صيام

العبادات التي كتب الله على عباده، وعلى رأسها الصيام، ليس لها من غاية إلا الترقي بالنفس الإنسانية، وانتشالها من حضيض الغواية والإخلاد إلى الأرض بسلاسل وأغلال الشهوة. فإذا ما انتصر العبد في مجاهدة نفسه بالصيام، استحق التنعم بفرحة الفطر ولقاء ربه، وهذا ما عبرت عنه أقوال النبي (ص) غير مرة تصريحا وتلميحا.

شهر إبريل حيث الربيع المادي وشهر رمضان حيث الربيع الروحاني، ربيعان اجتمعا معا، لتكون فرصةٌ سانحةٌ لاستعادة حيوية أجسادنا من جانب وإعادة ضبط فطرتنا وتقوانا من جانب آخر.

نحن البشر مفطورون على السؤال والتماس علل الأشياء، ومن ذلك علة فضل رمضان على غيره من الشهور، على الرغم من اليقين بأن رب رمضان هو ذاته رب سائر العام، فلا بد إذن أن في الأمر سرًّا روحانيا..

يقول الصلحاء أن من ذاق عرف، ومن عرف بيَّن، من هذا المنطلق، لا يبين لنا حقائق الروح إلا من اطلع عليها وذاق حلاوتها، من هذه الحقائق فلسفة الصيام التي يجهلها كثيرون، ويحمل سيدنا المسيح الموعود (ع) على عاتقه مسؤولية تعريفنا بها.

لسيدنا خاتم النبيين (ص) من الوصايا والتعاليم عن شهر رمضان وعبادة الصيام أحاديث كثيرة، توحي بعظمة هذا الشهر وضرورة عبادة الصيام وسائر العبادات والمجاهدات فيه.

*”إنما جُعل الإمام ليؤتم به” كيف ذلك؟
*ما هي أسباب نزول ابن مريم في أخر الزمان؟

* المغالاة في الزينة، والتفاخر بصنوف الطعام والشراب، والتفاخر بالإسراف. كلها عادات تبتعد بنا عن فلسفة هذا الشهر المبارك.
* التقوى هي الثمرة المرجوة من الصيام. فلا يفوتنك هذا الشهر إلا وأنت مُدركها من خلال سُبل الوصول إليها.

* خلفية صيام السيح الموعود لاشهر متتالية
* إعلان حضرته بأن من يريد أن يشاهد الآيات والخوارق فليحضر إليه في القاديان.

أتاكم شهر مبارك، فانتهزوا الفرصة، واغتنموا ما فيه من حسنات.

عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله : إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَت الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ. وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ. وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِر. ولله عُتَقَاءُ مِن النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ.  (سنن الترمذي, كتاب الصوم عن

إذا أدى المؤمن عبادة الصيام كما هو حقها فهو المجاهد الحقيقي، وجهاده هذا هو الجهاد الأكبر بعينه، إذ هو كبح لجماح النفس الأمارة، وإخماد لأوارها وكتم لخوارها.