لم شمل المسلمون.. مهمة إمام الزمان
التاريخ: 2011-12-02

لم شمل المسلمون.. مهمة إمام الزمان

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • الجماعة الإسلامية الأحدية تدعو للقضاء على التفرقة
  • الخلفاء الراشدون هم أعمدة الدين.
  • جميع الظروف في عصرنا الحالي توحي بقيام حربة ما لم ندعو بيقين بقدرة الله.

__

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين . (آمين)

هناك فئة من المسلمين الذين يعادون الأحمدية دون تفكير رصين نتيجة اتباعهم الأعمى للعلماء المزعومين الذين ليس لهم شغل إلا الفساد. وهناك آخرون ليست لهم علاقة بالدين أصلا فيكتفون بأداء صلاة العيد أو يصلون صلاة الجمعة بين حين وآخر على أكثر تقدير. ومنهم من لا يحبون أيّ نوع من الإكراه والقسوة في الدين ويتبرأون من فتاوى التكفير التي يصدرها المشايخ ومع ذلك يلتزمون الصمت والوجوم خائفين. ولكن هناك فئة أخرى ليس لديهم إلمام ملحوظ بالإسلام ولكنهم يحبون تدارُك الاعتراضات التي توجَّه إلى الإسلام ويودون التصدي للأصابع التي يرفعها الأغيار على الإسلام والمسلمين ويحبون أن يوضَع حدٌّ لهم بشكل من الأشكال وأن يُرَدَّ عليهم ويُفحَمون.. ويودّون أن تتصدى كافة فِرق الإسلام متكاتفين لأعداء الإسلام والدجل. وهذه الفئة تشمل المسلمين في باكستان والهند والبلاد العربية وغيرها من البلاد الإسلامية. إن هؤلاء الناس الذين يعرفون الإسلام كإسلام فقط وليس كفرقة معينة يعترضون على الجماعة الإسلامية الأحمدية ويطرحون سؤالا بمختلف المناسبات ويقولون: هل كان هناك نقص في الفِرق الإسلامية من قبل حتى أنشأتم فِرقة أخرى؟ ويقولون لنا بأنكم إذا كنتم مواسين للإسلام فلكم أن تسعوا لإنقاذه من التفرقة. فأولا وقبل كل شيء أشكر القائلين بذلك على اعتبارهم إيانا فِرقة من فِرق الإسلام واعتبارنا مسلمين ولا يصدرون الفتاوى كيفما اتُّفق. أودّ القول لهؤلاء الناس بأن الله تعالى قد أرسل سيدنا الميرزا غلام أحمد القادياني مسيحا موعودا رحمة بالأمة وبحسب بشارات النبي للقضاء على الفُرقة.

إن المسلمين الذين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية يبلّغون سلام النبي إلى المسيح الموعود ولقد انضموا إليها قادمين من فِرق مختلفة ويدخلون الجماعة من أجل القضاء على التفرقة؛ فقد منّ الله عليهم إذ فتح عيون بصيرتهم فقبلوا الإسلام الحقيقي ضاربين التفرقة عُرض الحائط، وقد بايعوا ذلك الحكَم العدل الذي تنبأ النبي عنه من أجل تنقية الإسلام من التعاليم الباطلة والبدعات التي تطرقت إلى الفِرق المختلفة، وذلك في ضوء التعليم القرآني الحقيقي.

إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتبر كلَّ من ينطق بالشهادتين مسلما كما أمر النبي ، وهي نتيجة التعليم الإسلامي الحقيقي الذي قدّمه المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وتربيته؛ فكفى للمرء أن يقرّ بـ “لا إله الله محمد رسول الله” ليُسمّى مسلما، وهذا ما يثبت من الحديث.

إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتبر كلَّ من ينطق بالشهادتين مسلما كما أمر النبي ، وهي نتيجة التعليم الإسلامي الحقيقي الذي قدّمه المسيح الموعود وتربيته؛ فكفى للمرء أن يقرّ بـ “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ليُسمّى مسلما، وهذا ما يثبت من الحديث. ولكن عندما ننظر إلى الفِرق الأخرى مقابل ذلك نجدُهم يصدرون فتاوى التكفير ضد بعضهم البعض. إذًا، إن قول المواسين للإسلام بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية قد وضعت أساس فسادٍ آخر بإنشاء فِرقة جديدة ليس إلا سوء فهم ناتج عن قلة علمهم بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. اقرأوا كتابات أية فرقة أخرى تجدوها مليئة بفتاوى التكفير، ومقابل ذلك إذا قرأتم كتب الجماعة الإسلامية الأحمدية تروْنها تدافع عن الإسلام ضد هجمات الأديان الأخرى، أو تقرؤون فيها التماسا من المسلمين أنفسهم أن يجتنبوا سموم فتاوى التكفير ويعكفوا على خدمة الإسلام، أو تجدون ما الذي يجب أن نفعله لأداء حقوق الله وحقوق العباد، أو ترون التركيز على ما يجب فعله من أجل نشر الأمن والحب والوئام، وأيّ مسلك يجب أن نسلكه سعيا لإخماد جذوات الكراهية والنفور، أو ترون ذكر مكانة النبي السامية ومكانة أصحابه وأن كلّا منهم كان نجما لامعًا منيرا جديرا بالاقتداء، وأن لكل واحد منهم مكانته الخاصة.

فباختصار، تجدون في كتب الجماعة أمورا جميلة فقط بدلا من أن تروا فتاوى التكفير. فكما قلت من قبل خذوا كتابَ أيّةِ فرقة تجدوا فيه أكواما من فتاوى التكفير ضد بعضهم بعضا.

الآن أتناول الأمر الأخير الذي تكلمت عنه، وهو عن مكانة الصحابة.. إذا نظرنا إلى عموم المسلمين وجدناهم منقسمين إلى فرقتين كبيرتين هما الشيعة والسنة، ولكلٍّ منهما فروعٌ. وأهل كل فرقة منهما بمبالَغتهم ومغالاتهم واعتدائهم لم يتورعوا عن الحطّ من مكانة الصحابة الذين قدَّموا في صدر الإسلام مع النبي تضحيات لا حصر لها.

وأصحاب هؤلاء بسبب غلوّهم قد ألصقوا فتاوى التكفير ضد بعضهم البعض ويستمرون في ذلك، فإذا كان أهل إحدى الفرقتين قد رفعوا مكانة حضرة علي والإمام حسين بغلوّهم بشكل غير عادي وسعوا لحطّ مكانة كبار الصحابة الآخرين والخلفاء الراشدين بمنتهى الظلم، فإن أهل الفرقة الأخرى لا يقلّون في ذلك أيضا. ثم هاتان الفرقتان – كما قلت – قد تفرعتا إلى فِرقٍ أخرى كثيرة، وهذا الافتراق قد سبب فتنا كثيرة. باختصار، يبدو أن كل هؤلاء يستهدفون أن يثبتوا أن الإسلام -والعياذ بالله- دين متطرف ومروِّج للتكفير ومثير للفتن والاضطراب. لكن هدف الجماعة الإسلامية الأحمدية – كما قلت قبل قليل – رائع وسامٍ جدا، فهدفُها أن تعرِّف الناس بمحاسن الإسلام وتعرض عليهم صورته الجميلة. لهذا من الاعتداء على الجماعة اعتبارُها مثيلةَ هذه الجماعات والفِرق. في هذه الأيام نعيش شهر محرم، ونلحظ في البلاد التي يقيم فيها السنة والشيعة بعدد كبير تعرُّضَ كل منهما للخسائر في الأرواح والأموال في هذا الشهر عموما، كما في باكستان أو العراق. وهذا الأمر وإن كان قد صار عادةً يومية، إلا أنه يزداد في محرم أكثر. عند هؤلاء كما أخبرتُكم أكوام من فتاوى التكفير ضد بعضهم البعض، فحين اطلعت عليها تراكمتْ عندي هذه الفتاوى، وهي قذرة جدا وتضم شتائم لدرجة لا أستطيع أن أذكر منها ولو على سبيل المثال.

إنما سأتناول اليوم الأقوال الحكيمة لسيدنا المسيح الموعود – الحَكَم والعدْل في هذا العصر – بحق الخلفاء الراشدين والصحابةِ الكرام والإمام الحسين وعليٍّ رضي الله عنهم ويتبين منها بأي أسلوب جذاب قد حاول حضرته اقتلاع الفساد من جذوره. فحين جمعتُ هذه المقتبسات صار حجمها مئات الصفحات، لكنني الآن سأكتفي ببيان بعض منها بحسب الوقت. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية أيضا قد انضم إليها الناس من الفِرق المختلفة وهم لم يتلقَّوا بعدُ تربية كافية. ويجب أن يطَّلعوا هم أيضا على هذه المقتبسات، والبعض الآخرون الذين قدمتُ مثالهم الذين يشاهدون أحيانا MTA أو يسمعون أي خطبة فيرغبون في التعرف إلى الجماعة، أو هم يواسون الإسلام فتنشأ في قلوبهم وسوسةٌ أن الجماعة الإسلامية الأحمدية أيضا فرقةٌ كسائر الفِرق الإسلامية، فينبغي أن يطَّلعوا على هذه المقتبسات من كلام سيدنا المسيح الموعود ليتبين لهم أن المسيح الموعود كان قد جاء لتوحيد الفِرق المختلفة وتطهيرهم من كل اعتداء، فقد قال الله في الوحي إلى المسيح الموعود موكِّلا إليه مهمة لَمّ شمل المسلمين “اِجمع جميع المسلمين على وجه الأرض على دين واحد” فقد بُعث حضرته للقضاء على الافتراق وجمْع المسلمين على دين واحد. فمن هذا المنطلق – كما قلت – سأقدم لكم بعض المقتبسات، فأولا أعرض عليكم مقتبسا من كلام سيدنا المسيح الموعود حيث بيَّن أن اتخاذ طريق الخلفاء الراشدين من علامات المؤمن والمسلم، يقول حضرته: “إنني أعلم أن المرء لا يصبح مؤمنا ومسلما ما لا يصطبغ بصبغة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين. فلم يكونوا يحبون الدنيا بل كانوا قد وقفوا حياتهم في سبيل الله .”

وبيّن حضرته أنّ أبا بكر كان آدم الثاني للإسلام. وقال: إن لم يكُن الفاروق وعثمان رضي الله عنهما أمينينِ صادقين لاستحال علينا اليوم أن نقول عن أية آية من القرآن الكريم إنها من الله تعالى.

وعن مكانة الخلفاء الراشدين يقول حضرته في موضع آخر أي في الصفحة 328 من سر الخلافة، وأذكر رقم الصفحة لأن المقتبس من الكتاب العربي وأرسلتُ اليوم صباحا هذه المقتبسات إلى المكتب العربي لتسهل عليهم الترجمة، لأنه إذا قُرئت هذه المقتبسات بكلمات المسيح الموعود الأصلية بالعربية فسيكون لها تأثير أكبر، فمستوى المترجم لا يرتقي إلى مستوى المسيح الموعود حتى لو كان متمكنا من اللغة العربية. على كل حال يقول حضرته :

“والله إنهم رجال قاموا في مواطن الممات لنصرة خير الكائنات، وتركوا لله آباءهم وأبناءهم ومزّقوهم بالمرهفات، وحاربوا الأحبّاء فقطعوا الرؤوس، وأعطوا لله النفائس والنفوس، وكانوا مع ذلك باكين لقلة الأعمال ومتندمين. وما تمضمضت مُقلتهم بنوم الراحة، إلا قليل من حقوق النفس للاستراحة، وما كانوا متنعمين. فكيف تظنون أنهم كانوا يظلمون ويغصبون، ولا يعدلون ويجورون؟ وقد ثبت أنهم خرجوا من الأهواء، وسقطوا في حضرة الكبرياء، وكانوا قومًا فانين.” فقد قال إن هؤلاء الخلفاء الراشدين كانوا قد جادوا بكل ما كان لهم من أجل النبي والإسلام، وتفانَوا في الله.

ثم يقول في الصفحة 355 للكتاب نفسه عن أبي بكر “كان عارفا تامَّ المعرفة، حليم الخلق رحيم الفطرة، وكان يعيش في زيّ الانكسار والغربة، وكان كثير العفو والشفقة والرحمة، وكان يُعرف بنور الجبهة. وكان شديد التعلق بالمصطفى، والتصقت روحه بروح خير الورى، وغشيه من النور ما غشّى مقتداه محبوب المولى، واختفى تحت شعشعان نور الرسول وفيوضه العظمى. وكان ممتازًا من سائر الناس في فهم القرآن وفي محبة سيد الرسل وفخر نوع الإنسان. ولما تجلى له النشأة الأخروية والأسرار الإلهية، نفَض التعلقات الدنيوية، ونبَذ العُلق الجسمانية، وانصبغ بصبغ المحبوب، وترك كل مُراد للواحد المطلوب، وتجردت نفسه عن كدورات الجسد، وتلونت بلون الحق الأحد، وغابت في مرضاة ربّ العالمين. وإذا تمكن الحبُّ الصادق الإلهي من جميع عروق نفسه، وجذر قلبه وذرات وجوده، وظهرت أنواره في أفعاله وأقواله وقيامه وقعوده، سُمّي صدّيقًا” أي حين تفانى في النبي على وجه الكمال نال لقب الصديق، فهذه هي مكانته السامية. ثم يقول حضرته أكثر في شرح مقام صديقية أبي بكر أنه لماذا أعطي هذا اللقب.

لقد أطلق النبي على أبي بكر لقب “الصديق”، والله أعلم بكمالات أبي بكر ومزاياه. لقد قال النبي أيضًا أن أبا بكر يفضُل على غيره بما في قلبه. والحق أننا لو أمعنا النظر لوجدنا من الصعب أن نجد نظيرًا للصدق الذي كان يتحلى به أبو بكر . بل الحق أن كل من أراد أن ينال الكمالات الصدّيقية في أي عصر فلا بد له من أن يسعى جاهدًا للتحلي بخصال أبي بكر وفطرته، ثم عليه بالدعاء بكل ما أوتي من قوة. وما لم يتحلّ المرء بفطرة كفطرة أبي بكر وما لم يصطبغ بصبغته، فلن يحظى بالكمالات الصديقية أبدًا.

أما كيف كانت فطرة أبي بكر؟ فلا مجال الآن للخوض في هذا الموضوع مفصلا، إذ يتطلب وقتًا كثيرا، غير أني أوجز هنا وأذكر واقعة تدل على ذلك، وهي أن النبي لما أعلن النبوة كان سيدنا أبو بكر في الشام في رحلة تجارية، وفيما هو عائد من سفره هذا لقِيه شخص، فسأله عن أحوال مكة قائلا: هل عندك من جديد؟ ذلك لأن العادة أن المرء إذا كان عائدا من سفر ولقيه في الطريق بعض أهل وطنه فأنه يسأله عن أخبارها. فقال الرجل: نعم، إن الخبر الجديد أن صاحبك قد ادعى النبوة. فلم يلبث أبو بكر أن قال إذا كان قد ادعى فهو صادق.

فهذه الواقعة تكشف علينا مدى حسن ظن أبي بكر بالنبي ، حيث لم ير حاجة إلى رؤية معجزة منه . والحق أن المعجزة إنما يطالب بها من لا يكون على علم بأحوال المدعي، ويكون غريبًا عنه، ويريد المزيد من الاطمئنان. أما الذي يعرف أحوال المدعي معرفة تامة فأي حاجة به إلى المعجزة؟

المهم، آمن أبو بكر بالنبي وهو في طريقه إلى مكة بمجرد أن سمع عن دعواه، ولما وصل مكة حضر إلى النبي وقال له هل ادعيت النبوة؟ قال النبي نعم، هذا صحيح. فقال سيدنا أبو بكر فاشهدْ أني أول المؤمنين بك.

ولم يكن قوله هذا مجرد ثرثرة لسان، بل لقد أكّد قوله بأفعاله، ووفّى هذا العهد حتى الممات، بل لم يفارقه بعد الممات أيضًا. (الملفوظات المجلد الأول ص 372-374)

ثم كيف ظهر هذا الوفاءُ والتضحيات من أبي بكر الصديق ، يقول المسيح الموعود في بيان ذلك: ذات مرة وَجد الأعداءُ النبيَّ وحيدا وأمسكوا به ووضعوا الحبل في عنقه وفتلوه بشدة ليقتلوه فكاد يموت، إذ جاءه أبو بكر مصادفة وخلَّصه منهم بصعوبة بالغة فأشبعوه ضربا حتى سقط على الأرض مغشيا عليه.

ثم يقول حضرته في بيان المنّة العظيمة لأبي بكر الصديق : كذلك إن استنباط أبي بكر من الآية:

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (آل عمران: 145)

يدل بوضوح تام أنه كان يعتقد بوفاة عيسى ، لأنه إذا كان معنى الآية أن بعض الأنبياء قد ماتوا قبل زمن النبي وبعضهم لم يموتوا إلى ذلك الحين، فلا يصح الاستشهاد بالآية أصلا، لأن الدليل الناقص الذي لا يشكِّل قاعدة كلية ولا يحيط بجميع الأفراد الذين خلَوا من هذا النوع؛ لا يمكن أن يُعدَّ دليلا أصلا. وبذلك يصبح استدلال أبي بكر لغوا.

وليكن معلوما أيضا أن هذا الدليل الذي قدّمه أبو بكر على موت الأنبياء السابقين جميعا لم يرفضه أيّ واحد من الصحابة، بل لزموا الصمت جميعا بعد سماعه. وبذلك تبين جليا أن الصحابة قد أجمعوا عليه، وإن إجماع الصحابة حجةٌ؛ إذ لا يمكن أن يكونوا على ضلالة.  فمِن منن أبي بكر على الأمة أنه فتح في زمن خلافته الراشدة باب الحق والصدق لتفادي الخطأ الذي كان محتمل الوقوع في مستقبل الأيام، ووضع سدا منيعا أمام سيل الضلال بحيث لا يمكن لمشايخ هذا العصر أن يهدموه ولو تحالف معهم الجن أيضا. ندعو الله تعالى أن يُنـزل على روح أبي بكر الذي حكَم بموت المسيح – مُلهَمًا بكلام الله – ألف ألف رحمة. (ترياق القلوب)

ثم يقول حضرته في بيان الإنجاز العظيم لأبي بكر وهو قضاؤه على فتنة عظيمة: “كان مسيلمة الكذاب قد جمع حوله الناس في ذلك الوقت كالإباحيين، وكان أبو بكر قد انتُخب خليفة في تلك الظروف الحرجة، وبوسع المرء أن يقدر المشاكل التي واجهته. ولولا أنه كان ثابت الجأش وكان في إيمانه صبغة إيمان النبي ، لوقع في ورطة ولأصيب بالذعر والهلع. ولكن الصديق كان يعيش مع النبي تحت ظل الله تعالى، وكانت متأثرا بأخلاقه ، وكان قلبه عامرًا بنور اليقين، فتحلى بشجاعة وثبات لا نجد نظيرهما إلا عند النبي . كانت حياته حياة الإسلام. وهذه قضية لا تحتاج إلى نقاش طويل. ادرسوا ظروف زمن أبي بكر، ثم انظروا إلى الخدمات التي أسداها إلى الإسلام. أقول والحق أقول لولا أبو بكر بعد النبي لما وُجد الإسلام أيضًا. إن من مِننه العظيمة أنه أقام الإسلام من جديد، وعاقب المتمردين كلهم بسبب قوته الإيمانية وأرسى الأمن والسلام، وذلك تماما كما وعد الله بقوله

  وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا .

لقد تحققت هذه النبوءة في خلافة أبي بكر ، وشهدت على ذلك السماءُ والأرض شهادة عملية. فالصدّيق مَن يكون كاملاً في الصدق لهذه الدرجة.” (الملفوظات المجلد الأول ص 381)

ثم يقول حضرته عن سيدنا عمر الخليفة الثاني للرسول ، فيقول في بيان حبه للرسول وإخلاصه: ذات مرة دخل عمرُ على النبيّ ورأى البيت خاليا من الأثاث والمتاع وهو مستلقٍ على حصير ما بينه وبينه شيء، ورأى أثر الحصير في جنبه، فبكى حين رآه في هذا الحال فسأله النبيُ : لماذا تبكي؟ فقال له عمر : إن معاناتك أثارتْ بكائي، فقيصر وكسرى يعيشون عيشا رغيدا ويتنعمون بشتى النعم وأنت تعيش حياة التقشف! فقال له النبي : ما لي وللدنيا، ما أنا إلا كراكب في الحرّ وحين أصابته شدة الحر استظل تحت شجرة لحظة وهو راكب ثم تركها وانطلق في الحر نفسه.

ثم يقول حضرته في موضع آخر عن مكانة عمر المرموقة العظيمة: أتعرفون كم كانت مَرتبةُ عمر عظيمةً من بين الصحابة رضي الله عنهم حتى قد وافق القرآن الكريم رأيَه أحيانا، وعنه قال النبي إن الشيطان يهرب من ظل عمر، وفي موضع آخر قال النبي لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، والحديث الثالث قَالَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.

ثم يقول سيدنا المسيح الموعود بحق عمر : بعض النبوءات التي توقع الناس تحققها مرة واحدة فحسب، تظهر أحيانًا تدريجا أو بواسطة شخص آخر، مثل نبوءة نبينا بأن مفاتيح كنوز قيصر وكسرى قد وُضعتْ على يده مع أنه واضح أن النبي توفي قبل تحقق هذه النبوءة، وأنه لم يشاهد كنوز قيصر وكسرى ولا مفاتحَها، ولما كان مقدَّرا أن يفوز بها سيدنا عمر – لأن وجودَ عمر كان وجود النبي نفسه ظليا- فقد وُصفتْ يدُ عمر في عالَم الوحي يدَ النبي .

ثم يقول سيدنا المسيح الموعود : لا يأمن المرء الأخطار أبدا ما لم يُكسبْهُ الإمامُ فيوضَ العلوم، فالشهادة على ذلك موجودةٌ في صدر الإسلام، فإن شخصا كان يكتب القرآن الكريم وكان في بعض الأحيان يتلقى الآية القرآنية إلهاما بسبب قربه من نور النبوة حين كان النبي يريد أن يملي عليه الآية نفسها، فخطر بباله يوما أنه لا فرق بيني وبين النبي ، إذ أتلقى أيضا إلهاما مثله؛ فهلك نتيجة هذا الزعم. وقد ورد عنه أن قبره لفظه بعد دفنه. كما هلك بلعام باعور إذ اعتز هو أيضا بحسناته. فيقول المسيح الموعود أن عمر أيضا كان يتلقى الإلهام ولكنه لم يعتبر نفسه شيئا. ولم يرد أن يُشركَ نفسه في الإمامة الحقة التي أقامها الله تعالى في الأرض، بل اعتبر نفسه خادما متواضعا لها. لذا فقد أنعم الله عليه وجعله نائبا للإمامة الحقة. بمعنى أنه اعتبر نفسه محتقرا بحذاء النبي فجعله الله خليفة النبي فضلا منه ورحمة.

إنه لمن الشقاوة القصوى والإلحاد تحقير الحسين . والذي يسيء إلى الحسين أو أحد من الأئمة الأطهار أو يتفوه بكلمة الاستخفاف بحقهم فإنه يضيع إيمانه لأن الله جلّ شأنه يعادي الذي يعادي أحباءه.

ثم يقول حضرته في الصفحة 326 من كتابه “سر الخلافة”: “وأظهر عليّ ربي أن الصِدّيق والفاروق وعثمان، كانوا من أهل الصلاح والإيمان، وكانوا من الذين آثرهم الله وخُصّوا بمواهب الرحمن، وشهد على مزاياهم كثير من ذوي العرفان. تركوا الأوطان لمرضاة حضرة الكبرياء، ودخلوا وطيس كل حرب وما بالَوا حَرَّ ظهيرة الصيف وبرد ليل الشتاء، بل ماسوا في سبل الدين كفتية مترعرعين، وما مالوا إلى قريب ولا غريب، وتركوا الكل لله ربّ العالمين. وإن لهم نشرًا في أعمالهم، ونفحات في أفعالهم، وكلها ترشد إلى روضات درجاتهم وجنات حسناتهم. ونسيمهم يُخبر عن سرّهم بفوحاتها، وأنوارهم تظهر علينا بإناراتها. فاسْتَدِلُّوا بتأرُّجِ عَرفهم على تبلُّج عُرفهم.”

ثم يقول في مكان آخر: إن المعتقد الضروري هو أن الصديق الأكبر وعمر الفاروق وذا النورين أي عثمان وعليًّا المرتضى رضي الله عنهم كانوا أمناء في الحقيقة. وبيّن حضرته أنّ أبا بكر كان آدم الثاني للإسلام. وقال: إن لم يكُن الفاروق وعثمان رضي الله عنهما أمينينِ صادقين لاستحال علينا اليوم أن نقول عن أية آية من القرآن الكريم إنها من الله تعالى.

ثم يقول حضرته في ذكر مناقب سيدنا علي ومقامه في كتابه سر الخلافة الصفحة 358:

“كان تقيًّا نقيًّا مِن الذين هم أحب الناس إلى الرحمن، ومِن نخب الجيل وسادات الزمان. أسد الله الغالب وفتى الله الحنّان، نديّ الكف طيب الجنان. وكان شجاعا وحيدًا لا يُزايل مركزه في الميدان ولو قابله فوج من أهل العدوان. أنفد العمر بعيش أنكد وبلغ النهاية في زهادة نوع الإنسان. وكان أول الرجال في إعطاء النشب وإماطة الشجب وتفقُّد اليتامى والمساكين والجيران. وكان يجلّي أنواع بسالة في معارك وكان مظهر العجائب في هيجاء السيف والسنان. ومع ذلك كان عذب البيان فصيح اللسان. وكان يُدخل بيانه في جذر القلوب ويجلو به صدأ الأذهان، ويجلي مطلعه بنور البرهان. وكان قادرًا على أنواع الأسلوب، ومن ناضله فيها فاعتذر إليه اعتذار المغلوب. وكان كاملا في كل خير وفي طرق البلاغة والفصاحة، ومن أنكر كماله فقد سلك مسلك الوقاحة.”

ثم يقول في ذكر الصحابة جميعا:

“ثم أقدّم حالة الصحابة نظيرا وأقول بأنهم أظهروا عمليا بإيمانهم بالنبي أنهم رأوا بأم أعينهم ذلك الإله الذي هو غيب الغيب ووراء الوراء والمختفي عن أعين المبطلين. وإلا ما الذي دفعهم إلى أن يتركوا قومهم ووطنهم ولم يبالوا بهم شيئا. وتركوا عقاراتهم وقطعوا علاقاتهم بأقاربهم، وقاموا متوكلين على الله لدرجة لو قرأ الإنسان في أوراق التاريخ لاحتار من أمرهم كل الحيرة. كان إيمانهم هو سبب كل قوتهم وتوكلهم. وإلا فكانت قد نجحت مقابلهم خططُ أهل الدنيا ومكائدهم ومساعيهم الكبيرة ولكن لم يجدث ذلك. كان الأعداء أكثر منهم جمعا وثروة، بل أكثر منهم في كل شيء، ولكن لم يكن لديهم إيمان فهلكوا ولم يُكتب لهم  نجاح. ولكن الصحابة فازوا بكل شيء بقوة إيمانهم. سمعوا نداء مناد – مع أنه كان قد تربّى أميا ولكن كان معروفا بصدقه وأمانته وسداده – حين قال بأني جئت من الله تعالى، فصاروا معه فور سماعهم نداءه وتبعوه كالمجانين. أقول مرة أخرى بأنه كان هناك شيء وحيد حوّل حالتهم إلى هذا وهو الإيمان. اعلموا أن الإيمان شيء عظيم.” (الملفوظات المجلد الأول الصفحة 154)

كان حب المسيح الموعود للخلفاء الراشدين أو الصحابة أو ذرية النبي ناتجا عن حبه للنبي ، وكما ذكرتُ من قبل، كان يعتبر هذا الحب جزءا من إيمانه. فيقول في مكان آخر مُظهرا هذا الحب أن من إيماننا أنه لا بد من تعظيم الصالحين وأهل الله، ولكن حفظ المراتب أيضا ضروري، إذ لكل شخص مرتبته ومكانته ولا يجوز أن يتجاوز المرء الحدود فيرتكب الإثم. يجب ألا يقوم الإنسان بغلوّ يؤدي إلى إهانة النبي أو أنبياء آخرين. والذي يقول بأن الأنبياء جميعا سينجون بسبب شفاعة الحسين فيقوم بغلوّ يسيء إلى الأنبياء جميعا وإلى النبي .

ثم يقول في ذكر مناسبته مع علي والحسين رضي الله عنهما:

“ولي مناسبة لطيفة بعليّ والحسين، ولا يعلم سرّها إلا رب المشرقين والمغربين. وإني أحبّ عليا وابناه، وأعادي من عاداه، ومع ذلك لستُ من الجائرين المتعسفين. وما كان لي أن أعرض عما كشف الله عليَّ، وما كنت من المعتدين.” (سر الخلافة)

ثم يشرح هذه المناسبة أكثر فيقول:

“إن ذوي الخصال اليهودية في الإسلام أيضًا سلكوا المسلك نفسه، فآذوا عباد الله المقدسين في كل عصر مصرّين على سوء فهمهم. انظروا كيف تخلى الآلاف عن الإمام الحسين وانضموا إلى صفوف يزيد، وآذوا هذا الإمام المعصوم بأيديهم وألسنتهم، وأبوا إلا قتله في نهاية المطاف. ثم ما انفكّوا يضايقون الأئمة والصالحين والمجددين في هذه الأمة من حين لآخر، وسموهم كافرين ومرتدين وزنادقة. لقد أوذي آلاف الصادقين بأيديهم، ولم يكتف هؤلاء بتكفيرهم فحسب، بل بذلوا جهدهم لقتلهم وإذلالهم وسجنهم. حتى جاء عصرنا هذا، وكان هؤلاء يقولون في القرن الثالث عشر الهجري للناس في وعظهم في كل مكان سيظهر في القرن الرابع عشر الإمامُ المهدي أو المسيحُ الموعود أو مجددٌ كبير على الأقل، ولكن لما ظهر ذلك المجدد على رأس القرن الرابع عشر، وسماه الله في وحيه مسيحًا موعودا.. بل إن فتن عصره أيضًا أفتتْ بلسان حالها بوجوب كون اسمه مسيحًا موعودًا.. فإنهم كذّبوه تكذيبًا، ولم يألوا جهدًا في إيذائه وإهانته والقضاء عليه بصنوف الحيل وأنواع المكائد.” (أيام الصلح، الخزائن الروحانية المجلد 14 ص 254-255).

ثم يقول : “ما قلته في القصيدة في شأن الإمام الحسين ، وما بيّنته بحق عيسى ليس من صُنع الإنسان. والخبيث مَن يطيل لسانه على الكمَّل والصادقين مدفوعا بأهوائه النفسانية. إنني على يقين بأن الذي يطيل اللسان على الصادقين مثل الحسين وعيسى عليهما السلام ويسيء إليهما؛ لن يعيش ليلة واحدة. وإن الوعيد المذكور في الحديث: “من عادى لي وليّا فقد آذنتُه بالحرب”.. أي يُبطش به فورا.

فيقول المسيح الموعود بأن كل ما يكتبه فإنما يكتبه مسوقا بإذن الله وبمشيئته وبأمر منه. ثم يقول: المؤمنون هم الذين تشهد أعمالهم على إيمانهم، والذين يُكتب الإيمان في قلوبهم، ويقدّمون الله ورضاه على كل شيء، ويختارون سبل الله الدقيقة والضيقة لوجه الله ويفنَوْن في حبه تعالى، ويُبعدون أنفسهم عن كل ما يصدُّهم من الله تعالى مِن وثن، سواء أكان حالة أخلاقية أو أعمال فاسقة أو غفلة أو كسل. ولكن أين حصل ذلك ليزيد الشقي؟ بل أعماه حب الدنيا. ولكن الحسين كان طاهرا ومطهرا، وكان دون شك من أولئك الأطهار الذين يطهّرهم الله بيده ويعمرهم بحبه. وإنه من سادات الجنة دون شك. وإن شائبة من البغض تجاهه مدعاة لسلب الإيمان. وإن تقوى هذا الإمام وحبه لله تعالى وصبره واستقامته وزهده وعبادته أسوة حسنة لنا. ونحن نقتدي بهديٍ تلقّاه هذا الإمام. لقد هلك القلب الذي يعاديه، وقد نجا القلب الذي يُظهر حبه بصورة عملية ويتصبغ تماما بصبغة إيمانه وأخلاقه وشجاعته وتقواه وحبه لله تعالى كما تنعكس صورة إنسان جميل في مرآة. إن هؤلاء الناس مستورون من أعين الناس. لا يعرف قدرهم إلا مَن كان منهم؟ إن عين الدنيا لا تعرفهم لأنهم بعيدون عنها. فهذا السبب كان وراء استشهاد الحسين لأنه لم يُعرف. أيًّا من الأطهار عرفته الدنيا في عصره حت تحبه؟

فباختصار، إنه لمن الشقاوة القصوى والإلحاد تحقير الحسين . والذي يسيء إلى الحسين أو أحد من الأئمة الأطهار أو يتفوه بكلمة الاستخفاف بحقهم فإنه يضيع إيمانه لأن الله جلّ شأنه يعادي الذي يعادي أحباءه.”

فهذا هو التعليم الجميل والمبني على العدل الذي أعطاناه المبعوث من الله تعالى من أجل جمع المسلمين على يد واحدة والقضاء على التفرقة، ذلك المبعوث الإلهي الذي جاء خادما صادقا للنبي وبرسالة الصلح والوئام. ندعو الله تعالى أن تدرك الأمة المحمدية هذه الرسالة وتجتنب التفرقة والفساد والتناحر وسفك الدماء لكي يلمع الإسلام بعظمة جديدة في أنحاء العالم. وندعو الله تعالى أن يمر شهر محرم هذا بكل أمن وسلام وأن يحفظ كلُّ مسلم إخوته المسلمين كلهم من لسانه ويده.

والأزمة الثالثة التي تنشأ يوما فيوما هو أن الدنيا تتحرك بسرعة هائلة إلى الحرب العالمية الثالثة على ما يبدو. ندعو الله تعالى أن يرحم البشرية ويهبهم العقل والفطنة.

عليكم أن تكثروا من الدعاء لإصلاح حالة البلاد الإسلامية ولتجنيبها من الفساد والفتن. كما قلت من قبل بأن معظم البلاد الإسلامية تمر حاليا بظروف متدهورة. فندعو الله تعالى أن ينقذ الإسلام والمسلمين من شر الأشرار. ففي معظم البلاد الإسلامية تجري اضطرابات وشرور داخلية في هذه الأيام وقد رُفع منها الأمن والوئام. وإنها في حالة تقهقر بدلا من التقدم. ثم حالة العالم الاقتصادية مُقلقة بشكل عام، وهذا يؤثر سلبا على بلاد الغرب وبلاد الشرق أيضا، بل في كل مكان. والأزمة الثالثة التي تنشأ يوما فيوما هو أن الدنيا تتحرك بسرعة هائلة إلى الحرب العالمية الثالثة على ما يبدو. ندعو الله تعالى أن يرحم البشرية ويهبهم العقل والفطنة. علينا أن ندعو الله تعالى كثيرا في هذه الأيام وينبغي أن نتخذ خطوات احتياطية أيضا. أعاننا الله جميعا. آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك