الإسلام وأحدث البحوث الطبية

الإسلام وأحدث البحوث الطبية

إبراهيم الراوي

قوة الذكاء وتنمية تلافيف المخ

قبل ربع قرنٍ مضى كانت إحدى المجلات العلمية القاهرية (مجلة العربي – القاهرة عام 1964) تُكذِّب بعض الأحاديث النبوية الشريفة تحت عنوان (ليس كل ما في البخاري صحيح). ومن جملة المواضيع الني طرحتها المجلة: الحديث الشريف القائل “عليكم بالقرع فإنّه يقوّي العقل”. فقد قالت المجلة بأنَّ هذا الحديث غريب ولا يتفق مع الحقائق العلمية الحديثة، ولا علاقة بين أكل القرع وزيادة العقل.

وقد كنا نواكب الأحداث بصبرٍ وتريُّث حتى ظهرت الحقيقة الناصعة اليوم، عندما فُوجئ العالم بتصريح من علماء الطبّ البشري في ألمانيا، نُشر بجميع لغات الدنيا، حيث اكتشفوا مادةً جديدة في القرع لها تأثيرٌ عظيم في تنشيط الدماغ وتنمية تلافيف المخ، وزيادة قوة الذكاء والحيويّة الذهنيّة، وينصح العلماء الألمان اليوم بتعويد الطلاب منذ باكورة أعمارهم على الإكثار من تناول طعام القرع في وجبات غذائهم، كما يوصون كل العاملين في ميدان النشاط الذهني أن يُركّزوا على هذه المادة الثمينة في غذائهم، كما يُوصون الجهات المعنيّة بالمنتوج الزراعي للخضروات أن يهتمُّوا بإنتاج هذا المحصول المفيد للأجيال الصاعدة، خصوصًا ونحن في عصر العلم وتفتُّح العقول المفكِّرة أكثر من أي عصرٍ مضى في تاريخ البشرية الطويل.

وقد باشرت جميع الهيئات المشرفة على تغذية الطلّاب في ألمانيا بجعل مادة القرع أساسية في طعام الأقسام الداخلية لروضات الأطفال والطلاب على مختلف مراحل دراساتهم، وعلى مدار السنة، خصوصًا وأنَّ هذا المحصول الزراعي من الخضروات متوفر طوال شهور العام، لوجود أنواع متعدّدة من المحاصيل الصيفية والمحاصيل الشتوية.

وقد تفنّن المعنيون بتصنيع مادة القرع في أشكالٍ جديدة مختلفة محوّلةً إيّاها إلى أنواعٍ لذيذة من الحلوى التي يعشقها الأطفال ومن المربّيات وأنواع الأطعمة المجفّفة والمعلّبات والمقليّات.

وأمام هذا الاكتشاف العلمي الفريد يزداد الإسلام العظيم رفعةً وانتصارًا ليكون له السبق العلمي دومًا في أرجاء الأرض، حيث صرَّح بالحقائق والأسرار العلميّة الخفيّة قبل أربعة عشر قرنًا ليكتشف سرّها اليوم علماء الدنيا الجديدة في ميادين الطب الحديث، ثم يندهشون عند علمهم أنّ اكتشافهم قد سبقهم به منقذ الإنسانية ومعلم الأُمم والشعوب، محمد العظيم ،

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ .

  وأمام هذه الحقيقة يُطاطئ العلم الحديث أمام شريعة الإسلام السامية رأسه بكل إجلال ووفار مردِّدًا قول ربّ العزّة والجلال

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .

  ولقد كان العلماء إلى عهدٍ قريب يعتقدون أن (قدرة الذكاء) والنشاط الذهني (انتلجنس إنرجي) هي صفةٌ وراثيةٌ بحتة ومَلَكة ملهمة منذ الطفولة لا تؤثّر عليها المؤثرات. إلا أنَّ الحقائق العلمية اليوم أثبتت أنَّ عوامل كثيرة لها تأثير على زيادة نمو تلافيف المخ ورفع نسبة الذكاء والنشاط الذهني، ومنها الرياضة الفكرية وممارسة النشاط العلمي والتركيز الذهني وأنواع متعدّدة من المواد المحفّزة لخلايا الدماغ، وها قد ثبت لهم أخيرا العامل الأهم وهو بفضل الله وكرمه رخيص الثمن وسهل المنال، دلّهم عليه سيد الحكماء محمد

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .

  لقد لاحظ العلماء منذ زمنٍ بعيد ظاهرة انتقال القابليات الذهنيّة والذكائيّة عن طريق الوراثة وتواجد عوائل خاصة يحمل أفرادها ذكورًا وإناثًا صفات نادرة من قوة الذكاء والعقول المفكّرة والنشاط الذهني، ونجاحهم في شتى ميادين الحياة العلمية والمهنية والاجتماعية، كما لاحظوا أنّ كثرة تزاوج أبناء العائلة الواحدة من بنات نفس العائلة كبنات العم بالدرجة الأولى يسبّب ظهور ذريّة ضعيفة عقليًا وذكائيًا مع انخفاض محسوس في نسبة التركيز الذهني وسرعة الفهم وقوة الذاكرة مع انحطاطٍ في المستوى الدراسي والفشل الدراسي أحيانًا في شتّى المراحل الدراسية، وقد سبق الإسلام العظيم في هذا الميدان كل العلوم الحديثة عندما أمر أبناء الأمة أن يكفّوا عن الزواج من القريبات ويبحثوا عن بنات غريبات في قوله (غرِّبوا النكاح) وآمرًا القادمين على الزواج بالتعرُّف على عائلات وأسر مشهورة بصفاتٍ وراثية جيدة ومفيدة وبمستوياتٍ عالية خصوصًا القابليات الذكائيّة كأن تجد فتاة ذكية تقية شقَّ جميع إخوانها طريقًا واسعًا في ميادين العلم والمعرفة، هذه الصفات الوراثية ستُنقل إلى أبنائك فيدعون لك بالخير والمغفرة. وهذا يعني اجتناب الزواج بعائلات فشل معظم أبنائها في مراحل دراساتهم لحرمانهم من قابلية الذكاء العالي. وهنا يقف الرسول مخاطبًا الشباب في إنتاج أجيال قوية عن طريق اختيار الفتاة المناسبة قائلاً: “تَخيَّروا لِنِطَافِكُم فإنَّ العِرقَ دسَّاس”.

ملاحظة:

السبب في إضافة رقم واحد على الآيات القرآنية، أننا نبدأ عدد الآيات ببسم الله الرحمن الرحيم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك