سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 31
  • بيان بمن كتبوا حول سيرة المسيح الموعود من الأحمديين وغيرهم
  • قِران أولاد المسيح الموعود
  • الاختبار لمن يريد اعتناق الإسلام
  • عام ميلاد المسيح الموعود

__

181- بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: إليكم تفصيل ما نشر إلى الآن من مؤلفات للأحمديين حول سيرة المسيح الموعود وأخلاقه:

  1. سيرة المسيح الموعود تأليف المولوي عبد الكريم

كان المولوي المرحوم من كبار صحابة المسيح الموعود ، وكان يحتل المركز الثاني في الجماعة بعد المولوي نور الدين الخليفة الأول.

كتابه هذا مختصر جدًّا، ولكن لما كان المولوي المرحوم يتسم بذكاء متّقد وبحضور البديهة لذلك لم يتغافل عن بعض الأمور الصغيرة أيضا وجاء باستنتاجات رائعة، وألقى ضوءًا على الأخلاق العائلية عمومًا، وبنى استنتاجاته كلها على المشاهدة الذاتية. ولما كان المولوي المرحوم يقيم في زاوية مِن بيت المسيح الموعود لذلك وجد فرصة رائعة للاطلاع على أخلاق حضرته وسيرته، وإضافة إلى ذلك قد وهبه الله تعالى ملكة الكتابة والخطابة أيضا. إنه كتاب ممتع ورائع. وهو يحوي مرويات المولوي المرحوم نفسه لذلك لا مجال لأي شك أو شبهة فيها. إلا أن قوة الكتابة أحيانًا حررته من التقيد بكلمات الرواية، أي يتضح من بعض الأماكن أنه يأخذ بمجمل الحدث ويذكره بأسلوبه. ليت المولوي المرحوم أكمل هذا الكتاب وجعله مبسوطًا ومفصلا أكثر. يخلو هذا الكتيب من ذكر السوانح أي يحتوي على الواقعات المختارة لإلقاء الضوء على سيرة المسيح الموعود وأخلاقه، إلا أن كل كلمة منه تفيض بالحب والهيام. على القراء أن يطالعوا هذا الكتاب المقتضب.

  1. أحمد (باللغة الإنجليزية)        تأليف المولوي محمد علي م. أ.

المولوي المذكور أحمدي قديم، ولعله بايع في 1897. ثم انتقل إلى قاديان في أواخر سني حياة المسيح الموعود فأعطاه حضرته مكانًا للإقامة في طرف من بيته وفوّض إليه تحرير مجلة مقارنة الأديان. كان المولوي في حياة المسيح الموعود يُعَدّ من المقربين، ولكنه مع الأسف وقع تحت تأثير بعض أصدقائه وتأثيرِ كلام الناس فانجرف مع تيار الفتنة.

كتابه بالإنجليزية “أحمد عليه السلام” يحوي باختصار سيرة المسيح الموعود وأخلاقه، وقد كُتب بأسلوب جذاب. أما السوانح فلم تُكتب فيه بعد التحقيق الخاص بل ذُكرت الأمور المعروفة عمومًا، أما السيرة فتتضمن أحداثًا بناء على المشاهدة الذاتية، وقد كتبها المؤلف بروعة. عام تأليف هذا الكتاب هو 1906.

  1. السوانح المختصرة لحياة المسيح الموعود ، تأليف ميان معراج دين عمر اللاهوري.

ميان المحترم أحمدي قديم. لم ينتقل إلى قاديان إلا أنه حظي بصحبة المسيح الموعود كثيرا، وهو ذكي محبّ للكتابة. مقاله هذا نُشر مع إحدى الطبعات للبراهين الأحمدية ويحتوي على بعض الأحوال العائلية لحضرته كما يضم بعض جوانب سيرته وأخلاقه، ويبدو أنها كتبت بشكل رائع. لم يتم أي تحقيق خاص في نقل الواقعات، وإنما اكتفى المؤلف بأخذ الواقعات المعروفة فحسب. ألِّف هذا الكتاب في 1906.

  1. حياة النبي، تأليف شيخ يعقوب علي التراب العرفاني.

الشيخ أحمدي قديم وهو من خواص رجال الجماعة، لقد انتقل إلى قاديان وحظي بصحبة المسيح الموعود كثيرًا. تحتوي جريدة الحكم التي كانت تصدر بإدارته على ذخيرة كافية لتاريخ الجماعة ووقائع حياة المسيح الموعود وسيرته. كان الشيخ مولعًا بجمع تاريخ الجماعة والمحافظة عليه منذ البداية. وكتاب حياة النبي تأليفٌ وحيد بُدئ به ككتاب مستقل ومفصل حول سوانح المسيح الموعود وسيرته. وقد نُشر مجلدان لهذا الكتاب وهما رائعان. أُلف هذا الكتاب في 1915.

  1. تذكرة المهدي تأليف بير سراج الحق النعماني.

وهو من الأحمديين القدامى، بدأتْ زياراته إلى قاديان من عام 1881 أو 1882، وحظي بصحبة حضرته كثيرًا، بل أقام في قاديان سنوات عديدة وتمتع بصحبته . أسلوبه في الكتابة وفي الكلام يتصبغ بصبغة تقليدية إلا أنها جذابة. وتأليفه “تذكرة المهدي” كتاب ممتع. إنه ليس كتاب السوانح المتسلسلة بل يحتوي على الأحداث والواقعات المختلفة إلا أنها كُتبت بالتفاصيل، وكلها أمور شاهدها المؤلف بأم عينيه. أي كأن المؤلف أجملَ في هذا الكتاب مشاهدته. كان المؤلف يصحب حضرته في أسفاره عمومًا. وإن كتابه هذا ممتع جدًّا وجدير بالمطالعة. نُشر جزءان للكتاب، وعام طبعهما هو 1914م.*

  1. سيرة المسيح الموعود تأليف حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد الخليفة الثاني.

هذا كتيب صغير أدرجتْ فيه الوقائع المعروفة لحياة المسيح الموعود إلى وفاته. لم يتم أي تحقيق مفصل أو مستقل من الناحية التاريخية وإنما ذُكرت الوقائع العامة المعروفة، وكان هو الغرض من طبعه. أما أسلوب البيان وأسلوب الكتابة فهو على درجة ما نشر منسوبًا لهذا الاسم المحترم. تاريخ تأليف الكتيب هو 1916.

إضافة إلى ذلك كتبَ قسّان أمريكيان وقائع حياة المسيح الموعود باللغة الإنجليزية أي 1) الدكتور غرس فولد المحاضر في الكلية التبشيرية بلاهور و 2) مستر والتر سيكرتير منظمة الشباب المسيحيين بلاهور.

لقد التقى الدكتور “غرس فولد” بالمسيح الموعود ولم يلتق به “مستر والتر”. تأليف الأخير مفصل أما تأليف الأول فمختصر. مع أنهما قد أخذا المعلومات كلها من أدبيات الجماعة بشكل عام إلا أن هذين الكتابين لا يخلوان من الأخطاء، وجميع الأخطاء ناشئة عن سوء الفهم. أما الاستدلال والاستنباط فيهما فهو كالمتوقّع من أي قس مسيحي، أي لم يفهما بعض الأمور والذي فهماه لم يذكراه سليمًا.

إن التعصب أيضا كشعلة من النار التي تحرق بساتين المعلومات فتجعلها خرابًا ورمادًا. وبرأيي هناك شيء آخر غير التعصب يتحول إلى عقبة كأداء فيحول دون الفهم الصحيح للأحداث والوصول إلى النتائج الصحيحة وهو الغربة وكون المرء من دين وقوم آخر، ولا يستطيع المرء أحيانا أن يتعمق في القضية لهذا السبب. على أية حال إنهما أيضا كتابان جديران بالمطالعة.

إضافة إلى ذلك هناك جرائد الجماعة ومجلاتها أي الحكم والبدر ومقارنة الأديان (باللغة الإنجليزية والأردية) ومجلة تشحيذ الأذهان التي نُشر فيها بين حين وآخر مذكرات عن سيرة المسيح الموعود ووقائع حياته، وهي تحتوي أيضا على ذخيرة عظيمة للمعلومات.

ثم ورد جزء كبير من أحداث سيرة المسيح الموعود وأخلاقه في مؤلفاته الثمانين تقريبًا من كتب وكتيبات وإعلاناته المئتين تقريبًا. والبديهي أن هذا الجزء يقيني وأوثق. والحقيقة أن جميع الكتب التي أُلّفت حول أحداث سيرة حضرته تحتوي على ما ذكره حضرته بنفسه من أحداث حياته إلا كتاب حياة النبي. والجدير بأخذه في الاعتبار أن المسيح الموعود أحيانًا لم يتذكر تاريخًا معينًا لبعض الأحداث.

والحق أن للذاكرة أنواعا مختلفة. ذاكرة بعض الناس تكون قوية عمومًا إلا أنها لا تعمل جيدًا في مجال معين. والحقيقة أن تذكّر التواريخ المتعلقة بالأحداث المتفردة – أي تلك التي ليست حلقةً من سلسلة الأحداث المنتظمة – يصبح صعبًا خصوصًا للشخص الذي خُلق دماغه لإنجاز أعمال عظيمة أخرى. وقوة حفظ تواريخ الأحداث هي أدنى من القوى الأخرى لدماغ الإنسان. بل لوحظ عمومًا أن مَن ذاكرته لحفظ التواريخ أقوى كان ضعيفًا في القوى الدماغية العظيمة الأخرى. والله أعلم.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي وقالت: لقد عقد حضرته قرانكم أنتم الأولاد في الصغر ولكنه لم يكن يريد الاختلاط الكثير لئلا يحصل أي نقص في التربية والنمو.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني شيخ عبد الرحمن المصري وقال: لما أتيت قاديان في بداية عهدي بها جاء في اليوم نفسه شيخ رحمة الله اللاهوري بشاب مسيحي يريد أن يعتنق الإسلام. لقد التقينا بالمسيح الموعود نحن الاثنين سويةً؛ أخذ حضرته مني البيعة أما هو فقد ردّ على طلبه قائلا: سنأخذ منك البيعة لاحقًا. كان شيخ رحمة الله قد جاء به وهو شخصية كبيرة وكان حضرته يحترمه كثيرًا.

على أية حال، كتب هذا الشاب المسيحي مرة أخرى للمبايعة فردّ عليه حضرته مرة ثانية: سنأخذ البيعة لاحقًا. ثم كتب على طلبه ثالثًا: يجب تحديد يومٍ للمبايعة، كان ذلك اليوم هو يوم الثلاثاء أو الأربعاء، فقال حضرته سنأخذ البيعة يوم الخميس. فلما تلقى الشاب هذا الردّ ذهب مغاضبًا وتنصّر مرة أخرى. قال أحد لحضرته : تنصّر ذلك الشاب عند مغادرته من هنا. فقال حضرته : لأجل ذلك كنت أؤخر بيعته. ثم قال: من يأتي من الهندوس مسلمًا يكون صادق القلب عمومًا، ويحب الإيمان. ولكن الذين يُسلمون من المسيحيين ليسوا جديرين بالاعتماد عليهم عمومًا. لم أكن مطمئنًّا لحالة هذا الشاب لذلك كنت أريد أن يبقى هنا مدة أطول.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: سألت مرزا سلطان أحمد من خلال ابنه الأصغر مرزا رشيد أحمد: ماذا تعرف عن سنة ميلاد المسيح الموعود ؟ فردّ: على حدّ علمي وُلد حضرته في عام 1836م.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد سألت مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. السيكرتير الخاص عن سنة ميلاده فقال: لا أعرفها بالضبط إلا أن المكتوب في بعض الأوراق هو 1864م، ولكن قال لي البانديت الهندوسي بأنني ولدتُ في عام 1913 البكرمي (أي 1856 الميلادي)، وسمعت أنه عند ولادتي كان عمر والدي 18 عاما تقريبًا.

أقول: تبدو رواية 1913 البكرمي أوثق من غيرها، لأن القرائن الأخرى تؤيدها. كما يؤيدها أن الهندوس عمومًا مهَرة في حفظ تواريخ الميلاد، وعليه فإن عام ميلاد مرزا سلطان أحمد هو 1856م تقريبًا. فإذا كان عمر حضرته في ذلك الوقت 18 أو 19 عامًا فكانت سنة ميلاده هي 1836 أو 1837 تقريبا. ومن هنا تتأكد صحة الرواية التي تقول بأن عام ميلاد حضرته هو 1836م.

وهناك شهادة أخرى وهي أن حضرته كتب في بعض كتبه (انظر التبليغ مرآة كمالات الإسلام)، وكان يقول أيضا: كانت والدتي تقول دائمًا إن أيام شدائد عائلتنا ومصائبها قد بُدّلت من يوم ولادتك بالخير والرخاء. ولأجل ذلك كانت ولادتي تُعتَبر مباركة.

والقطعي أنه قد بدأ تبدّل أيام محن الأسرة ومصائبها إلى أيام الرخاء في عهد الراجا رنجيت سنغ حيث أرجع راجا رنجيت سنغ إلى جدّنا قاديان وبعض القرى المجاورة لها، وخصّص لجدنا عسكريا مرافقا له، وأدى جدّنا بعض الخدمات العسكرية تحت إمرة الراجا. فلا بد أن حضرته قد ولد قبل موت الراجا رنجيت سنغ أي قبل فترةٍ من سنة 1839. وهذا أيضا يؤكد صحة الرواية المتعلقة بولادته في عام 1836م. وهو المراد.

أما ما كتبه حضرته أن سنة ميلاده هي 1839 فقد ردّت عليه كتاباتُه الأخرى. فقد كتب مرة في عام 1905 أن عمره الآن 70 عاما، وكتب هنالك بأنني كتبت ذلك تقديرًا وتخمينًا أما العلم الصحيح فعند الله.

وفق التحقيق الذي قمت به أقول: قد ولد حضرته في بداية عام 1252 للهجرة وتوفي في عام 1326للهجرة، والله أعلم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك