ليتكم تفيقون

ليتكم تفيقون

تحت عنوان “ذلكم الإمام المهدي” أخرجت مؤسسة البصائر للتراث الإسلامي (الشيعي) كتابا يتحدث عن مستقبل الأمة الإسلامية والعالم.. عندما ينفتح الباب ويخرج المهدي من السرداب.

  • وتساءل الناشر: هل يمكن أن تستمر البشرية على ما هي عليه: التّيه من جانب، والظلم والاستعباد من جانب آخر، والتخلف والتبعية من جانب ثالث، والقلة المؤمنة من جانب رابع؟

)صدق. فمن ياترى هذه القلة المؤمنة في نظره؟).

  • وأجاب على تساؤله بأن رسالة السماء تقول: “إن الإمام المهدي هو الرجل الذي ادّخره الله لهذا الهدف”. )وهذه للأسف عقيدة شوهاء تولدت في أذهان المسلمين سنّة وشيعة ..إذ يرون أنه سيأتي وقت يحتاج العالم فيه إلى إصلاح. فادّخر الله -سبحانه- لهذا اليوم شخصا.. وضعه في مخزن خفي لقرون طويلة.. كي يخرجه ويستخدمه عند الحاجة. ما قدروا الله حق قدره.. تعالى الله الخلاق العليم عن ذلك. لقد أرسل في كل أمة رسولا..فما الذي يمنعه اليوم من أن يبعث رسولا؟ وما الذي يضطره للادخار فيضع أحدًا في خزانته كما يفعل البشر العاجز؟.

أهل السنة -سامحهم الله- يرون المسيح بن مريم الناصري مدّخرًا في السماء لينزل بعد قرون طويلة لإصلاح أمة سيد المصلحين وصفوة الخلق وإمام الأنبياء.

والشيعة -هداهم الله- يرون أن الله استطاع أن يخلُق اثني عشر إماما..ثم توقف عن ذلك. وادّخر آخرهم. لأن ميزانية الخلق قد فرغت!! ادخر طفلا صغيرا في الخامسة. فأودعه سردابا ليخرج منه وقد كبُر ونضُج وتطوّر وصار إماما مهديا؟ ولعل فكرة أهل السنة -على سخفها وقُبحها..أكثر معقولية من تخزين طفل صغير. هذا بالطبع..لو أمكن لعقل سليم أن يقبل هذه الترهات!!

  • ثم قدم الكتاب للقارئ هذا الطفل المهدي، الذي تولى الإمامة في سن الخامسة (!) بعد وفاة أبيه عام 260 هـ، وذكر غيبته الصغرى بمجرد أن ورث الإمامة، وأشار بإيجاز إلى سفرائه الأربعة.. الذين أعطاهم الطفل وكالة رسمية لتصريف أمور الإمامة نيابة عنه.

)وقد يتعجب أحد: هل تصح الوكالة من طفل أم لا؟..فنذكره أنه ليس طفلا عاديا. بل هو إمام معصوم وارث للإمامة منذ ولادته -بمفهوم النصاري عن وراثة الإنسان للخطية ويولد بها- خلافا لسنة الله مع الأنبياء الكرام.. وعلى رأسهم نبينا الأكرم ).

  • وبالطبع لم يره أحد في غيبته الصغرى..سوى سفراؤه – (ولا بد أنهم أيضا معصومون. لأنهم ليسوا أصحاب مصلحة في ادعاء السفارة! –فقولهم صحيح 100% مهما كان غير معقول- وهكذا يعتقد النصاري في كتّاب الأناجيل.. فهم يكتبون بالوحي. وقوله مقدس وصحيح100% مهما كان قربُه أو بعده عن المعقول): ثم دخل المهدي في الغيبة الكبرى عام 329هـ ودخل سرداب الغيبة في سامراء، ولا يزال هناك لم يره أحد حتى يخرج!

(طبعا ما كان ممكنا أن يستمر السفراء في التحدث باسم المهدي إلى الأبد . فوجدوا مخرجا لهم في أسطورة السرداب وتصبح المسألة مشكلة لمن بعدهم وعليهم أن يجدوا لها حلاً. ودخلت عقول الناس معه في السرداب. ولا تزال هناك في ظلمات لذيذة. ولا يبدو أنها ستخرج منها حتى النهاية..إلا من رحم ربي فتسلل هاربا من هذا السجن الفكري).

  • وعندما يخرج المهدي السردابي سيعرفه الناس بصفاته، ولذلك قدمها لنا الكتاب على هيئة حديث نسبه إلى رسول الله جاء فيه: أن المهدي يشبه موسى لأنه خائف يترقب، ويشبه عيسى لأن البعض يغالي فيه والبعض يكذبه، ويشبه يوسف لأنه مسجون داخل السرداب، ويشبه محمدا لأنه يسير بسيرته. ولا أدرى كيف يمكن معرفة شخص بهذه الصفات الواسعة الفضفاضة التي ليس لها حدود، ويمكن أن يدّعيها ألوف من الناس.

(ما أشد جرأة هؤلاء الناس الذين ينسبون إلى النبي أقوالا كاذبة.. لا تليق بمقامه وحكمته وجوامع كَلِمه.. لمجرد أن يؤيدوا أفكارهم الغثة المتهافتة الركيكة اللامعقولة)

  • ويريد الكتاب من الناس أن يتشبّهوا به في هذه الصفات فيقول: فلو توفّرت بعضها لدى الواحد منا، فإن يستطيع أن يقول: أنا أيضا شبيه بجندي من جنوده، وأنه صالح لأن يكون جنديا ثائرا من جنود المهدي الصغير.

(وكيف التشبه به؟ هل يسير المرء خائفا يترقب. أم يدخل أحد السجون برغبته. أم يطلب من الناس المغالاة فيه أو تكفيره؟ أم يتشبه مثلَه بمحمد..وهل رأى عاقل هذا المهدي ليذكر للناس وجه شبه فيه بمحمد صلى الله عليه وسلم).

  • وقال الكتاب: عندما يخرج -أي المهدي السردابي- سيقاوم ويجاهد، ويقاوم بالسلاح ويقاتل حاملا سيفه صارخا “أنا المهدي المنتظر”، أنا السيف المنتقم!

(يا ترى. هل دخل السرداب ومعه سيف. أم سيأتي بسيف خاص؟ وممن سينتقم ويحارب بهذا السيف؟ لقد انتهى الأمويون والعباسيون الذين اضطهدوا وفر منهم إلى السرداب! الأمة المريضة بحاجة إلى طبيب لا إلى مقاتل فر عند أول لقاء. ومن يقف ويقاتل كما فعل سلفاه الأولان: هذا بالطبع إذا كان مثلهما في إمامته).

  • وقال: أنصاره 313 بعدد أفراد موقعة بدر. من كافة أصقاع الأرض.. من العراق والبحرين ومكة وإيران ومن كل الأمة. وبهذا الجيش العالمي سوف يحارب المهدي.

(لا تنسوا أنه عندما فرّ من الميدان واختفى كان أتباعه أكثر كثيرا من 313. وكان عدوه أضعف كثيرا من القوى العظمى التي على الأرض الآن: فربما يمر داخل السرداب بمراحل تطور خاصة.  ويتلقى تدريبات متقدمة، يخرج بعدها متصفا بصفات لم تكن فيه من قبل. ولم تكن في سلَفَيه الشهيدين: الحسين وعلي).

  • وقال : سيذهب إلى كل صالح؛ ويلتقط أصحابه كما يلتقط الطير الحَبّ الجيد من الحب الرديء.

(يعني سوف يبحث عن جنوده فردا فردا في زحمة هذا العالم).

  • وقال: إن انتظار خروجه أفضل الأعمال..لأنه انتظار للفرَج. والانتظار -في رأى الكتاب الثوري- هو العمل الإيجابي..كما ينظف المرء بيته في انتظار قادم عزيز.

)ليت شعري. إذا نظفت الأمة بيوتها. وصار أفرادها جنودا يشبهون المهدي في صفاته..فما ضرورة أن يخرج إليهم هذا المذعور الذي اختفى في باطن الأرض من حكومة العباسيين؟).

  • ثم يذكر الكتاب سوء الأحوال وقوة الأعداء، ولكنه لا يقبل اليأس ويقول: فلننظر ما نقدم لغَد المهدي، يوم يتساقط الحكام كما تتساقط أوراق الشجر الذابل في فصل الخريف. ولننتظر ذلك اليوم الذي نكون فيه أئمة ووارثين بالعمل والجهاد وبالأمل المنجَز، فهذا وعد الله وسنته.

(ألا ما أغربها من أحلام؟ وأين سنّة الله في تخزين الأبطال في السراديب ليخرجهم على العالم محاربين؟ متى وقعت مثل هذه السُّنة؟ ليس على الأرض طبعا؛ وإنما في خيالات المخمورين وأحلام المخبولين).

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة من هذا الحلم.. حيث يبين لنا الكتاب كيف يكون الغائب المختفي إماما؟ والله ما نسخر بهذا القول من أحد.. بل نصرخ ونتألم لما وصل إليه حال المنتسبين إلى أمة النبي المصطفى الذي زكّى أصحابه وعلمهم الكتاب والحكمة ..وإذا بهؤلاء يسيئون إلى الأبرار، ويمسخون الكتاب والحكمة إلى أساطير الوثنيين وخرافات المجانين!! اللهم لك الحمد على نعمة العقل؛ اللهم فاحفظها علينا، واكشف عن القوم غطاءهم حتى يعود البصر إليهم والبصيرة.

يتبـع

Share via
تابعونا على الفايس بوك