نداء من القلب

نداء من القلب

التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم

إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ

يُشاهد العالم بأسره اليوم انتفاضةً شعبية لا مثيل لها من قبل على أرض فلسطين المحتلة. انتفاضةً راح ضحيتها حتى الآن أكثر من مئتي شهيد وألوف من الأسرى والجرحى.

ورأينا أنه علاوةً على الدول العربية والإسلامية، فإنَّ كثيرًا من الدول الأجنبية قد قامت بإدانة إسرائيل على انتهاجها أساليب قمعٍ وتعذيب وحشية ضدّ السكان العُزَّل من أطفال وشيوخ ونساء. وطالب الجميع إسرائيل بالعدول عن هذا الأسلوب اللاإنساني الذي يستخدمونه من أجل إخماد لهيب الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيويني لوطنهم فلسطين.

ومن الجدير بالذكر، ونحن نُشاهد على شاشات التلفزيون ما يدور في الأراضي المحتلة، أننا نتساءل إلى متى ستبقى أمتنا العربية والإسلامية متفكِّكة إلى هذ الحدّ؟ وإلى متى سنبقى بانتظار ما سيفعله “شولتز” في المنطقة؟؟ ولماذا لا تكون المبادرة بأيدينا والقرار لنا؟؟؟ وإننا نشجب ونستنكر ما يحصل أمام أعيننا، فها هي حرمة القدس تُهتك أمام المسلمين، وتكتفي الأمة الإسلامية بالاحتجاج!!! وإدانة إسرائيل على فعلتها. بالطبع.. وإطلاق الشعارات، المسيلة للدموع!، و.. و.. وإلى ما هنالك من نداءات وتصريحات لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

أفما آن الأوان أيها الإخوان للاعتراف بفشل القيادة الإسلامية (إن كانت هناك قيادة إسلامية) والقيادة العربية اليوم في مواجهة إسرائيل عسكريًا، وتحرير القدس وإعادة الأرض العربية المغتصبة إلى أصحابها؟؟؟ أم ما زال عندكم أمل في الحصول على أسلحة متطوّرة تهزمون بها إسرائيل ومن خلفها أمريكا؟؟. أم أنَّ هناك طريق آخر؟؟.

وللإجابة على هذه التساؤلات يجدر بنا أن ننظر بعين الواقع والحقيقة لما يدور في عالمنا الإسلامي والعربي، ولن نستصعب التعرُّف على كل المؤشرات التي تدلنا على الحقيقة المرّة والقاسية. حقيقة تفرُّق وتشتُّت الأمة الإسلامية ومعها، وبدون جدال، الأمة العربية. ولا داعي هنا للخوض في أسباب هذا التفرُّق والتشتُّت، الذي جعل وللأسف الشديد من العرب والمسلمين مثالاً للشعوب المتخلفة.

وكما جاء في مستهل الكلام قوله تعالى:

إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ

فإننا نبقى مع الإمكانية أو الطريقة المؤدّية إلى الفوز والنجاة من مخالب التخلف والتشتُّت والانحطاط. وهي في مفهوم هذه الآية الكريمة الواضح والجلي، بأنَّ الله الكريم لا محالة ينصر ويؤّيد عباده المؤمنين ولا يدع الأعداء يتغلّبون عليهم. والحال كما تُدركون يدفعنا للنظر كمسلمين إلى كتاب الله الكريم، والتمسُّك به حتى لا نقع في الهاوية ونضلّ كما ضلَّ اليهود والنصارى، فإنّ هجر الدين والتمسُّك بالدنيا وزينتها لم يدعم ولا ليوم من الأيام، الأمة الإسلامية، ولم يكن وسيلةً في نجاحها ورقيّها، وإنما تمسُّك المسلمين بإسلامهم كان هو الدافع والحافز لتقدُّمهم وتفوُّقهم على مرِّ العصور.

والإسلام أيها المسلمون يأمرنا بتوحيد الصفوف وترك الخلافات والتمسُّك بكتاب الله وسنة رسوله، والتوجه دومًا إلى الله تعالى لطلب العون، والسعي المتواصل لإصلاح الأحوال. وقد وعد الله المؤمنين نصرًا من عنده، حيث جاء في كتابه العزيز قوله تعالى:

إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .

وقال تعالى أيضًا:

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ

وفي هذا وعدٌ من الله تعالى، والكلام موجّه هنا بالخصوص إلى إخواننا الفلسطينيين، إنّه تعالى سيورث الأرض لعباده الصالحين، فحريٌّ بكم أيها الإخوة الفلسطينيين أن تكونوا عبادًا صالحين في عين الله لترثوا الأرض، وذلك باللجوء إليه تعالى لا إلى زعماء الدول الذين ما سمعوا نداءكم ولن يسمعوه، وقد قال تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، وقال الله تعالى على لسان نبيه المصطفى كذلك “أَنَا عِنْدَ حُسنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي” فحريٌّ بنا، أيها السادة الكرام، أن نُحسن الظنَّ بإلهنا القادر على كل شيء.. ونعبده حقَّ عبادته حتى نكون أهلاً لعونه ونصرته، إنه هو نِعمَ المولى ونِعمَ النصير..

(التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك