صيام حضرة المسيح الموعود لأشهر متتالية

صيام حضرة المسيح الموعود لأشهر متتالية

محمد أحمد نعيم

داعية إسلامي أحمدي
  • بعد أن رأى المسيح الموعود  شيخًا صالحًا في الرؤيا يخبره عن صيام الأنبياء، بدأ بالصيام لمدة حوالي تسعة أشهر وخلالها مرَّ بتجارب روحانية.
  • في عام 1885 أعلن المسيح الموعود أن كل من يريد أن يرى صدق وبركات الإسلام فليحضر إلى حضرته في القاديان  يمكث هناك برهة وسوف يكشف الله له صدق الإسلام خلال كمالات روحانية تشابه كمالات الأنبياء.

__

عهد سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود والمهدى المعهود

س: لقد صام في مرحلة معينة من حياته لأشهر متتالية، متى حدث ذلك وما هي خلفية هذا الصيام ونتائجه وتأثيره عليه؟
ج: صام مدة تقارب ثمانية أو تسعة أشهر متتالية، وتفصيل ذلك أنه في أواخر عام 1875م أو في مستهل عام 1876م رأى سيدنا مرزا غلام أحمد في رؤيا، شيخًا صالحًا طاهر الملامح يخبره أن الصيام لمدّة مُعيَّنة من سُنة الأنبياء. واستجابةً لنصيحته عزَم على أن يبدأ الصيام خفيةً دون أن يعلم أحد عنه شيئا. فكان يوزّع طعامه سرًّا على بعض الصبية الفقراء الذين طلب إليهم أن يَحضُروا إليه في أوقات معينة حدَّدها لهم. وكان يتناول وجبة واحدة فقط بعد المغرب.. ولكن بعد أسبوعين أو ثلاثة من بدء الصيام أخذ يقلل كمية الطعام في الوجبة الوحيدة التي يتناولها حتى صار في نهاية الأمر يتناول بعض كسرات من الخبز فقط خلال أربع وعشرين ساعة. وفي وصف تلك الفترة كتب :

«لقد استمر بي الحال على هذا المنوال لمدة ثمانية أو تسعة شهور، وعلى قلة الزاد الذى كنت أتناوله، فإن الله تعالى قد حفظني من كل سوء يترتب على نقص الغذاء. وخلال مدة الصيام هذه مررت بكثير من التجارب الروحية، فقد قابلت العديد من الأنبياء الكرام السابقين، وكذلك بعض كبار أولياء الله المسلمين والصالحين الذين خلوا من قبل. وقد تشرفت بزيارة رسول الله برفقة الحسنين وفاطمة وعليّ رضي الله عنهم أجمعين. ولم تكن تلك الزيارة في أثناء النوم، وإنما كانت في نوع من اليقظة الكاملة.
وبالإضافة إلى هذه المشاهدات.. فقد رأيت أعمدة من النور الروحاني بألوان مختلفة كالأبيض والأخضر والأحمر.. وكانت تلك الأنوار من الجمال وقوة التأثير بما يعجز الإنسان عن وصفه. وكانت تلك الأعمدة النورانية تتصل بقلبي اتصالا خاصا حتى أني عند مشاهدتها كنت أشعر أن قلبي ينتشي بنشوة خاصة لا سبيل لمقارنة لذتها مع أي شيء آخر. وكنت أتصور أن تلك الأعمدة النورانية تعبير عن الحب المتبادل بين الله والإنسان.. فإن نورا ينبثق من القلب ويتجه صاعدا إلى عِلّيّين، بينما ينـزل نور آخر من عليين.. وحين يلتقي النوران يتخذان شكل عمود من نور. إن هذه التجارب الروحانية ليست مما يمكن أن يستوعبها أهل الدنيا، ولكن هناك أيضا في الدنيا من منّ الله عليه بإدراك هذه الأمور.
ومن الأمور التي استفدتها من مرحلة الصيام تلك أنني تبينت أني أستطيع إذا اقتضى الحال.. أن أتحمل الجوع لمدة طويلة من الزمن.. وإنني لأشعر بأنه إذا تبارى معي أحد المصارعين الأقوياء في تحمل الجوع، فإنه سوف يموت قبل أن أشعر بحاجة إلى الطعام. وأشعر كذلك أنه ما لم يتحمل جسم الإنسان تلك المشقة، فليس بمقدوره أن يتحمل تأثير الأسرار الروحانية العالية. ولكني لا أنصح أحدا أن يقوم بمثل هذا الصيام.. وحتى أنا لم أقم به باختياري.. وإنما قمت به انصياعا لتوجيه إلهي بلغني في رؤيا واضحة كل الوضوح، وقد أنهيت تلك المرحلة من الصيام بعد ثمانية أو تسعة شهور مستمرة، ولم أعد إلى تكرارها إلا في مناسبات نادرة» (كتاب البرية، ص 164 – 167، الحاشية).

س: متى أعلن أن من يريد أن يشاهد الآيات والخوارق التي تثبت صدق الإسلام فليَحضرْ إليه في قاديان؟
ج: في مستهل عام 1885م أطلق نداء لزعماء الأديان المختلفة ورؤسائها لمشاهدة بركات الإسلام وآياته النَضِرة، ونشر إعلانا ضمنه دعواه باللغة الأردية والإنجليزية، وفيما يلي مقتبس من ذلك الإعلان، يقول :

«لقد كُشف على المؤلف أيضًا أنه هو مجدد العصر، وأن كمالاته الروحية تماثل كمالات ابن مريم، وهما يتشابهان أشد المشابهة، وأنه لمجرد بركة اتّباع خير البشر وأفضل الرسل فإنه على شاكلة خواصّ الأنبياء والرسل قد فُضِّل على كثير من الأولياء الكبار الذين خلوا من قبله. وإن اقتفاء قدمه يبعث على النجاة والسعادة والبركة، أما معارضته فتؤدّي إلى البُعد والحرمان».

قد نُشر عشرون ألف نسخة من هذا الإعلان وأُرسلت إلى الكثيرين من الرؤساء والوزراء والزعماء الدينيين في العالم، ووجِّهتْ إليهم الدعوة بأنهم إذا كانوا يشكّون في صدق الإسلام أو صدق رسول الله ، أو إن كان عندهم أي اعتراض حول نزول الوحي أو وجود الله تعالى أو كان يساورهم شكٌّ في فضيلة القرآن الكريم، فليَحضروا إليه في قاديان أو يراسلوه عبر البريد ليتحققوا من صدق رسالة الإسلام، ولتنكشف عليهم جليةً معجزة القرآن الكريم، وليعاينوا عن كثب صدق رسالة النبي الأكرم . وعلى إثر ذلك نشر رسالة بعنوان «إعلان النبوة» تتضمن دعوة إلى زعماء الأديان المختلفة في الهند لرؤية الآيات والخوارق التي بإمكانه أن يأتي بها لما يحظى به من تأييد سماوي، وقال: «إذا أتيتم إلى هنا وأقمتم سنة كاملة ولم تشاهدوا أي آية سماوية، فسوف يقدَّم لكل واحد منكم ما يعادل مائتي روبية شهريًّا تعويضًا أو غرامة.» ولم يأت أحد غير ليكهرام، وعاقبته الوخيمة معروفة عند الجميع نتيجة لتعنته.

Share via
تابعونا على الفايس بوك