سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 28

سيرة المهدي – الجزء 1 الحلقة 28

مرزا بشير أحمد

  • حالة آتهم المزرية في اليوم الأخير
  • شهادة العاملين عند آتهم على حالته
  • صفتا العليم والقدير لله وتسيير نظام العالم
  • إبطال مزاعم الثرثاريين حول النبوءة

__

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان فخر الدين الملتاني وقال: لما كنت في نوربور في محافظة “كانغرْه” في عام 1910 دعاني هناك مفتشُ محكمةِ الشرطة إلى مأدبة مع آخرين. كان المفتش غير أحمدي إلا أنه كان رجلا نبيلا ومواظبًا على الصلاة وكان شخصيةً قويةً، ذكر هذا المفتش أثناء الحديث أنه لما كان اليوم الأخير من انتهاء ميعاد النبوءة البالغة مدتها 15 شهرًا والمتعلقة بـ “آتهم” كنت آنذاك أشتغل مشرف الحراسة على داره. وكان داخل داره بعض أصدقائه القسس وغيرهم، أما في الخارج فكانت الشرطة تقوم بحراسة مشددة حول داره. كان آتهم آنذاك يعاني حالة شديدة من القلق والاضطراب، حالةً تشابه الجنون، وفي هذه الأثناء لما سُمع صوت إطلاق النار من بعيد أصبحت حالة آتهم يرثى لها، فلما بلغ قلقه وذعره ذروته سقاه أصدقاؤه خمرًا كثيرة أدت إلى فقد وعيه. هكذا قضى آتهم تلك الليلة الأخيرة من ميعاد النبوءة. فلما أصبح وضع أصدقاؤه في عنقه قلادات وأركبوه في السيارة وخرجوا في مسيرة الفرح، وأثيرت ضجة بين الناس أن نبوءة مرزا بدت كاذبة. يقول مفتش محكمة الشرطة: مع كل ذلك كنا نقول: لعل موته كان أفضل من هذه الحالة التي رأيناه يعانيها.

أقول: حدثني ماستر قادر بخش اللدهيانوي أنه خلال أيام هذه النبوءة البالغة 15 شهرًا كان السيد “لويس” قاضي المقاطعة، ولما كان آتهم زوج ابنته لذلك كان يأتيه في تلك الأيام ويقيم في بيته. ففي إحدى المرات جاء آتهم إلى لدهيانه خلال مدة النبوءة، وكان أحد أقاربي الفقراء موظفًا عند السيد لويس، وكان عمله تحريك المروحة اليدوية في غرفة آتهم. سألته يومًا: ما دُمت تحرك المروحة اليدوية في غرفته فهل تسنت لك فرصة الكلام معه. فقال لي: إن سيدي (أي آتهم) يبكي طول الليل. وسألته مرة: لماذا تبكي؟ فقال: يتراءى لي بعض المسلحين بالسيوف. فقلت له: فلماذا لا تسلمهم للشرطة؟ فقال: إنهم يتراءون لي فقط ولا يراهم غيري.

أقول: لقد ورد ذكر النبوءة عن آتهم في معظم كتب المسيح الموعود . الحقيقة أنه ظهر رعب مخيف على آتهم منذ نهاية المناظرة لما تنبأ المسيح الموعود عنه بأنه سيُلقى في الهاوية خلال 15 شهرًا. لقد قال المسيح الموعود بأن آتهم وصف النبي في كتابه بالدجال والعياذ بالله، عندما سمع “آتهم” لمس أذنيه على الطريقة الشرقية في بيان الإنكار التام وأخرج لسانه، وهَزَّ رأسه، وقال: لم أقل ذلك، في حين أنه سبق أن وصف النبي بالدجال في كتابه “اندرونه بايبل”، ولقد قال ذلك أمام 70 شخصًا تقريبًا من أتباع الأديان المختلفة. ولقد ذُكر في كتب المسيح الموعود كيف أبدى آتهم خلال مدة النبوءة خوفه القلبي واضطرابه وقلقه الشديد. لقد ذكر بنفسه أنه أحيانًا يرى الثعابين التي تسعى وقد لَدَغته، وأحيانًا يرى الكلاب تنقضّ عليه، وأحيانًا أخرى يرى المسلّحين بالسيوف المسلولة فيُرعبونه، ولأجل ذلك كان ينتقل من مدينة إلى مدينة خائفًا مذعورًا، وكانت الشرطة تحرسه دائمًا، إضافة إلى ذلك كان قد توقف عن الكتابة ضد الإسلام. فلما قرب الميعاد على الانتهاء تفاقم خوفه لدرجة اضطر القساوسة حوله لسقيه الخمر مرة بعد أخرى حتى فقد وعيه. ألا يدل كل ذلك أن خوفَ تحققِ النبوءة الإلهية قد استولى على قلبه، وكان يريد أن ينقذ نفسه من العذاب؟ فلقد نجاه الله تعالى من الموت بحسب الشرط الوارد في النبوءة.

يقول المشايخ المعارضون بأن آتهم لم يكن يخاف من تحقق النبوءة، بل كان يخاف من أن يقتله أحد الأحمديين، ولذلك كان يتخذ الحراسة لنفسه. إنه لظن سخيف جدًّا، لأنه شتان ما بين الخوف من كيد العدو واتخاذ التدابير الاحتياطية لردّه وبين الخوف الذي ظهر من آتهم. فلا بد من التدبر في كيفية نوعَي هذا الخوف ثم اتخاذ رأي محايد فيما إذا كان الخوف والاضطراب الذي أبداه “آتهم” يدخل في قسم التدابير الاحتياطية التي تؤخذ عادة تحسّبًا لشر العدو، أو يدخل فيما يقوم به المرء مرعوبًا من تحقق نبأ من الأنباء؟ إننا على يقين مِن أن مَن يتدبر في حالة “آتهم” خلال فترة ميعاد النبوءة متخليًا عن التعصب فسيضطر للاعتراف بأن نوع الخوف الذي أظهره “آتهم” لم يكن مما يظهره أحد توقيّا من شر العدو، بل هو نوع آخر من الخوف. فمن الجهل والغباء ومن تضليل خلقِ الله وخداعهم عمدًا الاستمرارُ في رفع العقيرة كالجهلاء بأن كل إنسان يبدي خوفه توقيًّا من شرّ العدو لذلك فلا عجب لو أظهر “آتهم” أيضا مثل هذا الخوف.

اعلموا أن نظام العالم يسير على صفتين من صفات الله، والحقيقة أن نظام الحكم كله يسير على هاتين الصفتين إحداهما صفة العلم والأخرى صفة القدرة. ومع تطور هاتين الصفتين يتحسن تدبير نظام الحكومة ويتطور. وبديهي أن صفات الله تبلغ ذروة الكمال ومنها هاتان الصفتان؛ أي أن علم الله كامل وقدرته أيضا كاملة، ويعني ذلك أنه ليس من أمر يخفى عليه ولا من  أمر يتعلق بالقدرة خارجٌ عن قوته. وهذان عمودان أساسيان يقوم عليهما عرش الله . كلما أرسل رسولا أجرى بواسطته نهرَين من هاتين الصفتين ليتجلى هو من خلالهما، وليظهر للعالم كله أن الحُكم كلَّه بيده وأنه هو من أرسله رسولا. يظهر الله تعالى بواسطة رسوله بعض الآيات ويهدف من خلالها إظهار علمه الأزلي، كما يظهر الأخرى بهدف إظهار قدرته الكاملة. ولا يقتصر على إظهار الآيات من نوع واحد فقط لأن الحكومة تقتضي الصفتين المذكورتين. مهما كان العلم كاملا إلا أنه ناقص بدون القدرة، ومهما كانت القدرة كاملة غير أنها ناقصة بدون العلم. فلا يمكن إظهار تصرف كامل بدون ظهور هاتين الصفتين. وعليه فإن نبوءات الأنبياء – التي هي من آيات الله – على نوعين: الأول: النبوءات التي تكون تابعة لصفة الله العليم، أي تلك التي يهدف الله تعالى بها إلى إظهار علمه الأزلي، والثاني: هي التي تكون تابعة لصفة الله القدير، أي تلك التي يريد الله تعالى إظهار قدرته الكاملة من خلالها. وبديهي أن تُعرف هذه النبوءات باختلاف ظروف كل نوع منها، كما لا بد أن تتباين المعايير لاختبار صدق كل نوع منها. ومن الجهل الشديد الخلط بين هذين النوعين وتطبيق حكمٍ واحدٍ على كليهما واختبارهما

على محكٍّ واحد. بل لابد أن تختبر نبوءات العلم على محك العلم لأنها ستكون هادفة إلى إظهار العلم؛ وتُختَبر نبوءات القدرة على محك القدرة لكونها هادفة إلى إظهار القدرة ولا يمكن أن تغيّر هدفها ولا مسارها.

فلا بد لنا عند تعرضنا لأية نبوءة أن نتدبّر في ظروفها وتعيين نوعها ثم اختبار صدقها على محكها الذي حُدِّد.

لقد انخدع معارضونا انخداعًا شديدًا إذ يحسبون جميع نبوءات المسيح الموعود تابعة لعلم الله الأزلي، وبالتالي يختبرون صدقها على هذا المحك نفسه، ويتحججون دومًا بأن كل نبوءة يجب أن تتحقق حرفيًا وإلا فسيُفهم أنها كانت كاذبة، في حين أن هذا الشرط يتعلق بالنبوءات الهادفة لإظهار العلم، وإذا سلّمنا بتدخل المجاز فيها لكان في تحققها اختلاف مع ظاهر كلمات النبوءة، ولكن مع هذا الاختلاف يستحيل تراجعها أو نسخها إذ التراجع والنسخ يتنافيان مع العلم الأزلي. أما النبوءات الهادفة إلى إظهار القدرة فيمكن حدوث تراجع فيها عند تغيّر الظروف، لأن التراجع جراء تغيّر الظروف لا يتنافى مع إظهار القدرة بل يؤيده.

ويمكن فهم نوعي النبوءات بالمثال الآتي: يتلقى الملهَم وحيًا من الله تعالى بأنه سيقوم بعمل معين. توضح ظروف هذه النبوءة أنها تابعة لصفة الله العليم دون صفة الله القدير، أي أن قيام ذلك الشخص بعمل محدّد لا يتعلق طبعيًا بإظهار قدرة الله بل المراد منه إظهار العلم فقط، فلا بد لهذا الشخص من أن يقوم بذلك العمل مهما حدث التغيّر فيه وإلا فسيثبُت خطأ علم الله، وهو محال. ولكن إذا قيل في الوحي بأننا سنعرّض عدوَّك الفلاني – الذي يناصبك العداء – لعذاب الذلّة، فبديهي أنها ليست بالنبوءة التابعة لصفة الله العليم بل ستكون تابعة لصفة الله القدير. وعليه فلو أحدث مَن صدرت النبوءة عنه تغييرًا في نفسه فاعلموا جيدًا أن صفة الله القدير – التي كانت دافعة للتنبؤ عن ذلة ذلك العدو – ستتحول إلى صفة تنقذه من الذلة. فكما أن عدم إحداث ذلك الشخص أي تغيير كان سببا لذلته وإظهار قدرة الله كذلك فإن نجاته من الذلة ستكون إظهارًا لقدرة الله، فلو أصابه عذاب الذلة رغم إحداثه التغيير لصار هدف النبوءة – أي إظهار صفة القدرة – مشتبهًا وبالتالي بطل الغرض الأساسي من النبوءة. فليست القدرة الكاملة هي أنه إذا تحرك المحرك فلا بد أن يسحق كل من يواجهه قريبًا كان أم بعيدًا، بل معنى القدرة الكاملة هو أن يقدر على إنزال العذاب على مَن يستحقه، ولا يسع أحدٌ أن ينقذه من ذلك، وأن يرحم مَن يستحق الرحمة ولا شيء يقدر على تعذيبه. فالقدير هو من تظهر قدرته بمقتضى الحال، وإن لم تظهر قدرته بمقتضى الحال فليس بالقدير، بل هو عجلة لآلة أو تجسيد للظلم والجور.

وإذا أردتم المثال تاريخيًا على النبوءات التابعة للعلم الأزلي والقدرة الكاملة فاعلموا أن نبوءة وفاة فاطمة التي تنبأ بها النبي في مرضه التي توفي فيه كانت تابعة لعلم الله الأزلي، ونبوءة يونس النبي التي تنبأ بها عن تعرض قومه للعذاب كانت لإظهار القدرة الكاملة.

هذه الأمور من البيِّنات عندنا، وكيف يسعنا التخلي عنها لاستهزاء المعارضين بنا؟ إن خداع الناس شيء واتباع الحق شيء آخر.

هنا تنشأ شبهة أن الله تعالى ما دام يعلم بصفته العليم أنه سيحصل هذا النوع من التراجع في النبوءة الفلانية التي صدرت تابعة لصفة الله القدير وذلك بسبب إحداث مَن وُجّهت إليه النبوءة تغيّرًا في نفسه، فلماذا لا يخبر الله تعالى عن هذه النتيجة النهائية التي ستحدث على أرض الواقع؟ أي ينبغي أن يخبر الله تعالى ما سيئول إليه الأمر نهائيا لينجو الناس من العثار.

والرد على هذه الشبهة هو أنه لو حصل ذلك لكانت جميع النبوءات تابعة لصفة الله العليم، ولن تكون نبوءة تابعة لصفة الله القدير، لأنه لو أُخبر عما سيحدث في نهاية المطاف لخرجت النبوءة من صفة الله القدير وأصبحت تابعة لصفة الله العليم، في حين أنه لا بد من أجل رقي العرفان والإيمان أن تكون هناك نبوءات من كلا النوعين. وتتضمن النبوءات الهادفة إلى إظهار قدرة الله جانب الابتلاء من ناحية ومن ناحية أخرى هي أكثر النبوءات مادةً لرقي الإيمان والعرفان، لذلك أرادت مشيئة الله تعالى أن تخرج من فم الأنبياء نبوءات من كلا النوعين.

وجدير بالتذكر هنا أنني كتبت بأن بعض النبوءات تكون هادفة إلى إظهار العلم الأزلي وبعضها لإظهار القدرة، فلا يعني ذلك أن النبوءات المتعلقة بإظهار القدرة تخلو من علم الغيب، لأن النبوءة لا تخلو من علم الغيب مهما كان هدفها. ولفظ “النبوءة” أيضا يشير إلى علم الغيب. فالمراد من نبوءة هادفة إلى إظهار القدرة هي النبوءة التي ليس الهدف منها إظهار  العلم بعاقبة الأمور، وإلا فإن علم الغيب الذي يعلمه الله تعالى عن الفترة ما بين صدور النبوءة وتحققها، وعن تغيّر حالة مَن نُبئ عنه، وعن نتائج النبوءة، إظهارُه أيضا يكون هدفًا من النبوءة المتعلقة بإظهار القدرة. فإن المراد من العلم هو العلم بعاقبة الأمور ولا يراد منه مطلق علم الغيب الذي هو جزء لا يتجزأ من كل نبوءة.

وإذا كانت هناك نبوءة صدرت لإراءة القدرة الكاملة، ولكنها بقيت ثابتة بحيث لا تتغير ظروف الشخص أو الشيء الذي صدرت عنه النبوءة، أي لم تتغير الحالة التي بسببها صدرت النبوءة، وبالتالي لم تتغير النبوءة بل أصابت دون أن تغيّر مسارها وتحققت، أفلا يتّحد في هذه الحالة طريق مثل هذه النبوءة الاقتدارية والنبوءة الهادفة لإظهار العلم بحيث لا يبقى أي فرق بينهما؟ والرد على ذلك هو أنه يمكن أن يتحد طريقهما إلا أنهما ستبقيان متباينتين نظرًا إلى هدفهما الأخير، أي ستوضّح الظروف أن الهدف من إحداهما إظهار العلم الأزلي، ومن الأخرى إظهار القدرة. مع كل ذلك لا مانع لدينا في القبول أنه في هذه الحالة يصبح الهدف من مثل هذه النبوءة إظهار القدرة وإظهار العلم معًا.

وجدير بالذكر هنا أن ما يقال عمومًا أن النبوءة الوعيدية يمكن أن يحدث تراجع فيها أو تزول فلا يراد منه أن مثل هذه النبوءة تتضمن في طبيعتها تراجعا حتما، بل لما كان الهدف من الوعيد إظهار القدرة لذلك يمكن التراجع فيه، واعلموا أنه ليس المراد من نسخ النبوءة أو تراجعها أنها بدت كاذبة – والعياذ بالله، لأن النبوءة الإلهية لا تخطئ مهما كان نوعها بل تتحقق في جميع الأحوال. فعندما نطلق كلمة التراجع أو النسخ للنبوءة نعني بها أن الصورة التي أنبئ عنها من أجل إظهار القدرة الإلهية لم تعد سببا لإظهارها الآن بسبب تغير الظروف لذلك فقد حُوّل إظهار القدرة الإلهية إلى صورة أخرى، فلم تخطئ النبوءة لأن الغرض الأساسي منها هو إظهار القدرة وقد تحقق هذا الغرض، أما لو ظهرت النبوءة على صورتها الأولى رغم تغير الظروف لكان بالإمكان القول أنها بدت كاذبة، لأنه بهذه الصورة لم يتحقق إظهار القدرة الإلهية الذي كان هو الهدف الأساس من النبوءة.

كانت النبوءة المتعلقة بآتهم إظهارًا للقدرة الإلهية ولم تكن لإظهار العلم، كما يتضح من ظروف النبوءة وكلماتها، ولا سيما كلماتها الآتية: “بشرط عدم رجوعه إلى الحق.” فلو كان الهدف منها إظهار العلم لما كان بالإمكان أن يشترط بشرط ما. فلما ثبت أن النبوءة كانت إظهارًا للقدرة اضطررنا للتسليم بأن النبوءة تحقَّقت، وذلك لأنه قد تحقق إظهار القدرة كما مرّ تفصيله. إن النبوءة المتعلقة بآتهم مميزة من بين النبوءات الهادفة إلى إظهار القدرة لأنها نبوءة مركبة، ومعناها أنه لو رجع آتهم إلى الحق خلال 15 شهرًا فلن يموت، ولكنه إن لم يرجع إلى الحق فسيلقى في الهاوية خلال 15 شهرًا. فإنها -لكونها مركبةً- أصبحت أرفع شأنًا من النبوءات العامة وذلك لأنه لا يتم إظهار القدرة في النبوءات المفردة مثلما يتم من خلال النبوءات المركبة التي لها وجوه وجـوانب كثيرة. فليبـصر من كانت له عيون باصرة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك