ينبوع السبع المثاني

ينبوع السبع المثاني

  • الفيوض الأربعة من فيوض فاتحة كتاب رب العالمين.
  • في آخر السورة استعاذة من شر المغضوبين وشر من ضلوا سبيلا.
  • علينا أن نحاسب أنفسنا ونراجع شروط البيعة بخلوص القلب.

__

فَضَاءٌ مَفْتُوحٌ ُنرَحِّبُ فِيهِ بِالأقْلَامِ الوَاعِدَةِ مِنْ دَاخِلِ البَيْتِ الأحْمَدِيِّ وَخَارِجِهِ

يَنْبُوعُ السَّبْعِ المَثاني

خاطرة: حازم مصطفى – لبنان

مقالةٌ مُستوحاةٌ ومستلهمةٌ من كتاب إعجاز المسيح، والبراهين الأحمدية، وكرامات الصادقين، ومن فيوضِ فاتحَةِ كتابِ ربِّ العالمين.
حُبُّ الحبيبِ لِلقلوبِ دواء، وعشقهُ للأرواحِ حياةٌ وإرواء، جمالُ الإلهِ للخلقِ مشرقٌ، لِكُلِّ قَلبٍ شمسٌ منيرةٌ وسماء.
فَفاتِحةُ الكِتابِ خـيرُ شاهدٍ، عَلى عظيمِ إحسانهِ والعطاء، بِسـمِ اللهِ تَبدأ بِفضلهِ، ثم حَمدًا لِلواحدِ المِعطاء،
واسمُ اللهِ خُيْرُ ما نَبدأ بِهِ، اسمٌ مُبَاركٌ ولَهُ الوَلاء،
اسمٌ مُغِيثٌ يُغِيثُ غَيثًا، طَاردًا شِركَ النُفُوسِ وُالأهواء،
وَاسمُ اللهِ واسعٌ بِكمالهِ لِكُلِّ صِفةٍ جَامِعٌ والأسماء.
وفيوضُ الرُّبُوبيِّةِ تَفيضُ فَيضًا، وبِدائِرةِ فَيْضِها تَدخلُ الأشْياء، كُلُّ مَخلوقٍ إنسانٌ وحَيوانٌ، وجَمَادَاتٌ كَعِمرانٍ وبيداء. فَيّْضٌ أعَمٌّ أحَاطَ العالمينَ بِفَيْضهِ بغَيرِ مَشقـةٍ وعناء.
وصِفةُ الرحمانيةِ بحرٌ، ويَسْبَحُ في بَحرهَا الأحياء، فَيْضٌ عامٌّ يَنْعمُ بُفيوضهِ كُلُّ ذي رُوحٍ لتَحقيقِ بقاء، خَلَقَ الرَحمنُ شَمسًا وقمرًا، وخَلقَ سماءً ..أرضًا..وماء، وزَادَ فَيّْضُهُ كرمًا فأوْجَدَ طعامًا..شرابًا..وهَواء، مِن غير عملِ عاملٍ، فكُلُّ الحَمدِ للرحمنِ والثناء.
وفَيّْضُ الرحيميةِ يَضمُ قُلوبًا، مُسربَلةً برداءِ طهارةٍ وصَفاء، فَيْضٌ خاصٌّ يُسْقَى مِنْهُ، كُلُّ قَلبٍ كُنهُهُ إخلاصٌ ونَقاء، تَبَاركَ وتَعالى الرحيمُ الذي أجْزى المُؤمنينَ خَــيرَ جزاء.
والمَالكيةُ منَ الفُيُوضِ آخِرُها، في السَّبـعِ المَثاني ضياء، فَيْضٌ أخَصٌّ تَجَلَّى تَجَلِّيًا على الدوامِ بغيرِ خَفاء، ويَومَ بَعْثِ النَبييّنَ ونُصْرَتِهمْ، ويَومَ مُحمدٍ كُشِفَتْ الغَمَّاء، فَأرَى المَالِكُ بِفضلهِ نموذجًا لِيَومِ الدِّينِ بِكُلِّ صَفاءٍ وجَلاء، فَوَهبَ لهمُ المُلكَ والخلافة تَفضلًا، وهَزَمَ بِقوَّتهِ الكُفارَ والأعداء، تِلكَ قَوائِمُ العَرشِ أربعةٌ، ومِنْها تَفْهَمُ سرَّ صُعودِ الرحمن واستواء، ويَومئذٍ يحملُ عرشَ ربِّكَ، فوقهم ثمانيةٌ بعدَ نِـداء.
وإيَّاكَ نَعبدُ خَيْرُ وسِيلةٍ، لِبُلوغِ رِضَا الحَبيبِ والنَعْمَاء، وإيَّاكَ نستعينُ نَرتقي بها، إلى المَولى باستِعانةٍ ورجاء، إهدنا صِراطًا مستقيمًا، كلامُ الإلهِ خيرُ دُعاء، وَخيرُ الصِراطِ صِراطُ المُنعَمينَ والأبرارِ الأصْفِياء، صِراطُ الهُدىَ وُهِبَ رَحْمَةً لِلمُرسَلِينَ كَرمًا والأنبياء.
وَفِي الختامِ إستعـاذةٌ مِنْ شَرِّ المَغْضُوبِينَ وَالبَلاء، وَشَرِّ مَنْ ضَلُّوا سَبِيلًا، وألَّهُوا عَبْدًا وابتَدعُوا فِداء، فَاطْلُبْ صِراطَ اللهِ دَومًا، وبِهَذَا الصِراطِ دَوامُ الإهْتِداء، تِلْكَ فَاتِحةُ القُرآنِ وإنها غَيْثُ الإلهِ مُمْطَرًا بِـحِراء.

الصلحة بلمحة

خاطرة: غصون معضماني – سوريا

هذا مثل شامي من التراث الأصيل ومعناه أن الصلحة مع الحبيب بلمح البصر سجدتين ودمعة كافية لقبول الإذن لدخول الحضرة بعد غياب وشتات. المهم أن يكون العزيمة تتوج الولوج وتزينه بالثبات ….
نعم حقا ويقينا إن الارتماء بأحضان المولى تكون هي ذاتها مسافة ركض طفلٍ هاربٍ من خطر فانوس البحر ويهرع ليرتمي بحض أمه ملتجأ لأمنها وحمايتها ….هي ذات المدة الزمنية للعودة لله تعالى.
إن الأم التي احتضنت الطفل الخائف كانت قد حذرته من ذاك الخطر المحدق به ونبهته أن لايقترب منه وتوعدته بالصفع إن اقترب مما نهته عنه ووعدته بالحلوى إن ابتعد عما نهي عنه، ولكن فضوله جره إليه ونفسه زينتْ له ذاك الخطر وبدأ يراه يضيء بألوان بهية تارة أرجوانية وتارة وردية، وبدأت تلك الألوان الشهية تجذبه إليه، فانقاد دون وعي نحو ذاك الفانوس ليمرح به ناسيا ومتناسيا وَعْد و وعيدَ أمه، واذ بذاك الفانوس حيوان يلدغ من يلمسه، فركض الطفل مسرعا نحو أمه ناسيا وعيدها له بالصفعة، متناسيا غضبها من سوء تصرفاته، مدركا شيئا واحد ًا، متيقنا منه ألا وهو أنها نبع الحنان وكهف الامن والأمان. ركض إليها وكله يقين أنها لن ترده خائبا، ولن تدع الخطر يلمسه وسوف تحضنه بقوة وتكفكف عبراته وتهدأ روعه وتمسح رأسه. وكيف لا؟! فهذا هو مقتضى الحال لكل أم يهرع وليدها نحوها …
فتأملوا يا خلان إن كانت الأم التي هي مجرد إنسان لن ترمي بوليدها بالنيران ولن ترده خائبا فزعان وأمنت له الأمان والاطمئنان. فكيف حالنا مع الرحمن الرحيم الذي أنزل الرحمة بقلب الأم لتكون أما وتحت قدميها الجنان لتكون لوليدها كهف الأمان ومورد للظمآن؟!
فلا تَقْفُ بعد الخطيئة موقف الحيران، فعظيم خطايانا صغيرة بعفو الرحمن، فاهْرَعْ إليه بلهفة العاشق الولهان أو أسرعْ إليه سرعة الطفل الخائف الفزعان.
امض اليه بقوة وتناسى وعيده فهو الحنان المنان واطلبْ أمنه وأمانه، وقل له باكيا لا مفر منك إلا إليك يا رب الأكوان
وأدلِ بذنوبك ببحر إحسانه وجَدِد العهد لتنال الغفران.
تلك هي اللحظات النورانية التي نحظى بها بتجديد بيعتنا في كل عام قبل فوات الأوان ..
نعم إننا نخطئ وننسى نصائح ووصايا الأنبياء لنا، ونتناسى بيعتنا التي بايعنا عليها، ويجذبنا الدجال بألوانه وزخارفه ونتبعه بأمر من نفوسنا، وإذا ما اصطدمنا مع الخطر المتربص بنا هرعنا مسرعين قائلين إن الى ربك الرجعى.
فلنسارع إلى الله ولانعبد إلا إياه مخلصين له الدين حنفاء ولو كره الكافرون. وإن تجديد البيعة هو باب من أبواب الرحمن لنيل الرضوان وعلينا مراجعة شروط البيعة بخلوص القلب مجددين العهد منيبين تائبين عابدين لله حامدين ولدينه ناصرين ولخلقه مواسين. فلنكن يوم البيعة على قلب رجل واحد معلنين التوبة والاستغفار وواضعين نصب أعينا التغيير في كل آن آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك