جماعة "منكري فضل النبوة" يحرضوننا على ترك الإسلام!!

جماعة “منكري فضل النبوة” يحرضوننا على ترك الإسلام!!

التحرير

قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون؟

نشرت إحدى الجرائد التي تصدر في لندن مقالا لأحد الملات.. المحسوبين من علماء المسلمين في آخر الزمن. يطلب من الأحمديين أن يرجعوا عن كل معتقداتهم الخاطئة. وينضموا إلى جمهور الأمة المسلمة في إجماعهم العقائدي .. وإلا فعليهم أن يتقبلوا قرار الأغلبية في برلمان الباكستان. ويتصرفوا بوصفهم غير مسلمين.. أي لا نقوم بأي عمل من الأعمال المقررة في الإسلام.

وهذا مطلب ليس بجديد من جماعة (منكري فيض النبوة). فلطالما كان أمثالهم من الملأ الذين استكبروا يطلبون ذلك من الأنبياء ومتبعيهم. لقد حكى لننا القرآن المجيد قول هذا الفريق المنكر المستكبر:

لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا.. .

وجوابنا البسيط القاطع على “منكري فضل النبوة” هو نفس الجواب الذي سجله الله لنا في القرآن على لسان نبيّه شعيب

…قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا.. .

فبعد أن هدانا الله في هذا العصر للإيمان بالإمام المهدي المحمدي، الذي أخبرنا عنه ونسبه إلى نفسه سيدنا المصطفى محبة و تقديرا له بقوله “مهدينا”. وحثت المسلمين على أن يقرئوه منه السلام مودة وتشريفا، وتعبيرا عن مقامه وقربه من خاتم النبيين ..

وبعد أن وفقنا ربنا إلى تصديق من شهدت بصدقه السماوات والأرض، وظهرت له آيات بينات، وتحققت له نبوءة المصطفى بخسوف القمر وكسوف الشمس..

وبعد أن بُسِط لنا “حبل الله” الذي وحّدنا وجعلنا كالبنيان المرصوص..

بعد أن أكرمنا الله تعالى كل هذا الإكرام، من المحال أن نرفض سيدنا غلام أحمد، المطيع العظيم للمصطفى ، وخادمَ شريعته، ومسيحه الموعود، والإمام المهدي الذي بشّر به أمته.. ذلك أننا نحب سيدنا محمدًا، ونحب القرآن الكريم، وتزدهر فينا الحياة بهذا الحب، وسنلقى الله بهذا الحب.

أما فيما يتعلق بمعتقداتنا فيعلنها مؤسس الأحمدية بكلماته هذه:

“وأما عقائدنا التي ثبتنا الله عليها، فاعلم يا أخي، أنا آمنا بالله ربًا، وبمحمد نبيًّا، وآمنا بأنه خاتم النبيين، وآمنا بالفرقان أنه من الله الرحمن، ولا نقبل كل ما يعارض الفرقان، ويخالف بيناته ومحكماته وقصصه، ولو كان أمرًا عقليا، أو كان من الآثار التي سماها أهل الحديث حديثا، أو كان من أقوال الصحابة والتابعبن.. لأن الفرقان الكريم كتاب قد ثبت تواتره لفظا لفظا، وهو وحي متلو قطعي يقيني، ومن شك في قطعيته فهو كافر مردود عندنا ومن الفاسقين. والقرآن مخصوص بالقطعية التامة، وله مرتبة فوق مرتبة كل كتاب وكل وحي. ما مسّه أيدي الناس، وأما غيره من الكتب والآثار فلا يبلغ هذا المقام. ومن آثر غيره عليه فقد آثر الشك على اليقين” (تحفة بغداد).

“لا يدخل في جماعتنا إلا الذي دخل في دين الإسلام، واتبع كتاب الله وسنن سيدنا خير الأنام وآمن بالله ورسوله الكريم الرحيم، وبالحشر والنشر، والجنة والجحيم، ويَعِدُ ويُقِر بأنه لن يبتغي دينا غير دين الإسلام، ويموت على هذا الدين.. دين الفطرة.. متمسكا بكتاب الله العلام، ويعمل بكل ما ثبت من السنة والقرآن وإجماع الصحابة الكرام. ومن ترك هذه الثلاثة فقد ترك نفسه في النار، وكان مآله التباب والدمار.” (مواهب الرحمن)

ربما يعتقد هذا الملّا -بعد رفضه مهدي أمة محمد، والإصرار على تكذيبه.. أنه يستطيع الاعتماد على شهادة من برلمان باكستان .. يبرزها يوم الدين ليثبت بها أنه مسلم، وأن الله سوف يقبل هذه الشهادة منه؛ لكن المسلمين الأحمديين لا يحتاجون في إثبات إسلامهم و إيمانهم لأي شهادة من برلمان أو من جمهور، بل إننا نرتضي ونسعد بتعريف المسلم كما بيّنه الله ورسوله… اذا قال سيدنا المصطفى :

“بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ”، وقال : “مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ”.

فما دمنا بفضل الله ورحمته ننعم بذمة الله ورسوله فهذا يكفينا تماما.

يقترح علينا هذا المـُلا أن نقبل بأن نكون غير مسلمين؛ أو ننضم إلى جمهور الأمة الإسلامية ولا نعرف أية أغلبية يتحدث عنها المـُلا. هل يتحدث عن الأغلبية المفتتة إلى فرق .. كل منها يكفِّر الأخرى، وعلى المرء أن يثبت إسلام فرقته بحسب شروطهم، فإذا فشل في الاتفاق مع الفرق الأخرى ظل كافرا في نظرهم؟ ونستطيع أن نقدم أرتالاً من الفتاوى التي أصدروها بتكفير بعضهم بعضا.

إذا كان الملا يظن أنه من الأمة المسلمة المتحدة ..فلماذا هم مهمومون ومهانون بأيدي غيرهم؟

أمّا مطلبهم بأن نتصرف كغير مسلمين فهو مطلب فظيع  شنيع. يتعذر التعبير عن مدى انحطاطه. هل يريدون منا أن نتبرأ من لا إله إلا الله.. محمد رسول الله؟ هل ينصحوننا بأن نترك الصلاة والصوم، ونُعرض عن القرآن وسُنة خير الأنام؟ وهل يسعدون لو فعلنا ذلك؟ ألا فليتأكدوا أنهم لن يذوقوا منا طعم هذه السعادة أبدا.

ونتساءل: هل هؤلاء المحرضون لنا على ترك أركان الإسلام.. لا يزالون -بعد ذلك- مسلمين محبين للإسلام ورسول الإسلام. ومجاهدين في عصابات ختم النبوة؟

إنا لله وإنا إليه راجعون!

قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ؟

من العجيب أن الشيعة الذين لا ينفكون عن لعن أمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين، والذين لهم كلمة إيمانية مختلفة، وقرآنهم ذو الأربعين جزء مع مهديهم المستور، وعبادتهم وأذانهم مختلف.. لا يزالون رغم كل ذلك -مع هذا المـُلا- داخلين في جمهور المسلمين!!

عفوا يا جناب المـُلا.. لا نستطيع العمل بنصيحتك المهلكة، ولا ننضم لهذا الجمهور من المسلمين الذي يتقبل مثل هذه المعتقدات.

نود أن نبقى في الطريق الذي وصفه سيدنا المصطفى بقوله “مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي”. نحن سعداء بأن نكون “الملّة” التي استثناها سيدنا المصطفى بقوله “إلا واحدة” مبشرا إيانا بالجنة، وأخبر أن الفرق الاثنتين والسبعين الأخرى كلها في النار.

نحن سعداء بأن نكون مصداق قول الله تعالى

وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ .

نحن سعداء لأن الله يقول لنا

وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .

ولسوف نضحي بكل ما في الدنيا من أجل الإسلام. ليس على الأرض قوة تستطيع أن تفصلنا عن الإسلام وعن نبي الإسلام.. والتاريخ شاهد على ذلك.

التقوى

Share via
تابعونا على الفايس بوك