رجل من رجال المئوية الأولى
  • لقطات سريعة من النشأة إلى الاستخلاف
  • قضايا العرب همُّ الخليفة الرابع
  • جولاته التبشيرية
  • رجل اليوبيل و”بيوت الحمد”
  • نصيب الجماعة من الابتلاء

__

لقطات سريعة من النشأة إلى الاستخلاف

في يوم الثلاثاء الموافق 18/12/1928م في قاديان، وُلِد لسيدنا المصلح الموعود مرزا بشير الدين محمود أحمد  الخليفة الثاني للمسيح الموعود  مولود سعيد من حرمه السيدة مريم بيغم رحمها الله، وليحظى ذلك المولود المبارك برعاية المصلح الموعود المباشرة، حيث أرسله والده إلى لندن للدراسات العليا، وكان ذلك عام 1955م، وقضى فيها قرابة عامين حيث تخصص في علم الصوتيات بجامعة لندن، وأتقن اللغة الإنجليزية، وبعد عودته إلى باكستان أخذ يتقلب في خدمة الجماعة بحمل العديد من المسؤوليات، فألقى أول خطاب له في الجلسة السنوية في ربوة في 1960م، كما ألف كتابَه ذائع الصيت «القتل باسم الدين» في 1962م باللغة الأردية، وفيما بعد تُرجم إلى عدة لغات عالمية بما فيها العربية، وحمل على عاتقه رئاسة مجلس خدام الأحمدية المركزي بدءا من 1966م وحتى 1969م، ثم انتُخب رئيسًا لمجلس أنصار الله في باكستان في 1/1/1979م وظل يشغل هذا المنصب حتى توليه منصب الخلافة خلفا الخليفة الثالث حضرة مرزا ناصر أحمد (رحمه الله) الذي انتقل إلى جوار ربه في يونيو/حزيران 1982م، فألقى سيدنا مرزا طاهر أحمد أول خطبة جمعة بصفته خليفة المسيح الموعود في 11/6/1982م.

قضايا العرب همُّ الخليفة الرابع

لا شك أن قضايا المنطقة العربية هي محط نظر كافة المهتمين بالشأن العالمي، غير أن ذلك الاهتمام اتخذ صفة خاصة لدى الخليفة الرابع (رحمه الله)، ففي يونيو من عام 1982 اجتاح الجيش الإسرائيلي دولة لبنان لملاحقة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وفي ذلك الوضع الملتهب وجه الخليفة الرابع نداء خطِّيًّا إلى أبناء الجماعة في 13/6/1982م حاثًّا إياهم على الدعاء لأجل المظلومين من أهل فلسطين. وبالطبع لم يتوقف اهتمام حضرته بقضايا العرب عند هذا الحد، بل ظل يسدي النصح للعرب شعوبا وحكاما حتى أفرد مجموعة خطب جمعة للقضايا العربية نشرت في كتاب «أزمة الخليج والنظام العالمي الجديد»، ولو أن العرب التفتوا إلى نصائح حضرته المخلصة  لما كانوا اليوم على ما هم عليه من حال.

جولات حضرته التبشيرية

انطلق حضرته (رحمه الله) من ربوة في 28/7/1982م لجولة تبشيرية وتربوية إلى النرويج والسويد والدانمارك وألمانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا ولكسمبرغ وهولندا وإسبانيا وبريطانيا وسكوتلندا. وفي 31/8/1982م خطب رحمه الله في المثقفين في سويسرا عن موضوع «مستقبل الإنسانية». وفي 23/8/1983م انطلق حضرته (رحمه الله) من باكستان في جولة إلى الشرق الأقصى تشمل أستراليا وسنغافورة وجزر فيجي، وخلال زيارته جزر فيجي التقى حضرته بالقائم بأعمال رئيس الوزراء هناك، وبعد ذلك اللقاء بأربعة أيام ألقى رحمه الله في جامعة South Pacific في فيجي محاضرة عنوانها «فلسفة الإحياء الجديد للدين» وفي اليوم نفسه قام بجولة شملت «خط تغيّر التاريخ الدولي» وهو الخط الذي بعده يتغير التاريخ اليومي على وجه الكرة الأرضية. وفي 5/10/1983م ألقى محاضرة أخرى في جامعة كانبيرا الأسترالية عن «خصائص مميزة للإسلام».

رجل اليوبيل و “بيوت الحمد”

لقد قدح الخليفة الرابع حضرة مرزا طاهر أحمد رحمه الله تعالى الشرارة الأولى لهذا المشروع قائلاً:

“أريد أن تُؤمّن الجماعة لمائة عائلة – من المساكين واليتامى والأرامل – مائة بيتٍ هديةً، على سبيل شكر الله تعالى بمناسبة اليوبيل المئوي للجماعة في عام 1989م.” وبادر رحمه الله بتقديم مائة ألف روبية في هذا المشروع، وقد لبىّ أفراد الجماعة نداء أميرهم المفدى، وسميت هذه البيوت «بيوت الحمد» وتشكّل حيًّا من أحياء مدينة ربوة، كما تم إمدادها بمرافق جيدة من الدرجة المتوسطة. وفي 1983م أعلن رحمه الله عزمه التوسع في مشروع بيوت الحمد، فطلب من أفراد الجماعة جمع عشرة ملايين روبية باكستانية لهذا الغرض.

نصيب الجماعة من الابتلاء

الابتلاء سنة ماضية في جماعات المؤمنين في كل العصور، وبفضلها يشتد عودها وتترقى وتتقدم إلى الأمام، كما أن الله تعالى جعل لرجاله المقدسين أعداءهم من المجرمين وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (الفرقان:32).. وبالنسبة لعهد خليفتنا الرابع (رحمه الله) كان المجرم هو نفسه الطاغية الباكستاني الجنرال ضياء الحق، الذي أصدر في 26/4/1984م مرسومًا حظر بموجبه جميع أنشطة الجماعة في باكستان، بدعوى أن الجماعة مارقة عن الإسلام، وهي الدعوى التي ثبت بطلانها جملة وتفصيلا.

ولما كان رحمه الله لا يستطيع -بموجب هذا المرسوم الغاشم ضد الجماعة- تأدية مهامه وواجباته كخليفة، فقد اضطر إلى الهجرة إلى لندن في 29/4/1984م اقتداء بسنة نبيه ونبينا محمد المصطفى وأمضى هناك بقية حياته يقود ركب الجماعة على درب التقدم والازدهار.

ومن منبر مسجد بيت الفضل بلندن دعا الخليفة الرابع (رحمه الله) ضياء الحق للمباهلة وحذّره من عاقبته الوخيمة إلا أنه لم يتوقف عن اضطهاد الأحمديين  وركب موجة الظلم والاستكبار فجعله الله  عبرة  لأولي الأبصار حيث انفجرت طائرته في 18 أغسطس عام 1988 ومات محروقًا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك