سيرة المهدي - الجزء 2 الحلقة 32
  • كان حضرته يحجز عربة كاملة لأهله حرصا على راحتهم
  • يخرج الطلاب من صفوفهم لكي يرافقون حضرته في نزهته
  • يأخذ المسيح الموعود u بقول أم المؤمنين في الأمور العائلية

__

أسفار حضرته بالقطار مع أهله ومرافقيه، وظروف السفر

430-  بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مفتي محمد صادق أن المسيح الموعود عند عزمه على سفر ما كان يقول لي أن أعدّ قائمة المرافقين له في هذا السفر، وكان يذكر لي أحيانًا أسماء بعض الضيوف الزائرين الموجودين في قاديان لأضمها إلى هذه القائمة. وكان حضرته في السابق يسافر في العربة المخصصة للرجال، والتي كانت تسمى إنتر (Inter)  أما إذا كانت حرم حضرته ترافقه فكان يُقِلُّها مع النساء الأخريات في الدرجة الثالثة النسائية. وكان دأب حضرته أنه كان يذهب مع نساء البيت المسافرات فيُقِلَّهن عربة النساء ثم  يعود إلى عربته ويجلس هناك مع خدامه؛ ثم عند بلوغه محطة الوصول كان يذهب إلى عربة النساء ويُنـزل حرمه قدّامه، وأما أثناء السفر فلم يكن ينـزل بنفسه إلى المحطات المختلفة ويذهب إلى عربة النساء لتفقد أحوالهن بل كان يرسل أحد خدّامه لذلك.

كان حضرته يهتم براحة خدامه كثيرا. وفي السنوات الأخيرة من حياته كان يحجز له ولحرمه وأولاده عربة كاملة من الدرجة الثانية وكان يسافر فيها بينما كان أصحاب حضرته يسافرون في عربة أخرى، إلا أنهم كانوا ينـزلون في المحطات المختلفة ويزورون حضرته.

أقول: كان حضرته يحجز عربة منفصلة حتى لا تضطر حضرة الوالدة إلى أن تكون في عربة أخرى فتواجه مشكلة ما ولكي يسافر حضرته مطمئنًا مع أهله وعياله. كما أن خلال سفر المسيح الموعود في أواخر حياته كان الناس يجتمعون له بالمئات بل بالألوف عند كل محطة لأن الناس من جميع الأديان والأعراق كانوا يجتمعون لزيارة حضرته على محطات القطار بمن فيهم الموافقون والمعارضون أيضا، فكان حجز العربة ضروريًا حتى يظل حضرته وحضرة الوالدة وغيرهما داخل عربتهم مطمئنين. كان حضرته في تلك الأيام يخرج أحيانًا من عربة القطار إلى المحطة ولكنه عمومًا كان يظل جالسًا في عربته ويلتقي بالناس الواقفين على المحطة عبر نافذة عربته.

كذلك أضاف مفتي صاحب وقال: في السفر الذي لم تكن أم المؤمنين تسافر فيه مع حضرته كنت أنام على سرير صغير في غرفة حضرته وذلك لأحضر له ما يحتاج إليه وأخدمه، وبما أن ذلك يتطلب أن أنام حذرًا منتبهًا حتى لا يحدث أن يناديني حضرته وأتأخر في الاستيقاظ، فلأجل ذلك ومنذ ذلك الوقت أصبح نومي خفيفًا. وإن حصل أن ناداني المسيح الموعود ولم أستيقظ، جاء حضرته وجلس على سريري ووضع يده المباركة على جسدي وبسبب ذلك كنت أستيقظ. كان حضرته فور استيقاظي يسألني عن الوقت، كما أنه كلما تلقى وحيًا أيقظني وأملاه علي. واتفق ذات ليلة أن حضرته أيقظني ليملي عليّ الوحي النازل عليه ولكن لم يكن لدي قلم في ذلك الوقت فأخذت قطعة من فحم الخشب وكتبت بها الوحي، ولكن بعد ذلك حرصت على حمل قلم رصاص أو قلم حبر دائمًا.

431- بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المسيح الموعود يخرج للنـزهة صباحًا على العموم، وكان كثير من أصحابه يرافقونه عادة، كما أن بعض الطلاب من ثانوية تعليم الإسلام أيضا بسبب شوقهم لصحبة حضرته كانوا يتمكنون من الخروج من صفوفهم بحيلة أو بأخرى ويرافقون حضرته. وأحيانا كان الأساتذة يعاقبون مثل هؤلاء الطلاب على خروجهم بدون الإذن ونظرًا إلى أن الدروس ستفوتهم، إلا أن الأطفال بسبب شوقهم العارم لم يكونوا يبالون بذلك بل كانوا يخرجون لدى سنوح الفرصة لهم.

432- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مفتي محمد صادق وقال: لقد غضبت قليلا على زوجتي المرحومة فذكرت ذلك عند الزوجة الكبرى للمولوي عبد الكريم وهي بدورها ذكرت للمولوي صاحب. فلما لقيني المولوي عبد الكريم بعد هذا قال: ينبغي أن تتذكر أن الملكة تحكم بلادنا. ولم يقل لي شيئًا غير هذا، إلا أنني فهمت قصده.

أقول: إن كلمات المولوي عبد الكريم هذه ترمي إلى معانٍ كثيرة، فمن ناحية كانت الملكة فيكتوريا تتربع على عرش بريطانيا ومن ناحية ثانية كان المولوي عبد الكريم يشير إلى أن المسيح الموعود يأخذ بقول أم المؤمنين رضي الله عنها في الأمور العائلية وكأن البيتَ تحكمُه أم المؤمنين. وكان قصد المولوي عبد الكريم من هذه الإشارة أن يحتاط مفتي صاحب في التعامل مع زوجته.

Share via
تابعونا على الفايس بوك