الأحمدية.. ماذا؟! ولماذا؟!

الأحمدية.. ماذا؟! ولماذا؟!

ربى محمد مأمون الزايد

__

لأنها قلبٌ تقيْ، عقلٌ ذكي، وزرعٌ مثمرٌ بهيٌّ.. الأحمدية رسالة حب وسلام خاطبت ذلك الطفل البريء الجميل في داخلي.. فأحاطته بسياج حمايتها العالي، ذلك الطفل الصافي القلب القوي اللسان والضعيف البنيان، الذي كاد أن يموت في زمن الطغيان ..انطلق في طريق محفوف بالمخاطر …غير آبهٍ بالأشراك التي نصبها الشيطان في الظلام، فطفلي من داخله يشع نور، ومحاط بهالة نور، كل ذلك مصدره الدعاء، الدعاء الذي يستنزل النصرة والسعادة نحو الأرض من السماء، فلله در الشاعر الشابي إذ يقول:

النور في قلبي وبين جوانحي

فعلام أخشى السير في الظلماء؟!

لقد باتَ الطفل بداخلي ينظر إلى الناس كل الناس بعينين رأى بهما نفسه في مرآة الأحمدية، فصار لا يرى في اختلافات الأديان والأعراق سوى لوحة بديعة متداخلة الخطوط متنوعة الألوان. ثم أدرك فيما بعد أن تلك الخطوط خطوط الجلال، والألوان ألوان الجمال، ذلك خلق الباري صاحب الكمال، فأصبح يتهلل فرحًا بمساعدة الناس بلا تردد على اختلافاتهم.

يعبّر بقوة وصدق عن حبّه الأوحد لخالقه عزّ وجل بلا خوفٍ ولا وجل!

يمضي إليه قُدُمًا في الفرحِ وفي التَرَح!

بعد الأحمدية صار طفلي الغر إنسانا..

هدأت المشاعر وتجمّلت الطباع.. وبات الغضب والرضا مؤشرين يتحركان بتوجيه الحكيم العليم، صلُحَ شأنه بصلاح صلاته، ذابت همومه تحت تأثير الدعاء ذوبان الملح المتكلس تحت الوابل المنهمر من السماء..

ماهي الأحمدية؟

إنها شمسٌ أشرقت على بلدة طيبة من رب غفور..

إنها قوت الفطرة المودع في كل نفسٍ منذ البدء، تماما كما أودع الله تعالى في الأرض أرزاقها وقدر فيها أقواتها..

إنها ملجأُ كلِّ إنسانٍ حسن الطوِيّة..

إنها الخلاص لكل قلب حائر من كل سلطان جائر..

إنها الرزق المباح المتاح لكل قلب رقيق كقلب الطائر..

فبشراك يا طفلي، بشراك يا قلبي، وهنيئا لك هدايتك إلى نور الأحمدية..

تعاليم الهدى ظهرت جلية

وأشرق نورها فوق البرية

وشمس في سماء العز لاحت

مباركة أشعتها قوية

وشمس الكون تأفل كل يوم

وأما تلك فهي السرمدية

وما أدراك ما هي يا صغيري *؟!

وهل هي غير شمس الأحمدية؟!

* الأبيات مقتطفة بقليل من التصرف من قصيدة للشاعر الأحمدي «عبد الرحمن المصري»، عنوانها «نور الأحمدية» نشرت في عدد يوبيلالخلافة من مجلة التقوى الغرّاء.

Share via
تابعونا على الفايس بوك