الدهون الثلاثية أحد أخطر تداعيات  الحياة العصرية

الدهون الثلاثية أحد أخطر تداعيات  الحياة العصرية

رجاء الموصللي

رجاء الموصللي

  • فما الدهون الثلاثية؟ وما خطورتها؟
  • كيف يمكن الإمساك بطرف الخيط للتخلص من آثارها السيئة؟
  • وما دور الصوم في علاج المشكلة؟
  • الدهون الحيوانية، المتهم البريء!

__

إن الإفراط في تناول الطعام بصورة عامة والاستهلاك الزائد للسكريات والنشويات (كالطحين الأبيض والأرز المقشور..) والمعجنات والمقليات والصلصات المحتوية على سكريات كثيفة، سبب مباشر لارتفاع نسبة الدهون الثلاثية.

يعتبر السكر والنشويات من الأسباب الرئيسة لتراكم الدهون الثلاثية، حيث يؤدي الإفراط في استهلاكها إلى ارتفاع هرمون الإنسولين عدة مرات في اليوم نظرا لارتفاع سكر الدم والذي ينتج عنه حالة «ممانعة الإنسولين»(1) الذي يتسبب في مشكلات صحية كتراكم الدهون في منطقة البطن وعلى الأحشاء ويؤدي ذلك لتشحم الكبد وخلل في خمائره وأيضا الإصابة بالفيروسات الكبدية والالتهابات والأورام إضافة للإصابة بمرض السكري وتداعياته من إصابات كلوية وقلبية ووعائية عصبية والعديد من الاضطرابات الصحية والأمراض المزمنة.

كيف نمسك بطرف الخيط للتخلص من الدهون الثلاثية؟

تعتبر الحمية الغذائية السبيل الأمثل للتخلص من الدهون الثلاثية ويكون بالتقيد التام بالحمية لمدة تتراوح بين ستة أسابيع إلى ستة أشهر حسب الحالة والوزن والتداعيات الصحية.

نورد فيما يلي الخطوط الرئيسة للحمية الهادفة لخفض الشحوم الثلاثية والكوليسترول أيضًا في الدم ويجب الالتزام بها التزاما كاملاً للحصول على أفضل النتائج:

  1. الامتناع التام عن السكريات بكافة أشكالها وكل ما يحتويها سواء مصنعة أو طبيعية.
  2. الامتناع عن النشويات (كالأرز المقشور والبطاطا والمعكرونة..) والمعجنات وحتى العصائر الطبيعية والفواكه (خلال مدة العلاج).
  3. الامتناع عن المقليات (سواء المالحة أو المحلاة..) والدسم المصنعة والمهدرجة (2) كزيوت الصويا والذرة وعباد الشمس والكانولا.
  4. الإقلال وليس الامتناع من تناول الدسم الطبيعية كالدهون الحيوانية والزبدة الطبيعية والسمن الطبيعي الحيواني.
  5. يعتبر استهلاك كميات معدلة من زيت الزيتون والمكسرات النيئة (غير المحمّصة) داعمًا للحمية.
  6. يعتبر استهلاك كميات جيدة من الخضار النيئة والمطبوخة والحبوب الكاملة والقمح (كالبرغل) والشعير داعمًا للحمية.
  7. يجب القيام بنشاط فيزيائي منتظم (كالمشي مثلاً) مع شرب كميات وافرة من المياه.

الصوم.. دواءٌ لكلِّ داءٍ

بالاضافة للنصائح السابقة نُلفت النظر لفوائد الصوم:

* إن الصوم سواء كان «جافًّا» (أي دون طعامٍ أو ماءٍ) أو «رطباً» (أي دون طعامٍ ومع الماء) لمدة تترواح بين 14-20 ساعة يومياً يعتبر من أهم العلاجات المضمونة للعديد من الحالات والأمراض حيث يؤدي جوع الخلايا إلى رفع مستوى الاستقلاب وتحسين حالة «مقاومة الإنسولين» مما يساعد على التخلص من الدهون الثلاثية وكذلك التخلص من فائض الخلايا التالفة والسموم عن طريق استهلاكها.

* ينشط الصوم لساعات طويلة نظام الخلايا الجذعية المجدّدة والمرمّمة للأنسجة ويرفع مستوى المناعة.

* يقضي الصوم أيضًا على النشاط الخلوي الزائد والطافر وهذا يعد أفضل وسيلة للوقاية من الأورام.

اتهام باطل!

إن الهجوم المرعب على الدسم الحيوانية الطبيعية واتهامها بأنها المسبب لارتفاع الشحوم الثلاثية والكوليسترول ما هو إلا ترويج للزيوت والسمن المصنعة والمهدرجة والتي في الحقيقة تسبب أمراضًا عديدة. والمستفيد من هذه التهمة الباطلة هي طبعًا شركات تصنيع الدواء النَهِمة الجشعة حيث تصب على هؤلاء المرضى أدوية يومية لمدد طويلة!

تنويه: يفضل مشاورتك طبيبك قبل اتباع أي حميةٍ غذائية أو حتى الصيام، فقد تكون حالتك الصحية حرجة ولا تتلاءم مع إحدى التوصيات المذكورة.

===

  1. هي حالة فيزيولوجية حيث يصبح الهرمون الطبيعي -الإنسولين- أقل فعالية في تخفيض مستوى السكر في الدم.
  2. إن الزيوت النباتية المصنعة غالبا ما تكون مهدرجة أي معرضة لحرارة عالية جدا تخرب قيمتها الغذائية ومضافاً لها الهيدروجين لضمان تمديد فترة تخزينها.
Share via
تابعونا على الفايس بوك