إن نصر الله لآتٍ.. بالدعاء لا بسفك الدماء
التاريخ: 2011-12-09

إن نصر الله لآتٍ.. بالدعاء لا بسفك الدماء

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • بعثة المسيح بين تصديق الأتقياء، ومعاداة المعرضين.
  • المظالم التي يتعرض لها أحمديو باكستان.
  • تأثير بعض المشايخ وأشياعهم على قبول دعوة المهدي.
  • الجماعة الإسلامية الأحمدية صورة الإسلام الصحيح.
  • الحجة والبرهان سلاحنا في مواجهة الأعداء.
  • رسالة أمير المؤمنين لقداسة البابا بنديكت.
  • اعتراف معارضي الإسلام بآيات صدقه ولقاء ابن حفيد هنري كلارك أميرَ المؤمنين.

__

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين . (آمين)

لا يزال معارضو الجماعة الإسلامية الأحمدية – منذ بعثة المسيح الموعود وحتى اليوم – يرفضون قبول دعواه تعصبًا وكِبْرا وأنانيةً لا بدليل وبرهان. أما المسيح الموعود فقد قدّم في المقابل آلاف الأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ومن أقوال العلماء والسلف الصالح وتفسيراتهم وأثبت لهم من خلالها أنه هو المسيح والمهدي الذي وردت عنه النبوءة في القرآن والحديث. إضافة إلى ذلك فقد ذكر تفصيل تلك الآيات الإلهية التي ظهرت لتأييده، كما أوضح صدقه من خلال معاملة الله تعالى معه عند كل مناسبة، ولكن الذين ختم الله تعالى على قلوبهم أو الذين لا يريد الله تعالى هدايتهم فلا يستطيع أحد أن يهديهم أو يفتح أقفال قلوبهم. أما طاهرو الفطرة الذين كتب الله تعالى لهم الهداية فقد آمنوا بالمسيح الموعود وسُعدوا ببيعته. أما الذين لم يبايعوه خوفًا من المشايخ المزعومين أو اتباعًا لهم فهم لا يزالون محرومين من هذا الفضل وهذا المطر الروحاني رغم هطوله بغزارة. ولكن الذين يتسمون بالصلاح والسعادة فإنهم يقبلون المسيح الموعود الآن أيضا كما قبلوه في عهده، لأنهم يعرفون تمامًا أن جميع النبوءات المتعلقة عن فساد الزمان قد تحققت، لأنه قد تفاقم الحرص على الدنيا وأهوائها وقلّتْ خشية الله، وقد بلغ السيل الزبى بحيث إن هؤلاء المشايخ المزعومين وأتباعهم أيضًا قد انحطّوا إلى أقصى درجات الانحطاط. لقد انحطّوا إلى درجة أنهم لا يتورعون عن ارتكاب الإهانة في حق كتاب الله ورسوله ليتخذوها ذريعة لممارسة الظلم على الأحمديين، فإنهم ينسبون هذه الإساءة إلى الأحمديين الذين لا يعلمون عنها شيئا، بل لا يعرفون شيئا عن تلك الإساءة إلا عندما تصل الشرطة إلى بيوتهم من أجل اعتقالهم، أو يعرفون عنها لدى تظاهرة أصحاب الأذهان الوسخة في الشوارع ضد هذه الإساءة المفتراة على الأحمديين. ومن أساليبهم الوضيعة أنهم يكتبون على مكان غير لائق من جدران المدرسة اسم سيدنا ومطاعنا المصطفى – الذي يستعد كل أحمدي كل حين وآن للتضحية بنفسه من أجل الحفاظ على شرفه ومكانته، بل يستعد ليضحي بأولاده أيضا في هذا السبيل- ثم يرمون بهذا الفعل الطلابَ الأحمديين، وبالتالي يتم طردهم من المدرسة، أو يتعرضون للظلم والاضطهاد والضرب والتعذيب، بل تتم محاولات لرفع قضايا ضد هؤلاء الأبرياء في المحاكم بتهمة إهانة النبي ، والمعلوم أنه لا تقبل الكفالة فيمن اعتقل بهذه الجريمة، كما أن عقوبتها أيضا تبلغ ذروتها. تُنسب إلى الطلاب الأحمديين الأبرياء فعلة لم تخطر لهم على بال قط. فعندما يصل الانحطاط إلى أقصى حدوده، وعندما تتلاشي من القلوب خشية الله تعالى وعندما تُرتكب أشنع الأفاعيل وأسوئها فإنّ تضرعات المظلومين وآهاتِهم تعمل عملَها. لقد نَبَّهْتُكم أكثر من مرة -ذاكرًا الظروف التي يمر بها الأحمديون في باكستان- أنَّ علينا أن نجعل رقي الأحمدية أي الإسلام الحقيقي محور دعواتنا، وذلك حتى يبطش الله تعالى سريعًا بالذين يمارسون الظلم باسم الله والإسلام ويحاولون الإساءة إلى الله وإلى الإسلام وإلى سيدنا ومولانا محمد . وينبغي أن ننتبه إلى الدعوات أن يوفق الله تعالى الأرواح السعيدة منهم للإيمان بإمام الزمان وتبليغه سلام النبي . إن المتصلين في برامجنا المباشرة على قناتنا يفهمون الحقيقة بفضل الله تعالى ثم يبايعون أيضا. ليس صحيحًا أن معظم المسلمين صاروا جزءًا من هذا الظلم والفساد ولكن الصحيح هو أن كثيرا من الناس لا يريدون أن يفهموا دعوة الأحمدية خوفًا وجهلا. وإذا فهموها فإن قانون البلد لا يعطي الأحمديين حقوقهم كمواطنين عاديين خوفا من المشايخ. فالبلد لا يحكمه القانون بل يحكمه المشايخ في هذه الأيام. لقد رسّخ المشايخ في قلوب عامة الناس غير المثقفين أن الأحمديين يعتبرون ميرزا غلام أحمد القادياني خاتَم النبيين بدلا من سيدنا محمد رسول الله – والعياذ بالله – لكن ذلك أصل له من الصحة. نحن نؤمن بأن المسيح الموعود ، المحب الصادق للنبي جاء في حلل الأنبياء جميعا ليجمع أتباع جميع الأديان عند أقدام النبي وليس ليضاهيه. والحق أنه قد أفحم جميع المعترضين بالأدلة والبراهين. وقام كالبنيان المرصوص في وجه الذين يهاجمون الإسلام والنبي ، ولم يضع حدا لهجماتهم فقط، بل هزمهم أيضا. وهاجم العدو بالأدلة والبراهين بحيث لم يجد العدو بُدًّا من الفرار والتقهقر. لقد تلقى إلهاما نصه:

“قل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا. كل بركة من محمد فتبارك من علّم وتعلّم.” هذا، وقد أورد حضرته إلهامات أخرى بالأردية والفارسية ثم قال في كتابه “ترياق القلوب”:

“كل هذه الإلهامات تضمنت نبوءة أن الله تعالى سيثبت على يدي صدق الإسلام وبطلان الأديان المعادية كلها. فقد تحققت اليوم تلك النبوءة لأنه لا أحد يملك قوة وقدرة مقابلي ليثبت صدق دينه. إن الآيات السماوية تظهر على يدي، وبقلمي تلمع الحقائق القرآنية ومعارفه. فهبُّوا وابحثوا في الدنيا كلها، هل مِن أحد مِن بين النصارى أو اليهود أو السيخ أو من أية فرقة أخرى يسعه أن يبارزني في إراءة الآيات السماوية أو في بيان المعارف والحقائق؟ أنا الذي ورد عنه الحديث في الصحاح أنه ستهلك في زمنه الملل كلها إلا الإسلام الذي سيلمع عندها بما لم يسبق له نظير في العصور الوسطى.” (الخزائن الروحانية ج 15 ص 265-268)

فنرى أن تعليم الإسلام الجميل يُنشر في هذه الأيام في العالم كله بواسطته هو . إذًا، فإن جماعته هي التي تقوم بتبليغ دعوة الإسلام بحسب نظام مترابط ومدروس تحت مظلة الخلافة. فالجماعة الإسلامية الأحمدية هي التي تقدم صورة الإسلام الصحيحة والحقيقية في كل البلاد سواء أكان الأمر يتعلق بتبليغ الإسلام في أفريقيا أو في أوروبا أو في القارات الأخرى.

فعندما يصل الانحطاط إلى أقصى حدوده، وعندما تتلاشي من القلوب خشية الله تعالى وعندما تُرتكب أشنع الأفاعيل وأسوئها فإنّ تضرعات المظلومين وآهاتِهم تعمل عملَها

عندما قلتُ للجماعة بأن أعداء الإسلام يشنون هجمات على النبي وعلى الإسلام وتعليم القرآن الكريم فعلينا أن نقيم معارض القرآن الكريم لتقديم تعليم الإسلام الجميل بصورة صحيحة.. فإنّه قد أُقيمت المعارض بفضل الله تعالى في مختلف البلاد والأماكن، ولا تزال تقام في مختلف الأماكن في العالم. وتصلنا التقارير من كل مكان أن الأغيار يقولون دائما بأن تعليم القرآن الكريم والإسلام الذي تقدمونه أنتم يمثّل إسلاما جميلا جدا بحيث إننا نستغرب بشدة كيف عارَضْنا هذا الإسلام، إذ لم نطلّع على هذا الجانب منه من قبل، بل كنا نجهله جهلا تاما. فيقولون مثل هذا الكلام بأسلوب يعلوه الاعتذار، ويأخذون القرآن الكريم والكتب الإسلامية الأخرى. إن جميع المثقفين والمهذّبين سواء أكانوا من المسلمين أو المسيحيين أو المنتمين إلى أديان أخرى الذين يزورون المعارض يشيدون بها كثيرا بلا استثناء ويقولون بأنكم تقومون بعمل جبار. ولكن لسوء الحظ في بعض البلاد هناك فئة المشايخ أيضا الذين يعارضون هذه المعارض، وهم وبذلك يعارضون نشر تعليم الإسلام. لعلي قلت من قبل أيضا بأننا عقدنا معرضا للقرآن الكريم في دلهي بالهند في صالة كبيرة استأجرناها من الحكومة. فأثار المشايخ مع بعض الأوباش من أشياعهم ضجة كبيرة حتى اضطررنا لإنهائه بعد يومين مع أنه كان مزمعا عقده إلى ثلاثة أيام. ولكن في هذين اليومين أيضا ترك تأثيرا إيجابيا كبيرا. كان هناك مواطن مثقف جدا وذو نفوذ بالغ زار المعرض ثم زار قاديان، وقال أثناء الزيارة: جئت إلى هنا للمرة الأولى لأرى المكان الذي يسكنه الذين يخدمون القرآن الكريم والإسلام هذه الخدمة العظيمة. وزار أماكن مختلفة في قاديان وأخذ انطباعا جيدا جدا.

ولكن أقول متأسفا بأن أفراد الجماعة أقاموا معرضا في إحدى المدن البريطانية قبل بضعة أيام ولكن بسبب ضجة أثارها المشايخ التمست الشرطة والمسؤولون المحليون من أفراد جماعتنا إلغاءه. ما يجب علينا فعله مبدئيا تجاه مثل هذه الطلبات هو أن نرفضها بالأدلة ولكن المسؤولين في ذلك الفرع من الجماعة قبلوا طلب الشرطة وألغوا المعرض. في هذا البلد وكذلك في بلاد أوروبية أخرى تسود الحرية وتعلن الحكومات أنها تعطي الحرية للجميع. ولكن إذا تركنا حبل المشايخ على غاربهم لَكُنّا من المساهمين في نشر التطرف في هذا البلد. يجب علينا أن نشرح هذا الأمر للمسوؤلين جيدا ويجب أن ندبر لعقد المعرض مرة أخرى. يقول بعض أفراد الجماعة بأنه يمكن أن نعقده خفية وبصمت. أقول: إذا عقدتموه بصمت هكذا فما الفائدة منه أصلا؟ من ناحية ندّعي أننا سنواصل مسيرة جري الله في حلل الأنبياء ثم نقوم بالمداهنة من جانب آخر؟ هذا لا يمكن بحال من الأحوال. كما قلت من قبل بأن هذا البلد يسوده القانون. والحكومة أيضا تدّعي بأن القانون يسود فيه، فعلينا أن نطلب منهم أن من واجبكم أن تنفذوا القانون وتعطوا المواطنين حقوقهم وتحافظوا عليها.

نحن نؤمن بأن المسيح الموعود المحب الصادق للنبي جاء في حلل الأنبياء جميعا ليجمع أتباع جميع الأديان عند أقدام النبي وليس ليضاهيه.

على أية حال، هذه هي حالة المشايخ بأننا حين نحاول تبليغ دعوة القرآن الكريم في بلاد غير إسلامية يعرقل المشايخ المزعومون مساعينا – بدلا من أن يفعل ذلك غير المسلمين – قائلين بلسان حالهم: كيف يمكنكم أن تقوموا بهذا العمل الخطير إذ تنشرون رسالة القرآن الكريم في العالم، نحن لا نستطيع أن نتحمل ذلك بحال من الأحوال!!

فهذه هي الصورة الحقيقية للذين يدّعون كذبا وزورا بأنهم سدنة الدين. ولكن علينا أن نستمر في عملنا ولا بد أن نفحم معارضي الإسلام جميعا في كل الأحوال، وننشر تعليم القرآن الكريم في العالم بإذن الله. وسوف نواصل هذه المهمة حتما لكي نجمع الناس جميعا عند قدمَي النبي .

فكما قلت قبل قليل بأن البلاد الغربية تتميز بشكل عام بميزة أنهم يعاملون الجميع بالعدل وعلى قدم المساواة. لذا إذا كان أحد يعرقل طريقنا في هذه البلاد علينا أن نستعين بالقانون. هنا أضرب مثلا بهذا الصدد حيث نرى القانون سائدا.

لقد قمتُ بجولة في أوروبا قبل فترة وجيزة وزرتُ هولندا أيضا في أثنائها وألقيت خطبة الجمعة هنالك. وفي الخطبة وجهتُ رسالة إلى رجل سياسي هنالك وهو عضو البرلمان، ورئيس حزب سياسي أيضا اسمه “خيرت وِلدر” وقلت في رسالتي بأنك تجاوزت الحدود في بذاءة اللسان ضد الإسلام والنبي وتستخدم كلمات نابية وقد تجاوزت الحدود في العداوة. عليك أن ترتدع من ذلك واخش عقوبة الله التي تنـزل على حين غرة وتبيدك وأمثالك. والله تعالى قادر على أن يبطش بأمثالك. وقلتُ أيضا بأنه ليس عندنا أية قوة ولكننا سنواجهكم بالدعاء.

ثم أُعِد البيان الصحفي المبني على تلك الخطبة وجاء به إليَّ المسؤول عن مكتب الإعلام في الجماعة وكان قد سجل فيه كل الأمور ما عدا هذه الجملة فقلت له أن يضيف تلك الجملة بوجه خاص حيث قلتُ بأننا لا نملك أسلحة دنيوية ولكننا ندعو الله تعالى أن يدمّرك وأمثالك.

وهذا هو الحق أننا سنواجه أعداءنا ومعارضينا بالدلائل والبراهين وبالدعاء. وهذه هي الحقيقة أننا نتصدى للمعارضين والأعداء إما بالدلائل أو بالدعاء فوق ذلك.

على أية حال، لقد قرأ هذا السياسي الهولندي المدعو “خيرت وِلدر” هذا البيان الصحفي ثم بعث برسالة إلى الحكومة ووجه فيها بعض الأسئلة إلى وزير الداخلية في الحكومة. وعندما نُشرت هذه الأسئلة في الجرائد المحلية كتب إليَّ المسؤولون في جماعة هولندا بأن هذا الشخص قد أثار أسئلة كذا وكذا، وكانوا خائفين بعض الشيء على ما يبدو. فقلت لهم بأنه إذا سأَلَتْكم وزارة الدخلية فلا داعي للقلق بل عليكم أن تشرحوا موقف الجماعة بكل وضوح وتبيان، وهو أن هذا الشخص هو الذي وضع أساسا سيئا بتصرفاته المشينة. هو الذي صنع أفلاما بذيئة عن النبي واستخدم لغة قاسية جدا وشوّه سمعة الإسلام. أما نحن فلم نفعل شيئا إلا أن رددنا على ذلك وقلنا بأن الله تعالى يغار لنبيه وقادر على أن يبطش بالمسيء إليه.

على أية حال، فقد وجّه هذا الشخص بعض الأسئلة إلى الحكومة، والحكومة بدورها ردّت عليها بعد بضعة أيام وقد نُشرت في جريدة محلية أيضا. كان من جملة الأسئلة التي أثارها “وِلدر”: هل تعرف (أي وزارة الداخلية) عن المقال بعنوان:

World Muslim leader sends warning to Dutch Politician Geert Wilders?

كان جواب وزير الداخلية: نعم، أعرف ذلك وقد قرأت هذا المقال. وسؤاله الثاني الموجَّه إلى الوزير كان: قال الميرزا مسرور أحمد: اسمع أنت وحزبك وكل شخص مثلك أنكم سوف تهلكون حتما في نهاية المطاف. ثم قال “وِلدر” شارحا هذا الكلام بنفسه: ما هي الإجراءات التي تنوي الوزارة اتخاذها ضد تلك المنظمة الإسلامية بناء على هذا البيان المثير للفساد؟ فقال الوزير في الجواب: لقد قال الميرزا مسرور أحمد بحسب البيان الصحفي بأن هؤلاء الناس والأحزاب سوف يهلكون بالدعاء وليس بخطط دنيوية. ولا أرى في هذا البيان ما من شأنه أن يثير الفساد حتى أقوم بإجراءات ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية.

وجاء في سؤاله الثالث: ما علاقة الجماعة الإسلامية الأحمدية في هولندا بالجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية والميرزا مسرور أحمد؟

قال الوزير في الجواب: إن الجماعة الإسلامية الأحمدية في هولندا جزء من الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية.

فمن هنا يتبين تمسك هؤلاء القوم بالعدل والإنصاف. فهذا الشخص (وِلدر) رجل سياسي في البلاد وهو زعيم حزب سياسي وعضو البرلمان أيضا ويعتنق الدين نفسه الذي يعتنقه الوزير. ومع ذلك يرد عليه بإجابات مبنية على الحق والعدل تماما.

لقد سمعنا مؤخرا أن “وِلدر” يقوم حاليا بمزيد من البحث والتحقيق عن الجماعة ليطّلع بأية طريقة ممكنة على نقاط الضعف فيها. فأقول: فليُخرج المعارضون كل ما في جعبتهم في هذا الصدد ولكن يجب أن يعلموا أن هذه الجماعة جماعة ربانية ولا تقول إلا الحق والصدق. هذا ما سيرونه فيها. فقد كُلِّفنا أن نبلّغ دعوة إمام الزمان في جميع أنحاء العالم وأن نفحم المعارضين بالأدلة والبراهين، وهذا ما يقوم به كل أحمدي جهد المستطيع. وحيثما يرى أن أعداءَ الإسلام يشنون الهجوم عليه يدافع عنه ويرد عليهم ردّا مفحما ويشرح الحقيقة أيضا للعالم. والمعلوم أن هذا العلم والمعرفة التي نستخدمها قد تلقيناها من الإمام المهدي ، وبناء عليها يبلّغ كل أحمدي -دون شعور بالدونية- دعوةَ الإسلام إلى الزعماء السياسيين والزعماء الدينيين أيضا. أما الآخرون فعندما يقابلون الزعماء يطلبون منهم المنافع الدنيوية فقط، ولا يجدون في أنفسهم شجاعة لتبليغهم دعوة الإسلام.

فقد سافر مؤخرا أمير الجماعة في الكبابير إلى إيطاليا مع وفد. وكتب إليَّ قبل السفر:

“إنني مسافر مع وفد يضم رجال الدين من مختلف الأديان للاشتراك في اجتماع ديني، وهناك مؤشرات أننا سنقابل البابا هناك لأننا مسافرون بدعوة من البابا أصلا، لذا أود أن أبلّغ البابا رسالة باسمكم إذا رأيتم ذلك مناسبا، وأن أعطيه ترجمة معاني القرآن الكريم أيضا باللغة الإيطالية.”

قلت: هذا جيد جدا، فلتفعل ذلك. ثم أرسلتُ معه رسالة موجَّهة إلى البابا، وجعل منها أمير الجماعة عدة نسخ. فسلّمها للبابا ولكبار القساوسة الآخرين في الفاتيكان، وأهدى البابا المصحف الشريف أيضا. وقد نُشرت صورته في تلك المناسبة في الجرائد. أقرأ عليكم الآن جزءا من هذا التقرير الذي كتبه محمد شريف عودة بعد هذا اللقاء، يقول:

“لقد قابلت قداسة البابا بنديكت الـ 16 في مقره بالفاتيكان روما إيطاليا يوم 10-11-2011 مع وفد من رجال الدين ورؤساء الأديان من البلاد منهم الحاخام الأكبر لإسرائيل وبعض رجال الدين الكبار من المسيحيين واليهود والمسلمين.

وقد سلّمتُ للبابا رسالة أمير المؤمنين، وقد أخبرته أن هذه الرسالة المهمة من إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، فاستلمها بيده. وكذلك قدمتُ له ترجمة الجماعة للقرآن الكريم باللغة الإيطالية. وقد بثّ التلفزيون الإيطالي والتلفزيون الإسرائيلي أيضا صوَري مع البابا، كما نشرت صور الوفد مع البابا في الجرائد الإيطالية والإسرائيلية العربية والعبرية منها.

بعد اللقاء مع البابا كان هناك مؤتمر صحفي في إذاعة الفاتيكان لرجال الدين وقد أطلعتُ الصحافة الإيطالية على مضمون رسالة الخليفة أيده الله، ووزعتُ عليهم نسخة من هذه الرسالة، كما سلّمتها للكردينال المسؤول عن كنائس الشرق الأوسط في الفاتيكان. كذلك قابلتُ نائب الكردينال وهو مسؤول لجنة الحوار بين الأديان فأخذ مني عنواني ليدعوني في مؤتمرهم القادم الذي سيعقد في سيراييفو العام القادم.”

أما الرسالة التي وجّهتُها إلى البابا فملخّصها أنها تستهلّ ببعض كلمات الدعاء، ثم أوردت فيها الآية التالية:

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ الله (آل عمران 65).

