من أسرار الصيام، وتسمية شهر رمضان
  • ما فلسفة الصيام الحقيقية؟
  • كيف يبرز من خلال فلسفة الصيام التفاعل المتبادل بين الروح والجسد؟
  • ما سر التسمية لشهر “رمضان”.

 ___________ 

الصيام ثالث أركان الإسلام ويجهل ماهيته الكثيرون. أنّى لإنسان أن يبين أحوال بلد لم يزره أو ظروف عالَم لا يعرفه. ليس المراد من الصيام أن يبقى الإنسان جائعًا وعطشانًا بل له حقيقة وتأثير لا يتبين إلا بالتجربة. من فطرة الإنسان أنه كلما كان قليلَ الأكل كان أكثرَ حظًّا من تزكية النفس كما وتزداد فيه قوى الكشف. فالله تعالى يريد بالصيام أن نقلِّل من غذاء ونُكثِر من غذاء آخر. يجب على الصائم أن يتذكر دائما أن الصوم لا يعني الجوع فقط، بل عليه أن يشتغل في ذكر الله تعالى حتى يتيسر له التبتل والانقطاع إليه عز وجل. فليس الصوم إلا أن يستبدل الإنسان بالغذاء الذي يساعد على نمو الجسم فقط غذاء آخر تشبع به الروح وتطمئن. والذين يصومون لله تعالى فقط ولا يصومون على سبيل التقليد فقط عليهم أن يشتغلوا في حمد الله وتسبيحه والتهليل لينالوا به الغذاء الآخر.       (جريدة الحَكم، ج 11 عدد 2 بتاريخ 17 يناير 1907 ص 9)

الرَمَض يعني حرّ الشمس، وبما أن الإنسان يكفّ عن الأكل والشرب وغيرهما من الملذات الجسدية من ناحية، ومن ناحية أخرى يخلق في نفسه حرارة وحماسًا للعمل بأحكام الله تعالى، فاجتمعت الحرارة الروحانية والحرارة الجسمانية وصارتا «رَمضان». أما ما يقوله علماء اللغة بأن رمضان جاء في شهر الحر ولذلك سمي رمضان، فلا أراه قولًا سليمًا، إذ ليس في هذا خصوصيةٌ لبلاد العرب. المراد من الرمض الروحاني لوعة التوق والشوق والحرارة الدينية.  (جريدة الحَكم، ج 5 عدد 27 بتاريخ 24  يوليو  1901)

Share via
تابعونا على الفايس بوك