ماذا يحدث من ضرر على العبادة لو كان ما يقوله المهدي حقا

ماذا يحدث من ضرر على العبادة لو كان ما يقوله المهدي حقا

فتحي عبد السلام

كاتب وباحث إسلامي
  • تعهد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم دون الكتب السماوية الأخرى
  • لا تتعارض الحرية الدينية والتعاليم الاسلامية
  • كل تفاسير المسيح الموعود من القرآن الكريم على عكس الفقهاء

__

ماذا يحدث لو صدق المهدي وتم تجريح من يجرح الله أو رسله عليهم صلوات الله وسلامه، أو بان خطأ من يحكم بحياة عيسى في السماء بجسمه المادي… الخ؟

لماذا لم يتعهد الله تعالى بحفظ الكتاب المقدس  كما القرآن الكريم؟ ولماذا لم يجعل الله تعالى الكتاب المقدس محفوظا في الصدور؟ لأن الشمس مادامت ستطلع فلا أسف على ذهاب النجوم، وابتلى الله القوم بالحفظ فلم يحفظوا، فعرف الناس قدرهم، وعرفوا بحفظ القرآن قدر الله.

لماذا لم يتعهد الله تعالى بحفظ الكتاب المقدس  كما القرآن الكريم؟ ولماذا لم يجعل الله تعالى الكتاب المقدس محفوظا في الصدور؟ لأن الشمس مادامت ستطلع فلا أسف على ذهاب النجوم،

سؤال: ماذا لو أن الرسل المذكورين في الكتاب المقدس كانوا جميعا معصومين من الخطيئة،  فهل يقع ضرر على عبادة الله؟؟  اللهم لا،  فلن يقع ضرر على عبادتك. إذن فما المشكلة؟؟ المشكلة أن كاتب الكتاب المقدس (أيا كان، وهو مجهول في المحصلة) حينـئذ  لـن يكون معصوما.

سؤال: فهل نضحي برسل الله جميعا أم بعصمة الكاتب؟؟

الجواب معروف، وقد أمرنا الله أن نأمر بالمعروف، وهو أن نقول أن الرسل لم يخطئوا ولكن الكاتب أخطأ أو حدث شيء في مكاتب النساخ .

بنفس الطريقة يجوز التضحية بتفاسير غير معصومة تجرح جلال الله والرسل في تراث المسلمين الثقافي. ولبسط المسألة نقول:

نحن – المسلمين –  ديننا صادق ونبينا صادق، لأنه ببساطة جاء  بشيء صادق في نفسه وهو نقاء توحيد الله الخلاق.

وكذلك فالمهدي يكون مهديا وصادقا عندما يأتي بفهم صادق لكلام الله، ومهدي الإسلام تطبيقا لهذه القاعدة قد صدق، لأنه قد جاء بالفهم الصحيح لكتاب الله القرآن، وعلى رأس الفهم تقرير برسوخ الحرية الدينية في القرآن والسيرة النبوية.

كيف نجزم أن فهم المهدي هو الأقرب للفهم الصحيح للقرآن وليس فهم فقهاء الأمة وعلمائها؟

للإجابة نستفتي العقلاء، وإن الاستفتاء الحاسم للمسلمين هو في الأسئلة التالية:

* فرضا جدليا : ماذا لو كان دين محمد هو كما يقول المهدي ، دين الحرية الدينية، فهل يضار الإسلام لو كان هو هكذا، وهل سيقع على الإسلام وعبادة الله ضرر مميت؟؟  أو هل يتحول الإسلام إلى باطل؟؟

أجيبوا ياعباد الله بنعم أو بلا. واعترفوا قائلين: لا .. لا ضرر، وليت الإسلام كما يقول ذلك الموعود  لارتفع عنا الإصر والأغلال ونحن ندعو إلى الإسلام.

لو كانت الإجابة بلا:  وبأنه لا ضرر على العبادة والإسلام لو تقررت الحرية الدينية في الإسلام لكل مواطن بلا منازع مهما كان دين ولادته،  فبها ونعمت..  أما لو كانت بنعم يتضرر الإسلام، فلنفهم هذا الضرر.

* هل احترام الحرية الدينية يضر الإسلام ويشوهه؟؟ وهل تصور استحلال قتل نفس بغير نفس  تصور ضروري للعبادة؟؟

وعندما نتحدث عن الحرية الدينية فكيف نوفق بينها أو بين قوله تعالى في سورة البقرة: لاإكراه في الدين. وبين حديث: من بدل دينه فاقتلوه؟ كيف نفهمه حرفيا فنناقض القرآن، وهل يجوز في هذه الحالة الحرفية إهدار دم المسيحي الذي بدل دينه وأسلم؟

لا شك أن قتل المرتد لمجرد الخلاف الفكـري هو الإكراه في الدين بعـينه، وحاشا للقرآن أن يتناقـض.

وفي اللغة تأتي كلمة الدين بمعنى العهد وعقد السلم، ويكون التبديل هو الخيانة والمحـاربة، وإظهار العـداء وخطـط السفـك، وبالتالي فهـناك فهم للنص يبعده عن كونه تشـريعا للإكـراه في الديـن.

وفي عصرنا نرى مثلا أن في أمريكا من حقك أن تسلم أو لا تسلم، ومن أسلم منهم فهو حقه، ويحترمون اختياره حسب دستورهم،  فهل يفخر الإسلام وينتفع بأن نفسره للأمريكي المسيحي (الذي جاء بلادنا راغبا فيه ويتساءل عنه) قائلين : أنك لو دخلت ديننا ثم بدا لك شيء باطل، فأردت الخروج منه فدمك حلال يومها وقتلك واجب؟؟

أم هل يضرنا تفسير الحرية الدينية ويغضب علينا الله لو قلنا له: أن ديننا هو من علَّم البشرية الحرية الدينية وحقك في اختيار دينك بلا أي إكراهات؟؟

ماضرر فهم القرآن هكذا؟

ما الضرر الواقع لو كان سيدنا عيسى قد مات ونبينا لم يرخص في كذب ولم يتم سحره ؟؟

* هل يكون القرآن باطلا والرسول محمد سيكون مخطئا والعبادة ستكون مشكلة لو أن عيسى نجا من الموت ومات ودفن كسائر المرسلين؟؟ وهل سينهدم الكون لو كان من مات لا يعود كما نص القرآن خاصة الصالحين؟؟

*وهل ستحدث مصيبة من أي نوع لو أن رسولنا لم يسحره لبيد ابن الأعصم؟؟  أولو أن رسولنا كان حقا لم يرخص بنوع واحد من الكذب في أي مقام ولم يستثن ثلاث حالات لجواز الكذب؟؟

وما المشكلة أن يقوم رجلٌ صالح من أمة محمد بالمهام المناطة بعيسى في آخر الزمان ؟؟

* وهل يتحطم الدين لو أن وعد الله بمجيء عيسى هو وعد بمؤمن من أمة محمد ، وهو من قبيل تمنياتنا بمجيء صلاح الدين، ونعني به رجلا على خلق صلاح الدين؟

*وهل ستحدث مصيبة من أي نوع لو أن رسولنا لم يسحره لبيد ابن الأعصم؟؟  أو لو أن رسولنا كان حقا لم يرخص بنوع واحد من الكذب في أي مقام ولم يستثن ثلاث حالات لجواز الكذب؟؟

إن حديث سحر الرسول ورد في كتب الحديث؟ فماذا لو اعتقدنا عدم عصمة النص؟

وهل لو كان تفسير كلمة الجن والشيطان كما فسرها رضي الله عنه بشير الدين محمود ، فهل ستتشوش العبادة، وهل صحبة تصورات الجن الشبحي والعفاريت الشبحية في حياتنا شرط لصحة العبادة وكمال القيام بأمانة الاستخلاف؟؟

*وهل وجود ناسخ ومنسوخ شرط لكمال القرآن وهل يكون القرآن باطلا لو (بطل الناسخ والمنسوخ بالمعنى الذي يوجد في بعض التفاسير، وكان القرآن كله محكما ولم تنسخ كلمة منه كلمة أختها) ؟؟

* هل ستحدث كارثة لو أن المشكلة محصورة في جرح بعض الرواة والنساخ لكتب التراث، وخطأ بعض المفسرين؟؟

*هل نضحي بعصمة ديننا أم بعصمة بعض الـرواة والنساخ والمفسـرين؟؟

Share via
تابعونا على الفايس بوك