اللهم انت السلام و منك السلام

اللهم انت السلام و منك السلام

التحرير

  • عند غياب التقوى والسلام الروحي في البشر يحل الفساد والشحناء
  • لولا التحريف   لساقت كل الديانات الناس إلى دين المصطفى صلى الله عليه وسلم.
  • كل الشعوب أبناء آدم وسواسية فعلينا السعي للسلام والتخلي عن السيادة والعبودية

__

لا شك أنه عندما تغادر التقوى القلوبَ وتبتعد منها بعد الثُريا عن الأرض يغيب السلام الروحي والمادي، ثم تستفحل مشاعر الأنانية والشحناء وتُوأدُ المحبة والمودة والأمان. وهكذا يُحرم المجتمع الإنساني من أهم ركائز استقراره. إلا أن سنة الله الأزلية تتدخل كلما وصل الحال إلى الحضيض حيث يرسل نبيا لمواساة المحرومين واليائسين فترتقي عقولهم وترتوي نفوسهم بالتقوى لتخضرَّ بساتين القلوب بعد جفافها، ويثمر السلام ثمراته الطيبة وتنعم الإنسانية بتجلي صفات الله .

ولقد زخرت الكتب السماوية بنبوءات بخصوص المنقذ الذي سيأتي في آخر الزمان. وبالرغم من اختلاف تفاصيلها إلا أنها جميعا تشير إلى رجل واحد. وتحديدا تحقق ذلك في شخص الرسول الكريم حيث أوجدت تعاليم دينه الكامل سفينة النجاة للإنسانية جمعاء. وأكدت على إعطاء حقوق الله وحقوق العباد.. هذا الجانب الذى أهملته معظم الديانات التي حرفت أيادي نجسة فحواها الأصلي.

لقد أكرمت التعاليم الإسلامية الإنسان وخولت له – في إطاره المحدود – أن يكون مظهرا لصفات الله تعالى والتي من ضمنها السلام، ثم يعكسها على الإنسانية المتعطشة لنور الحضرة الأحدية وهكذا يحل السلام. ولا شك أن التقوى هي الأساس لدار السلام وهي الحصن الحصين لحماية الإنسان من كل سيئة وأذى. واليوم أيضا لا زالت نفس التعاليم الإسلامية تتمتع بنفس الخصائص، وتحتوى على آليات ناجعة لإخراج الإنسانية من الظلمات إلى النور.. وتحديدا يمكن أن تقضي على فساد العالم الذي لم تفلح هيئاته ومنظماته في إحلال السلام فيه ونزع فتيل الحروب والدمار. فما يحدث على الساحة العالمية على مرأى ومسمع الجميع يدل على فشل هذه المؤسسات جميعا. ولا شك أن هذا الإخفاق سببه قلة التقوى أو بالأحرى انعدامها. فكيف يمكن لمن استولت عليه نزعة التفاضل المادي والقومي والتكبر والغرور وادعاء العزة والسيادة أن يستوعب مفهوم السلام الذي هو صفة من صفات الله تعالى.. وكيف بمن ظن نفسه أعلى من باقي الشعوب الفقيرة والضعيفة وكانت نظرته نظرة السيد للعبد، وصارت علاقاته وفق هذا المقياس الظالم أن يعي مفهوم السلام وينعم به.

يقينا لن يستتب الأمن والسلام في غياب التقوى.. ولا يمكن أن يسود عالميا والحال على ما هي عليه حاليا. ولن يُقضى على حالة الهلع والولع التي تعيشها بلدان عديدة ما لم تتخلص القوى “المتفرعنة” من الشعور بالتكبر والأفضلية.. ومن المستحيل أن يستتب الأمن والسلام في العالم ما لم يترسخ في أذهان وقلوب كل الأمم على حد سواء أنها من ذرية “آدم” ولا خلاص لها إلا في التعرف على تعاليم واهب السلام الحق الذي بعث المصطفى رحمة للعالمين.

فما لم يعلم رجال الدين أن فحوى التعاليم السماوية هو السلام وسعادة الإنسان بالوصال بخالقه، لن تنتهي الاضطرابات والفتن الطائفية والأحقاد الدفينة. وما لم يتصف أهل الديانات بالتقوى ويستبدلوا لغة التحريض بلغة الحوار مع الآخر نحو مقاصد عليا في تنـزيه الله عن كل نقص وعيب، وتنـزيه تعاليمه من كل وحشية أو دناءة، لن يحل السلام والوئام. وقد سعت تعاليم القرآن إلى هذا التنـزيه ودفع كل شبهة عن الله ورسله، ودعت أهل الكتاب إلى كلمة سواء بالحسنى، ونهت عن مبدأ الإكراه في الدين وأكدت على حرية المعتقد كمبدأ عام يشمل على كل المعتقدات. وقد أثبت الإسلام على المستوى العملي للشعوب التي قبلته جدارته وقدّم التعليم تلو التعليم بصورة لا تنافسه فيها أي ديانة أو فلسفة.

وفي خضم ما تشهده الساحة العالمية مؤخرا أنذر  حضرة الخليفة الخامس –أيده الله- في خطبتيه الأخيرتين على هذا الجانب وبين أن الدنيا تتحرك بسرعة هائلة إلى الحرب العالمية الثالثة على ما يبدو. وحثَّ أبناء الجماعة على أن يدعوا الله طويلا كي يخفف من وطأة هذا الدمار وأن يتخذوا خطوات للتحديد من فظاعتها أو إيقافها. وأفاد أن ممثل حضرته قابل البابا مؤخرا في الفاتيكان لتبليغ رسالة حضرته في هذا الخصوص.

وخير ما نختم به كلمتنا هذه دعاء سيدنا محمد المصطفى : اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وفي خضم ما تشهده الساحة العالمية مؤخرا أنذر  حضرة الخليفة الخامس –أيده الله- في خطبتيه الأخيرتين على هذا الجانب وبين أن الدنيا تتحرك بسرعة هائلة إلى الحرب العالمية الثالثة على ما يبدو.

Share via
تابعونا على الفايس بوك