هكذا احتفِلوا بالعيد

هكذا احتفِلوا بالعيد

التحرير

لم تستطع صديقتها الجديدة في المهجر رؤيتها وهي تئن تحت وطأة الهموم. فأخذت تزورها بكثرة وتحاول بألف طريق لمسح دموعها ومحو شقائها. جاءتها يومًا واقترحت عليها أن تحتفل بالعيد القادم معها في مكان يجتمع فيه أهل بلادها المهاجرون. فقبلت الاقتراح شاكرةً فرحةً.

جاء موعد العيدُ، ووصلت إلى المكان ونست همومها لبعض الوقت بلقاء أهل الوطن. ولكن الله تعالی أخفى لها مسرّة أكبر. فبينما كانت تحيِّي هذه وتقبل تلك وقع نظرها على ابنها الذي فقدته أثناء فرارها من البيت في الظلام حينما دهمه الظالمون. فلم تصدق عينها لأول وهلة وترددت، ثم اندفعت نحوه وأخذته في أحضانها تقبله وتضمه إلى صدرها الحنون مسرورة باكية.

هذه قصة واقعية لإحدى البوسنيات بإنجلترا اشتركت في احتفال العيد المنصرم في إسلام آباد بمقاطعة سري مع المسلمين الأحمديين الذين أتوا معهم بمئات المهاجرين البوسنيين من ملاجئهم في مختلف أنحاء إنجلترا وإسكتلندا وويلز.

وحادث مماثل وقع مع سيدة أخرى حضرت هذا الاحتفال. فما أن نزلت من الحافلة حتى رأت شيئًا لم تصدقه عينها. رأت أختها الصغيرة التي انفصلت عن العائلة أثناء فرارها من البيت في الوطن. فاندفعت إليها فتعانقتا وبکتا لشدة الفرحة وبكى معهما الحاضرون لروعة المشهد.

هكذا احتفل المسلمون الأحمديون بعيد الفطر المنصرم في معظم أنحاء العالم وخاصة في المملكة المتحدة والبلاد الأوروبية. لقد فعلوا ذلك امتثالاً لأوامر سيدهم ومولاهم المصطفى بأن المسلمين كجسد واحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له الجسد كله. كما لبوا بذلك نداء خاصا وجهه إمامهم سيدنا مرزا طاهر أحمد -أيده الله تعالى- في رمضان، لقد حضهم على إشراك إخوانهم البوسنيين المهاجرين في أفراح العيد وتخفيف معاناتهم بتقديم مساعدات معنوية ومادية.

هكذا احتفِلوا بالأعياد، أيها المسلمون. إذ أردتم أن يقبل الله أعمالكم، ويعيد عليكم العيد باليمن والبركات، ويعيد لكم أمجادكم الغابرة.  (المحرر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك