على شفا حفرة الحرب العالمية الثالثة

على شفا حفرة الحرب العالمية الثالثة

التحرير

  • التحذير من حرب عالمية ثالثة
  • سبيل الدعا لتفادي الدمار
  • بلاء دمشق وتدخل القوى العالمية
  • غفلة المسلمون عن تعاليمم الدينية

__

لم يدخر أمير المؤمنين نصره الله جهدا في التحذير من حرب عالمية ثالثة وذلك خلال الكلمات التي ألقاها في دور البرلمانات في أوروبا وأمريكا ومحافل أخرى على امتداد الخارطة العالمية. إلا أنه في خطبة الجمعة التي ألقاها في الثالث عشر من سبتمبر هذا العام زاد الأمر توضيحا حيث استهلها مؤكدا على أن الظروف العالمية تتحرك إلى الدمار بسرعة هائلة، وتحديدا الظروف السائدة في سورية، بل في البلاد العربية. إذ يمكن أن تؤدي إلى دمار شامل وخطير، وأضاف أنه إذا ما تورطت القوى الخارجية في الحرب في سورية فلن يواجه الدمارَ العالـمُ العربي فقط، بل ستتوسع رقعته إلى البلاد الآسيوية. ثم عقب حضرته أن حكومات البلاد العربية والقوى الكبرى لا تدرك أن هذه الحرب لن تقتصر على سورية فحسب، بل يمكن أن تصبح فتيلا للحرب العالمية الثالثة.

ومن ناحية أخرى دعا حضرته أفراد الجماعة إلى أن يكثروا من الدعاء لإنقاذ العالم من هذا الدمار، حيث لا يسعنا إلا أن نحذِّر العالم والقوى الكبرى من تلك النتائج الخطيرة، وهذا ما نفعله بين حين وآخر. وحذر حضرته الساسة الذين يثنون على ما يقوله ويؤيدونه فيه إلا أنه عندما يأتي وقت العمل بالنصائح التي أسداها حضرته تتغير أولويات القوى الكبرى. وأكد أننا نفعل كل ما في وسعنا فعله، إلا أن السلاح الحقيقي في يدنا لجذب أفضال الله تعالى هو الدعاء.

فكما أنزل الله إلهاما إنذاريا بحق سورية “بلاء دمشق”، نسأله عز وجل أن يحقق الإلهامَ المبشِّر حيث خاطب المسيح الموعود “يدعون لك أبدال الشام وعباد الله من العرب” وبذلك يهيِّئ لهم الأمن والأمان.

ثم تطرق حضرته إلى إلهام تلقاه المسيح الموعود عليه السلام، ونصه “بلاء دمشق”. وذكَّر بما قاله الخليفة الثاني رضي الله عنه أنّ هذا الإلهام تحقق في عام 1925 حين تعرّضت دمشق لقصف الفرنسيين، حيث قُتل آلاف، وتهدمت البنايات التاريخية، ولم تتعرض دمشق لمثل هذا من قبل.

ثم عقب حضرته بأن ذلك البلاء الذي أدّى إلى خسائر فادحة قد حل مرة أخرى وبيد المسلمين أنفسهم ولا تزال سورية تدمَّر من أدناها إلى أقصاها منذ سنتين ونصف تقريبا، فالجيش النظامي يقتل المواطنين والمواطنون يقتلون الموالين للحكومة، بمن فيهم عناصر الجيش وغيرهم. العلويون يقتلون أهلَ السنة وأهلُ السنة يقتلون العلويين. والجميع يدّعون بأنهم يؤمنون بالنبي نفسه. وقد انضمّ الإرهابيون إلى صفوف معارضي الحكومة من العامة الذين هم من أهل السنة. وستظهر سريعا الأضرار التي تصيب البلد من هؤلاء الإرهابيين. باختصار، من المؤسف أن هذا البلاء الذي أتى هذه المرة يتخذ سمة خطيرة ويتأزم، وهؤلاء لا يعرفون أنهم نتيجة ممارستهم المظالم ضد بعضهم والتعارك يُضعفون أنفسهم -حيث يرتكب المواطنون المظالم باسم الحرية، كما ترتكب الحكومة المظالم باسم إحلال الأمن- ويتيحون الفرصة للقوى العظمى حتى تتدخل في شؤونهم وتحقق مصالحها بحجة إقامة السلام والقضاء على الظلم.

لكن هذه القوى العظمى لا تعرف أن هذه المساعي والجهود قد تؤدي إلى تدمير العالم كله؛ فبعض الحكومات الكبرى والإقليمية تؤيد موقف سورية أو تساعدها، ومعظم الحكومات الأخرى تدعم وتساند المعارضة. فهذه الأوضاع أدَّت إلى خطر كبير، لكن الأسف على المسلمين الذين يدَّعون العمل بالتعليم الذي قال الله بحقه إنه قد بلغ الكمال، كما يدَّعون الانتماء إلى أمة وصفها الله بـ“خير أمة”، ولكنهم لا يقومون مطلقا بعمل الخير في العصر الحاضر!  فلم تبق لديهم مواساة ولا يعملون بأي جزء من التعليم الإسلامي العظيم. وقد تلاشت عندهم الغيرة إذ يطلبون المساعدة من الأغيار لقتل إخوتهم المسلمين!!!

عزيزي القارئ بهذه السطور نكون قد مهدنا لك الطريق لمطالعة هذه الخطبة التاريخية داخل هذا العدد. وندعو الله عز وجل أن يرحم الأمة الإسلامية قاطبة من أي دمار. فكما أنزل الله إلهاما إنذاريا بحق سورية “بلاء دمشق”، نسأله عز وجل أن يحقق الإلهامَ المبشِّر أيضا حيث خاطب المسيح الموعود “يدعون لك أبدال الشام وعباد الله من العرب” وبذلك يهيِّئ لهم الأمن والأمان. كما ندعوه أن يتقبل أدعية حجاج بيته الحرام بهذا الخصوص … ويجعل الشعوب العربية الإسلامية قادة وأفرادا يدركوا مسئولياتهم. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك