سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 17

سيرة المهدي – الجزء 1 الحلقة 17

مرزا بشير أحمد

  • شجرة نسب المسيح الموعود
  • عمران قاديان وسبب تسميتها
  • أحوال إقليم البنجاب وقاديان قبل المسيح الموعود عليه السلام
  • تاريخ عائلة المسيح الموعود عليه السلام وخدمات آبائه

__

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: إن الجدّ الأعلى من آبائنا الأولين الذي قدِم إلى بلاد الهند واستوطنها كان اسمه “مرزا هادي بيك”، وزمن قدومه إلى الهند هو 1530م تقريبًا، مما يعني أنه إما أنه وفَدَ إلى هنا مع الملك المغولي “بابر” أو بعده بفترة قصيرة. كان “مرزا هادي بيك” من نسل الحاج “برلاس” عمّ الملك “تيمور”. وإليكم الشجرة الكاملة بدءًا من مرزا هادي بيك وإلى المسيح الموعود :
  2. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: وردت في شجرة عائلتنا التي أرفِقَتْ مع أوراق التشخيص العقاري والمالي، تحت عنوان «عُمران قاديان وسبب تسميتها» بتوقيع من مرزا غلام مرتضى ومرزا غلام جيلاني ومرزا غلام محيي الدين وغيرهم السطور التالية: «مضت مدة أربعة عشر جيلا حين توافد مرزا هادي بك من عائلة المغول الفرع برلاس مع الملك بابر موظفًا وعاملا له من جهة البلاد العربية وأقام بعد إذنٍ ملكي هذه القريةَ في هذه البرية البعيدة، وهو المورِّث الأول للعائلة التي تملك هذه القرية الآن. وسبب تسمية هذه القرية هو أن أجدادنا قد أُعطوا هنا منصبَ القضاء من قِبل الملِك، وبهذه المناسبة اشتُهروا بلقب «قاضيان» وسميت هذه القرية بـ»قاضيان إسلام بوره»، ثم اشتُهرت بـ «قاديان مغلان» جراء غلط العوام الذي راج على ألسن الناس رويدًا رويدًا. وإنها قرية عامرة منذ إنشائها وما طالها الخراب قط. (لقد ورد في هذه الرواية قدوم العائلة من بلاد العرب، ولكنه على الأغلب سهو.)
  3. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: ظلت البنجاب بعد زوال الحكومة المغولية في النصف الأخير من القرن الثامن الميلادي مسرحًا لحكم الطوائف. كانت هجمات «أحمد شاه أبدالي» و»شاه زمان» من الشمال أكثر تأثيرًا من السيطرة المؤقتة للمملكة المغولية. والحقيقة أن نفوذ السيخ بدأ في هذا الوقت نفسه ولكنهم بسبب افتقارهم إلى الوحدة والنظام والقيادة الموحدة أصبحوا يقتتلون ويتحاربون، وهكذا صاروا مهدِّدين للأمن بدلا من أن تؤدي سيطرتهم على المنطقة إلى ترسيخ دعائم الأمن والسلام. كان السيخ يومها منقسمين على اثني عشر حزبًا، وكل حزب كان يسعى لإنشاء ولاية خاصة به تحت قيادة رئيسه أو رؤسائه، لذلك استمرّت في البنجاب في ذلك العصر سلسلة القتل وإهراق الدم، ولم تُحفظ من ذلك أموالُ الناس ولا نفوسهم ولا أعراضهم، إلى أن جاء «الراجا رنجيت سنغ» وأخضع جميع طوائف السيخ وفصائلهم لحكمه، فأحكم السيطرة على البنجاب كلها وأقام الحكومة المركزية فيها.

إن قاديان والمناطق المجاورة لها كانت تخضع لولاية أجدادنا، لذلك اضطر أجدادنا في عصر حكم الطوائف للخوض في معارك كثيرة ضد السيخ. وطوائف السيخ التي اضطر أجدادنا لمجابهتها تُعرف بــ «رام غرهي» و»كنهيا» حيث كانت ولاية قاديان محاذية لمناطق خاضعة لسيطرتهما. استطاع مرزا «غل محمد» جد والد المسيح الموعود الحفاظ على ولايته من هجمات السيخ إلى حد ما إلا أن عديدًا من القرى قد خرجت من سيطرته رغم كل محاولاته. ولكن بعد وفاته – التي كانت في 1800 غالبًا – وفي عهد ابنه مرزا عطا محمد وقعت سريعًا تحت سيطرة السيخ المناطقُ المجاورة لقاديان وأخيرًا قاديان أيضا، واضطر مرزا عطا محمد للخروج من ولاية متوارثة من أجداده، واتجه نحو منطقة «بيغووال» الواقعة إلى جانب آخر من نهر «بياس» وحلّ ضيفًا على رئيس هذه المنطقة «سردار فتح سنغ أهلوواليه» الذي كان رئيس طائفة «أهلوواليه» من السيخ وكان يتمتع بنفوذ كبير في ذلك العصر – والراجا الحالي في كفورثلة أيضا من سلسلته – لقد مات مرزا عطا محمد في «بيغووال»مسمومًا على يد أعدائه بعد انتقاله إلى هناك بـ 12 عامًا.

أقول: لقد احتلّ «جسّا سنغ» رئيس طائفة «رام غرهي» من السيخ أو بعض متبعيه قاديانَ في عام 1802 غالبًا. فلما مات «جسّا سنغ» في عام 1803 سيطر على معظم مناطقه ابنُ أخيه «ديوان سنغ»، بينما ظلت طائفة «رام غرهي» محتلةً قاديانَ تحت حكم «ديوان سنغ» لمدة 15 عاما، وبعد ذلك هزم «الراجا رنجيت سنغ» طائفة «رام غرهي» وسيطر على جميع مناطقها في عام 1816م. وبعد ذلك في عام 1834 أو 1835 تقريبًا أعيدتْ لجدنا مرزا غلام مرتضى عقاراتُ قاديان من قبل الراجا رنجيت سنغ ، وهي الفترة التي واجه فيها جدّنا مصائب كبيرة.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد بدأ السير «ليبل غريفن» تأليف كتاب Punjab Chiefs أي «أمراء بنجاب» بإرشاد من حكومة البنجاب ثم ناب عنه في إكمال هذا الكتاب ومراجعته «مستر ميسي» و»مستر كريك» الذي صار الآن عند وقت صدور الطبعة الثانية لهذا الكتاب «سير هنري كريك» ويعمل حاليًا عضوًا في وزارة الداخلية في الهند. وقد ورد في هذا الكتاب عن عائلتنا كما يلي:

«في السنة الأخيرة من عهد الملك المغولي بابر أي في عام 1530م ورد في البنجاب أحد المغول واسمه هادي بيك من سكان سمرقند بعد أن هاجر منها واستوطن في محافظة غورداسبور. كان هذا الشخص مثقفًا ومتعلمًا نوعا ما. وعُيِّن قاضيا على 70 قرية حول قاديان. ويقال عنه أنه أسس قرية قاديان، وسماه إسلام بور قاضي الذي أخذ يتغير ويتغير حتى صار قاديان. ظلت هذه العائلة تتبوأ مناصب محترمة إلى أحقاب طويلة في عهد الحكومة المغولية ولكنها في عهد ازدهار السيخ تعرضت للإفلاس الكبير. ظل مرزا غل محمد وابنه مرزا عطا محمد يتحاربان مع فصيلين للسيخ «رام غرهي» و»كنهيا» اللذين كانا مسيطرين على المناطق المجاورة لقاديان، وفي نهاية المطاف فقَدَ عطا محمد جُلَّ عقاراته وسكن في جِوار «سردار فتح سنغ أهلوواليه» في منطقة «بيغووال» وعاش هناك 12 عاما متمتعًا بالأمن والأمان. وبعد وفاته دعا المهاراجا رنجيت سنغ – الذي سيطر على جميع عقارات فصيلة السيخ «رام غرهي» – مرزا غلام مرتضى إلى قاديان وأرجع له جزءًا كبيرًا من عقارات أجداده فتوظف مرزا غلام مرتضى في جيشه مع جميع إخوته وقدم خدمات محترمة على حدود كشمير وفي أماكن أخرى كثيرة.

ظل مرزا غلام مرتضى يقدم خدماته العسكرية في عهد «نونهال سنغ « و»شير سنغ» وفي عصر حُكمِ قَصْرِ لاهور* أيضا. وفي عام 1841 أُرسل مرزا غلام مرتضى مع الجنرال «ونجورا» إلى «مندي» و»كلو» أيضا، كما عُيّن قائدًا لكتيبة جيش في عام 1843 وأُرسل إلى بيشاور. ولقد أدى خدمات بارزة في المفسدة الحاصلة في منطقة «هزاره»، كما ظلّ وفيًا لحكومته واشترك من قبلها في مكافحة حالة التمردّ  التي حدثت في عام 1848. ولقد أدى أخوه غلام محيي الدين أيضا خدمات نزيهة في هذه المناسبة. فلما كان «بهاي مهاراج سنغ» ذاهبًا مع جيشه إلى «ملتان» لمساعدة «ديوان مولراج» حثَّ غلامَ محيي الدين وبعضَ الإقطاعيين الآخرين مثل «لنغر خان ساهيوال» و «صاحب خان توانه» فانضموا إلى جيش «مصر صاحب ديال» وحاربوا المتمردين فهزموهم، ولم يجد المتمردون للفرار طريقًا غير طريق نهر «شناب» حيث مات ستمئة منهم غرقًا.

عند إقامة الدولة الموحدة الهندية أُخِذت من هذه الأسرة جميعُ عقاراتها إلا أن مرزا غلام مرتضى وإخوته ظلوا يأخذون تقاعدية قدرها 700 روبية، كما تم الاعتراف بحقوق هذه العائلة على قاديان وبعض القرى المجاورة لها.

لقد قدمت هذه الأسرة خدمات بارزة أثناء مفسدة 1857م، حيث أدخل مرزا غلام مرتضى الكثيرين في الجيش، وكان وابنه مرزا غلام قادر أيضا في الجيش في عهد الجنرال نكلسون حين قضى في مكان «تريموغهات» على المتمردين من كتيبة المشاة «نيو انفنتري» الذين كانوا قد هربوا من سيالكوت. لقد منح الجنرال نكلسون لغلام قادر شهادةً كتب فيها أن أسرتَه كانت أكثر أُسَرِ قاديان -بمحافظة غورداسبور- وفاءً مع الحكومة أثناء مفسدة 1857م.

Share via
تابعونا على الفايس بوك