أركان الإسلام

وراء كل أقوال العبادة وحركاتها جوهر خفي، بحيث لا تصبح أي من تلك الأقوال والأفعال عبادة بدونه، هذا الجوهر هو التقوى، وفي الحج ومناسكه وشعيرة الأضحية تبرز قيمة جوهر التقوى، فلا يكون الحج مبرورا ولا القربان متقبلا لولا ذلك الجوهر الأسمى. وهذا ما يشرحه النبي ص قولا وفعلا.

جاء الإسلام معلما إيانا ذَبْح نفوسنا الأمارة، لأجل أن ينعم لآخرون من حولنا بالسلامة والأمان، وليتحقق بهذا شطرُ عبادة الله تعالى، وهو التضحية من أجل سائر الخلق، فهذا هو أصل الذَّبح وفصله.

نحن البشر مفطورون على السؤال والتماس علل الأشياء، ومن ذلك علة فضل رمضان على غيره من الشهور، على الرغم من اليقين بأن رب رمضان هو ذاته رب سائر العام، فلا بد إذن أن في الأمر سرًّا روحانيا..

يقول الصلحاء أن من ذاق عرف، ومن عرف بيَّن، من هذا المنطلق، لا يبين لنا حقائق الروح إلا من اطلع عليها وذاق حلاوتها، من هذه الحقائق فلسفة الصيام التي يجهلها كثيرون، ويحمل سيدنا المسيح الموعود (ع) على عاتقه مسؤولية تعريفنا بها.

لسيدنا خاتم النبيين (ص) من الوصايا والتعاليم عن شهر رمضان وعبادة الصيام أحاديث كثيرة، توحي بعظمة هذا الشهر وضرورة عبادة الصيام وسائر العبادات والمجاهدات فيه.

أي أمر عجيب هذا الذي يجعل قلوبنا تهفو صوب البلد الحرام، علما أنه كان ولم يزل واديا غير ذي زرع؟!

ما من فريضة إلا ونؤديها اقتداء بسيدنا خاتم النبيين (ص)، وكشأن كافة الفرائض الإسلامية، نؤدي فريضة الحج تأسيا بذلك الإنسان الأكمل )ص(، فلنر ماذا قال حضرته )ص( وكيف فعل بخصوص ركن الحج ومناسكه.

الله تعالى أهل الرحمة، بمعنى أن كل أفعاله عز وجل في أساسها رحمة مطلقة، وإن بدت لنا على النقيض من ذلك، ومن رحمات الله عز وجل البادية لنا بمظهر قاس ما نمنى به من مصائب وفواجع على الصعيد الفردي والاجتماعي، فإنما هذه المصائب بهدف تربيتنا وتعليمنا.. ومن ذلك لا نجد حرجا في القول بأن من رحمات الله.. كوفيد 19! ولئن كانت ظروف انتشار المرض قد حالت بيننا وبين اداء فريضة عزيزة على قلوبنا نحن المسلمين، فإنها من جانب آخر لفتت انتباهنا نحو جوهر فريضة الحج وشعائره ومناسكه..

مشهد طالما يتكرر سنويا ليعيد إلى الذهن أذان الحج الأول الذي صدع به حضرة إبراهيم امتثالا للأمر الإلهي: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
فتعالوا نتعمق سويا في رحلة تلبية ذلك النداء، وفي تلك الأثناء نتجاذب أطراف الحديث…

الإسلام الحقيقي قول صادق يؤيده عمل صالح، والتوحيد باللسان فقط لا يكفي.

الصيام ثالث ركن من إركان الإسلام، فأين تكمن أهمية الصيام؟ وكيف يؤثر على تزكية النفس وقوى الكشف؟
وكيف ينظر الصوفية لهذا الشهر؟وهل أثر الصلاة مختلف عن أثر الصوم على النفس والقلب؟ وما الطريقة التي تهب المرضى التوفيق لأداء هذه الفريضة رغم ضعفهم؟

الصيام فريضة هامة للمؤمن على الصعيد الجسدي والروحاني
فقلة الطعام تخرج سموم الجسد وزيادة العبادات تزيد الروحانيات وتفتح البصيرة