الحالات واقع لا محالة، ما لم يتحصن بالتفقه ببيئة الكلمة ومناحي أدائياتها ودلالاتها.

والمترجم يقع في المحظور اذا ما وقع في شرك الكلمات ذات الشي ونقيضه.. فمثلاً: نحن تعلمنا أن الثوب المهلهل هو الرقيق النسج الذي يشف عما تحته، وليس الثوب الممزق كما قد يتبادر الى الأذهان.

(3) و(المولى) تعني (العبد) وتعني (السيد) كما تعني: ابن العم والحليف والجار والصهر. (4) «وجلل» معناها في اللغة: العظيم والقليل، ومن ذلك قول الشاعر:

 كل شيء ماخلا الموت جلل

والفتى يسعى ويلهيه الأمل

 كما أن «الهاجد» تعني «الساهر» كما «النائم»، إذ يقول الشاعر:

سری ليلاً خيال من سُلیمی

فأرّقني وأصحابي هجود

بينما في القرآن الكريم عنتِ السهَرَ؛

وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ (الإسراء: 80).

خامسًا: تابو اللغة

كل لغة ولها Taboo، وهو أداء أقرب إلى التطير في الأدب العربي، مبعثه مشاعر التفاؤل والتشاؤم المتأصلة في الإنسان، والتي تتحكم في عاداته في التخاطب والتواصل. فإذا أراد المرء التعبير عن معنی سيء تشاءم من ذكر الكلمة الدالة على ذلك، فيلوذ بكلمة تخفف من وقعها.

فالكلمات الدالة على: الأمراض والفناء والمصائب يهرب منها الإنسان. ويكنى عنها بكلمات حسنة المعنى قريبة إلى الخير.. فيسمى الأعمى: البصير، ويسمى المتاهة: مفازة، ويصف الملدوغ بالسليم.

يقول الشاعر:

هل أغمضت عيناك ليلة أرمدا

وبت كما بات السليم مُسهَّدا

ويصف أهل مصر المريض بأنه بعافية، ويسمى أهل ليبيا الفحم بالأبيض .. الخ.

سادسًا: النطق

النطق هو أحد مكامن مأساة المترجم، إذ تشكل معضلة عدم سلامة النطق لبعض أحرف اللغة سببًا كافيًا لتغيير أو تبدیل الدلالة.

ولن نذهب بعيدًا، وسنورد أمثلة من الحاضر المعاش. ففي مقابلة في تلفزيون عدن كان مترجم روسي ينقل ترجمة لحديث حول قضايا الاضطهاد الستالیني وعبادة الفرد، وتعرُّض الآلاف من المعارضين بالرأي للإبادة والتصفية الجسدية. ولكن المترجم كان في كل مرة ينطق عبادة الفرد: «إبادة الفرد» وذلك لصعوبة نطق حرف «العين» في العديد من اللغات الأوروبية.

غير أن تعبير «إبادة الفرد» كان يأتي متسقًا مع طبيعة الموضوع!.. ويمكن لأي مستمع لا يلم بمصطلح عبادة الفرد أن يتصالح مع مفهوم «إبادة الفرد»، ما دام محور الحديث هو الاضطهاد وتصفية الرأي المعارض.

ومثال آخر يجيء من السودان: فقد دبج أحد شعراء المديح قصيدة للدكتاتور نمیری داعيًا الى قولة «نعم» للرئيس في الاستفتاء على توليه الرئاسة مجددًا. وفيما بعد أصبحت تلك القصيدة نشيدًا قُرّر على طلاب المدارس في نشيد الصباح.

تقول القصيدة:

قلناها نعم       لك يا القائد الملهم

قلناها نعم       عشان أولادنا تتعلم

ولكن لأن معظم أهلنا في غرب السودان ينطقون «العين» «ألفًا» فقد تحول النشيد من قلناها نعم عشان أولادنا «تتعلم» إلى قلناها نعم عشان أولادنا (تتألم) ! مما استوجب إيقاف هذا النشيد الصباحي في مدارس غرب السودان! ولكن قد يأتي من يترجم ما سمع فيترجم (تتألم) بدلاً من (تتعلم) دون أن يكون مسؤولاً عن الخلل في المعنى أو المقصود.

ويتيه المترجم في المعنى عند الجماعات التي تنطق «القاف» «غينًا»، فتقول «الاستغلال» في محل «الاستقلال». وأذكر أنني كنت أستمع إلى محاضر من أولئك القوم يتحدث عن المعونة الأمريكية والاستقلال وفساد الحكم فكان يقول: (الاستغلال). لذا لم يدر المترجم هل يعني أثر المعونة الأمريكية على الاستقلال أم دورها في الاستغلال وفساد الحكم.. فاللغة في الحالتين مستقيمة ولكن الدلالة مختلفة.

وفي كتاب (لعبة الأمم) لمؤلفه مایلز کوبلاند (5) والذی کتب مقدمته زكريا محي الدين، ذكر المؤلف، وهو رجل المخابرات الأمريكية في مصر، في ذلك الوقت: أن جمال عبد الناصر عندما أعلن في إحدى حفلات الاستقبال انه سيشتری سلاحًا من «براغ». كان قد نطق «براغ» كعادة المصريين باء خفيفة BRAG وليس  PRAG.. لذا لم يتسنَّ لرجل المخابرات معرفة المقصد بالضبط إلا بعد فوات الأوان الذي استغرقته لجان تحليل المعلومات في الـ C.I.A!

إن عدم سلامة نطق كلمة ما أحدث فعلاً تاريخيًا.. ورب ضارة نافعة.

سابعًا: الأمثال الشعبية

وكثيرًا ما يغرق المترجم في «شبر ماء» عندما يندفع الخطباء بأمثال شعبية في أحاديثهم الجماهيرية. وتصعب ترجمتها لمحلية تعابيرها أو مدلولاتها الممعنة في البيئة أو الاصطلاحية الشعبية، أو لاعتمادها على ما يعرف بلعبة الكلمات GAME OF WORDS أو لا يصح ترجمتها بفعل الخجل، مثل مفردة (العرعرة) أو لفظة (يا الحمار)!

وبالتأكيد، يستعصي على المترجم الذي يترجم اللغة الأجنبية أن ينقل ترجمة أمينة الأمثال شعبية يستخدمها خطيب مثل (الذمي يعرف وجه الخداشة) أو (الغريب أخو الثور) أو (لا حريوه خفا ولا طبل تحت الدفا)!

إن الوسيلة الوحيدة لخروج المترجم من هذا المازق هو إلمامه بما نسميه «الصنوية» أو «الندية» في الأمثال الشعبية للغتين محل الترجمة، إذ أنه لا تصح الترجمة الحرفية، كما لا يصح الاجتهاد بالمعنى العام.. إنما الصحيح هو التنقيب عن المثل الصنو والرديف.

 ثامنًا: القاموسية ومذبحة الضحك أو حكاية «يا صعاليك العالم اتحدوا»

بعد انتصار الثورة البلشفية وظهور الروبل الورقي الجديد، والذي كتب عليه بكل اللغات (يا عمال العالم اتحدوا) كانت الترجمة العربية للنص الروسي هي: (يا صعاليك العالم اتحدوا)!.. اذ لم يجد المعربون هناك من مقابل لكلمة «بروليتاري» إلا كلمة «صعلوك»! وظل ذلك سائدًا لفترة في البيانات والإعلانات إلى أن تم تصحيحه بعد سنوات.

تمامًا كما حدث للمجمع العربي في مصر عندما عرب «السندويتشة» بتعبير «شاطر ومشطور وبينهما طازج».. وعرب «الباراشوت» بـ «القفاف الهابطة»!

وتمامًا عندما قررت دولة عربية في شمال افريقيا ترجمة كل ما هو أوروبي إلى العربية، فأطلقت على شركة «البيجو» شركة (الحمامة). وفي الترجمة ما قتل «من الضحك على الأقل».

وبعد كل ذلك ألست محقًا اذا قلت أن المترجم كمن يمتطي ظهر الأسد.. كما أنه كالثور، إن وقع كثرت سكاكينه!

الهوامش

  1. تقول الميثولوجيا اليونانية أن الكاهنة قد صبت على «آخيل» الماء المقدس، الذي غمر كل جسمه حتى لا تصيبه سهام الأعداء. غير أن ورقة شجر كانت تلتصق بكعب أخيل حالت دون الطهر المقدس، ولا يعرف ذلك سوى الكاهنة، التي كشفت هذا الضعف لعدو آخيل فأصابه في كعبه.
  2. د. ابراهیم أنیس: «في اللهجات العربية» ط 4(۱۹۷۳) ص۱۹۳
  3. المصدر نفسه ص ۱۹۸.
  4. المصدر نفسه ص ۲۱۱.
  5. مایلز کوبلاند: «لعبة الأمم»، بیروت ۱۹۷۰.

(مقتبس من جريدة «الثوری» ۲۲/ إبريل ۱۹۸۹، اليمن الديمقراطية الشعبية).

Share via
تابعونا على الفايس بوك