سيرة المهدي - الجزء 2 الحلقة 3

سيرة المهدي – الجزء 2 الحلقة 3

مرزا بشير أحمد

  • المسيح الموعود قاضيًا
  • وحي المسيح الموعود عن ضعف الإمبراطورية البريطانية.
  • قضية البريد ضد المسيح الموعود

__

313- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني بير سراج الحق وقال: كان حضرته يقول: لقد عُيِّنتُ مرةً حَكَمًا في إحدى قضايا القتل، وعليه فقد صار حضرته قاضيًا.

أقول: يتضح من رواية أخرى رواها مرزا سلطان أحمد أنه لم يقبل أن يكون قاضيًا، بل رفض ذلك. فلعل أحد الراويَين نسي أو أن الروايتين تتعلقان بحدثين منفصلين. والله أعلم.

314- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني بير سراج الحق وقال: لقد ورد في رواية ميان عبد الله السنوري وحي حضرته “سلطنت برطانيه تا هفت سال، بعد ازان باشد خلاف واختلال” أي ستبقى الدولة البريطانية قوية إلى سبع سنوات ثم يعم الخلاف والاختلال، ووردت فيها رواية الحاج عبد المجيد أن الوحي كما يلي:

“سلطنت برطانية تا هشت سال بعد ازان ايام ضعف واختلال.” أي ستبقى الإمبراطورية البريطانية هكذا إلى 8 سنوات، أما بعدها فسيتطرق إليها الضعف والفساد والاختلال، فإنه ليس صحيحًا عندي لأنني سمعت هذا الوحي من حضرته على النحو التالي: “قوتِ برطانية تا هشت سال بعد ازان ايام ضعف واختلال.” أي ستبقى قوة الإمبراطورية البريطانية إلى ثمانية أعوام ثم تأتي عليها أيام الضعف والاختلال”.

وكنت قد قلت لحضرته بهذا الخصوص بأنه يبدو أن المراد من القوة هي القوة الروحانية والدينية، والمراد أنه سيطرأ ضعف على القوة الدينية للإمبراطورية البريطانية أي المسيحية بعد ثمانية أعوام، وتبدأ غلبة الدين الحق أي الإسلام. قال حضرته: سيكون ما هو كائن، ولا يسعني أن أقول شيئًا قبل حدوثه.

أقول: يبدو أن رواية “بير صاحب” أصح فيما يتعلق بكلمات الوحي. والله أعلم.

315- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي فضل دين المحامي من قاديان أن المسيح الموعود كتب أنه قد رفعت ضدي قضية في المحكمة من قبل مؤسسة البريد وكان قرار المحكمة منوطًا كليًا بإفادتي، أي لو التزمت بالصدق وذكرت الأمر على حقيقته لكانت العقوبة أمرًا محتومًا، أما لو أنكرت الأمر كذبًا لما كان لمؤسسة البريد أن تثبت هذه التهمة ضدي. وعليه فأشار عليّ محاميَّ في القضية أنه إذا أردت إنقاذ نفسك فلا بد أن تنكر حدوث هذا الأمر، ولكنني رددت عليه: وليحدث ما هو حادث، فإنني لن أقول شيئا خلافًا للواقع ولن أنقذ نفسي باللجوء إلى الكذب. لا أريد أن أترك الصدق بحال من الأحوال، وغيرها من أمور أخرى.

قال الراوي: لقد أثار بعض غير الأحمديين ضجة ضد قول حضرته المذكور ونشروا بأن القصة كلها محبوكة وليس هناك أي قانون معروف في مؤسسة البريد بما أشير إليه في القصة، وأن هذه القصة اخترعت من أجل إثبات صدقه في تلك القضية – والعياذ بالله، وإن كان هناك أي قانون يقول ذلك فينبغي أن يقدَّم إلينا.

يقول الراوي: كنت قلقًا تجاه هذا الاعتراض، فبحثت في القوانين القديمة لمؤسسة البريد فوجدت في المرسوم رقم 14 والبند رقم 12 و56 الصادر في عام 1866م، وفي إشعار الحكومة الهندية تحت رقم 2442 الصادر في 7 ديسمبر 1877 وتحت البند رقم 43 أن ارتكاب مثل هذا الفعل جريمة وذُكرت عقوبته، أي كما ذكر حضرته. كما تلقّيت خلال بحثي هذا شهادة عينية أيضا تدلّ على أن هذه القضية قد رُفعت ضد حضرته من قبل مؤسسة البريد، وتفصيل ذلك كالآتي: بينما كنت أتحدث حول هذا القانون مع كاتب المحكمة «ملك مولا بخش الأحمدي» إذ جاء المحامي شيخ نبي بخش، وهو محام قديم من غورداسبور ولا يزال من معارضي الجماعة، وكان قد تابع بكل حماس ضدّ حضرته قضية رفعها المولوي كرم دين الجهلمي، قال لي شيخ نبي بخش: لقد رفعت هذه القضية أمامي في غورداسبور، وكان شيخ علي أحمد هو المحامي من قبل «مرزا صاحب». يقول الراوي المولوي فضل دين: وبعد ذلك كتب لي شيخ نبي بخش استجابة لطلب مني شهادة خطيّة جاء فيها:

أتذكر تمامًا أن مؤسسة البريد قد رفعت ضد «مرزا صاحب» قضية جنائية، وكان القائمون على مؤسسة البريد يتابعون هذه القضية. وكان شيخ علي أحمد محاميًا متابعًا للقضية من قبل «مرزا صاحب»، وكنت واقفًا مع شيخ علي أحمد في المحكمة عندما أخبره «مرزا صاحب» بعض تفاصيل قضيته. لعلها كانت تتعلق إما بالنقص في أداء أجرة البريد أو بإدخال أوراق بعض المقالات في ظرف الرسالة، وبما أنني لم أتابع القضية فلذلك لا أذكر القانون الذي كانت القضية تسند إليه. فقط. نبي بخش في 22 يناير 1924.»

أقول: لقد ذكر حضرته تفاصيل هذه القضية في كتابه: مرآة كمالات الإسلام.

Share via
تابعونا على الفايس بوك