سيرة المهدي - الجزء الثاني الحلقة 53

سيرة المهدي – الجزء الثاني الحلقة 53

مرزا بشير أحمد

  • قد يكتب المرء وينتقد كثيرا، ولكنه لا يقدم شيئا، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

__

471 – “لضيق المساحة رأينا نشر محتوى هذه الرواية على أقساط. وقد نشرنا القسط أ الشهر الماضي الذي ذكر فيه الكاتب الأسلوب الساخر والأبيات اللادغة التي استعملها د.بشارة أحمد في جريدة «بيغام صلح» منتقدا بلهجة شديدة  كتاب حضرة مرزا بشير أحمد سيرة المهدي.” التقوى

أريد أن أقول شيئًا آخر قبل الخوض في أصل الموضوع، وهو أن الدكتور إضافة إلى تصرفه المُستهجَن جانَب في مقاله العدل في النقد، فلَا يَجْرِمَنَّه شَنَآنُنا عَلَى أَلَّا يعْدِلَ في نقده فيبين الوجه الحسن وبذل في إظهار ما يراه سيئًا جهدا. يدرك الجميع أن من واجب كل ناقد أن يلقي الضوء على جميع جوانب الكتاب الذي يريد التعليق عليه أي يضم الحَسَن والسيئ أيضًا في تعليقه على الكتاب ونقده له ويعرض للناظرين نقدا شاملاً يلقي الضوء على مواطن الحُسن والقُبح والقوة والضعف الواردة فيه وذلك ليتعرف الناس على كل جوانبه، هذا هو النقد المتعارف عليه في العالم كله، والإسلام قد دعا إليه بشكل خاص، فقد ذم الله تعالى مسلك اليهود والنصارى في نزاعهم فيما بينهم فقال:

وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ (البقرة 114)

فلا ترى طائفة أي خير في أختها، مع أن كلتيهما تشتركان في الإيمان بالتوراة والأنبياء.

ثم يقول تعالى:

وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (المائدة 9)

أي ينبغي ألا تُسفر عداوتكم لقوم عن ترك مبادئ العدل، لأن مجانبة العدل بعيدة عن التقوى. والقرآن الكريم قد دأب على هذا الأصل، فحتى حين عرض القرآن إلى ذكر الخمر والميسر قال تعالى:

فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا (البقرة 220)

أي أن هناك ضررًا كبيرًا في الخمر والميسر ولكن فيهما منافع أيضا للناس ولكن مضارهما أكثر من منافعهما. يا له من تعليم مثالي للعدل يقدّمه الإسلام أمامنا! ولكن مع الأسف الشديد تجاهل الدكتور هذا الأصل الذهبي وجعل واجبه مقتصرًا على إبراز تلك الأمور للناس التي يعترض عليها في نظره. إنني أسأل الدكتور مناشدًا إياه الالتزام بالأمانة والدين: ألم تجد في كتابي أية مزية جديرة بالثناء في مقالك الطويل؟! أكتابي هذا لا يعدو على أن يكون مجموعة أمور عابثة لاغية لا تجدر بشيء سوى التفنيد؟ أفلم يشتمل كتاب سيرة المهدي على أية معلومة جديدة ولا مفيدة تجدر  بالذكر حين النقد؟ ثم إذا كان الدكتور مع التزامه بالأمانة والدين يرى أن المجلد الأول من سيرة المهدي لا يشتمل على أي خير يمكن أن يكون جديرًا بالذكر عند التعليق عليه فسألتزم الصمت. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فسيحق لي القول إن نقد الدكتور لم يكن بدافع العدل والأمانة. إن أعدى أعداء الإسلام، الذين لا يراعون عمومًا أي شيء في عداوتهم للنبي (فداه نفسي)، عند تعليقهم على شخصية النبي وصفاته يحتاطون إلى هذه الدرجة على الأقل أنهم يذكرون بعض مزاياه أيضًا حتى لا يخطر ببال القراء عامة أن التعليق نابع عن عداوة مجردة، وبهذا الطريق سيعتبر الناس نقدهم أو تعليقهم محايدًا وبدافع العدل وبالتالي سيقعون في خدعتهم؛ ولكن لا أعرف الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها بحق الدكتور حتى استشاط غضبًا عليّ لدرجة لم يخطر بباله أن يذكر لكتابي حتى مزية واحدة أو اثنتين فحسب إلى جانب ما سرده من مساوئ كثيرة من أجل كسب سمعةً جيدة لمقاله.

إن مقاله يبدأ بعنوان: نظرة على «سيرة المهدي»، ولكن اقرأوه من بدايته إلى نهايته، لن تجدوا فيه سوى الطعن وتعديد  المثالب، فعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ، وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِئ.أيها الدكتور المحترم! تحلَّ بشيء من رحابة الصدر، وعوّدْ نفسك على الإقرار بمحاسن الآخرين. لقد كتبت هذه النصيحة بحسن النية والله شاهد على أني لا أكن لك في قلبي أية عداوة، وإن كنت أختلف معك في بعض معتقداتك.

Share via
تابعونا على الفايس بوك