ثم ذكرت بأن الإسلام وتعاليمه أصبحت في هذه الأيام عرضة للهجوم. صحيح أن هذا راجع إلى تصرفات بعض المسلمين، ولكن هذا السبب الذي يجعلون الإسلام عرضة لأجله لهو سبب خاطئ جدًّا، ومع ذلك لا يتورع بعض المثقفين أيضا من شن هجمات على الإسلام والنبي بهذا السبب نفسه. فكما أن تعاليم الأديان كلها و مؤسسيها تحث على إنشاء صلة العبد بالله تعالى، كذلك يعلّمه الإسلام أيضًا، بل إن تعليم الإسلام في هذا المجال أفضل من تعاليم جميع الأديان، فينبغي ألا تُشنّ هجمات على الإسلام بسبب تصرفات خاطئة من بعض أهله. إن الإسلام يعلّمنا احترام الأنبياء كلهم الذين ذُكروا في الكتاب المقدس والقرآن الكريم أيضا. نحن خدام متواضعون لسيدنا المصطفى ، ومما يؤلمنا كثيرًا ويؤذينا أن الهجماتُ تُشنّ على عِرض النبي . نحن نقوم بواجب الرد على تلك الهجمات ولكن من خلال تقديم تعاليم الإسلام الرائعة، ومن خلال عرض تعاليم القرآن الكريم التي هي تعاليم المحبة والأخوة. إن التعاليم الأساسية للإسلام هي الالتزام بتقوى الله تعالى. وهذا هو الصوت الذي يرتفع من مساجدنا خمس مرات يوميًا لنشر تلك الرسالة المحتوية على عظمة الله تعالى ويعلن من خلالها أن محمدًا رسول الله .

وتصلنا التقارير من كل مكان أن الأغيار يقولون دائما بأن تعليم القرآن الكريم والإسلام الذي تقدمونه أنتم يمثّل إسلاما جميلا جدا بحيث إننا نستغرب بشدة كيف عارَضْنا هذا الإسلام، إذ لم نطلّع على هذا الجانب منه من قبل، بل نجهله جهلا تاما.

ثم كتبت فيها أن السبب الأكبر في إفساد أمن العالم في هذه الأيام هو تلاعب البعض بمشاعر الآخرين بحجة حرية الفكر والرأي، وإلحاقهم الأضرار والأذى بالناس من الناحية الدينية. لقد نشبت في العالم حروب على نطاق ضيق، والعالم اليوم بحاجة إلى تكثيف الجهود لإنهاء مثل هذه الحروب لأنها قد تتحول إلى حرب عالمية كبرى لا يُقدَّر حجم دمارها الذي سيلحق بالعالم.

ثم كتبت فيها له أيضا: فبدلا من التفكير في تطور العالم ماديًّا ينبغي أن ننتبه إلى إنقاذه من هذا الدمار المحقق. وعلى الزعماء الدينيين بذل السعي من أجل إنقاذ العالم من العداوات الداخلية وغصب الحقوق.

كما كتبت له أيضا:

لك صوت يُسمَع في العالم، ولك أتباع كثر، لذا الرجاء أن تسعى لأن تتعاون أديان العالم فيما بينها سعيًا لإرساء السلام في العالم، ولكي يهتم الناس بمعرفة ربهم الأحد الذي خلقهم.

هذه هي خلاصة رسالتي إلى البابا، وأدعو الله تعالى أن يكون قد قرأها واستوعبها، وأن يكون هؤلاء القوم ممن يرسون المُثُل الإنسانية ويحترمون الدين، وفوق كل ذلك يعرفون ربهم الأحد.

وكما هو واضح من تقرير الأستاذ محمد شريف عودة فكان في هذه المناسبة رجالات الدين الإسلامي وشخصيات إسلامية بارزة، ولكن لم يوفّق لإهداء رسالة الإسلام ورسالة القرآن للبابا إلا واحدٌ من غلمان إمام هذا الزمان الذي سماه الله “جَرِيّ الله”.

ثم يزعم هؤلاء المعارضون أن الأحمديين ليسوا مسلمين وأنهم يسيئون –معاذ الله- إلى النبي والقرآن الكريم. الحق أننا لا نزال نرى انتصارات الإسلام بشأن جديد ببركة اتّباعنا للمسيح الموعود ، بل إن الأغيار الذين خلت قلوبهم من البغض والحقد أيضًا يعترفون أن المسيح الموعود قد حقق الغاية التي بُعث من أجلها يقينًا. فهناك قضية شهيرة رفعها القسيس الدكتور مارتن كلارك ضد المسيح الموعود ، وذلك انتقامًا منه بسبب الهزيمة النكراء التي مُني بها النصارى في مناظرة شهيرة جرت بينه وبينهم ونجد تفاصيلها في كتابه “جنك مقدس” أي الحرب المقدسة. وهذه القضية التي رفعها مارتن كلارك ضد المسيح الموعود بتهمة قتل مزوّرة نجد تفاصيلها في كتابه “كتاب البرية”. وكان القاضي “النقيب دوغلس” قد حكم ببراءة المسيح الموعود منها، فأطلق على هذا القاضي لقب “بيلاطس الثاني”، وهناك تفاصيل كثيرة لا داعي للخوض فيها. أما الدكتور مارتن كلارك فقد لقي ذلاً كبيرا في هذه القضية حتى قال القاضي للمسيح الموعود يمكنك أن ترفع ضده قضية المساس بسمعتك.

وقبل بضعة أيام أخبرني السيد آصف الذي يعمل في (MTA) أنه قد اتصل بابنِ حفيدِ هنري مارتن كلارك وأنه يريد لقاءكم. فقلت له: أهلاً وسهلاً به، فأتِ به في أحد الأيام. فقابلَني قبل بضعة أيام. والناس يأتون ويقابلونني، غير أني أريد أن أحدّثكم ببعض ما جرى بيني وبينه من حديث إذ فيه دليل على صدق المسيح الموعود ، حيث يكشف لنا كيف أن الله تعالى لا يزال يؤيد حضرته اليوم أيضًا بشأن عظيم.

لقد تطرقتُ خلال الحديث معه إلى مناظرة “الحرب المقدسة”، فقال لي: إني لم أبدأ التحقيق بهذا الصدد إلا مؤخرا، ولكني قد عرفت اليوم أن هنري مارتن كلارك قد صار قصة من الماضي – لاحظوا أن ابن حفيد هنري مارتن كلارك يعترف أنه صار قصة من الماضي- أما خصمه فقد حقق النجاح في العالم كله.

ثم قال لي: كنتُ لا أعرف من قبل مَن هو أبو جدي، إنما كنتُ بدأتُ البحث عن آبائي القدامى قبل فترة وجيزة، فعرفتُ أن هنري مارتن كلارك هو أبو جدي.

لقد استمر هذا اللقاء قرابة نصف ساعة، وكان يتحدث معي بحيطة وبلهجة هادئة، فظننت أن هذا أسلوبه، ولكنه قال للسيد آصف بعد اللقاء أنه خلال اللقاء كله ظلّ في حالة عاطفية جدًا.

ثم أخبره السيد آصف في حديث طويل معه أن المسيح الموعود قد استعمل في حق هنري مارتن كلارك كلمات قاسية، ولكنها راجعة إلى العناد والمكابرة التي أظهرهما الأخير في المناظرة، مع أن المرء لو قرأ هذه المناظرة كلها لتبين له تماما أن الإسلام هو المنتصر فيها، بينما ظل هنري مارتن كلارك مصرا على قوله بأن المسيحية هي المنتصرة فيها، فقال له المسيح الموعود حسنًا، فليُحسَمْ الأمر بالدعاء لكي يُري الله تعالى آية واضحة بحق من هو على الحق. فقال ابن حفيد هنري مارتن كلارك بشكل عفوي:

‘God has certainly shown a sign even today.’

أي أن الله تعالى قد أرى آية حتمًا حتى أنه أراها اليوم أيضًا.

وقد تحدث مع السيد آصف عن انطباعته عن اللقاء أيضًا، وقد أمرتُ السيد آصف أن يكتب مقالاً عن ذلك ليُنشر.

باختصار، إن الله تعالى يُري اليوم آيات صدق المسيح الموعود باعتراف معارضي الإسلام هؤلاء، ومع ذلك إذا كان أحد لا يدرك صدقه فهم هؤلاء المشايخ الذين يظنون أنهم يحتكرون الإسلام.

فليُخرج المعارضون كل ما في جعبتهم في هذا الصدد ولكن يجب أن يعلموا أن هذه الجماعة جماعة ربانية ولا تقول إلا الحق والصدق… فقد كُلِّفنا أن نبلّغ دعوة إمام الزمان في جميع أنحاء العالم وأن نفحم المعارضين بالأدلة والبراهين…

يقول المسيح الموعود : “إن مَن ينكرني فلا ينكرني أنا وإنما ينكر الله ورسوله ، لأن من يكذّبني فلا يكذبني وإنما يكذّب الله، إذ يرى أن الفتن الداخلية والخارجية قد تجاوزت حدودها ولم يدبِّر الله للقضاء عليها رغم وعده

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر 10)،

مع أنه يؤمن في الظاهر بأن الله كان قد وعد في آية الاستخلاف بإقامة سلسلة الخلفاء في الأمة المحمدية أيضا كما أقامها في الأمة الموسوية، لكنه والعياذ بالله لم يُنجز وعده هذا، فلا يتواجد أي خليفة في هذه الأمة، وليس ذلك فحسب بل سوف يدفعه ذلك إلى الإنكار بأن وَصْف النبي في القرآن الكريم بمثيل موسى هو الآخر ليس بصحيح والعياذ بالله، لأن أَتَمَّ مماثلة هذه الأمة ومشابهتها بتلك تقتضي ولادةَ مسيحٍ في هذه الأمة في القرن الرابع عشر كما كان المسيحُ قد ظهر في الأمة الموسوية في القرن الرابع عشر، كما لن يكون بدٌّ من تكذيب آية القرآن الكريم التي تبشِّر بظهور البروز الأحمدي في

وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ (الجمعة 4)،

وهكذا سيستلزم تكذيبُ كثيرٍ من آيات القرآن الكريم، بل أعلن بتحدّ أنه لن يكون بدٌّ من ترك القرآن الكريم كله من كلمة “الحمد” إلى كلمة “الناس”، فتأمَّلوا هل تكذيبي أمرٌ سهل هين؟ فأنا لا أقول لكم من عند نفسي وإنما أقول مقسما بالله إن الحق أن من تركني وكذِّبني فقد كذَّب بعمله القرآنَ الكريم كلَّه – وإن لم يكذب بلسانه- وترك اللهَ، وإلى ذلك يشير أحد إلهاماتي أيضا، وهو “أنت مني وأنا منك” من المؤكد أن تكذيبي يستلزم تكذيبَ الله، وإن الإيمان بي يؤدي إلى تصديق الله ويتقوى الإيمانُ به، أما الذي يكذِّبني فهو لا يكذِّب نفسي فإنما يكذب رسولَ الله ، فقبل أن يتجرأ أحدٌ على تكذيبي وإنكاري عليه أن يفكر قليلا في نفسه ويستفتيه أنّه مَن الذي يكذِّبه؟” (ملفوظات ج 4 ص 14-15)

ثم يقول حضرته في كتاب آخر: مرآة كمالات الإسلام: “اعلموا يقينا أنكم في هذه الحرب تضربون بالسيوف على أعضائكم أنتم. فلا تلقوا بأيديكم في النار بغير حق لئلا تضطرم النار وتحرق يدكم وتجعلها رمادا. واعلموا يقينا أنه لو كان ذلك من صنع الإنسان لنشأ كثيرون ليقضوا عليه، ولما بلغ هذه المدة من العمر أيْ اثني عشر عاما وهو عمر الرشد. هل رأيتم مفتريا من قبل افترى على الله بأنه يكلّمه ثم بلغ هذا العمر المديد سليما معافى؟

الأسف عليكم أنكم لا تفكرون ولا تذكرون آيات القرآن الكريم حيث يقول الله جلّ شأنه عن النبي بأنك لو تقوّلتَ علي لقطعتُ منك الوتين. فمَن أحبُّ إلى الله من النبي حتى يَسْلَمَ إلى الآن على افترائه الكبير إلى هذه الدرجة بل ينال حظا وافرا من نِعم الله تعالى أيضا؟

لم يوفّق لإهداء رسالة الإسلام ورسالة القرآن للبابا إلا واحدٌ من غلمان إمام هذا الزمان الذي سماه الله “جَرِيّ الله”.

فيا أيها الإخوة اتركوا أهواءكم النفسانية ولا تتجاوزوا الحدود في الإصرار على أمور تخص علم الله وحده. ومزِّقوا سلسلة العادة وليكن كل منكم إنسانا جديدا واسلكوا مسلك التقوى لتُرحموا وليغفر الله لكم ذنوبكم. فاخشوا وارتدعوا. أليس فيكم رجل رشيد؟

وإن لم تنتهوا فسوف يأتي الله بنصرة من عنده وينصر عبده ويمزّق أعداءه ولا تضرونه شيئا.” (الخزائن الروحانية ج 5 ص 53-55)

نسأل الله أن يوفق أعداء سيدنا المسيح الموعود لإعمال العقل وإدراك هذه الرسالة، وأن يحمي الله جميع الأحمديين في كل مكان من كل أنواع الشـر، ويوفـقنا .. ندعوه منيبين إليه أكـثر فأكثر.

Share via
تابعونا على الفايس بوك