سيرة المهدي - الجزء 2 الحلقة 19

سيرة المهدي – الجزء 2 الحلقة 19

مرزا بشير أحمد

  • عين حضرته شرطيا لحراسة البيت أثناء المناظرة مع المولوي نذير حسين
  • البيعة كمثل التطعيم يزيل تأثير الطعم السيء
  • موت سعد الله بعد ذكر النبوءة في كتاب “حقيقة الوحي”.

__

اتخاذ أسباب الحماية هو التوكل على الله أيضا

388- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن حضرته عندما سافر إلى دلهي بعد دعواه أنه المسيح الموعود، عقدت له هناك مناظرة مع المولوي نذير حسين، وكانت المعارضة في المدينة على أوجها حينذاك، فتحدَّث حضرته إلى بعض ضباط الشرطة، فعُيِّنَ شرطيٌّ بنجابي لحراسة البيت وكان حضرته يدفع راتبه من جيبه.  إضافة إلى هذا الشرطي فكان عدد لا بأس به من الأحمديين أيضا قد أقاموا مع حضرته في قسم الرجال من البيت.

لماذا كانت البيعة ضرورية؟

389- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني سيد عبد الستار شاه وقال: عندما زرت قاديان للمرة الأولى في عام 1900 كان حضرته في تلك الأيام يذهب إلى بستانه للنـزهة.  فرافقت حضرته إلى هناك، وطلب حضرته ثمار التوت وتناولها مع خدامه جالسا في ظل الأشجار، ثم ألقى كلمة عن صدق دعواه موجّهًا خطابه إليّ. فقلت: لم يبق عندي أي شك في صدقكم، ولكن ما الحرج لو آمنت بأنك صادق دون أن أبايع؟ فردَّ حضرته: لن تستطيع أن تستفيض مني فيوضًا روحانيًا بمثل هذا الإيمان. إن البيعة سُنَّة الأنبياء، وهناك منافع كثيرة وحكَم كبيرة في هذه السنة، وأكبر هذه المنافع أن إزالة الثمر المر لشجرة الإنسان النفسانية، وإزالة تأثير طعمه السيئ يحتاج إلى تطعيم طيب، والبيعة تمثل هذا التطعيم، ومثل هذا الأمر كمثل شجرة تحمل ثمارًا مُرّة وحامضة وكريهة المذاق، فإذا أردنا تحويلها إلى شجرة ذات ثمار حلوة لذيذة فلا بد من تطعيمها بشجرة ثمارها طيبة ذات مذاق حلو، وهكذا تتحول ثمارها تلقائيا إلى حلوة وطيبة. وهكذا إذا كانت ثمرة شجرة الإنسان النفسانية فاسدة وسيئة، فببيعته لنفس طاهرة، أي بارتباطه الروحاني معه والتفاته إليه ودعائه له وغيره، يتحول إلى نفس طاهرة مطهرة ويصبح ظلًّا للأنبياء بحسب كفاءته. أما بدون هذه البيعة فتبقى روحه محرومة من هذا التأثير الروحاني.

إضافة إلى ذلك حدثني المولوي شير علي أن حضرته ألقى مرة كلمة حول منافع البيعة قال فيها: كيف يستهان بضرورة البيعة وهي تؤدي إلى مغفرة جميع ذنوب الإنسان السابقة؟!

تحقق نبوءة لحضرته عن هلاك سعد الله اللدهيانوي عن ابنه أبتر

390- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي محمد إبراهيم البقابوري أنه لما كان كتاب «حقيقة الوحي» قيد الطبع، قال الخواجه كمال الدين للمسيح الموعود مرة أن يشطب التحدي المذكور في حقيقة الوحي عن عُنَّةِ ابن سعد الله اللدهيانوي، وذلك لأن اللدهيانوي إذا رفع قضية في المحكمة فسيصعب لنا إثبات كونه عنينًا. ولكن حضرته رفض طلبه هذا، فكرّر الخواجه كلامه قائلا: ما أخشاه هو أن تحدث مشاكل كثيرة بسببه. قال حضرته مبتسمًا: أيها السيد الخواجه! إنْ رفع سعد الله قضيةً ضدنا فلن نتخذك محاميًا.

ثم سافر الخواجه كمال الدين إلى لاهور، وذات يوم قال المولوي محمد علي لحضرته أثناء التنـزه: وصلتني رسالة الخواجه صاحب يقول فيها أنه قلقٌ بشأن أمر سعد الله لدرجة لا يستطيع النوم ليلا، فإما  أن يموت سعد الله أو يشطب حضرته من كتابه كلمات عن ابنه. فقال حضرته: ما العجب في أن يعاجل الله «سعد الله» بالموت؟! وبعد أيام قليلة من هذا الكلام وصلت برقية عن موت سعد الله اللدهيانوي، فذكر ذلك حضرته أثناء التنـزه وقال للمولوي محمد علي: اكتب الآن إلى الخواجه صاحب إنك كنت ترى شطب تلك الكلمات ولكن الآن اضطررنا إلى أن نكتب أكثر من ذلك.

أقول: لعل الخواجه أصرّ على موقفه خشية أن ينتهي الأمر بشماتة الأعداء، ولكنه أخطأ إذ تدبّر في الأمر بوصفه عالما في القانون ولم يفكر في أن قدرة الله غالبة على جميع القوى الأخرى. وأضيف أن الابن المذكور لسعد الله قد مات الآن أبتر.

Share via
تابعونا على الفايس بوك